أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - الإتفاقية الأمنية لضمان أمن قوى الاستغلال والنهب في المنطقة














المزيد.....

الإتفاقية الأمنية لضمان أمن قوى الاستغلال والنهب في المنطقة


حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)


الحوار المتمدن-العدد: 2353 - 2008 / 7 / 25 - 10:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الاتفاقية الأمنية المزمعة توقيعها بين الحكومة العراقية والأمريكية لا يمكن تبريرها بأنها ستملأ الفراغ الذي سوف ينجم عن انتهاء مفعول البند السابع من قرار الأمم المتحدة حول العراق بنهاية العام الجاري ، والذي يشرع لأمريكا وحلفائها لاحتلال العراق بتواجد قواتها العسكرية والأمنية على أراضيه.
وفق الاتفاقية المذكورة ، وقبل توقيعها ، حققت الولايات المتحدة انتصارا على غريمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الساحة العراقية ، بعزل السياسة العراقية عن الإيرانية، ، بالتفاوض مباشرة مع الجانب العراقي ، وجعل الحكومة العراقية طرفا ، بدل الوسيط في اللقاءات الأمريكية الإيرانية. وإن الاتفاقية ، وقبل توقيعها، وإعلانها، تعتبر تلميحا للجانب الإيراني بأن القوات الأمريكية هي سيدة الموقف بلا منازع في العراق. ولا يستبعد أن جرت مساومات بين مسؤولين إيرانيين وأمريكيين و عراقيين في هذه الأمور. و ما نية فتح سفارة أمريكية في طهران ،وإعلان مسؤولين في الإدارة الأمريكية عن ترجيح الحلول السياسية والضغوطات الدبلوماسية بحق إيران لثنيها عن الاستمرار في تخصيب اليورانيوم إلا لحفظ ماء وجه الجمهورية الإسلامية الإيرانية و عدم تجريعها كأس السم ، مثلما تجرعها الإمام الخميني بقبوله وقف النيران في الحرب العراقية الإيرانية. كما ترافقت هذه الواقف مع التوسط التركي بين سوريا وإسرائيل وبدءهما لقاءات سرية وثم علنية والاستمرار فيها في سبيل عقد معاهدة سلام على غرار اتفاقات السلام، و الاقتصادية والتجارية والثقافية بين دول عربية وإسرائيل. وكذلك منح حزب الله المزيد من السلطات اللبنانية مقابل الابتعاد عن مواجهة إسرائيل، والاستقلال عن السياسة الإيرانية.
كل هذه الخطوات التمهيدية كانت ضرورية لأمريكا لقناعتها أن لا نصر عسكريا ، ولا سياسيا، ولا دبلوماسيا يمكن تحقيقه على الإسلام السياسي المتمثل بالجمهورية الإسلامية الإيرانية ، والقوى الإسلامية الأخرى التي انقلبت على أمريكا ، مطالبة إياها بحصص أكبر، لكن أمريكا يمكنها المساومة والمشاركة مع هذه القوى في تقاسم الثروات والسلطات في المنطقة ، و الاتفاق على محاربة القوى التقدمية ، والاشتراكية ، والمدنية التي تناضل في سبيل تحقيق مطالب الجماهير المحرومة والكادحة في العدالة والرفاه والحياة الكريمة والحرة.
فأي إضعاف لقوى الظلام و التخلف يصب لصالح القوى اليسار التقدمي والاشتراكية، وهذا أمر يخيف كلا من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها، والقوى الرجعية في منطقتنا.
الحركات السياسية والاجتماعية القومية و اليمينية اللبرالية رغم الدعم المالي والسياسي، وحتى العسكري، لا تزال
ضعيفة، و غير راسخة الجذور في منطقتنا، و لايمكن للغرب الرأسمالي الاعتماد عليها لتحقيق أهدافه الاستعمارية .
الهدف من سياسة أمريكا، ويضمنها الاتفاقية المزمع فرضها على الحكومة العراقية، هو تقوية ما يسمى بالإسلام المعتدل، والمعادي للشيوعية والاشتراكية و حقوق الجماهير المظلومة.
فالحركات القومية والوطنية البرجوازية ، بما فيها اليسار التقليدي ، انتهى دورها ، ولم تعد تجدي نفعا لا للرأسمالية العالمية ، ولا بإمكانها تحقيق أي هدف وطني من قبيل تحقيق الرفاه والعدالة و دولة القانون . هذه الاتفاقية الأمنية هي ضمان لأمن التواجد الأمريكي ، وأمن الإسلام المعتدل الحليف للغرب والمساند لحكومة المالكي.

هذه الاتفاقية إقرار بانعدام البديل المقبول السياسي والاجتماعي عند الرأسمالية العالمية، ودليل على الأكمة العميقة للبرجوازية في المنطقة والعالم. فأمركا مضطرة لضمان أمن واستقرار حكومة المالكي ، ومواجهة معارضيها ، وذلك ببناء غوانتانامو جديدة في العراق ومعتقلات على الأرض العراقية. و هذه الحالة ليست خاصة بحكومة المالكي وحدها ، بل هي تشمل حكومة كرزاي في أفغانستان وحكومات أخرى موالية مسنودة من القوات الأمريكية. و ذاك دليل على أمريكا عاجزة على إيجاد نماذج لحكومات مستقرة في المنطقة ، لذلك تلجأ لخلق حكومات إسلامية وقومية مروّضة ، وبناء سجون لمعارضيها .
فحكومة المالكي ، وأية حكومة موالية لأمريكا في العراق تواجه خطرين ، خطر انتفاضات غاضبة من الجماهير المحرومة التي تشعر بأنها خُدعت ، وهضمت حقوقها بعد سقوط النظام البعثي ، وتطالب بحياة أفضل ، وخطر الإسلام " القومي" و
السياسي المقاوم المطالب بحصة أكبر من كعكة إسقاط النظام البعثي. وهذا الخطر الأخير يمكن لأمريكا معالجته ، والتساوم مع القوى الرجعية والظلامية و محاربة العدو المشترك المتمثل بالقوى المطالبة بحقوق الجماهير ، والمناضلة في سبيل تحقيق أهدافها الإنسانية الشريفة، وهذه القوى التقدمية خطرها جدي على أمريكا والغرب ، ولا يمكن المساومة معها. وهناك أمثلة عديدة على ترجيح قبول الغرب لقوى دينية رغم عدائها الهستيري ، وشعاراتها النارية ضد الامبريالية والصهيونية،
على القوى اليسارية والاشتراكية.
فهذه الاتفاقية ألأمريكية العراقية ، لن تفيد سوى العصابات والمافيات السياسية لأنها تعتبرها سوقا مربحة ، وبورصة هائلة تدر عليها بالسحت الحرام ، على حساب مصالح الجماهير المظلومة، و هي مشروع سياسة قمع مستقبلية بحق كل التقدميين والاشتراكيين المطالبين بحق المرأة والعمال و الكادحين والمحرومين في العراق ومنطقتنا.
‏24‏/07‏/2008



#حميد_كشكولي (هاشتاغ)       Hamid_Kashkoli#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث قصائد للشاعرة الفنلندية أديت سودرغران ( 1892_ 1923)
- حين تنسف مدفعية الأخوان المسلمين أوثان القوميين
- أمريكا الصغيرة / قصيدة لبابلو نيرودا
- صهيل الأفق الأحمر فوق نهر - مالمو -
- من قصائد قرّة العين(1815_1852)
- يا ابني! للشاعر الشيلي بابلو نيرودا
- أي ّ عهد من دول ساهمت بتدمير العراق وشعبه؟
- يا بني ّ ، يار - الحبيب-!
- في الذكرى الستين لتأسيس إسرائيل
- في رثاء فروغ فرخزاد
- ألسنة الآلهة، وألسنة الملوك
- فيكتور هوجو.. ارتباط الأدب والسياسة
- نيران فتنكم تحرق الأبرياء
- الِزْمو وو .. حرامي !!!!!
- الحجاب و حرية الملبس
- حمّالة الأقاصي
- - الغجرية- قصيدة لأديث سودرجران
- نبوءة قصب الأنين
- الرفيق كاسترو و الروح الثورية المتّقدة
- من قتل بي نظير بوتو؟ سيبقى الجواب واسعا


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد كشكولي - الإتفاقية الأمنية لضمان أمن قوى الاستغلال والنهب في المنطقة