أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - تعاسة الاغبياء














المزيد.....

تعاسة الاغبياء


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 2351 - 2008 / 7 / 23 - 11:42
المحور: الادب والفن
    


ما بال هؤلاء الاغبياء ينظرون الي نظرات غريبة ؟ ..... ألست انا ابنة الشهير الذي ركعوا ويركعوا جميعا تحت اقدامه ليتعلموا منه القيم والمبادئ الانسانية النبيلة؟.... فما بالهم اليوم يحاولوا النسيان من نحن؟ ... ولماذا تبدلت نظراتهم الينا؟......
ما اذيت يوما احد ... ولم اسرق من احد .. ولم اتحايل على احد .. لم اتغير الا بجسدي ، الذي انتفخ ببطئ !! وظل ينتفخ الى ان انشطر الى اثنين .. انا وثانية ..
نعم هنالك فرق بين حجمينا،  ولكنني لست بمسؤولة عن هذا الفرق .. لقد اخذت نصيبها من الحجم واخذت نصيبي، فليس ذنبي اذا كان نصيبي الاكبر . المهم انني لست بقاسية عليها ... ها انا احاول اطعامها حتى تكبر وتصل الى حجمي ، وربما تأخذ نصيبا اكبر مني وافضل ...
افضل ؟؟ وهل هي افضل مني حتى يكون لها الافضل ؟؟ هي ليست افضل مني على الاطلاق، لمجرد انها قد انفصلت عني! . فأنا قد صنعتها ... نعم ، أنا صنعتها بفضل الدكتاتورية ! ...هذا الجائر الذي اغتصبني باسم الحب ليغرز فيّ عورته ويزرعها في احشائي ويرحل عني بالف حجة وحجة .. اقترب ليغتصب ربيعي السادس عشر باسم الحب والسعادة الابدية .. كان فنانا في تصويره لدنيا التمدن والحرية .. مثل الانسانية والرجولة حتى حسبته معلما كأبي، فذهبت استمد المعرفة بالحياة الحقيقية منه ايضا، الى ان جاء بالدرس المشؤوم عن الحب ... اصغيت .. اصغيت ثم اصغيت حتى ثملتني كلماته . سحب يديّ ليحسسني بقلبه المحب ويسعدني اكثر بقربه و... سحب جسدي الصغير ليسجنه بين قبضات يديه والباقي من جسده ... حاولت الافلات من هذا السجن اكثر من مرة ولكنه كان يشدني اليه بقبضاته القوية وكلماته الرقيقة والتي ارغمتني على الرضوخ .. لاتخافي ياحبيبتي فانا من احبك من كل قلبه .. لا احد يمكنه ان يحبك مثلي .. ساجعلك سعيدة الى الابد ..
ايتها التعيسة .. هل ستصدقين يوما اذا قال لك رجل احبك او ساجعلك سعيدة ؟؟؟ ايتها التعيسة ، ساعلمك كيف تعشقي تعاستي حتى تضحكي على ذقونهم اذا قالوا لك ذلك .. فمن الغباء ان تصدقيهم ..
هذا الوغد الذي جعله القدر ابا لك، سرق السعادة مني والى الابد عندما اشعل نار جهنمه في جسدي وانا بين الاغماء واللاوعي . وعندما افقت من ذهولي بكيت تعاستي دون ان اعي عمق الفاجعة ... ووجدته يسخر من ضعفي ويصفعني واصفا اياي بالبليدة ، لان المرأة لا تكتمل الا اذا ترك الرجل اثاره على جسدها ... فما بالي ابكي وقد اغرقني معلمي الراشد بآثاره بعد ان اقتحمني كالفارس !!. عدت وخجلت من بكائي بعد ان ثار بكلماته وصفعاته على وجهي ليجعل من نفسي المذنبة وهو الضحية .  نعم يا تعيستي ، خجلت من بكائي الصبياني وخطفت ابتسامة راشدة لا ادري من اين لاخفي بها ضعفي و.. ربما تعاستي و مشاعر الخوف والمذلة اللذان احاطاني من كل جانب. خضعت له هذه المرة ايضا ، وفي داخلي احساس بانه خضوع ابدي ...
في الصباح ، خرجت من بيته، بعد ان امرني بالخروج ورجعت الى بيتي محاولة اقناع نفسي الكئيبة بضرورة تغيير مفهوم الاغتصاب بالجماع والايمان بعمق العلاقة الانسانية التي جمعتني به بعد هذه الليلة بالذات. وحاولت جاهدة حبس دموع الحزن او على الاقل تحوبلها الى دموع الفرح اذا اصرت على التساقط من عيني .. فما الذي يخيفني بعد الان ؟ المفاهيم ؟ لماذا لا تتبدل المفاهيم القديمة لتطلق بالمجتمع الى الرقي كما قال حبيبي .. لماذا لا تتقدم مفاهيمنا كما تتقدم التكنولوجيا في هذا البلد ؟؟ الى متى ستبقى المفاهيم عندنا متأخرة ونبقى متأخرين ؟ اما فهموا ان العالم في تقدم ؟ والتقدم لا يأتي الا مع الحرية ؟ والحرية هي ان لا نعترف بالاوراق الرسمية في الجماع ؟ لقد وقفنا رجل وامرأة امام الله وتتزوجنا وانتهى كل شيئ !.. فلماذا يجب ان يكون هنالك كتاب وجواب وشهود وقسس و....
نعم يا تعيستي ، هكذا كنت ارغم نفسي لتقتنع . ولكن الخوف اللعين لم يدعني وشأني.. لقد جسدك امامي بقوة وصلافة ليزرع الموت في قلبي الصغير .. فكرت في قتلك لانقذ به طفولتي ، ولكني عدت وخفت على طفولتنا معا... فكرت بأبي .. ماذا ساقول له ؟ اعلم انه في البيت ينتظر مكالمة هاتفية من جمهوره ليطير اليهم ويعلمهم معاني الثورية والمفاهيم الانسانية و.. الحب ... اه الحب ... هذا الطائر المقزز ...
وصلت الى البيت يا تعيستي ، وفكرت بتعاستي في مواجهة أبي ... تمنيت لو تمكنت من ان اركض اليه واخفي رأسي المثقل في احضانه وابكي على صدره و ... اقول له الحقيقة لارتاح قليلا . ارتعشت وانا ادخل المفتاح في الباب وتقززت من احساسي بتشبيه الباب بجسدي والمفتاح بسيف العورة الذي انغرس فيه وقتل الطفولة داخلي . لم ينقذني من احساسي المميت الا صوت أبي ، الذي جاء من غرفته هامسا في رقة ، لاتخافي ياحبيبتي فانا من احبك من كل قلبه .. لا احد يمكنه ان يحبك مثلي .. اشعر بتعاستك يا حبيبتي .. ساجعلك سعيدة الى الابد . هزتني كلماته الرقيقة .. شدني حنانه فيها ، ركضت الى غرفته لاحتمي في احضانه . فتحت باب غرفته وقلبي يكاد يتهاوى بدفعاته القوية ودموع الامل تتسابق كالامطار المتضاربة على وجهي و .. تجمدت .. نعم تجمدت كالضخور يا تعيستي ، عندما فوجئت بامرأة مجهولة في فراش امي ... اسيرة لأبي !!.



#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انذار جيم
- الثورة على الموت الثاني
- الاعتداء
- المتشددون والارهابيون لايفهموا لغة العالم
- العراق بحاجة الى جيشه من المثقفين
- الديمقراطية وحق المرأة في المشاركة في العملية السياسية
- هل من جديد في العراق الجديد
- ترشيح سيدة عراقية مسيحية لرئاسة العراق الجديد
- السقوط في المنفى
- صمت السيار وشغب الاشرار
- حبيبي .. هذا الثائر الاخرس
- الحلاّق الصامت
- نعم، الانتخابات لم تكن نزيهة
- عندما يتخاصم الكبار، يحترق الصغار
- متى يكون الله ارهابي
- عن الارهاب وقلع جذور البعث في العراق
- رغم حماقاتهم، احتفلت بذكرى سقوط البعثفاشي
- آلام المسيح ونظرته السياسية الى المسيح
- المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي
- دور المرأة العراقية في الاصلاح البحثي والجامعي


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- الغاوون,قصيدة(لحظة الفراق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- الغاوون,قصيدة(الطريق)الشاعر مدحت سبيع.مصر.
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - تعاسة الاغبياء