أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - الثورة على الموت الثاني














المزيد.....

الثورة على الموت الثاني


اميرة بيت شموئيل

الحوار المتمدن-العدد: 2343 - 2008 / 7 / 15 - 10:20
المحور: الادب والفن
    


ما الذي تغير اليوم ؟؟؟ مالي ارى الاشياء والاشكال من حولي غريبة ؟ والناس غرباء .. لا صلة لي بهم ؟ اليسوا هؤلاء من عشت معهم اكثر من خمس عشرة سنة ؟ السنا نحن من عملنا وجاهدنا ولسنين لنبني هذا البيت ونزينه باجمل زينة ؟ السنا نحن من يشار الينا كلما تحدث الاخرين عن التعاون والاتحاد والمحبة والاحترام ؟ فما بال كل شيئ تغير بين ليلة وضحاها ؟ مالي ارى نفسي مسجونة في بيت غريب،  تبحث عن فارس شجاع لينقذها من براثن ظلمهم ؟
ايتها السماء، لقد بكيت كل الليل ، وها هو الصباح يدفع بلهيب شمسه الى وجهي المتورم من ضربات السجان والمنخور بجراح الدموع . ايتها السماء ، نهارك اليوم ظالم ، لم تكفه الاوجاع التي عصفت بوجهي طوال الليل .. لم يكفه غدر الزمان والخلان ، جاء ليضيف على سمومهم قسوة الشمس الحارقة ؟ ايتها السماء ، لمَ ارتضيت السكوت والنهار يزيد من عذاباتي ولم ترسلي في انقاذي الموت .. خذيني ايتها السماء رحمة بي .. ام تراك ارسلتني طريدا ليسجن على الارض ، مدى الحياة ؟.
الحب .. السعادة .. الامان .. كلمات لم تعش الا في خيالي بعدما ولى عهدي بالطفولة في بيت ابي . ابي الحبيب ، كم تمنيت ان اتزوج رجلا بصفاتك الرائعة . يامن انعمت علي بنعم الله وانا التي خالفت رأيك واصررتُ ان اقلع عن التعلم لاكمل مسيرة حياتي مع من اختاره قلبي ورفضة عقلك. نعم يا والدي الطيب، لقد شاء القدر ان يحاسبني على مخالفتي لك ويحكم علي بالسجن مدى الحياة.
نعم ، ما عرفت السعادة في بيت هذا الرجل اطلاقا.. لقد اوهمت نفسي بها واحتملت الظلم والقسوة لاثبت لك يا ابي صواب رأيي . . او لاخفي عنك فشلي في قرار اتخذته لنفسي بنفسي . وقد نجحت في اوهام نفسي طويلا . ام تراني خادعت النفس طويلا .. ايتها السماء ، يامن ارسلت كل اعاصير الغضب الى روحي الكسيرة ، ما بالك لا تأتين بالنهاية على المتبقي مني؟  اما انتهيتِ من تفريغ غضبك علي ؟ اتراك تنتظرين مني ان اقدم على خطوة النهاية لاتخذ قرار الموت لنفسي واخسر الاخرة ايضا ؟ مالك جامدة في وجهي كالضخرة؟ احتقرك اليوم ياسمائي . فصفاؤك لم يعد حقيقة .. وفضاؤك ليس الا سرابا .. ووجهك لم يعد ازرق ، بعدما شوهته الاعصار. نعم، انا اليوم احتقر كل مافيك من ليل ونهار ، ثلج وامطار، صفاء واعصار، نجوم واقمار ولكن .. مالي اثور حتى على الاقدار ؟؟ ما بالي لا اقبل بهذا الوهم الذي احتلني لسنين... ما الذي يجعلني احتقره وارفضه اليوم بشدة.
الهي، من هي هذه الصبية التي الهبت الثورة في داخلي ؟ من هي هذه التي اشعلت نيران الغضب والتحدي في اعماقي ؟ فتاة تغضب ابيها وتأخذ نصيبها من الضرب المبرح لتعود الى رشدها قليلا؟ الم يكن من الافضل لي لو ضربني ابي واجبرني على عدم الانصياع لخلجات الحب الفاشل التي تأججت في صدري؟ فما بال قلبي يشتعل نارا لصراخاتها وتوسلاتها بي؟ ولكن لا ، انها ابنتي ... ابنتي التي تبكي شاكية الظلم والقسوة من سجاني وسجانها. ابنتي التي اقتلعت جذور الصمت من اعماقي لاعيش الحقيقة التي طالما حاولت قتلها بداخلي . لقد اعادت بواقعها قتلي لاعيش الثورة ونضالها. هذا الفاشي ليس بأبي الحنون.. انه ابوها الظالم.. زوجي الدكتاتور. يجور علينا بلا حق.. يجعلنا خادمتين له ولاهله.. نغسل، نكنس، نمسح، نطبخ، نرفع الغبار عن بيت، نحن اسيرتان فيه. هذا الزوج والاب الدكتاتوري قد جعل منا ضحيتين في عالمه.
لا .. لا يا ابنتي الحبيبة ، لن ارضى الموت هذه المرة .. ساثور من اجلك .. واجلي .. ساثور واقاوم واستخدم جميع الاسلحة للدفاع عن طفولتك وشبابك وحتى النهاية .. فلن اقبل ان يسحقوا طفولتك وشبابك كما سحقوني.. سأنذر لك ايامي ياحبيبتي واكون لك أما ثائرة لا ترضى بالاستسلام او التنازل عن حقوق انسانة، ولدتها حرة.. سأكسر جليد التعصب في خصمي او ادفعه وجيشه بعيدا عنك وعني.. سأناضل، مادام في النضال الامل في السلام. فاغفري لي جبني الطويل وتقبلي مني الحب ، السعادة .. والامان يا ابنتي الحبيبة.






#اميرة_بيت_شموئيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعتداء
- المتشددون والارهابيون لايفهموا لغة العالم
- العراق بحاجة الى جيشه من المثقفين
- الديمقراطية وحق المرأة في المشاركة في العملية السياسية
- هل من جديد في العراق الجديد
- ترشيح سيدة عراقية مسيحية لرئاسة العراق الجديد
- السقوط في المنفى
- صمت السيار وشغب الاشرار
- حبيبي .. هذا الثائر الاخرس
- الحلاّق الصامت
- نعم، الانتخابات لم تكن نزيهة
- عندما يتخاصم الكبار، يحترق الصغار
- متى يكون الله ارهابي
- عن الارهاب وقلع جذور البعث في العراق
- رغم حماقاتهم، احتفلت بذكرى سقوط البعثفاشي
- آلام المسيح ونظرته السياسية الى المسيح
- المرأة العراقية ويوم المرأة العالمي
- دور المرأة العراقية في الاصلاح البحثي والجامعي
- الكوبونات الصدامية، وصمة عار في جبين الانسانية
- هل ستعيد بريطانيا خيانتها للشعب العراقي


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اميرة بيت شموئيل - الثورة على الموت الثاني