أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحريزي - إنذار غير مسموع!!!!














المزيد.....

إنذار غير مسموع!!!!


حميد الحريزي
اديب

(Hameed Alhorazy)


الحوار المتمدن-العدد: 2350 - 2008 / 7 / 22 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في رواية للكاتب جورج أمادوا يتحدث الكاتب عن ارض ثمارها من ذهب . زراعة الكاكاو في البرازيل موضحا الأساليب البارعة والذكية التي ينتهجها الرأسمال الاحتكاري العالمي من اجل السيطرة على هذه المزارع , فعلى حين غرة ارتفعت أسعار الكاكاو بشكل جنوني غير متوقع أذهل المزارعين حين تضاعفت إيراداتهم المالية بشكل سريع وأصبح لديهم تراكم مالي لا يعرفوا ماذا يفعلون به , رافق هذا الارتفاع في الإيرادات تصنيع مستهلك جديد نهم لايشبع من السلع والمقتنيات التي ابهرته، عبر إغراق الأسواق بمختلف السلع والبدع ووسائل اللهو واللعب وصالات القمار ودور الرقص والبغاء التي تغص بالسمراوات والشقراوات من كل وزن ولون مما خلق اسفنجة استهلاكية تمتلك قدرة هائلة لا تقاوم لامتصاص المداخيل العالية وشجع أصحاب المزارع إلى السعي للحصول على القروض والسلف من المصارف التي انبثت كالفطر في البلاد لتسهيل عملية تمويل متطلبات اللهو والاستهلاك الجنوني لحديثي الثراء مما وضع مالكي المزارع وثرواتهم تحت هيمنة وسلطة هذه البنوك بكفالة مزارعهم فاحكمت اذرع الاخطبوط الرأسمالي قبضتها عليهم؟؟!!!.
يذكر الكاتب إن القوى الوحيدة التي أطلقت صفارة الإنذار لتنبيه مواطنيها من خطر الغوص في مستنقع الاستهلاك والاستسلام لهذه الاذرع تحت خديعة ارتفاع أسعار الكاكاو هي القوى اليسارية وبالخصوص الحزب الشيوعي البرازيلي ولكن لم يجد هذا الإنذار والتنبيه إذ نا صاغية فقد كانت منشوراته تمزق أو ترمى في القمامة قبل قراءتها والاطلاع على مضمونها فالناس أخذت لاتستحسن سوى إعلانات الدعاية عن دور اللهو والرقص والبغاء والقمار والسيارات الجديدة وإما ماعداها لايستحق الاهتمام ناهيك عن الانتباه والاحترام؟
لم يمر أكثر من موسم حتى انخفض سعر المحصول بشكل مريع بحيث أصبح لا يسد مصاريف إنتاجه بفعل إحجام الاحتكارات العالمية عن طلبه وإغراق السوق من الحزين المتراكم في مخازنها؟؟
كذلك فان المحصول اصيب بمرض خطير غيرمعروف سابقا جعله غير ذي فائدة!!!
وهنا ارتفعت رؤوس أفاعي الرأسمال للمطالبة بالديون المتراكمة والمستحقة على الملاك فنشطت دور القضاء بالدعاوي وإصدار إحكام الحجز والبيع على اكبر المزارع وأكثرها خصوبة في البرازيل , مما اضطر أصحابها إلى البيع والتخلي عن مزارعهم مقابل تسديد الديون وفوائدها المتراكمة، فرفعت لافتات المالك البرازيلي عن حدود وابواب المزارع لتحل محلها أسماء الملاك الأمريكان وشركاتهم ووكلائهم بدلا عنها ؟؟!!!
كل هذا نتج عن الإسراف في الاستهلاك, وعدم استثمار فائض الأموال في مشاريع صناعية وزراعية وطنية منتجة , وعدم الاستماع إلى صوت الحقيقة ؟؟
نأمل أن لا تذهب أصوات الحقيقة مع الريح في عراق النفط اليوم حيث تصاعد أسعار الذهب الأسود وعدم وجود صناعة أو زراعة مع إنفاق وتبذير الثروة الوطنية الكبيرة في التجييش والعسكرة وهيمنة الاستهلاك والعمل التجاري الطفيلي سمسار الرأسمال العالمي وهو يركض وراء جني الربح السريع دون أي شعور بالمسؤولية الوطنية ومستقبل العراق وأجياله القادمة لا بل السعي لخنق العمل الصناعي والزراعي والعلمي المنتج والتشجيع على هجرة العقول العلمية والاختصاصات النادرة لتقدم كفائض معرفي ثمين إلى شركات الرأسمال العالمي على حساب تقدم وتطور الوطن الجريح والذي هو بأمس الحاجة إلى عقول أبنائه وبناته للنهوض من كبوته ومداواة جراحه من اثر الديكتاتورية والاحتلال .



#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (الصح)في، والصح (حافي)!!!،
- 14 تموز حدث هام في تاريخ الشعب العراقي
- الأول من تموزعيد ميلاد فقراء العراق
- الامل المضاع
- اليسار العراقي وانتخابات مجالس المحافظات القادمة
- قل نعم قبلت وانته حليفي!!!!
- قيم لاتموت
- المعاهدات غير المتكافئة بين تجارب الماضي وممارسات الحاضر*
- من حكايا((بطران الشبعان وهلكان العريان)
- مشروع الرسالة الخامسة من ((بطران الهلكان)) الى((هلكان العريا ...
- لازال جدار برلين قائما؟؟!!
- الرسالة الرابعة من ((بطران الشبعان))الى((هلكان العريان))
- رسالة( بطران الشبعان) الثالثة
- عصا الشيخ
- من((بطران الشبعان))الى((عريان الهلكان))*-الرسالة الاولى و ال ...
- كش وزير؟؟!!!
- كش وزير!!!
- هل يمكن اغتيال القلم ؟؟
- فاعل خير
- هتافي عصر العولمة!!!


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد الحريزي - إنذار غير مسموع!!!!