أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - أحمد الناصري - عن النقد والمراجعات ( المراجعات الشخصية والنقد الذاتي )















المزيد.....

عن النقد والمراجعات ( المراجعات الشخصية والنقد الذاتي )


أحمد الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 2347 - 2008 / 7 / 19 - 10:55
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
    


تناولنا في القسم الأول من موضوع ( النقد والمراجعات) موقف الحركات والأحزاب السياسية من قضية النقد والنقد الذاتي والمراجعات الفكرية وتصحيح الأخطاء الكبيرة والصغيرة، والاعتراف بالأخطاء الفكرية والسياسية في الوقت المناسب لمعالجتها وتجاوزها والتخلص منها، وعدم التأخر أو التهرب، وإخفاء وتشويه الحقائق والوقائع، ومكاشفة الجماهير ومصارحتها بكل شيء، لكي تقتنع وتقترب من الحركة وتحميها وتساندها في المواقف المصيرية والصعبة، من خلال تفهمها وتفاعلها وقناعتها بالبرامج والشعارات والخطط السياسية المطروحة.
كذلك يدخل في هذا المجال الواسع والمتنوع، الحاجة الملحة في حياة الشعوب والأمم لدراسة التاريخ القديم، دراسة علمية موضوعية لخدمة الحاضر والمستقبل، باستخدام أحدث التقنيات والنظريات العملية للتوصل الى كشف طبقات الماضي وأحداثه وربطها بحالتنا الراهنة وتبيان قضية التأثير الإيجابي والسلبي والمشاكل والتقاليد الموروثة وكيفية عملها وطريقة معالجتها لتجاوز الماضي باعتباره حدث ماض انقضى لذلك ينبغي تجاوزه.
اليوم نحاول هنا التحدث عن دور ألأفراد العاملين في المجال السياسي والفكري والتنظيمي وإنجازاتهم وأخطاءهم والظروف القاهرة المحيطة بالعمل أحياناً، وأسباب ومصادر الأخطاء والانحرافات، والظروف التي تنتعش فيها هذه الظواهر الخطيرة، وتأثيرها المدمر على العمل، وكيفية معالجتها والتخلص منها.
هناك صفات إيجابية أو سلبية يكسبها الشخص من حياته الخاصة وظروفه الاجتماعية وقدراته ومواهبه، وهذه الصفات والقدرات والمواهب تتلاقى وتصقل داخل الحزب والحركة، وربما تتطور وتتقدم الى الأمام، عندما يكون الحزب سليماً ومعافى، وربما تتراجع وتتلاشى وتندثر، وتظهر محلها صفات سليبة قاتلة، حين يكون وضع الحزب مختلاً. وقد مر ملايين من البشر بهذه التجارب والمواقف وتغيرت طباعهم وصفاتهم ومصائرهم. والحزب الثوري يعلم، باعتباره مدرسة جماهيرية حقيقية، حسب تعبير تقليدي لكنه صحيح ودقيق. لكننا نعرف إن أعرق وأهم المدارس والجامعات والتيارات الفكرية يمكن لها أن تتراجع وتتدهور وتسقط في حمأة الأخطاء والمشاكل والركود، عندما تبتعد عن التجديد والمراجعة والنقد وتستكين للحالة التقليدية الجامدة، وهذا من صلب وطبيعة الظواهر الاجتماعية والحياتية، التي لا تتقبل الخطأ، ولا تتساهل ولا تتهاون مع النواقص الأخطاء المتكررة، وستكون لها نتائجها وحصادها المر والكامل في النهاية.
لقد حددت الماركسية بدقة وموضوعية عالية دور الأفراد في صناعة التاريخ ودورهم في المجتمع، وميزت بين الدور الفردي والجماعي، ودور الحركات والأحزاب الثورية ومواقع الأفراد فيها ودورهم وموقعهم في ظل العمل الجماعي والقيادة الجماعية وعقلها الجماعي المتطور. وعند اختلال العلاقة بين الفرد والعمل الجماعي بأي شكل كان ولأي سبب، تبرز مشاكل ومخاطر لا حدود لها، مشاكل ومخاطر بلا نهاية. وهنا يصبح المجال واسعاً لأخطاء الأشخاص الفردية، التي ربما تقود الى كوارث غير محدودة.
الطريق الصحيح لتصحيح أخطاء ونواقص الأفراد كما حددته تجارب الحركة الثورية، يكون من خلال النقد الذاتي والاعتراف بالأخطاء وكشف أسبابها ودوافعها في سبيل تصحيحها. والمراجعات المستمرة والدائمة ضرورية، حسب التطورات الكثيرة والدائمة المحيطة بنا وحسب النتائج التي نتوصل إليها، واعتبار المراجعات حاجة إنسانية وأخلاقية وتربوية، الى جانب كونها قضية فكرية وسياسية أساسية. ولا نريد أن نقول هنا بأننا نتحدث عن النقد الذاتي الحقيقي، بسبب الابتذال والتدهور الذي أعترى تطبيق هذا المبدأ الأساسي، الى درجة إفراغه من محتواه ومعناه الأول وتحويله الى أداة إنشائية وشكلية للتنصل والتهرب من الأخطاء وضرورة معالجتها، أو سلاح للقمع والتهميش والانتقام. والنقد والمراجعات بحاجة الى جرأة وموضوعية وقناعة بأهمية وفائدة النقد، وليس كإجراء لتفادي المحاسبة والتنصل من المسؤولية كما يحصل في حالات كثيرة. كما إننا ضد المراجعات والنقد العدمي الذي يصاحب الانقلابات والارتدادات الفكرية والتحول الى موقف آخر معادي للموقف السابق، لأسباب شخصية أو مصلحية أو تحويل في الولاءات والارتباطات .
لقد كتب عدد كبير من الأشخاص مذكراتهم الشخصية، التي انطوت على نزعة ذاتوية لتمجيد وتضخيم الدور الفردي والحالة الفردية، وأعاد البعض كتابة تاريخهم والتاريخ العام بما يناسب مواقفهم ومواقعهم وأدوارهم الحالية، دون الرجوع الى الحقائق والوثائق المعروفة والثابتة، ودون كشف الأسرار والمعلومات الحقيقية المطلوبة، وقام البعض بتزوير وتلفيق وتحوير بعض المواقف الضعيفة والمتخاذلة التي مروا بها وحولوها الى شبه بطولات أو بطولات ومواجهات وهمية فارغة من أي معنى، على عكس الحقيقة المعروفة. كما إن غالبية من كتب لم يكتب بموضوعية أو بعقل نقدي مخلص ليقول ما له وما عليه، أو حابى وجامل من هو قريب منه بدون وجه حق وأنتقم وتعرض لمن اختلف معه ولو لاحقاً. ولا تخلو معظم الكتابات من الإنشائية والركاكة وضعف الأسلوب، الى جانب التحامل الشخصي، وظهر بعضها بعد تأخر طويل وعلى شكل موجات وكأنها موضة أو حمى تأثر جماعي وفزعة جماعية وليست حاجة يجب أن تنجز في أوانها الضروري، كي تحصل الفائدة المطلوبة منها، لذلك كانت فائدتها شحيحة وبسيطة وحصادها هزيل، ويدعو البعض الى ترك أو تأجيل النقد والمراجعة لأنها تنفع العدو وخططه بينما العكس هو الصحيح، وهناك من يرفض الكتابة والتدوين خاصة ممن تورط في أخطاء وممارسات مشينة تحت حجج وذرائع شكلية. لهذا فأنا لا أقصد هذا النوع من الكتابات ولا أطالب به.
عدد كبير من الأشخاص في جميع الأحزاب والحركات السياسية وفي أجهزة السلطة السابقة والحالية، يملكون معلومات ووثائق هامة وكثيرة، ويمكن لهم أن يساهموا في عملية النقد والمراجعة والتصحيح اللاحق.
في ضوء الكارثة الرهيبة التي يعيشها شعبنا ووطننا، وموجة الأحداث الجسيمة التي نمر بها، بعد فضاعات تجربة الحقبة الفاشية المتخلفة التي مررنا بها، فأن دراسة الأسباب الحقيقية للوضع الحالي وللمأزق التاريخي الذي نمر به، هي مهمة تاريخية رغم صعوبتها وتعقيداتها، وعلى كل شخص ساهم في التجربة السياسية العراقية والعربية أيضاً أن يساهم في كشف الحقائق والوثائق والآراء، بالكتابة المباشرة أو غير المباشرة، عبر إيصال المعلومات والوثائق والآراء ليجري تدوينها بطريقة من الطرق المتقدمة لتكون ميسّرة وصحيحة ومفيدة، ونحن نخوض في خضم الأحداث الجسيمة والثقيلة، ورغم قيظ العراق الخانق بالغبار والسخام والقذارة، ورغم الظروف الرهيبة، فلا بد من إنجاز كل هذه الخطوات تدريجياً، لكن بإصرار لا يتوقف باعتبارها حاجة موضوعية لا يمكن تجاهلها، لكي نفتح الثغرات والأبواب في جدران الصمت والعتمة، ونساهم في كشف الحقيقة وتقديمها للناس والمساهمة في تكوين الوعي الوطني لمواجهة أكبر كارثة يتعرض لها وطننا.
كان من الطبيعي والمفروض أن تتوفر وتتاح الوثائق للجميع من خلال مؤسسات دراسية وعملية، ومن خلال مكتبات وطنية، لا أن تسرق وتحتجز من قبل جهات الاحتلال الخارجية أو جهات مشبوهة تابعة لها ومرتبطة بها، وتباع الى جهات معادية لشعبنا، وتستخدم للابتزاز والضغط، ولتخريب وتمزيق الذاكرة الوطنية العراقية.
ينبغي أن ينتهي الصمت المريب تجاه قضايا كثيرة غامضة، وأن تفتح جميع الملفات وهي بلا شك كثيرة ومتداخلة وشائكة، وتحتاج الى جهود جماعية وفردية، كبيرة ومنظمة، لأننا بحاجة الى النقد الموضوعي الهادئ والشامل لكل شيء، على صعيد الأحزاب والأفراد، حيث أن كل شيء قابل للتقليب والفحص، كشرط رئيسي ضمن شروط ضرورية أخرى، للتجاوز والعمل المتطور اللاحق.
أعرف إننا لم نصل الى هذه المهمة بسهولة، بسبب الظروف العامة الحالية والتراكمات والتقاليد السابقة وغياب تقاليد وتجارب كتابات من هذا النوع، لكن لا بد من وعي أهمية هذه الخطوة والتفكير والتثقيف بها وصولاً الى طرحها وتنفيذها.



#أحمد_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن النقد والمراجعات
- المعاهدة.. جردة حساب
- الكتابة والنشر في الانترنيت
- بي بي سي تكشف عن بعض مليارات العراق المنهوبة.. الفساد المالي ...
- عن المعاهدة... العراق قاعدة أمريكية دائمة
- أنقذوا حياة بهاء الدين نوري .. رسالة تضامن مع أبي سلام
- إشارة عن الشعر والتاريخ
- في نشوء وتكون الفكر السياسي العراقي وعلاقته بحالة الانحطاط ا ...
- المعاهدة الأمريكية - العراقية والموقف الوطني
- لعنة الهامش - عن خراب مدينة الناصرية
- ماكليلان والعجز في الاقتصاد الأمريكي والأمراض النفسية لجنود ...
- المعاهدة الأمريكية - العراقية وقضايا الوطن المصيرية
- شيء عن الثقافة العراقية
- الصديق اليساري الوطني الدكتور عبد العالي الحراك
- المأزق التاريخي
- اليسار الآن
- السياب الشاعر الكبير وليس السياسي
- نحو تصعيد وتشديد النضال السياسي والحقوقي والإعلامي والدعائي ...
- التاريخ ومقدمات الخراب، حول علاقة الحاضر بالماضي .. منطقتنا ...
- مرثية ( بكائية ) لضحايا فاجعة المستنصرية


المزيد.....




- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...


المزيد.....

- هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟... / محمد الحنفي
- عندما نراهن على إقناع المقتنع..... / محمد الحنفي
- في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة / عبد الرحمان النوضة
- هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟... / محمد الحنفي
- حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك ... / سعيد العليمى
- نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس ... / سعيد العليمى
- نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة / عبد الرحمان النوضة
- حزب العمال الشيوعى المصرى وقواعد العمل السرى فى ظل الدولة ال ... / سعيد العليمى
- نِقَاش وَثِيقة اليَسار الإلِكْتْرُونِي / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية - أحمد الناصري - عن النقد والمراجعات ( المراجعات الشخصية والنقد الذاتي )