أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رداد السلامي - الرئيس صالح والقوى التقليدية ..من أعاق التحولات.؟














المزيد.....

الرئيس صالح والقوى التقليدية ..من أعاق التحولات.؟


رداد السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2346 - 2008 / 7 / 18 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإشكالية الكامنة في مسار التحولات في اليمن ،نحو بناء دولة وطنية حقيقية محكومة بالمؤسسية المنسجمة ،أن القوى التقليدية القبلية ذات الوعي الاقصائي والاستحواذي ،تمانع بشدة هذه التحولات وتعمل بكل ما تستطيع أو ما يتاح على إعاقتها وجعلها تتخذ طابعا تغييريا حقيقيا ، أي أنها على النقيض من الضد ، وتتكئ على قوة وجودها في بنى النظام منذ أمد بعيد ،لعرقلة هذا التحول، ولأن آليات الوصول إلى تحقيق الدولة ،إذا ما طبقت فعلا في سياق التبادل السلمي للسلطة آليات كفيلة بالتغيير الايجابي المنشود والقريب من مثالية الذهنية النخبوية والطموح الوطني العام، فإن هذه الآليات تقابل بالتشويه والشكلنة ،لتجرد من جوهرها الذي يرتب تغييرا حقيقيا واعيا، وبالتالي فإن القوى التقليدية تنتج ذاتها آليا عبر تلك الشكلنة التي تفرغ الديمقراطية من مضامينها الحقيقية ،وتعمل على تشظي قوة المجتمع بمختلف قواه الساعية إلى التغيير من خلال الإسهام الغير مباشر في عملية تزوير الانتخابات ،وشراء الذمم والترغيب ،والترهيب ،وبث الشائعات المخيفة، إذا ما تحقق أي تغيير أو تبديل للسائد والمعتاد،فيما هي تمتاز بنيتها القبلية بالتماسك وتركز قوة أفرادها والذين يدورون في أفلاكها وما يحقق مصالحها نحو تأييد ما يعزز وجودها ويضمن هيمنتها ونفوذها وشراكتها في السلطة، كغنيمة أو فيد يضمن تدفق الثروة بين يديها.

وإذا ما افترضنا أن الرئيس جادا في الإصلاح ،فإنه قد يواجه صعوبة في إحداث أي انتقال أو تصحيح وتغيير، فهو مضغوط بقوى لا مرئية تقليدية هي من تحدد مسار التغيير ، وتمارس هذه القوى عبثا وفوضى ،إذا ما شعرت أنها بدأت تواجه حركة تفكيكية مباشرة أو غير مباشرة من السلطة ،لأن هذه القوى ترى في التحول نحو الدولة والأخذ بالديمقراطية مضمونا تحولا ينشأ عنه الترتيب لحالة جديدة ، تضعف من نفوذها وهيمنتها ،وبالتالي توجد حالة من التساوي في إعادة توزيع الثروة والمناصب ،كما أن القانون والدستور إذا ما وجد طريقه نحو التطبيق العملي ،سيعمل على تفتيت رمزيتها وشعورها بالتفرد الذي يعد السيادة والحكم حقاً ملازماً لها دون غيرها.

القوى التقليدية إذا متوغلة في مفاصل ما يفترض أنها دولة الآن، وتوغلها قديم مدعم بفكر ديني وكذلك وجود رتبته نضالاتها قبل الثورة ضد الإمامة ،وبالتالي فإنها جلببت تلك النضالات التي حركتها مطامح ذاتية وأسرية بجلباب وطني عام هدفه تحرير الشعب ،أي أنها التحمت بنضال الحركة الوطنية الثورية الخالصة ،بحيث أبقاها ذلك بعيدا عن تهمة المقاومة من أجل المصالح ،والوصول الى الحكم ، وهو ما تحقق فعلا، لكنها في ذات الوقت غذت ذهنية أفرادها بوعيها المتمثل في الاعتقاد بأحقيتها في الحكم والوجود ،وتستفيد من هذا الوعي بأن تجلده بصوت التخويف من تلاشي مجدها وكذلك تعبئة أفرادها والتهديد بالزج بهم في أتون تمردات، إذا ما واجهت أو شعرت باقصائها من السلطة وأثدائها المدرة للمال والثروة.

ومن الناحية الدينية فإن الدين استخدمته في تثبيت شرعية وجودها ، من خلال استدرار عاطفة الشعب وتشكيل وعي مشوه أكسبها زخما شعبيا عاما ، بينما تمتلك استعدادا محكوما بوعيها القبلي للتمرد على الدين كقيمة ناهضة ومحررة إذا لم يدعم وجودها ..!!

القوى السياسية مصابة بشكل أو بآخر بهذه القوى ونفوذها ، فالإصلاح أكبر حزب سياسي معارض معاق ومكبل ولم يستطع أن يصل للسلطة أو يستحدث آليات جديدة للوصول ،وهو مع امتداده يبدو كعملاق مشلول ، لأنه كما يبدو للمتفحص يستمد امتداده من امتداد زعماء هذه القبائل التي أبقته على هذا الامتداد الكسيح والعاقر ، لتستخدمه هو الآخر أداة لتخويف السلطة وتمتين نفوذها ، ولو أنه يستمد زخما من بنية المجتمع وعمق الجماهير وقناعاتها لكان اليوم حاكما ربما.

وهي تتوزع في مختلف التكوينات السياسية الناظمة لتشكيلات المجتمع ، وتجذر من وجودها فيها خصوصا في القوى السياسية ومن خلالها فإنها تضبط إيقاع لعبة النفوذ بشكل يجسد حضورها المخفي المؤثر ، فهي قوى معارضة وحاكمة وأحيانا محايدة ، ومرجعية تحل الأزمات والمشاكل، وهي الحاسمة للصراعات ، دون الشعور بذلك ، ولا تجعل ذاتها في الواجهة ، إلا بالقدر الذي يظهرها كقوى وطنية ويسهم في منحها عمليا دورا رياديا ، لتبقى متمو ضعة قلب الفعل الحقيقي بتخفٍ ذكي راصد لحركة الأحداث والتحولات.

غير أن الرئيس مطالب ببتر هذه القوى ، فهي تسعى إلى اقصائة ، وفي ذات السياق تشوه تاريخه وسمعته بعبثها عبر وجودها المستتر في سلطته وعدم تحقيق إصلاح وطني حقيقي ، بينما تبرز تاريخها كناصع ، فاقع لونه يسر الناظرين ، وبالتالي عليه أن يتجه نحو ما يبني ويخلق تنمية ونهوضاً وتقدماً وطنياً شاملاً في مختلف المجالات ، بدلا من تبديد الثروة والجهد في إرضاء هذه القوى وشراء ولاءاتها ، إنه حين يخلص للشعب سيكون الولاء له شرعيا خالصا ، وبإمكان الرئيس أن يجسد الديمقراطية ، وأن لا يعيق القوى السياسية ذات المشروع الوطني ، التي تنتهج الدستور والقانون في نضالاتها الوطنية .وبالتالي فإن ذلك سيحفظ تاريخه وسمعته ، ويرتب للبلاد وضعا أفضل .



#رداد_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا تنتحر ذاتيا
- عاشقة الدم تحتضر..؟!
- اليمن: صحافة النفوذ ومنظمات الفيد.؟!
- اليمن: النقد كضرورة للتطوير وتأسيس الشراكة الوطنية
- اليمن وجنوبه وبداية الاهتمام الخارجي
- ميلاد فجر جديد
- حزب الاصلاح الاسلامي اليمني وصيغ المستقبل..رؤية نقدية
- عن مستقبل اليمن
- على ضوء قراءة التاريخ ..كيف نقرأ عقلية النظام اليمني.؟
- حزب الإصلاح الاسلامي اليمني ونتائج -راقب وانتظر-
- عدنان :طفل يمني ينام في الشارع
- المعارضة اليمنية والحزب الحاكم وزواج المتعة
- طفلة متسولة
- اليمن:والقيادات البالونية!!
- حزب الاصلاح الاسلامي اليمني:النقد والعيوب القتلة
- بلورة من أطياف قزح
- اليدومي ومستقبل حزب الاصلاح الاسلامي
- بعيدا عن السياسة..الكتابة وهج الروح
- الشيخ محمد المؤيد يمني تحتجزه أمريكا لأنه يفعل الخير
- في شمال اليمن :أنت عميل لأنك تدافع عن الجنوب!!


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رداد السلامي - الرئيس صالح والقوى التقليدية ..من أعاق التحولات.؟