أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بسام الهلسه - عبد الوهاب المسيري...رحيل المتميز














المزيد.....

عبد الوهاب المسيري...رحيل المتميز


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 2345 - 2008 / 7 / 17 - 11:01
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حدثته هاتفياً مرتين أو ثلاث مرات خلال السنوات الماضية لمناسبات مختلفة، لكن لقائي الأول به (والأخير للأسف) كان في الندوة التي أقامها "منتدى الفكر العربي" بعمان بمناسبة الذكرى الستين لإعلان قيام "دولة إسرائيل".. ذكرى "النكبة" الفلسطينية العربية في فلسطين عام 1948م، التي أصر الدكتور عبدالوهاب المسيري على تسميتها بذكرى "التطهير العرقي" لعرب فلسطين، مؤكداً بذلك على الفعل الإجرامي الإرادي المنهجي للصهاينة، بعكس مصطلح "النكبة" الذي يحمل ظلالاً غائمة لا تحدد "الجريمة" ولا "الفاعلين". وهو ما يؤكده المؤرخ الإسرائيلي المتمرد الدكتور "إيلان بابيه" الذي قدم -استناداً لوثائق الجيش الإسرائيلي، ومعاينة مواقع "الجريمة" في فلسطين- كتابه المهم "التطهير العرقي لفلسطين" الذي صدر بالإنجليزية وترجم إلى العربية وإلى العديد من لغات العالم، ليكشف للعالم، وبقلم "يهودي إسرائيلي منصف"، فصول ومشاهد الجريمة المنظمة التي أدت إلى احتلال فلسطين وتهجير شعبها.
* * *
تحدث د. المسيري في الندوة الحاشدة، بثقة عالية عن يقينه بحتمية هزيمة "إسرائيل" واندحارها، استناداً إلى دراساته المطولة والمعمقة لها: دولة، وجيشاً، ومؤسسات، ومجتمعاً (أو جماعات) وثقافة، وقيماً، وسلوكاً، وارتباطات عضوية عميقة بالاستعمار والإمبريالية...
وهي دراسات تابعها بدأب وصبر وصاغها في سفره الكبير المكون من ثمانية مجلدات: "موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية: نموذج تفسيري جديد" التي كرس عشرين عاماً من عمره لإنجاز تأليفها؛ إضافة إلى كتبه الأخرى المتعلقة بالصهيونية سواء ما صدر منها بالعربية أو الإنجليزية.
ولكي لا يعطي "يقينه" بهزيمة إسرائيل، انطباعاً اتكالياً خاطئاً لدى المستمعين، أكد على ضرورة استمرار الرفض والمقاومة العربية لإسرائيل: دولة الاستعمار العنصري الاستيطاني الإحلالي الإجلائي.
وهو "يقين" و"رؤية استراتيجية تاريخية" وافقتُ الدكتور المسيري عليهما، في المداخلة التي قدمتها تعقيباً على حديثه المميز المضاد للمزاج الشائع في صفوف غالبية الاكاديميين والسياسيين العرب الذين "يعلكون" بلا كلل منذ سنوات طويلة أفكاراً وعبارات من نوع "المصالحة التاريخية" و"السلام" أو "السلام العادل والشامل" إذا ما أراد البعض منهم أن يبدو متشدداً!!
وهي أفكار وعبارات لا معنى لها وتعكس "فكراً رغائبياً ذاتوياً" في أحسن الأحوال، لأنها تغيِّب ما هو أساسي وضروري في فهم الصراع الدائر ومُحدِداتِهِ: رؤية وموقف وسلوك إسرائيل والدول الداعمة لها وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية.
* * *
لكن تميُّز الدكتور عبدالوهاب المسيري لا يقف عند حد هذه الرؤية على أهميتها الفائقة، فهو شخصية متعددة الاهتمامات والحضور.. فعلاوة على كتاباته ومؤلفاته العابرة للتخصصات والمجالات المعرفية: الفكرية، والسياسية، واللغوية، والأدبية، والنقدية، وعمله الأكاديمي والاستشاري في جامعات ومراكز وهيئات عديدة عربية وإسلامية وأجنبية، فقد ربط المسيري الفكر والمعرفة بالعمل السياسي المباشر الذي عبّر عنه اختياره لتولي مهمة "المنسق العام" لـ"حركة كفاية" المصرية، وهو ما أضفى على العمل السياسي في الشقيقة مصر، حيوية خاصة بانضمام شخصية بوزن وفاعلية د. المسيري الذي اتسم بالمقدرة على مخاطبة تيارات المعارضة الوطنية المتعددة، فحظي باحترامها جميعاً، وباحترام الطيف الواسع من المثقفين والأكاديميين والساسة والمفكرين والإعلاميين والدعاة في مصر وفي الوطن العربي على السواء...
أما قدرته على التواصل مع جيل الشباب وعموم الناس البسطاء ومخاطبتهم، فتدل عليها اللقاءات والمحاورات التي كان يعقدها معهم على أرصفة الشوارع... وروح الدعابة العالية التي تحلى بها...
* * *
وإذ أجهد العمل الذهني والبدني الدؤوب جسد المسيري، وفتك به "سرطان الدم"، فقد رحل عن سبعين عاماً (1938م-2008م) وهب قرابة نصف قرن منها بإخلاص لخدمة قضايا أمته...
طـوبـى لـروحـه...
ولتعـِـش ذكــــراه...



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتابة السيناريو ... خطوات إجرائية
- مقالة في المقارنة!!
- طلب اعفاء !!
- حدث ذات حزيران...
- فخامة لبنان...اسيرة..وطليقة!؟
- فعلها بوش !!
- اسرائيل:مقاربة مكثفة
- دير ياسين:سيحضر الضحايا.. وتستعاد التفاصيل...
- عبد القادر الحسيني:البطل.. والمصير
- جدل في اميركا...اماطة اللثام
- يوم الارض...خاتمة..وفاتحة
- الكرامة...ربيع بعد صيف!!
- الدولة المفترسة ...
- في ذكرى النكبة...ما الذي ننظره؟؟ لنبدأمنذ الان
- استراتيجية الشكوى!؟
- شتاء قارص !!
- مديح التفاهة!!
- تأكيدا على ما سبق:عودة الى الهجرة
- ابو العلاء المعري:في لزوم ما يلزم!؟
- وجدتها!؟ تداول الشعوب لا السلطات!!


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بسام الهلسه - عبد الوهاب المسيري...رحيل المتميز