أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - امريكا .. ولغة الرمال















المزيد.....

امريكا .. ولغة الرمال


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2337 - 2008 / 7 / 9 - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما ستكون فلسفة (( اللاأدرية )) .. إماماً للعقل البشري يتأسى بها المنتصرون والمحبطون على حد سواء في عالم تقوده الإدارة الأمريكية لاسيما بعد فتحها المبين الذي ابتدأ مطلع الألفية الثالثة في قلب الشرق الأوسط – العراق لأنه لو أن الذي جرى من احتلال وإجراءات ونتائج ذلك الاحتلال كله معللاً ومعقلناً لما رسبت سمعة الولايات المتحدة في قيعان الحضيض ليس في المنطقة العربية والإسلامية فحسب بل حتى في الولايات المتحدة الأمريكية إذ أن أكثر الشعب الأمريكي بحسب استطلاعات الرأي العام .. صارت تنحو باللائمة على إدارة بوش لتورطها المشين في كل الذي جرى والذي لم يكسب السياسة الأمريكية سوى العار والشنار ولم يؤدِ في البلد المبتلى – العراق – إلا إلى التقتيل والتهجير والإقصاء والتقسيم !! ولقائل أن يقول أن غباء الإدارة الأمريكية قاد الولايات المتحدة إلى كل هذا التخبط .. لكن لا يمكننا التسليم بنظرية غباء أمريكا (( الهبلة )) لسبب بسيط وهو أن هذه الإدارة تقود أعظم إمبراطورة للعلم والتكنولوجيا في العالم والتاريخ .. إذن يمكن أن نعزو ذلك إلى خبث سريرة هذه الإدارة وما تنطوي عليه من مرامٍ .. خططت لها بغية تحقيق تلك الأهداف .. بيد أن الغايات لم تكن أبداً يوماً من الأيام مبرراً لسقوط هيبة أعظم دولة في الكون وانهيار سمعتها حتى في الداخل .. ، يبقى احتمال آخر قد يكون مسكوتاً عنه .. وهو أن رمال الشرق العربي .. منذ وجدت لم يطرأ عليها من التغيير سوى اللمم .. وإن هذا الشرق يُغيّر ولا يتغير بدليل التاريخ .. وإن الولايات المتحدة مصممة على تغييره .. لأنها ترى : إقليم من أقاليم الكرة الأرضية خارج التاريخ الحضاري .. لأنه يشكل تهديداً كارثياً للحضارة الحداثية .. وإن هذا التغيير لا يتم إلا من خلال نظرية – الفوضى البناءة - ، بالمناسبة من العجب أن يعرب بيكر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق عن صدمته لما شاهده من فوضى عارمة في العراق !! . حيث أن هذه الفوضى صناعة أمريكية صرف .. إذ ما أن رفعت الولايات المتحدة غطاء أول قدر عربي .. حتى تقيأ مواراً متصارعاً ومتنازعاً لأسباب أثنية وطائفية وسياسية وفكرية ودينية وكلها تنتمي إلى التاريخ وإن هذا التنازع لابد وأن ينتهي إلى حالة التوازن والتحرر من ربقة التاريخ عندها سيجني – المشروع الديمقراطي أكله .. ثم يعمم على المنطقة أملاً في إدخالها في بوتقة الحضارة الحداثية . لكن بعد أربع سنوات من الفوضى التدميرية لم ينجح المشروع الأمريكي إلا بصفحته الأولى : النزاع الطائفي والعرقي والسياسي والفكري – لأنه من الطباع الأصيلة للرمال العربية وقد وجد متنفسه الرحب – أما الصفحة الثانية : صفحة التوازن والتحرر من التاريخ .. فلم تحقق وسوف لن تتحقق – على الأقل في المدى المنظور ، من باب لا تيأسوا – لأن ذلك النزاع ليس نزاعاً إيجابياً ولا منتجاً كما قد تورط الأمريكان في تصوره ، بل هو نزاع إقصائي وإلغائي لا يقبل بالآخر ولا ينتج ولا يعيد إنتاج إلا نفسه .. كما شيمة الرمال العربية المتحركة غير المتغيرة وغيرالمتبدلة .
وليس من التندر في شيء ، القول أن الشرق العربي لم يتغيّر إلا بتغيّر إلى الأسوأ بمعنى تكريس ما هو متخلف .. وانتماء نهائي للتاريخ .. وإن أمريكا طفقت بعد أن عجزت في تغييره ، تغيّر نفسها وبذلك تصح نظرية – الشرق يغيّر ولا يتغيّر – لذلك قاد بيكر لجنة شكّلها الكونغرس بدعم من إدارة بوش لتقييم الأوضاع في العراق .. وبعد إنهاء مهمة اللجنة أنكر بيكر على الفور مجرد التفكير في أي حل سهل في العراق .. وهذا أول الغيث ثم الطمي .. لذلك تسربت معلومات من مقربين من اللجنة العتيدة تفيد بأنها تفكر في عدة خيارات لطرحها أمام الإدارة الأمريكية بغية الخروج من مأزق العراق وهذه الخيارات هي : -
1 – سحب القوات الأمريكية وفق جدول زمني ، هذا الخيار في ظل النزاع الطائفي والاقتتال الذي يجري في العراق لا يعني سوى هزيمة ماحقة للولايات المتحدة .
2 – إشراك سوريا وإيران في الجهود الرامية لوضع حد للاقتتال الجاري في العراق ، وهذا لا يعني سوى استسلام الأمريكان لإدارة دول محور الشر .. وذرف الدموع على أقدامها بغية إنقاذ أمريكا من ورطتها وبالتالي .. جعل العراق نهباً لدول الإقليم ذات المطامع المتضاربة والمتخاصمة كأجندات وتدخلات وسياسات .
3 – التخلي عن نشر الديمقراطية في العراق والتركيز على ضمان استقراره ، الأمر الذي يعني العودة إلى الدكتاتورية وحكم العسكرتارية والنتيجة شبيهة بالمثل الشعبي – يا أبو زيد كأنك ما غزيت – .
هذه الخيارات التي تطرحها اللجنة أمام الإدارة الأمريكية .. هي لتكوين رؤية واضحة أمام هذه الإدارة التي هي بصدد إجراء تغييرات كبيرة على ستراتيجية الولايات المتحدة في العراق .. لسببين : الأول ، لتفادي المعارضة المتنامية في صفوف الحزبين الجمهوري والديمقراطي الذين يشكلان أغلبية أعضاء الكونغرس ، للسياسة الحالية لإدارة بوش في العراق .. والسبب الثاني .. لأن هذه الإدارة باتت كالغريق الذي يتشبث بكل قش .. تطلعاً إلى خلاصها من ورطة العراق مع حفظ قليل من ماء الوجه على أقل تقدير .. لذلك يؤكد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي : إن النصر في العراق بحاجة إلى حلول سياسية ، ولا بأس من التذكير .. أن رامسفيلد كان يتبنى وجهة نظر البنتاغون الرامية الى إجراء تغيير جذري من خلال تفكيك كيانات الدولة العراقية بعد الاحتلال والتي نفذها عراب وجهة النظر هذه .. بريمر صاحب الخطايا التي لا تفلح معها أية توبة ، .. بخلاف وجهة نظر وزارة الخارجية آنذاك والمطالبة بإجراء تغييرات إصلاحية لا جذرية .. لكن الذي حصل قد نفذ .. وإن حلول رامسفيلد السياسية بعد إجراءاته الجذرية والتي أوصلت العراق إلى ما وصل إليه من دواهي وكوارث ما عادت تلقى اذناً صاغية .. لأنها جاءت بعد فوات الأوان .. وقد سبق السيف العذلِ !! .. أما إمهال كونداليزا رايز للسياسيين العراقيين إلى نهاية العام الحالي .. لإيجاد الحلول المناسبة لتحقيق الأمن والاستقرار .. والخروج من مأزق العنف والتهجير والقتل الطائفي .. فهو نفخ في قربة مقطوعة !!! .
ألا ترون معي أن آخر الدواء الكي .. وأن أمريكا بغية التخلص من ضجيج الأسئلة الصادمة .. وتكبيت الأصابع المؤشرة النازفة .. أن تعلن أنها تعتنق فلسفة (( اللاأدرية )) كأفق فكري نهائي للعقل البشري حتى يكف عن أسئلته غير المنتجة والمحرجة للولايات المتحدة بقدر إحراجها لنا نحن العرب .. وما علينا نحن العرب إلا أن نركب باسم الله سفينه (( اللاأدرية )) الأمريكية لاسيما وأن لغتها الوحيدة تشتمل على لهجتين اثنتين هما لغة الكابوي ولغة الرمال الشقيقتين . حتى نريح ونستريح !!! .



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوجودية .. واشكالية الماهية
- مقاربة الدين والعلم
- رواتب الموظفين
- فشل السياسة الخارجية للنظام العربي
- المكافأة
- نقد العقل السياسي العربي / النظام العربي : بين الدولة الامني ...
- لغة الحضارة
- الاسئلة الصادمة
- وجل الاحلام
- ازمة المثقف .. الاصولية المؤدلجة .. الخانق السياسي .. الذات ...
- عالم المرأة
- الاختلاف بين التنميط العولمي والاقصاء القومي
- العولمة النيوليبرالية
- الحداثة .. واشكالية الخصوصية
- اورهان باموك : ظل الذكريات وتكامل الحضارات
- نقد العقل العربي / النخب الفاعلة والاحادية الفكرية
- السياسة الامريكية وتقسيم العراق
- نقد الفكر العربي/المشروع النهضوي اعادة تشكيل الوعي العربي


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضمد كاظم وسمي - امريكا .. ولغة الرمال