أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ضمد كاظم وسمي - الوجودية .. واشكالية الماهية














المزيد.....

الوجودية .. واشكالية الماهية


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2336 - 2008 / 7 / 8 - 11:10
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


اذا سلمنا بأن الفلسفة الوجودية لم تكن فرنسية الاصل .. فلا يماري احد في سطوع نجمها الثاقب في باريس على يد بول سارتر وسيمون دو بوفوار عقيب الحرب العالمية الثانية ، ومما اعلى من كعبها .. ان معتنقيها شاركوا بفعالية وببسالة في ازدهار حركة المقاومة الفرنسية للاحتلال الالماني .. وهكذا سمع صوت حداتها في ارجاء العالم .. وتعلق الناس بأذيالها .. وهي في نظرهم فلسفة شعبية ميسورة لكل احد – المثقف وغير المثقف- (( انت مطلق الحرية ، فاصنع ماشئت ، والحياة كلها سخف يورث القلق والضجر )) .. هذه ابسط مفاهيمها كما يفهمها ابسط الناس .. الامر الذي البسها ثوباً فضفاضاً ، حتى عزّ محتواها الجلي على مؤرخي الفكر الفلسفي بما فيهم إمام الوجودية نفسه (( سارتر )) .
خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر اصاب العلم نجاحاً باهراً .. نجم عنه تقدم تقني هائل حتى شهد الناس مولد (( الخرافة العلمية )) على حد وصف (( ياسبرز )) حيث يقول : (( ولم يعد هناك شيء فوق الانسان ، بعد ان وضعوه في مكان الله ، وأضحى التاريخ – لا الله – هو الحاكم الاعلى )) .. في هكذا عصر تتناهبه التيارات الالحادية والمتمردة .. لابد للقيم الحسية والاخلاق النفعية من ان ان تزدهر .. وتهمش القيم النبيلة المرتبطة بالضمير والخالق ، بغية تلبية الميول الغريزية الحيوانية النازعة الى اللذة السريعة والمباشرة . فكان لابد للفلسفة من موقف مسؤول من هذه الازمة الصارخة .. لان للفلسفة في كل عصر مطلباً دائماً لايتغير .. انها تنشد مساعدة الانسان على ان يحقق ذاته ، وان ينزه شخصيته .. أي ان يكون موجوداً حراً واثقاً بربّه .. ان يراعي مبادئ الحق والخير والجمال .. ان يحقق فردانيته بالتواصل مع الناس .
في كتابه (( الوجودية فلسفة انسانية )) .. يرد سارتر على الاعتراضات التي وجهت الى الوجودية ووصمتها بانها فلسفة تأملية ، بورجوازية تنزع الى التماس الراحة في اليأس ، وتجعل الانسان في عزلة عن الجماعة لانها تنطلق من (( الذاتية )) او (( من الجيتوالديكارتي )) وانها تستطيب ابراز القبيح من جوانب الطبيعة الانسانية ، كما رميت الفلسفة الوجودية بجريرة ابطال الاوامر الالهية ، والتنكر للقيم الخالدة .
وعلى الضد من ذلك يرى سارتر ان (( الوجودية )) فلسفة انسانية .. ثم يرد على ناقدي الوجودية قائلاً : (( اننا نعني بالوجودية مذهباً يجعل الحياة الانسانية ممكنة .. كل حقيقة وكل فعل يتضمنان بيئة وذاتية انسانية )) .. ثم ينتقل الى القول بان الوجود سابق على الماهية .. لكن سارتر قد سكت عن بيان المعنى الذي يقصده من هذين المصطلحين كما ذهب الى ذلك بعض دارسيه .
ان (( الوجود )) هو تحقق الشيء في الخارج عند فلاسفة الاسلام .. بينما الماهية حسب اصطلاح الفلسفة المدرسية هي (( الصفات الذاتية التي تميز الكائن عن غيره من الكائنات )) .. فيما يقول بعض الدراسين في الحقل الفلسفي : انه لكي نفهم سارتر يجب ان نرجع الى (( هيدجر)) ومن (( هيدجر)) الى ((كير كجارد)) وهذا الاخير قد اعطى معنىً جديداً للفظ الوجود : فلم يعد الوجود مرادفاً (( للكينونة )) بل اصبح مرادفاً (( للذاتية )) .
ان مقولة سارتر : (( الوجود يسبق الماهية )) ، تعني ان الموجود – الانسان ككائن حي ومفكر – حين يقف الموقف الخاص به من الاشياء انما يصنع نفسه ، فسبق وجوده معناه انه حر .. حرية مطلقة .. : (( لان الحرية عنده – سارتر – لاتكون ممكنة الا لان الانسان ليس له ماهية يتحدد بها )) .. وبخلاف سارتر فان فلاسفة القرنين السابع عشر والثامن عشر كانوا يرون ان (( الماهية سابقة على الوجود )) .. وان هناك طبيعة انسانية عامة ، بينما عرفنا ان سارتر يرفض (( الشمولية )) الانسانية ومعها كل القيم الكلية .. حيث يقول : (( الخطوة الاولى التي تخطوها الوجودية هي ان تجعل كل انسان حائزاً او مالكاً لماهيته ، وان تسند اليه المسؤولية التامة عن وجوده )) .. لكنه يستدرك فيقول : (( اننا لانعمل ما نريد ، ونحن مع ذلك مسؤولون عما نحن كائنون : هذا هو الواقع )) .. الامر الذي يشير الى شيء من الغموض والالتباس والتناقص .



#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاربة الدين والعلم
- رواتب الموظفين
- فشل السياسة الخارجية للنظام العربي
- المكافأة
- نقد العقل السياسي العربي / النظام العربي : بين الدولة الامني ...
- لغة الحضارة
- الاسئلة الصادمة
- وجل الاحلام
- ازمة المثقف .. الاصولية المؤدلجة .. الخانق السياسي .. الذات ...
- عالم المرأة
- الاختلاف بين التنميط العولمي والاقصاء القومي
- العولمة النيوليبرالية
- الحداثة .. واشكالية الخصوصية
- اورهان باموك : ظل الذكريات وتكامل الحضارات
- نقد العقل العربي / النخب الفاعلة والاحادية الفكرية
- السياسة الامريكية وتقسيم العراق
- نقد الفكر العربي/المشروع النهضوي اعادة تشكيل الوعي العربي


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ضمد كاظم وسمي - الوجودية .. واشكالية الماهية