أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - طبول دبلوماسية بين واشنطن وطهران















المزيد.....

طبول دبلوماسية بين واشنطن وطهران


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 2334 - 2008 / 7 / 6 - 10:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قالت إيران إنها مستعدة لدراسة قبول وجود دبلوماسي للولايات المتحدة في طهران ودعت الى تسيير رحلات جوية مباشرة بين البلدين بعد مرور ثلاثة عقود على قطع واشنطن الروابط مع الجمهورية الإسلامية.

وفي حديثه للصحفيين اثناء زيارة للامم المتحدة في نيويورك يوم الاربعاء 2 يوليو اتهم وزير الخارجية الإيراني مانوشهر متكي واشنطن ايضا بفرض قيود جائرة على ممثلي اجهزة الإعلام الإيرانية الذين يريدون العمل في الولايات المتحدة، وقال "اقترحت الجمهورية الاسلامية في إيران العام الماضي تسيير رحلات جوية مباشرة بين إيران والولايات المتحدة".

واضاف الوزير الإيراني قوله "وهذا العام أثار الامريكيون فكرة قسم لرعاية المصالح في إيران مماثل للقسم الذي لدينا في واشنطن العاصمة. ويبدو لي انه يمكن للبلدين دارسة الاقتراحين كليهما".

وكانت قد ترددت انباء غير مؤكدة مفادها أن وزارة الخارجية الأمريكية تدرس فتح ما يسمى قسم رعاية المصالح - وهم في العادة بضعة دبلوماسيين يعملون تحت علم بلد آخر - في طهران، غير ان مسؤولين امريكيين قالوا إنه لا توجد خطط ملموسة لتسيير رحلات مباشرة أو فتح مكتب لرعاية المصالح في طهران مماثل للمكتب الذي لها في هافانا بكوبا. وتجدر الإشارة إلى أن مكتب رعاية المصالح في هافانا هو رسميا جزء من السفارة السويسرية هناك، لكنه في الواقع مستقل تماما.

للفشل الأمريكي.. تبعات

تأتي هذه التصريحات الإيرانية في وقت يرى فيه مراقبون في الشرق الأوسط أنه ليس مهما اليوم أن ينتصر الجمهوريون، أو يخسروا في الانتخابات الرئاسية القادمة في الولايات المتحدة، ما داموا قد خسروا بالفعل الكثير من أدائهم السياسي في العديد من بقاع المعمورة وخاصة في المنطقة العربية والعالم الاسلامي.

فعلى مدى السنوات الأخيرة، لم يكن مجمل هذا الأداء، إلا سيئا للغاية، مثلما أكدته التقارير الأمريكية نفسها. فقد تحدث تقرير للكونغرس الأمريكي صدر يوم 11 يونيو الماضي عن انتشار مشاعر مناهضة لأمريكا في العالم بمستويات غير مسبوقة بسبب الحرب على العراق، وأشار أيضا الى إضفاء صفة "النفاق" على واشنطن بصدد احترام قيم الديمقراطية التي تنادي بها.

وفي العراق أيضا لاتزال إدارة الرئيس جورج دبليو بوش تتخبط وهي تبحث عن انتصارات وهمية، على الرغم من أن تقريرا جديدا للجيش الأمريكي - نشر الاثنين 30 يونيو - اعترف بشكل واضح بالفشل في العراق، وبشكل خاص في الثمانية عشر شهرا التي تلت اعلان بوش في مايو 2003 أن العمليات العسكرية توقفت، وأن الحرب لاسقاط نظام صدام حسين.. انتهت!.

هذا الفشل والتخبط يُوجد أيضا في أفغانستان، وليست هناك حاجة للاستشهاد مرة أخرى بالتقارير الأمريكية، فالمطلوب رقم واحد للولايات المتحدة (أي أسامة بن لادن) ما يزال طليقا ينشر روائح الموت في أي مكان يريده وبشكل خاص في أفغانستان، وفي باكستان التي تئن اليوم أكثر من أي وقت مضى من ضربات القاعدة.

ايران .. فشل آخر!

أما في ايران الماضية بقوة وبخط بياني تصاعدي نحو إكمال برنامجها النووي - ولو بلغ ما بلغ- فان التخبط الأمريكي أصبح أكثر من مكشوف إزاء المسألة الايرانية بعد طلب واشنطن من عدوتها اللدود طهران السماح لها بافتتاح مكتب لرعاية المصالح الأمريكية يديره دبلوماسيون أمريكيون شبيه بشعبة افتتحتها واشنطن في كوبا منذ العام 1977، مع فارق واحد، وهو أن الأمريكيين يخططون - كما يرى دبلوماسيون ايرانيون - للخروج من سيطرة العلم السويسري المرفوع على مكتبهم في طهران تعبيرا - حسبما يبدو - عن الانزعاج من خطوة سويسرية بدت معقولة لكنها أثارت انتقادات أمريكية واسرائيلية، عندما قامت وزيرة الخارجية السويسرية ميشلين كالمي ري بزيارة إلى طهران في شهر مايو الماضي حيث تم التوقيع بحضورها ووزير الخارجية الايراني منوشهر متكي على اتفاقية ستقوم بموجبها ايران بمد سويسرا بنحو 6 مليارات متر مكعب من الغاز سنويا اعتبارا من عام 2011.

وأشارت وزيرة الخارجية السويسرية في مؤتمر صحافي مشترك عقد حينها مع نظيرها الايراني منوشهر متكي، الى أن الاتفاق وقع بين شركتي أي. جي. أل السويسرية والشركة الوطنية الايرانية لتصدير الغاز. وقد التقت كالمي ري خلال الزيارة بعدد من المسؤولين الايرانيين، على رأسهم الرئيس محمود احمدي نجاد، حيث تم التأكيد على ضرورة توسيع علاقات الصداقة والتعاون بين ايران وسويسرا، لا سيما في مجال الطاقة والتجارة والبحث العلمي، والتبادل الاقتصادي، وأكدت الوزيرة أن بلادها تُقر بحق ايران في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، وأشادت بتعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أنها تدعم جهود الوكالة والآليات المتعددة الجوانب لحل القضية.

ودافعت سويسرا عن موقفها، ورأت في الوقت نفسه أن من حق واشنطن أن يكون لها وجود دبلوماسي مباشر في ايران كخطوة قد تسبق استئناف العلاقات، أو على الأقل، تساهم في تعزيز قنوات الاتصال والحوار بين واشنطن وطهران والذي تقوم به - في الغالب - السفارة السويسرية.

"ايران غيت" جديدة؟

لكن ماذا عن ايران التي طالما سمت الولايات المتحدة بـ"الشيطان الأكبر"، وسعت خلال سنوات حكم الرئيس الاصلاحي السابق سيد محمد خاتمي الى التخلص من "عبء" هذه التسمية وشعارات مثل "الموت لأمريكا" وممارسات كاحراق العلم الأمريكي، لكنها - أي حكومة خاتمي - جوبهت بعدائية أمريكية ومضايقات وضغوط - غير مسبوقة - تركت آثارا بينة على الاقتصاد الايراني، وبالتالي أثقلت كاهل الناخب الايراني الذي أدار ظهره للاصلاحيين في الانتخابات العديدة التي جرت منذ عام 1980 وعززت نفوذ المحافظين.

ويتذكر الايرانيون كيف أن واشنطن خدعتهم أثناء الحرب العراقية الايرانية، وكيف كانت تدعم نظام صدام، ودعمتهم أيضا من خلال صفقة "ايران غيت" التي كشف النقاب عنها في نوفمبر 1986، وتم بموجبها ارسال إدارة الرئيس رونالد ريغان الأسلحة إلى إيران "مقابل الافراج في لبنان عن رهائن غربيين"، واقتطاع جزء من الربح لتمويل متمردين الكونترا في نيكاراغوا.

ويحق للايرانيين أن يتساءلوا على غرار عدد من كتاب الأعمدة في صحفهم مؤخرا: إذا وافقت طهران على الطلب الأمريكي.. ماذا سنفعل بالذاكرة التي تحتفظ منذ انتصار الثورة الاسلامية في فبراير 1979، بتسمية "وكر الجاسوسية" الذي أطلقته طهران على السفارة الأمريكية؟ وهل هي صفقة جديدة تقضي بأن تضغط واشنطن على الكيان الاسرائيلي ليتخلى عن النية -القديمة- ولو الى حين، بضرب منشآت ايران النووية، مقابل استمرار التهدئة مع حماس...مثلا!؟.

وبالفعل فان الخارجية الايرانية التي وصفت اقتراح واشنطن بفتح مكتب للمصالح في طهران بأنه مجرد "دعاية اعلامية"، أبلغ مسؤول فيها سويس انفو أن ايران "لم ترفض الفكرة من حيث المبدأ، وتفضل أن تتريث في الرد عليها اذا وصلها اقتراح رسمي عبر السفارة السويسرية"، مشددا على أن المرشد خامنئي، هو من سيقرر في النهاية الرفض أو الموافقة على اقتراح استقبله الحرس الثوري بالشروع بحفر 320 ألف قبر في المناطق الحدودية.. للقتلى من أعداء ايران إذا ما شنوا "الحرب المؤجلة" على بلادهم.

نصيحة بالتمنع..

هنا يجدر التذكير أن الطلب الأمريكي بفتح مكتب لرعاية المصالح في طهران لم يكن الأول من نوعه لأن واشنطن كانت قدمت طلبا مماثلا العام 1999 ورفضه المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي الذي ربط بين التصعيد الغربي - تلك الأيام - مع بلاده وبين طلب مماثل بفتح مكتب للمخابرات والنشاطات السياسية، وإقامة علاقات مع "مرتزقة واشنطن" على حد تعبيره وهو يشن في فترة رئاسة الاصلاحي محمد خاتمي، هجوما غير مباشر على أنصاره وكل من تدثر تحت عباءة الاصلاح ممن كان ينادي بحوار مباشر مع واشنطن لاستئناف العلاقات المقطوعة بين البلدين منذ أبريل 1980.

وقارنت صحيفة "جمهوري اسلامي" القريبة جدا من خامنئي (الذي كان يملك امتيازها قبل أن يصبح الولي الفقيه) بين ظروف 1999 والضغوط الجديدة على ايران حيث أضاف الاتحاد الأوروبي بدفع أمريكي مباشر 35 شخصية ومؤسسة ايرانية (منها بنك ملي) إلى القائمة السوداء، ورفع البرلمان البريطاني اسم منظمة مجاهدي خلق المعارضة من قائمة المنظمات الارهابية، وتدريبات اسرائيلية على ضرب المنشآت النووية الايرانية - لتحذر، كما فعلت صحيفة كيهان (الخاضعة تماما لاشراف خامنئي)، مما وصفتها "خديعة أمريكية جديدة، تريد التأثير على الرأي العام الايراني وتمزقه من الداخل".

وليس هناك أدنى شك أن الكثير من الايرانيين يرغب بشدة في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، لتذليل الكثير من الصعوبات التي تعترض طريقهم نحو "الحلم الأمريكي" والحصول على تأشيرات دخول الى الولايات المتحدة حيث يقدر عدد المهاجرين الإيرانيين بمئات الآلاف.

هذا الأمر ناقشه البرلمان الإيراني بشكل مفصل في جلسة مغلقة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية والأمن القومي، التي وضعت أمامها الروزنامة الأمريكية، وقرب موعد الانتخابات الرئاسية في نوفمبر القادم لتخلص الى الرأي القائل بأن على ايران أن لا تسمح بنجاح الجمهوريين، وأن لا تقدم لهم "نصرا" على طبق من ذهب يخفف الخناق عليهم بسبب أزماتهم المتلاحقة في العراق وأفغانستان، وايران.

وطالب أعضاء في اللجنة أن "تتمنّع" الحكومة الايرانية في اتخاذ موقف من الاقتراح الأمريكي، بل ودعا البعض الى تأخير البت به الى ما بعد الانتخابات الرئاسية، مطالبين واشنطن باجراءات ملموسة على الأرض لصالح تخفيف التوتر منها "العمل على إعادة ملف ايران النووي من مجلس الأمن الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية"!..








#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مكتب دبلوماسي أمريكي في ايران!
- -بورتسموث- أمريكية في العراق!
- هل حصُل توافق في العراق على تحجيم مقتدى الصدر؟!
- مواقيت المالكي!
- جنازة المالكي!
- اصلاحيو ايران بروفة رئاسية!
- ثورة ايران ..أنصارها يتآكلون!
- مهمة خاصة:البصرة.. الأمن المفقود!
- دبي العراقية ...ولكن!
- مهمة: من يحكم البصرة؟
- عراق 2007:رضا نسبي عمّا مضى ..في انتظار ما سيأتي
- مرتزقة -بلاك ووتر- !
- أكبر شاه رفسنجاني !؟
- تغيير المالكي!
- العراق وحلول ماقبل المربع الأول !
- -كتيبة هوار- تعيد شيئا من البسمة إلى شفاه العراقيين
- أفراح هوار!
- حكومة ظل ..أمريكية في العراق!
- إنّي أعترض: حزب الدعوة ..العميل والمقاومة ..الوطنية!
- ماذا تبقى لنوري المالكي؟


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - طبول دبلوماسية بين واشنطن وطهران