أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - هل تبشر الماركسية بالجبرية الاقتصادية؟















المزيد.....

هل تبشر الماركسية بالجبرية الاقتصادية؟


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2330 - 2008 / 7 / 2 - 10:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


كثيرون من اعداء الماركسية يصوبون سهام نقدهم لها بأنها تبشر بالجبرية الاقتصادية أو الحتمية الاقتصادية، التي تلغي دور الارادة الانسانية في التغيير وتهمل العوامل الاجتماعية في التغيير مثل: القومية، الدينية، النفسية،تقاليد البلد المعين وتاريخه، فهل هذا الزعم صحيح؟ للاجابة علي هذا السؤال مهم توضيح اهم اكتشاف للماركسية، الا وهو المفهوم المادي للتاريخ، فما هو المفهوم المادي للتاريخ؟
المفهوم المادي للتاريخ:
كان اكتشاف ماركس وانجلز للمفهوم المادي للتاريخ نقطة تحول حرجة في منهج دراسة التاريخ، وفي تفسير التحولات الاجتماعية. كان علماء الاجتماع قبل ماركس يأخذون مفهوم الطبيعة الانسانية نقطة انطلاقهم في تفسير التحولات الاجتماعية . وعلي حد تعبير انجلز علي قبر ماركس ( لقد كانت الفكرة السابقة عن التاريخ تقوم علي أن الاسباب النهائية لكل التغيرات الاجتماعية ينبغي أن نبحث عنها في الافكار المتغيرة للكائنات الانسانية، لكن احدا لم يسأل من اين جاءت هذه الافكار الي اذهان الناس؟).
المفهوم المادي للتاريخ ماهو الا محاولة لتطبيق المنهج العلمي علي دراسة المجتمع ، وصفه انجلز في خطابه علي قبر ماركس (تماما كما اكتشف دارون قانون تطور الطبيعة العضوية ، فقد اكتشف ماركس قانون تطور التاريخ الانساني).
ينطلق المفهوم المادي للتاريخ من التقدير ، بأن : (الانتاج وعلي اثره تبادل منتجاته يشكل أساس اى نظام اجتماعي، وان توزيع المنتجات وانقسام المجتمع الي طبقات أو فئات اجتماعية يحدده في كل مجتمع متواجد في التاريخ ما ينتج وكيف ينتج؟ وكيف يجرى تبادل هذه المنتجات؟ وهكذا فالاسباب النهائية لكل التحولات الاجتماعية والانقلابات السياسية ، يجب البحث عنها ليس في اذهان الناس وليس في فهمهم المتزايد للحقيقة الخالدة والعدالة، بل في تغيرات اسلوب الانتاج والتبادل ، ويجب البحث عن ذلك ليس في الفلسفة، بل في اقتصاد العصر المعني)(انجلز: انتي دوهرينغ، دار التقدم، موسكو 1984، ص312).
هل العامل الاقتصادي هو الوحيد في التغيير الاجتماعي؟
كثيرا ما يثير اعداء الماركسية، انها تقوم علي الجبرية الاقتصادية، او تنظر للعامل الاقتصادي باعتباره العامل الوحيد في التغيير وتهمل العوامل الاجتماعية الاخري التي تتكون من:دينية، وسياسية، وقومية، ..الخ.فهل هذا الزعم صحيح؟.
وفي هذا الجانب نلاحظ أن انجلز استدرك في توضيحات لاحقة وأشار الي المفاهيم المبتذلة للمفهوم المادي للتاريخ: تلك التي ترجع كل تطورات المجتمع الي العامل الاقتصادي كعامل وحيد أو التي تعتبر الافكار والمؤسسات نتاجا آليا لتركيب اقتصادي وطبقي ، وليس نتاج نشاط الناس الواعي وصراعهم.
وفي رسالة انجلز لشميدت في: 5/8/1890م يقول( ان مفهومنا عن التاريخ هو في المقام الاول مرشد للدراسة وليس رافع للبناء، فكل التاريخ ينبغي أن يدرس من جديد، وظروف وجود مختلف تكوينات المجتمع ينبغي ان تبحث بالتفصيل قبل أن نحاول أن نستخلص منها الافكار السياسية وافكار القانون المدني والافكار الجمالية والفلسفية الدينية..الخ التي تتوافق معها).
واكد انجلز مرارا ضرورة الدراسة المحددة في كل حالة للطريقة التي تنشأ بها الافكار ومؤسسات بعينها وتتشكل علي أساس تطور اقتصادي معين، والتأثير الذي تمارسه بدورها علي المزيد من تطور المجتمع، وحذر انجلز صراحة من سوء الفهم الناشئ عن الطريقة التي عرض بها هو وماركس النظرية احيانا.
وفي رسالة الي ج. بلوخ في : 21/9/1897م، يقول انجلز( انني وماركس نتحمل جزءا من اللوم علي حقيقة أن الشبان احيانا مايركزون علي الجانب الاقتصادي اكثر مما يستحق فقد كان علينا أن نؤكد هذا الجانب الرئيسي في معارضة خصومنا الذين كانوا ينكرونه، ولم يتح لنا دائما الوقت أو المكان أو الفرصة لكي نولي العناصر الاخري المشتركة في التفاعل ما تستحق).
ويستطرد انجلز في الرسالة نفسها ويقول: (وفقا للمفهوم المادي للتاريخ، فان العنصر النهائي المحدد للتاريخ هو انتاج الحياة الواقعية وتجدد انتاجها ، ولم يؤكد ماركس ولا أنا اكثر من ذلك ابدا، ومن هنا فاذا استخدم احد هذا القول ليعني به أن العنصر الاقتصادي هو العنصر المحدد الوحيد ، فانه يحول هذه القضية الي عبارة حمقاء مجرد فارغة لامعني لها).
ويلقي انجلز المزيد من الاضواء حول هذه النقطة في رسالة الي ستارليون في: 25/1/1894م قائلا( ان التطورات السياسية والقانونية والفلسفية والدينية والادبية والفنية..الخ تقوم علي اساس التطور الاقتصادي ، لكن هذه جميعا تؤثر علي الاقتصادي ، فليست المسألة هي أن الظرف الاقتصادي هو السبب ، وأنه هو النشط وحده، في حين ليس لأى شئ آخر سوى تأثير سلبي، بل أن هناك بالاحرى تفاعلا علي اساس الضرورة الاقتصادية التي تؤكد ذاتها دائما في النهاية).
فبالاضافة للظروف الاقتصادية أشار انجلز الي عوامل اخري في حياة البلاد تشمل( طبيعة الشعب وتقاليده وشخصيات قادته ، وفي المقام الاول تاريخه الماضي).
ويلاحظ القارئ مما ورد ذكره، ان القول بان المفهوم المادي للتاريخ يستند علي الحتمية أو الجبرية الاقتصادية ليس صحيحا، وهو حجة كثيرا ما يثيرها اعداء الماركسية في الهجوم علي الماركسية.
كما تشير رسالة انجلز الي أن الماركسية كانت في حالة تجدد وتجاوز لتصوراتها السابقة، وكانت في حالة نقد دائم وتجاوز لاستناجاتها السابقة وفق معطيات العلم الذي لايعرف الكلمة النهائية مما يتطلب تعديل النتائج والتصورات والمفاهيم حسب مستجدات الحياة.
فماركس وانجلز بعد خمس وعشرين سنة من صدور البيان الشيوعي(صدر عام 1848م) كتبا في مقدمة له بتاريخ:24/6/1872م :أشارا الي تبدل الظروف ، رغم أن البيان مازال محتفظا حتي اليوم بصحة ودقة مبادئه العامة، الا أن البيان شاخ في بعض نقاطه، وان هناك فصول يجب ادخال التعديل عليها، اضافة الي ان البيان نفسه يوضح ان تطبيق المبادئ يتعلق دائما وفي كل مكان بالظروف والاوضاع التاريخية في وقت معين. وان هناك حاجة لتحليل المتغيرات الجديدة في الرأسمالية، واخذها في الاعتبار.
وهذا كان ديدن المنهج الماركسي أو منهج الديالكتيك المادي الذي ينظر للظواهر في شمولها وتطورها وحركتها والذي يتعارض مع النظرة الآحادية، ومن نافل القول ، أن نشير الي أن القول بالعامل الاقتصادي كعامل وحيد محرك للتاريخ يتعارض مع المنهج الديالكتيكي الذي ماهو الا المنهج العلمي في اوسع معانيه.





#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوق عطبرة(اتبرا)
- تعقيب علي محاضرة د.فاروق محمد ابراهيم:رسالة الي المؤتمر الخا ...
- حوار حول اسم الحزب
- بمناسبة الذكري ال 37:دروس انقلاب 19/يوليو/ 1971م
- نشأة وتطور المنظمات المدنية السودانية
- المسألة القومية في السودان
- حول تجربة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي السوداني
- اثار الثورة العلمية التقنية علي تطور الفكر الانساني: اعادة ا ...
- الماركسية والحل التلقائي لقضية المرأة
- نشأة وتطور الطبقة العاملة السودانية:الفترة:1900- 1956
- الفكر السوداني: الماركسية احد حلقات تطور الفكر السوداني
- في الذكري الثانية لرحيل البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم
- حول مستقبل الحزب الشيوعي السوداني
- ماهي طبيعة وحقيقة اتفاق التراضي الوطني؟
- الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني (3)( الحلقة الثالثة ...
- الشمال والجنوب واحتمالات تجدد الحرب ومستقبل الاوضاع في دارفو ...
- ابيي ولعنة النفط: هل سيجد الاتفاق الاخير حول ابيي طريقه للتن ...
- نقاط حول تجديد برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- جذور الفكر الماركسي والاشتراكي في السودان
- كيف تناول مشروع التقرير السياسي العلاقة بين الكادر القديم وا ...


المزيد.....




- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - تاج السر عثمان - هل تبشر الماركسية بالجبرية الاقتصادية؟