أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - تعقيب علي محاضرة د.فاروق محمد ابراهيم:رسالة الي المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني















المزيد.....

تعقيب علي محاضرة د.فاروق محمد ابراهيم:رسالة الي المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 2329 - 2008 / 7 / 1 - 10:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقام د. فاروق محمد ابراهيم محاضرة بتاريخ 6/2/2008م بمركز الخاتم عدلان بعنوان رسالة الى المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني خلص فيها الى ضرورة اعادة الاعتبار الى مؤتمر الجريف الذي قرر تحويل الحزب الشيوعي الى حزب اشتراكي جماهيري . الجدير بالذكر أنه عند ما فتحت اللجنة المركزية المناقشة العامة حول متغيرات العصر ، دعت قيادة الحزب الشيوعي د. فاروق للمساهمة في المناقشة العامة ، وكتب ورقة ، نشرت في مجلة قضايا سودانية التى كان يصدرها الحزب الشيوعي في الخارج ، العدد الرابع ، ابريل 1994م ، وعقب عليها الاستاذ التيجاني الطيب في العدد نفسه ، كما تم تلخيص وجهة نظر د.فاروق ضمن التلخيص الختامي للمناقشة العامة والذي نزل لللاعضاء في خمس كتيبات ضمن وثائق المؤتمر الخامس ، رغم ذلك رحبت بدعوة د. فاروق محمد ابراهيم الى لحضور المحاضرة بمركز الخاتم عدلان للمناقشة والتعقيب .
استاذنا الجليل د.فاروق محمد ابراهيم من الذين التحقوا بالحزب الشيوعي السوداني في سنى تأسيسه الاولى ، كما ذكر في سيرته الذاتية التى قدمها في مجلة قضايا سودانية العدد الرابع، ابريل 1994م ، كما شارك في تأسيس رابطة الطلبة الشيوعيين في نهاية الاربعينيات من القرن الماضي ، وكان السكرتير السياسي لرابطة الطلبة الشيوعيين بجامعة الخرطوم في الفترة : 1950 – 1955 م ، وكان عضوا باللجنة المركزية للحزب حتى عام 1970م، ثم خرج من الحزب في انقسام 1970 ، وعاد الى الحزب عقب انتفاضة ابريل في العام 1986م ، وحاليا خارج الحزب الشيوعي بارادته. وهو من المثقفين السودانيين المرموقين، وله مساهمات قيمة في الاقتصاد الزراعي ، وكان من الذين يرسمون سياسة الحزب الشيوعي كما أشار الشهيد عبد الخالق محجوب ، اذكر اننى تابعت مساجلاته في الصحف السودانية حول الاصلاح الزراعي مع د. شريف الدشوني في الستينيات من القرن الماضي ، كما أن د.فاروق ناشط في العمل الثقافي والعمل العام ، ويفرض عليك احترامه لنزاهته ودفاعه عن مبادئه وفيما يعتقد أنه الحق ، وخلاف الرأى عنده لايفسد للود قضية، ، وهو عالم في مجاله ، ولايبخل في تقديم المساعدات لكل من يطلبها منه ، كما انه ابن محمد ابراهيم النور ذلك المثقف السوداني الاصيل الذي كانت له مقالات ودراسات في مجلتى النهضة السودانية والفجر التى كانت تصدر في الثلاثينيات من القرن الماضي.اضافة لمقاومة د.فاروق لعسف نظام الانقاذ والذي تعرض للسجن والتعذيب والقهر والنفى والفصل من العمل ، كما اوضح في مذكرته التى نشرها في صحيفة الايام حول شروط المصالحة الوطنية والتعافى، وبالتالى ، فان تاريخه مشرف في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الانسان. كما سجل د.فاروق محمد ابراهيم مذكراته عن تأسيس الحزب الشيوعي بمناسبة العيد الاربعين لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني والتى نشرت في مجلة الشيوعي (المجلة الفكرية للجنة المركزية ) ، الاعداد: 150، 152 ، 153،154 م ، مع مذكرات مؤسسين آخرين هم : التيجاني الطيب ، الجزولي سعيد ، ابراهيم زكريا، د.خالدة زاهر ، عباس على ، صلاح مازرى،.. الخ.
ود. فاروق من المتحمسين لفكرة تحويل الحزب الشيوعي الى حزب اشتراكي واسع ، وهى ليست فكرة جديدة ، طرحها الشهيد عبد الخالق محجوب عام 1956 ، تكوين حزب واسع للعمال والمزارعين ، ودارت مناقشات حولها في صفحات مجلة الشيوعي والتى قطعها انقلاب 17/ نوفمبر/ 1958 م ، وبعد اكتوبر 1964 ، اصدرت اللجنة المركزية وثيقة (مشروع تحول عميق ) والتى هدفت الى تحقيق شعار المؤتمر الثالث للحزب لتحويل الحزب الشيوعي الى قوة اجتماعية كبرى. وجاءت فكرة الحزب الاشتراكي بعد حل الحزب الشيوعي في نوفمبر 1965م، في مؤتمر الجريف التداولى عام 1966 م والذى قرر تشكيل الحزب الاشتراكي باندماج الحزب الشيوعي مع قوى اشتراكية سودانية اخرى، وتراجعت اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في دورتها التى عقدت في العام نفسه عن الفكرة ، بأغلبية اعضائها ، عدا عضوين فقط هما د.فاروق محمد ابراهيم و الامين محمد الامين.ونشرت مداولات اجتماع اللجنة المركزية على الاعضاء في مجلة الشيوعي ، العدد 127 ، نوفمبر 1966م.
كثيرون، كما أشار الاستاذ طه ابراهيم المحامى في تعقيبه على محاضرة د.فاروق، فسروا اسباب هذا التراجع عن القرار بعوامل خارجية مثل: اقتناع عبد الخالق محجوب برأى السوفيت الذين كانوا معارضين لحل الحزب الشيوعي ودمجه مع قوى اشتراكية اخرى ، ولكن ذلك التفسير احادى الجانب ويتجاهل عامل داخلي حاسم: يتمثل في ضغط فروع وقواعد الحزب الشيوعي التى كانت رافضة لقرار حل الحزب الشيوعي ودمجه مع قوى اشتراكية اخرى ،وفي ذهنها التجربة السلبية لحل الحزب الشيوعي المصري عام 1966م الذي ذاب في تنظيم السلطة( الاتحاد الاشتراكي العربي)، ويتجاهل ايضا قرار اغلبية اللجنة المركزية التى عبرت عن رأى قواعد الحزب برفض حل الحزب الشيوعي ، واذا كان الأمر كذلك ( الخضوع لرأى السوفيت)، لماذا لم تتمسك اللجنة المركزية والمؤتمر التداولى لكادر الحزب الشيوعي النتعقد في اغسطس 1970م، برأى السوفيت حول انقلاب 25 مايو/1969 م ، بدعمه لأنه نظام ديمقراطي ثورى ؟، كما كان يرى السوفيت، بل تمسكت ،اغلبية اللجنة المركزية واغلبية المؤتمر التداولي للكادر باستقلال الحزب الشيوعي ورفض حله ودمجه في حزب السلطة المقترح ( الاتحاد الاشتراكي)، رغم دعم السوفيت للنظام في تلك الفترة ، بل كانت هناك خلافات بين الحزب الشيوعي السوداني والحزب الشيوعي السوفيتي لخصتها دورة اللجنة المركزية في يوليو 1977م في النقاط التالية :
• قيادة الطبقة العاملة للثورة الوطنية الديمقراطية .
• دور الديمقراطيين الثوريين في منطقة التحرر الوطني.
• الموقف من الفكر اليميني التصفوى في حزبنا ، والانقسام الذي ترتب عليه في سبتمبر 1970م.
وهذا يعكس أن مواقف الحزب الشيوعي السوداني لم تكن متطابقة مع الحزب السوفيتي حول هذه القضايا ، اى أن الحزب الشيوعي السوداني لم يكن منقادا تابعا للحزب الشيوعي السوفيتي ، هذا فضلا عن موقف الحزب الشيوعي السوداني الرافض لتقييم السوفيت لنظام عبود (17/نوفمبر/1958)، باعتباره نظام وطني، ورفض عبد الخالق لذلك باعتبارأن الحزب الشيوعي السوداني هو الذي يقرروطنية النظام أو عدمها، وليس السوفيت.
هذا فضلا عن السؤال الذي طرح في المحاضرة من ضمن المناقشين لماذا لم يستمر الحزب الاشتراكي بعد انسحاب الحزب الشيوعي؟، ولماذا يرتبط قيام الحزب الاشتراكي الواسع بحل الحزب الشيوعي ، فمع وجود الحزب الشيوعي المستقل لماذا لم يبنى د.فاروق الحزب الاشتركي المقترح ؟ فالساحة السياسية واسعة ولايحتكرها الحزب الشيوعي، اضافة الى فشل تجارب الحزب الواحد في العالمين العربي والافريقي والتى كانت تقوم على الوصاية على الجماهير كما عبر الاستاذ نبيل اديب المحامى، وفشل تجربة الحزب الواحد في الاتحاد السوفيتي وبلدان شرق اوربا .
وبعد تجارب انقلاب 25 مايو1969م وانقلاب 19 يوليو 1971 م ، توصل الحزب الشيوعي السوداني في دورة اللجنة المركزية في اغسطس 1977م بعنوان( الديمقراطية مفتاح الحل للازمة السياسية) ، الى رفض الحزب الواحد وضرورة الديمقراطية والتعددية والوصول للنظام الوطني الديمقراطي بطريق ديمقراطي جماهيري تعددى، وتلك كانت من اهم الدروس التى استخلصها الحزب الشيوعي من تلك التجارب.
اضافة الى أن الموضوع ليست بهذه البساطة ، فمجرد اعلان الحزب الواسع وتغيير اسم الحزب الشيوعي سوف يتحول تلقائيا الى قوة اجتماعية كبرى ، وان الناس سوف يندفعون زرافات ووحدانا للانضمام اليه، ولن تلاحقه تهمة الالحاد والزندقة في الصراع السياسي علما بأنها تهمة لحقت حتى بمفكرين اسلاميين غير شيوعيين مثل الاستاذ محمود محمد طه ود. حسن الترابي!!!.
ولكن الحزب الشيوعي يتحول الى قوة اجتماعية كبرى بدراسة واقع المجتمع السوداني وفهمه واستيعابه والعمل على التأثير فيه نتيجة لتلك الدراسة كما اشار المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي، كما يتحول الى قوة اجتماعية كبرى بالارتباط بالجماهير والدفاع عن مصالحها في القطاعين الحديث والتقليدي ( المناطق المهمشة)، والارتباط بالتنظيمات الجماهيرية الديمقراطية والنقابية والاصلاحية والتواجد حيث تتواجد الجماهير والنضال معها وليس بالنيابة عنها في الارتقاء بمستواها المعيشي والسياسي والثقافي ، وهى عملية شاقة .
مع شكرى وتقديري واحترامي لد.فاروق محمد ابراهيم ولمركز الخاتم عدلان على دعوتهم.


حاشية :
كان مؤتمر الجريف 1966 مؤتمرا تداوليا ليس من حقه حسب دستور الحزب حل الحزب أو تغيير اسمه ، كما ليس من حقه انتخاب لجنة مركزية ، هذا من حق المؤتمر العام ، كما أن قرارات المؤتمر التداولي تجيزها أو ترفضها اللجنة المركزية ، ومارست اللجنة المركزية حقها في رفض مقررات مؤتمر الجريف الذي اوصى بدمج الحزب الشيوعي مع التيارات الاشتراكية الاخرى باغلبية اعضاء اللجنة المركزية ، فما المشكلة في ذلك والتي يثيرها د.فاروق الان بعد اكثر من اربعين عاما ؟، اضافة لانعقاد المؤتمر الرابع في اكتوبر 1967م ، والذي حافظ علي الحزب الشيوعي ولخص تجربة 11 عاما منذ انعقاد المؤتمر الثالث في فبراير 1956م ، فلماذا لم يطرح د. فاروق ذلك في المؤتمر الرابع والذي اختاره عضوا ي اللجنة المركزية؟



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار حول اسم الحزب
- بمناسبة الذكري ال 37:دروس انقلاب 19/يوليو/ 1971م
- نشأة وتطور المنظمات المدنية السودانية
- المسألة القومية في السودان
- حول تجربة العمل الثقافي في الحزب الشيوعي السوداني
- اثار الثورة العلمية التقنية علي تطور الفكر الانساني: اعادة ا ...
- الماركسية والحل التلقائي لقضية المرأة
- نشأة وتطور الطبقة العاملة السودانية:الفترة:1900- 1956
- الفكر السوداني: الماركسية احد حلقات تطور الفكر السوداني
- في الذكري الثانية لرحيل البروفيسور محمد ابراهيم ابوسليم
- حول مستقبل الحزب الشيوعي السوداني
- ماهي طبيعة وحقيقة اتفاق التراضي الوطني؟
- الستالينية وتجربة الحزب الشيوعي السوداني (3)( الحلقة الثالثة ...
- الشمال والجنوب واحتمالات تجدد الحرب ومستقبل الاوضاع في دارفو ...
- ابيي ولعنة النفط: هل سيجد الاتفاق الاخير حول ابيي طريقه للتن ...
- نقاط حول تجديد برنامج الحزب الشيوعي السوداني
- جذور الفكر الماركسي والاشتراكي في السودان
- كيف تناول مشروع التقرير السياسي العلاقة بين الكادر القديم وا ...
- المفهوم المادي للتاريخ:محاولة لتوسيع مدي المفهوم
- حول اسم الحزب


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تاج السر عثمان - تعقيب علي محاضرة د.فاروق محمد ابراهيم:رسالة الي المؤتمر الخامس للحزب الشيوعي السوداني