أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمود الوندي - أطفال العراق بين إهمال الحكومة ومطرقة الإرهاب وسندانة الفقر















المزيد.....

أطفال العراق بين إهمال الحكومة ومطرقة الإرهاب وسندانة الفقر


محمود الوندي
(Mahmmud Khorshid)


الحوار المتمدن-العدد: 2325 - 2008 / 6 / 27 - 10:50
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    



ليس خافيا على الإنسان العراقي ان الوضع الاستثنائي الصعب الذي يمر به عراقنا المنكوب وحصيلة العنف في تزايد الى أرقام مرعبة وينتشر انتشار النار في الهشيم ، فاننا نؤكد أهمية هذه الخطوة في رسم خارطة طريق للخلاص من تأثيرات السياسة الهوجاء للنظام السابق وما افرزتها سياساته وحروبه القذرة ، ولكن !!! لم تتوقف هذه الخطورة بعد سقوط النظام البائد بل أزدادت شراسةً حتي تشمل النساء والاطفال وبشكل خاص الذين يواجهون أوضاعاً لا تطاق ، فيما الجوع والقهر والتجهيل والاذلال الذي يُنشر في العراق .
ويدفع الطفل العراقي ثمنه الفادح من حياته وفرص تقدمه ورخائه وحقه في العيش الكريم موفور الكرامة . بل إن كثيرا منهم تحول فعلا إلى رقم احصائي في سجلات المؤسسات الحكومية والدولية والمدنية ( لا يوجد إحصاء دقيق بعددهم ) التي تعنى بمتابعة واقع للطفل العراقي الصحي بدنيا ونفسيا . ....... .


يقع المزيد والمزيد من اطفال العراق ضحايا الارهاب والعصابات المجرمة

في هذا الظرف يستدعي من الجميع (وبالوجه الخصوص المثقفين) العمل على التغلب على الصعوبات والأزمات التي تمثل عائقا حقيقيا وتحديا خطيرا لتطلعات الطفل العراقي الذي يبنى عليه أمالا مستقبليا وطنيا خالصا بعيدا عن الاستقطاب القومي او الديني أو الطائفي أو المناطقي الذي يكابده حاليا ، وعلينا ان نطلب من خلال أصواتنا واقلامنا حماية الطفل واحترام حقوقه ومعاملة خاص له وتقديم له المساعدات المادية والمعنوية وأعادة تأهيله من الجديد وتقويمه وتعزيز هيبته بعد ما فقده ، عبر الاداء الحكومي او عبر المنطمات الإنسانية من خلال العمل الجدي على تحسين مستواه المعيشي للطفل العراقي وتوفير أماكن ملائمة السكن لعائلته ، وتأمين الضمان الاجتماعي والصحي له ولعائلته وحقوقه دستورياً وبالاخص تصون حقوق اليتامى لهذا الغرض تقدم مساعدات خاصة للعائلات الفقيرة وذات الدخل المحدود ، وتطوير أليات رقابة فعالة لضمان ذلك بالتعاون مع المنظمات المجتمع المدني والإنساني ، والعمل على تحسين مستوى الخدمات الصحية وتوفير الأطباء والاخصائيين لمعالجة المصابين بمرض السرظان والكوليرا ومعالجة آثار الصدمات النفسية والتعليمية وضمان التحاقه بالمدرسة بعد ان فقد دراسته الذي أحبها. لأنه يفتقر لمعظم الخدمات الأساسية ويظهر عليه العديد من الأعراض النفسية جرّاء أعمال العنف الذي يشاهد يومياً.

انخفضت نسبة الاطفال الذين يذهبون للمدارس

إن هذا الحال لا يمكن السكوت عليه من قبل الشرفاء والطيبين والمخلصين . يجب الاهتمام جديا للطفل والاهتمام بتطوير قدراته ومواهبه العلمية والثقافية والفنية والرياضية ، وتقديم معالجات فعالة له من الواجب الإنساني والوطني . لان الطفل العراقي مصاب بأمراض نفسية وخبيثة ومنها السرطان والصرع والتخلف العقلي والشعور بالكئابة والهلع والخوف بعد تردي الوضع الامني في العراق ، وذلك جراء التفجيرات والقصف اليومي والقتل بكل أشكاله والخطف والمداهمة والتشريد ألقسري من المدن ، إضافة الى فقد الأهل والأعزاء والفقر والجوع واليتم والتجهيل والضياع ..... والخ .
كما تباع أعضاؤه السليمة من قبل التجار المجرمين في سوق نخاسة أواستغلاله من قبل العصابات الاجرامية !!! . واصبح طفل العراقي متشرداً داخل الشوارع والطرقات والساحات العامة في بغداد والمدن الاخرى ، وتحصد روحه البريئة السيارات المفخخة ووأحزمة الانتحاريين والعبوات الناسفة . وهذا الطفل البريئ الذي دفعه الفقر والجوع الى أحضان عصابات الإرهابية ومليشيات الإسلامية المحلية والمستوردة وسط عجز المؤسسات الحكومية والمنظمات الإنسانية في توفير بيئة صحية آمنة وينمو فيها الطفل العراقي بطرقة صحيحة وجيدة ، كما اصبح طفل العراقي قنبلة بسبب تعرصه للإهانات المستمرة من قبل المجتمع المتخلف والظلم الدائم وبالاخص طفل اليتيم في فترة نموه البدائية ، بعد ان يتم تجنيده في العديد من المليشيات والجماعات المتمردة للقيام بعمليات منها شن الهجمات الإنتحارية .

والسؤال المهم الذي يطرح نفسه هنا .... فأين يكمن الخلل ، هل في الحكومة أم في المجتمع ................................ ؟
باعتقادي ان العلة او الخلل مزدوج ، فهو يكمن في الحكومة بقدر ماهو يكمن في المجتمع لأن المجتمع لا تنضبط سلوكه إلا بالأنظمة والقوانين والرقابة الدقيقية والصارمة في نفس الوقت .. والمجتمع هو الذي يختار النظام التي تخدم مصالحه وتناسب نزعاته ونزواته الاستبدادية المفضية الى الطغيان في نهاية المطاف .. والعكس صحيح ايضاً حيث ان النظام الفاسد هو الذي يخلق المستبدين والمستغلين والمفسدين . ودليل على ذلك عدم محاسبة هؤلاء في تعذيب اطفال العراق ، ويسترزقون على حساب أجساد الاطفال واصحاب البسمة البريئة . .
إذن يجب تلتزام الحكومة العراقية بمناهضة شتى أنواع العنف الممارس ضد الطفل العراقي . وعلى البرلمان العراقي الى سن قانون لحماية الطفل العراقي ، وكما يجب على المجتمعات المدنية والديمقراطية على تقديم معونات الإنسانية لحماية الطفل وتقديم خدمات طبية وعلاجية له وتناهض العنف ضده ، مطالبة المثقفين ومنها الإعلاميين بتبني حملات تثقيفية لتعزيز الديمقراطية والحوار بين أطياف المتصارعة في العراق ونبذ العنف بما يدعم نشر ثقافة التسامح والسلام والحوار وتقبل الرأي الآخر . . .
واتمنى تحويل هذه الكلمات الى فعل ملموس لنصرة الطفل العراقي من اجل مستقبله ومستقبل الاجيال القادمة وزرع بذرة الامل امامه كي ينعم بالحياة التي وهبها الله لنا ، وتكون هذه الكلمات عامل ضغط على المسؤولين في الحكومة والبرلمان العراقي والفات النظر حول قضية إنسانية من قبل الجهات المسؤولة وصناع القرار لرعاية الطفل العراقي وبالاخص اليتم وتعويضه عن الحرمان الذي يعاني منه وانقاذه من المحنة الذي يمر بها . وإيجاد المؤسسات الحكومية التي تعنى به وبعائلته وأن حمايته مسئولية إنسانية وأخلاقية ودينية . ترسيخ دوره في المجتمع بما يتناسب مع دورها الطبيعي ، كفرد عراقي . ومعالجة التشوهات الاجتماعية والثقافية والنفسية والاخلاقية التي ترجع كيانه المفقودة وتضمن حقوقه المشروعة ، والقضاء على التمييز الذي تواجهه في مؤسسات الدولة وداخل المجتع العراقي .
لو ارادت الحكومة العراقية مجتمعا فاضلا ، تحترم فيه قيمة الانسان ، فعليها ان تهتم بتعليم أفرادها جميعا والقضاء على الامية في كل الزوايا من زاوية العراق ، ولو ارادت حماية حقوق الطفل فعليها ان تضمن تعليمه وتمكين عائلته اقتصاديا ، ومن ثم اعطاءه فرصة عمل ، لان العلم والمعرفة وتمكين العائلة اقتصاديا افضل ضمانة لحماية حقوق الطفل من كل الدساتير والقوانين والشعارات البراقة وأبواق المنظمات المدنية ومتعهدي حقوق الانسان!! لا تشعر العائلة فيها بقوة تقهرها على ان تمد يدها الى الآخرين او ان تكون عالة على المجتمع وتقع أطفالها فريسة او لقمة سائغة بالايدي الارهابيين والميليشيات او العصابات المجرمة .
وهذا ما يجب ان تهتم به المؤسسات الحكومية والدينية والثقافية والانسانية بتعليم الطفل وتثقيفه ، والزامه على اكمال دراسته وتأهيله للعمل بشكل جيد وصحيح ، وقيامه بأدوار الحقيقية والمختلفة في بناءالمجتع وخدمة الإنسان .



#محمود_الوندي (هاشتاغ)       Mahmmud_Khorshid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأريخ الصحافة العراقية
- ليلة القبض على ليلى قاسم
- نحن لا نعمم لكن هذه هي الحقيقة
- هل تتراجع الأعمال العنف في العراق ؟
- هل تسمح للمرأة العراقية ان تحتفل بعيدها ؟
- ماذا أستفادت تركيا من غزو كوردستان العراق ؟
- لماذا تصمت المنظمات الإنسانية والديمقراطية لغطرسة تركيا ؟ !! ...
- ألا تصالحون الكورد الفيلية ! ؟
- حرائق قبل اوانها في غياب امكانات المعالجة
- الكورد الفيلية : من جحيم الأرض الى الهروب نحو الفضائية الإلك ...
- صراع المصالح الخاصة يعطل التنمية
- غياب سلطة القانون الواحد
- من يتحالف مع اسرائيل ، الترك ام الكورد ؟
- الاعلام العربي ودوره في الظرف الراهن
- الفنان التشكيلي والشاعرحكيم نديم الداوودي
- مستقبل الشرق الأوسط
- الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 8 )
- الكورد الفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 7 )
- الكورد الفياية بين ماضيها وحاضرها ( 6 )
- الكورد االفيلية بين ماضيها وحاضرها ( 5 )


المزيد.....




- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...
- ترحيب عربي وإسلامي بقرار للجمعية العامة يدعم عضوية فلسطين با ...
- سفير فلسطين بالقاهرة: تمزيق مندوب إسرائيل بالأمم المتحدة ميث ...
- هل تعاقب واشنطن الأمم المتحدة لاعتمادها قرار -عضوية فلسطين-؟ ...
- صورة السنوار وتمزيق الميثاق.. ماذا فعل مندوب إسرائيل خلال جل ...
- فيديو.. مندوب إسرائيل يمزق ميثاق الأمم المتحدة بعد الاعتراف ...
- فيديو.. السفير الإسرائيلي يمزق ميثاق الأمم المتحدة
- رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: قرار الجمعية العام ...
- خبير مصري يعلق على تصويت الأمم المتحدة لصالح فلسطين


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - محمود الوندي - أطفال العراق بين إهمال الحكومة ومطرقة الإرهاب وسندانة الفقر