طارق عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 2323 - 2008 / 6 / 25 - 10:37
المحور:
حقوق الاطفال والشبيبة
مع استمرار دوامة العنف في العراق يتزايد عدد الايتام يوميا الامر الذي يدعونا للمطالبة
بايجاد ثوابت ستراتيجية طويلة الامد لغرض استيعاب هذه الماساة واقامة اعمدة تضامن
تستطيع ان تقف امام الظلم والتعسف ولغرض بناء سدود واقية لحماية اليتيم العراقي الذي
فقد احد والديه او الاثنين معا ,ان قيام الحكومة العراقية الى اصدار قرار اغلاق دور الايتام
الخاصة ادى الى ارتباك في العملية والاضرار بمئات الايتام , المعروف بان عدد دور الايتام
الحكومية قليل ولا يستوعب اكثر من 450 يتيما ناهيك عن الاهمال واللامبالاة التي تتميز
بها ادارات الملاجيئ الحكومية واستغلال الاطفال والعبث بمخصصاتهم كما راينا في فضيحة
ملجا حنان لرعاية الايتام, الماساوية والتي اكتشفها الجيش الامريكي أنذاك واثارت ضجة كبيرة في المجتمع العراقي وقد وعدت الحكومة العراقية بالقيام بتحقيق عاجل لكشف ملابسات القضية ومحاسبة المقصرين ,ولا زلنا الى يومنا هذا ننتظر نتيجة التحقيقات المزعومة ,هذا
مع العلم بان اثنين من الاطفال الايتام في هذا الملجا ماتوا بسبب اصابتهم بمرض الكوليرا
وقامت لجنة حكومية من وزارة البيئة بزيارة دار حنان وتاكدت من ان الاصابة حصلت نتيجة
استعمال مياه قذرة الغير صالحة للشرب ,لقد اكد علماء النفس على ان المعاملة السيئة لهؤلاء
الاطفال تخلق عندهم عقدا نفسية وظهور بوادر سلبية على شخصيتهم .لقد تجاوز عدد الايتام في العراق الخمسة ملايين منهم 500 الف انضموا الى اطفال الشوارع ,ان وزارة التخطيط
العراقية تؤكد على ان دور الايتام الحكومية لا تستوعب اكثر من 450 طفل ,ان هذا الوضع الكارثي للطفل العراقي يتطلب حلا تتبناه منظمات المجتمع المدني بمساعدة دولية اذ ان الحكومة العراقية محاطة بمشاكل مستعصية منها 1 انها تعمل بنصف الطاقم الوزاري
نتيجة الانسحابات التي اجرتها معظم الكتل السياسية المشاركة في العملية السياسية والتي
تطالب بتحسين مواقعها وزيادة حصتها من الكعكة ,2 ان دور الايتام بحاجة الى مساعدة
تتعدى المئات من الملايين من الدولارات لتوسيع امكانيات دور الايتام التي يجب ان تحتوي
على مباني حديثة تحتوي على ساحات وملاعب رياضية ومسابح ومسارح فنية 3 التعاقد مع
احسن الكوادر التربوية المتخصصة في توجيه وتدريس الاطفال ومراعاة وضعهم الخاص
الحساس 4 العناية الطبية وانقاذهم من الامراض المزمنة التي يتعايشون معها بدون
دواء واطباء , ان عملية انقاذ الايتام من الانحراف الجنسي والاخلاقي يجب ان تتبناها الكتل
السياسية وتضعه ضمن برامج عملها اليومي والمستقبلي , ولا يخفى علينا بان هذه الشريحة
المكونة من هذا الكم من الملايين والتي تزداد يوميا سوف تغير مكونات وطبيعة المجتمع
العراقي ويكون لها اثرا كبيرا في ازدياد نسبة الجرائم والارهاب وسوف تكون بحق وحقيقة حاضنة رئيسية للارهاب لا يستهان بها ابدا ...
#طارق_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟