أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - هل ٱلإسلام هو ٱلحلّ؟















المزيد.....


هل ٱلإسلام هو ٱلحلّ؟


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2321 - 2008 / 6 / 23 - 10:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول رسول ٱللّه فىٰۤ أحسن ٱلحديث:
"إنَّ ٱلدِّينَ عندَ ٱللَّهِ ٱلإسلٰم" 19 ءال عمران.
ويقول قوم ٱلرّسول فىٰۤ أحاديث ءابآئهم أنّ ٱلإسلام هو ما عندهم من دين ورثوه عن ءابآئهم وأنّهم ٱلممثلون وٱلعالمون بٱلدين من دون ٱلناس. فأعلنوا بما يظنّون من دين شعارهم: "ٱلإسلام هو ٱلحلّ" وبه يعملون على حلّ يتمنّوه للخروج من عيشهم ٱلضّنك.
فهل إسلام قوم ٱلرّسول هو إيمان بٱلدين عند ٱللّه وبه يكون خروجهم من عيشهم ٱلضّنكِ بما يعلنون من شعار؟ أم هو إسلام أعراب لمّا يدخل ٱلإيمان فى قلوبهم؟
لقد جآء فى كتاب ٱللّه وصف لفريقين من ٱلناس. ٱلفريق ٱلأول هم ٱلذين يؤمنون بكتاب يغيب عن بصر ٱلعين "الۤمۤـ H2O" ويقيمون ٱلصَّلُوٰة عليه (بنآء وسآئل ٱلرقابة وٱلرصد على ٱختلافها) وينفقون على تطويرها فيدركون ويعلمون بذلك ٱلكتاب ويتّقون ٱلفساد فيه.
وفيما يلى ما جآء فى كتاب ٱللّه عن إيمان هذا ٱلفريق:
"الۤمۤـ(1) ذَٰلِكَ ٱلكِتَٰبُ لا رَيبَ فِيهِ هُدًى لِّلمُتَّقِينَ(2) ٱلَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِٱلغَيبِ ويُقِيمُونَ ٱلصَّلُوٰةَ وَمِمَّا رَزَقنَٰهُم يُنفِقُونَ(3) وَٱلَّذِينَ يُؤمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبلِكَ وَبِٱلأَخِرَةِ هُم يُوقِنُونَ(4) أُولَٰۤئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِم وَأُولَٰۤئِكَ هُمُ ٱلمُفلِحُونَ(5)" ٱلبقرة.
إيمان هذا ٱلفريق هو بذلك ٱلغيب "الۤمۤـ" وعليه يقيمون ٱلصَّلوٰة ويتقون ٱلفساد فيه. وإن عَقَلَ هؤلآء مآ ءَامنوا به مع بيان ٱللّه "ٱلقرءان" (وهو بيان وتبيان لكلِّ شىء ومنه ذلك ٱلكتاب) يعلمون أنّ ٱلكتاب "الۤمۤـ" هو "ٱلبيت ٱلحرام" فيؤمنون ويصدّقون ويوقنون ببيان ٱللّه وبٱليوم ٱلأخر ويهتدون إلى ٱلعمل ٱلصالح فى هذا ٱلبيت وتسلم قلوبُهم من ٱلمفاهيم ٱلوثنيّة ٱلتى لأبآئهم فيفلحون فى ٱلحياة ٱلدنيا وفى ٱلحياة ٱلأخرة.
بما يعلم ٱلشخص ٱلواحد من هذا ٱلفريق "كلّ نفس بما كسبت رهينة" وبما يقرأ بٱسم ربِّه ويبيّن ويحنف عمّا يعبد قومه ويأتى ربَّه بقلب سليم (يخلو من ٱلمفاهيم ٱلثابتة "ٱلجمود ٱلعقآئدى") لا يخضع لقول من دون علم ولا يتبع طآئفة أو حزب أو قوم يكون له ٱسم "مسلم للّه ربِّ ٱلعالمين" (بفعل إسلام قلبه لدين ٱلحق substantive law وبحنفه عمَّا قاله ٱلأبآء). وهو بقلبه ٱلسّليم يتابع سؤاله "كيف بدأ ٱلخلق؟" ويسعى للنظر وٱلعلم كيف بدأ. فيسير فى ٱلأرض يقيم ٱلصَّلوٰة وينظر ويبحث عن جواب حتى يدركه ويعلم به فيقرأ مبيِّنًا أنّ ٱلكتاب "الۤمـ" هو "ٱلبيت ٱلحرام" وهو أساس لكلِّ شىء حىٍّ فيجعله علمه يحنف عن ٱلمفهوم ٱلثابت ويتقى ٱلفساد فى ذلك ٱلكتاب.
أما ٱلفريق ٱلثانى فهم جمع ينفر من مفهوم ٱلشخص ويكفرون عليه حقّه فى مسئوليته ٱلفردية يقومون معًا ويتبعون ما ورثوه من دين عن ءآبآئهم يوثنون عليه ولا يحنفون.
وفيما يلى ما جآء من وصف فى كتاب ٱللّه لهؤلآء ٱلكافرين:
"إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا سَوَآء عَلِيهِم ءَأنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ(6) خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِم وَعَلَىٰ سَمعِهِم وَعَلَىٰۤ أَبصَٰرِهِم غِشَٰوَة وَلَهُم عَذَاب عَظِيم(7) وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱليَومِ ٱلآَخِرِ وَمَا هُم بِمُؤمِنِينَ(8) يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَمَا يَخدَعُونَ إِلَّآ أَنفُسَهُم وَمَا يَشعُرُونَ(9) فِى قُلُوبِهِم مَرَض فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضًا وَلَهُم عَذَاب أَلِيم بِمَا كَانُوا يَكذِبُونَ(10) وَإِذَا قِيلَ لَهُم لا تُفسِدُوا فِى ٱلأَرضِ قَالُوۤا إِنَّمَا نَحنُ مُصلِحُونَ(11) أَلآ إِنَّهُم هُمُ ٱلمُفسِدُونَ وَلَٰكِن لا يَشعُرُونَ(12) وَإِذَا قِيلَ لَهُم ءَامِنُوا كَمَآ ءَامَنَ ٱلنَّاسُ قَالُوۤا أَنُؤمِنُ كَمَآ ءَامَنَ ٱلسُّفَهَآءُ أَلآ إِنَّهُم هُمُ ٱلسُّفَهَآءُ وَلَٰكِن لا يَعلَمُونَ(13) وَإِذَا لَقُوا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا قَالُوۤا ءَامَنَّا وَإِذَا خَلَوا إِلَى شَيَٰطِينِهِم قَالُوۤا إِنَّا مَعَكُم إِنَّمَا نَحنُ مُستَهزِءُونَ(14) ٱللَّهُ يَستَهزِئُ بِهِم وَيَمُدُّهُم فِى طُغيَٰنِهِم يَعمَهُونَ(15) أُولَٰۤئِكَ ٱلَّذِينَ ٱشتَرَوُا ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُم وَمَا كَانُوا مُهتَدِينَ(16) مَثَلُهُم كَمَثَلِ ٱلَّذِى ٱستَوقَدَ نَارًا فَلَمَّآ أَضَآءَت مَا حَولَهُ ذَهَبَ ٱللَّهُ بِنُورِهِم وَتَرَكَهُم فِى ظُلُمَٰتٍ لا يُبصِرُونَ(17) صُمّ بُكم عُمىّ فَهُم لا يَرجِعُونَ(18)" ٱلبقرة.
هذا ٱلفريق فى قلوبهم مرض وهى مقفلة على مفاهيم قاسية مختوم عليها بما ورثوه من ءابآئهم "فهى كٱلحجارة أوۤ أشدّ قَسوة" "وعلىٰۤ أبصٰرهم غشٰوة".
ٱلفرد من هذا ٱلفريق لا يخالف قومه ولا يصبأ على دينهم ٱلموروث ولا يعلم بمسئوليته ٱلفرديّة ولا يطلبها لنفسه. وهو لا يسأل ولا يفكر ولا ينظر ولا يسعى للعلم بٱلكتاب "الۤمۤـ" ولا يؤمن أنّه "ٱلبيت ٱلحرام" ولا يقيم صلوٰة ولا ينفق على تطوير لوسآئلها فلا يقرأ ولا يبيّن فيبقىٰۤ أعمى عن ٱلحقِّ ودينه وعن بيانه ٱلعربىّ وكافر بٱلحقِّ ودينه. وبذلك فهو لا يستطيع لهذا ٱلكتاب تقوى ويفسد فيه وفى ٱلحرث وفى ٱلنسل من دون شعور بفساده.
لقد فرق كتاب ٱللّه ٱلمبين بين هذين ٱلفريقين فبدأ سورة ٱلبقرة بجزء ٱلمآء H2O "الۤمۤـ". وبيّن أنّه "كتٰب لا ريب فيه" يهدى ٱلعلم به إلى ٱلتقوى من ٱلفساد فيه كونه ٱلأصل لكلِّ شىء حىٍّ. ثمّ بيّن ٱلذين يؤمنون بذلك ٱلكتاب (وهو فى غيب عن ٱلبصر) فيقيمون (بفعل إيمانهم بوجود ذلك ٱلكتاب فى ٱلغيب) جميع وسآئل ووسآئط ٱلصّلوٰة ٱلتى تساعد بصرهم فىٰۤ إدراكه وٱلعلم به وقرءانه. وبيّن أنّ هؤلآء ينفقون على تلك ٱلوسآئل وٱلوسآئط صناعة وتطويرًا ولا يبخلون.
ٱلعلم بهذا ٱلغيب يدركه ٱلفريق ٱلأوّل ٱلذى يسير فى ٱلأرض يسأل وينظر فيعلم بذلك ٱلغيب علمًا لا ريب فيه ويبيّنه.
أما ٱلفريق ٱلثاى فلا يدرك ذلك ٱلغيب ولا يعلم به ولا يستطيع له تقوى لأنّه مكفور عليه بفعل ظنّه أنّ ءَابآءَه وكهنوتهم علمآء يعلمون بدين ٱلحقَّ فيتبعهم ويمتنع عن ٱلنظر وإقامة ٱلصّلوٰة.
هذا ٱلفريق يؤمنون بٱللّه وهم مشركون (يشركون لأحاديث ءَابآئهم مع حديث ٱللّه) ويكفرون عن ٱلفرد مسئوليته ٱلشخصيّة فى ٱلتفكير وفى ٱلسعى للنظر وٱلعلم بذلك ٱلغيب. وبذلك فهم لا ينتفعون بٱلإنذار من عاقبة جهلهم به وفسادهم فيه.
ويظنّ هؤلآء أنّ ٱسم "مسلم" ٱلمدموغ على شهادة مولد ٱلفرد منهم يعطيه برآءة من مسئوليّة ٱلنظر وٱلعلم. وقد وصف كتاب ٱللّه ظنّ أمثال هؤلآء بٱلإيمان:
"قَالتِ ٱلأعرابُ ءَامنَّا قُل لم تُؤمنُوا ولكن قُولُوا أَسلمنا ولمَّا يَدخُلِ ٱلإيمٰنُ فى قُلُوبِكُم وإن تُطيعوا ٱللَّه ورسولَهُ لا يلِتكُم من أعمٰلِكُم شيئًا إنَّ ٱللَّه غفور رحيم" 14 ٱلحجرات.
إسلام ٱلأعراب كان لسلطة ٱلمنتصر فى حربهم عليه. ومن بعد إسلامهم لسلطته (وهو مسلم للّه ربِّ ٱلعالمين) ترك لهم أعمالهم كاملة إن أطاعوا ٱللّه وسلطة ٱلمسلم له وٱمتنعوا عن حربهم وعدوانهم. فإسلام ٱلأعراب هو إسلام جمعٍ لقوّةٍ قهرتهم وليس للّه ربِّ ٱلعالمين "ولمَّا يَدخُلِ ٱلإيمٰنُ فى قُلُوبِكُم". لأنّ ٱلإسلام للّه ربّ ٱلعالمين هو إيمان يحدث عند ٱلمرء بفعل علمه وتصديقه وهؤلآء جاهلون. كمآ أنّ ٱلإيمان لا يحدث عند جمع بل هو علم وموقفُ شخصٍ يكتسبه بجهد نظره فى كيف بدأ ٱلخلق ويعمل ليقرأ كيف بدأ.
وفى يومنا هذا (وعلى ٱلرّغم من تعاظم قرءان ٱلعابدين للّه (بيانهم) من ٱلفريق ٱلأول وتعاظم إنفاقهم ممّا يرزقون علىٰۤ إقامة ٱلصلاة وتطوير وسآئلها وتعاظم نفوذهم فىٰۤ أقطار ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض بحثا عن كيف بدأ ٱلخلق) يطغى فى جميع بلادنا ٱلشامية ٱلقول ٱلظّنون للفريق ٱلثانى ٱلذى يزعم ٱلإيمان كما زعمت ٱلأعراب فيقول من دون إقامة للصّلوٰة ولا نظر أنّ دينه هو ٱلدين عند ٱللّه وأَنّ حامل دمغة مأمور نفوس ٱلقوم للاسم "مسلم" هو ٱلمؤمن بٱللّه وٱليوم ٱلأخر وأنّ غيره من ٱلناس سفهآء وكافرون.
ما يزعم به هؤلآء من قول وما يعملون من عمل يبيّن أنّهم أكثر أهل ٱلأرض جهلا وكفرًا بدين ٱلحقِّ ووسآئل ٱلعلم بكيف بدأ ٱلخلق. وهم لا يعلمون أنّهم "فِى ظُلُمَٰتٍ لا يُبصِرُونَ صُمّ بُكم عُمىّ" وقد جعلوا بجهلهم من حامل دمغة ٱلاسم "مسلم" لعنة من ٱلرّبِّ لا تزول ووحشًا يهدّد أمن وعيش جميع ٱلناس ويسيء إليهم فى قوله وفى عمله.
ٱسم "ٱلكافرين" فى سورة "ٱلبقرة" هو للذين فى قلوبهم مرض لا يسمعون ولا يبصرون فلا يشعرون ولا يصلِّون ولا يقيمون صلوٰة ولا ينفقون عليها ولا ينظرون فى كيف بدأ ٱلخلق فلا يؤمنون بٱلحقِّ ودينه. ولذلك لا ينفع هؤلآء إنذار وتجارتهم خاسرة فى ٱلحياة ٱلدنيا وفى ٱلحياة ٱلأخرة.
ويوكّد كتاب ٱللّه فى سورة "يسۤ" علىٰۤ أنّ ٱلكافرين لا يؤمنون وأنّ قوم ٱلرّسول منهم:
"يسۤ(1) وَﭐلقرءَانِ ﭐلحَكِيمِ(2) إِنَّكَ لَمِنَ ﭐلمُرسَلِينَ(3) علىٰ صِرَٰطٍٍ مُّستَقِيمٍ(4) تَنزِيلَ ﭐلعَزِيزِ ﭐلرَّحِيمِ(5) لِتُنذِرَ قَومًا مَّآ أُنذِرَ ءَابَآؤُهُم فَهُم غَـٰفِلُونَ(6) لَقَد حََقَّ ﭐلقَولُ عَلَىٰۤ أَكثَرِهِم فَهُم لا يُؤمِنُونَ(7) إِنَّا جَعَلنَا فِىۤ أَعنَـٰقِهِم أَغلَـٰلا فَهِىَ إلى ﭐلأذقانِ فهم مُقمَحُونَ(8) وجعلنا مِن بَينِ أيدِيهِم سَدًّا ومِن خلفِهِم سَدًّا فأغشَينَـٰٰهم فَهُم لا يُبصِرُونَ(9) وَسَوَآء عَليهِم ءََأَنذَرتَهُم أَم لَم تُنذِرهُم لا يُؤمِنُونَ(10)".
أكثر قوم ٱلرسول كافرون لا يؤمنون ولا ينفعهم إنذار. وهم ٱلغافلون عن كتاب ٱلحقّ "ٱلكون" وكتاب بيانه ٱلعربىّ "ٱلقرءان" وعن كتاب جزء ٱلمآء "الۤمۤـ". وقد هجروا كتاب ٱلبيان بهجرهم للنظر وٱلعلم بكتاب ٱلحقِّ. فضيّعوا علىٰۤ أنفسهم ٱلعلم وٱلعقل وٱلإيمان وٱلتقوى وٱلخلافة فى ٱلأرض.
هذا ٱلحال لقوم ٱلرّسول بٱلأمس وٱليوم يبينه قول ٱلرسول لربِّه يوم يقوم ٱلحساب:
"وقال ٱلرَّسُولُ يٰربِّ إِنَّ قومِى ٱتَّخذُوا هـٰذا ٱلقرءانَ مَهجُورًا" 30 ٱلفرقان.
وبشهادة ٱلرسول على هجر قومه للقرءان يكون أكثرهم من ٱلذين لا يؤمنون بٱلحقِّ وبيانه ٱلعربىّ لأنهم لا يبصرون ولا يعلمون فهم غافلون عن دين ٱلحقِّ بفعل ٱلختم على قلوبهم وعلى سمعهم وبما علىٰۤ أبصارهم من غشاوة.
وبهجر قوم ٱلرّسول للقرءان (بٱلأمس وٱليوم) سكنت قلوب أكثرهم وأقفلت على كتب كهنوت دين قومهم (ٱبن برزويه ٱلبخارى ومسلم وٱبن تيميّة وٱلقرطبى وغيرهم) فجعلوها هى كتب ٱلدين ٱلذى به يؤمنون وله يتبعون.
وبدينهم ٱلكافر لدين ٱللّه ولبيانه ٱلذى هجروه يستهزئُون من دين ٱلحقِّ ومن عابديه فيَستَهزِئُ ٱللّهُ "بِهِم وَيَمُدُّهُم فِى طُغيَٰنِهِم يَعمَهُونَ" وقد مسخهم على مكانتهم قردة وخنازير وجعل عيشهم ضنكًا لأنهم "ٱشتَرَوُا ٱلضَّلَٰلَةَ بِٱلهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُم وَمَا كَانُوا مُهتَدِينَ".
لقد جآء فى ٱلصحيفة (دستور ٱلمدينة ٱلمنوّرة) عن قريش ما يلى:
"وأن لا تُجارُ قريش ولا من نصرها".
وقريش هم قوم ٱلرسول ٱلّذين لم يكونوا يؤمنون بدين ٱلحقِّ ولا بمسئوليّة ٱلشخص عمّا يكسبه وعملوا ليعود ٱلرسول إلى دين قومه ٱلكافرين أو يقتلوه.
وهم ٱلذين أخرجوا ٱلذين صبأوا عن دين قومهم ٱلكافر من ديارهم ولحقوا بهم إلى ديار هجرتهم ليقتلوهم فى ٱلدِّين من دون أن يرقبوا ما فى ٱلمدينة من إلٍّ وذمٍّ. وبفعل جهل وعمى وضعف ٱلكافرين هُزموا وٱستسلموا بفتح مكّة.
وبنفاق ٱلكافرين أسلموا لسلطة ٱلمدينة وعملوا علىٰۤ أخذ جميع مواقعها من بعد موت ٱلرسول فصنعوا ٱنقلاب ٱلسقيفة بزعم حقّ خلافة للقوم قريش بٱلسلطة وبٱلدين. ومن بعد أخذهم للسلطة عادوۤا إلى دين ٱلقوم ٱلكافرين وأعلنوا قولهم ٱلكافر "لا يجتمع في جزيرة العرب دينان" وحاربوا ٱلذين ٱمتنعوا عن موالاة هذا ٱلحقِّ ٱلمزعوم بزعم ردّة عن ٱلدين.
ما تبيّنه ٱلصحيفة أن دين سلطة ٱلمدينة ليس دينًا لقوم. فقد ورد فيهآ أنّ "للمسلمين دينهم ولليهود دينهم". وما جآء فيها من أشراط ميثاق عيش مشترك لأهلها على ٱختلاف مواقفهم وطوآئفهم ٱلدينيّة هو دين ٱلسلطة فيها. فٱلرسول ٱلذىٰۤ أسس ٱلصحيفة كدين للسلطة ٱلمدينيّة يعلم أنّ ٱلناس يتوزعون بين ٱلموقفين ٱلأول وٱلثانى ولكلٍّ منهم حقّ فى ٱلتشريع ٱلذى يناسب ما يدركه من مفاهيم. فٱلمسلمون هم أشخاص من ٱلفريق ٱلأول سلمت قلوبهم من ٱلمفاهيم ٱلسلفية يسيرون فى ٱلأرض يسألون وينظرون ويعلمون ويحنفون عن مواقفهم بفعل مآ أدركوه وعلموا به. وٱليهود هم ٱلأكثريّة ٱلغافلة ٱلتى تتبع أسلافها من جميع طوآئف ٱلناس فى ٱلأرض وهم ٱلفريق ٱلثانى.
وبعلم ٱلرّسول أنّ عيش ٱلفريقين لا فصل له فى ٱلحياة ٱلدنيا و"إنَّ ٱللَّهَ يفصل بينهم يوم ٱلقيٰمة" أسس دين سلطة ٱلمدينة (دستورها) ليكون هذا ٱلعيش بين ٱلفريقين فى هيئة فيدراليّة يُترك لليهود (وهم أكثريّة) سلطة تشريع عيشهم كما يدركون (بنو.. عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ مَعَاقِلَهُم الأُولَى). وللمهاجرين سلطة تشريع عيشهم كما يدركون ويعلمون (المُهَاجِرُونَ مِن قُرَيشٍ عَلَى رِبعَتِهِم يَتَعَاقَلُونَ بَينَهُم).
ويبيّن دين سلطة ٱلمدينة (دستورها) أنّ سلطة ٱليهود وسلطة ٱلمهاجرين تعود عند ٱلاختلاف إلى ٱلسلطة ٱلاتحاديّة ٱلتى يرأسها مسلم للّه ربِّ ٱلعالمين (وَإِنّكُمْ مَهْمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَإِنّ مَرَدّهُ إلَى اللّهِ عَزّ وَجَلّ وَإِلَى مُحَمّدٍ عليه ٱلسلام).
لقد بيّن دين سلطة ٱلمدينة أنّ ٱلحلّ ٱلمُخرج لليهود (وهم ٱلفريق ٱلثانى من ٱلناس على ٱختلاف طوآئفهم) من عيش ٱلتثريب وٱلضّنك ومن ٱلمسخ قردة وخنازير هو فى تلك ٱلسلطة ٱلفيدرالية لدولة ٱلمدينة ٱلتى تترك لكلِّ فريق حقّ حكم نفسه وعند ٱختلافه مع فريق أخر يحتكمان إلى سلطة ٱتحاديّة لا تكون إلا لمسلمين للّه ربِّ ٱلعالمين (وهم ٱلفريق ٱلثانى من ٱلناس على ٱختلاف شهادات ميلادهم).
فما يعلنه ٱلمسلمون ٱلبخاريون ٱليوم أنّ "ٱلإسلام هو ٱلحلّ" ليس هو ٱلحلّ ٱلذى ضرب عليه ٱلرّسول ٱلمثل فى ٱلصحيفة وسلطة ٱلمدينة. بل هو دين ٱلكافرين ٱلذين لم يقبلوا بٱلأمس ولا يقبلون ٱليوم بقول ٱلقرءان ٱلذى هجروه. فهم يطلبون لأنفسهم جميع ٱلسلطة فى حلّهم وٱلفصل فى ٱلحياة ٱلدنيا بين ٱلناس بزعم قول دينهم ٱلكافر "لا يجتمع في جزيرة العرب دينان". وبه يكفرون حقّ ٱلطوآئف ٱلأخرى بٱلمشاركة فى سلطة بلادهم أو بحكم أنفسهم فى دولة فيدراليّة. كما ينكرون عليهم إقامة بيوت لنسك طوآئفهم فى كثير من بلاد ٱلشام.
ويبيّن إعلان "ٱلإسلام هو ٱلحلّ" كفر أصحابه بٱلحلّ ٱلرسولىّ. كما يبيّن أنّ إسلام أصحابه ودينهم وحلّهم ليس هو ٱلدين عند ٱللّه. فهؤلآء ينكرون قول ٱلقرءان ٱلذى هجروه:
"قل يٰأيُّها ٱلكٰفرون(1) لاۤ أعبد ما تعبدون(2) ولاۤ أنتم عٰبدون ماۤ أعبد(3) ولاۤ أنا عابد مَّا عبدتم(4) ولاۤ أنتم عٰبدون ماۤ أعبد(5) لكم دينُكم ولىَ دينِ(6)".
وفيه خاطب ٱلرسول قومه ٱلكافرين بقوله لهم "لكم دينُكم ولىَ دينِ". فلم يقبل قومه ٱلكافرون منه ذلك ٱلحلّ بٱلأمس وعملوا علىٰۤ إعادته إلى دينهم ٱلذى صبأ عليه أو يقتلوه. وٱليوم لا يقبل أبنآء قومه بذلك ٱلحلّ ويعملون على قتل مَن يصبأ عن دينهم.
فما يقوله ٱليوم أبنآء قوم ٱلرّسول عن حلّهم وما يعملوه من أجل هذا ٱلحلّ هو مثل قول وعمل قوم ٱلرسول ٱلكافرين بٱلأمس. وما يجعلهم يقولون ويعملون ذلك هو ٱلمرض فى قلوبهم وظنّهم أنّهم مسلمون للّه ربّ ٱلعالمين فيجعلهم ظنّهم لعنة من ٱلرّبِّ. ولعنة ٱلرّبِّ يدلّ عليها حال عيشهم ٱليوم فى جهل وفقر وضعفٍ وذلٍّ وهون. وهى لعنة أتى بها ما بأنفسهم من فهم ودين وبفعل قسوة قلوبهم ٱلتى لا تقبل بتغيير لما بأنفسهم من دين كافرين يكفر على حقوق ومسئولية ٱلشخص فيما يعلم ويقول ويشرّع لنفسه عمله وعيشه وطعامه وشرابه ولباسه.




#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ٱلإسلاميّون وٱلديمقراطية!!
- قانون ٱلطوارئ شرع كافرين يُعتدى به على حقوق ٱلنا ...
- وديعة محمّد!!
- قول ٱلعالِم وقول ٱلكاهِن
- دليل ومفهوم ٱسم ٱللّه
- ٱنفطار وتأثير كلمة ٱلقول
- هل ستزول دولة إسرآءيل؟!!
- هُوَ وهِىَ- ذكر وأنثى- بكّة ومكّة
- ٱلميراث وصيّة وفريضة من ٱللّه
- ٱلرجوع إلى ٱللّه!!
- ٱلنفس -سوفت وير-!!
- ٱلحوار ٱلمتمدن فى عامه ٱلسادس
- إسرائيل دولة يهوديّة؟.. سقوط فى ٱلسلفية!!
- ٱلمهدى ٱلمنتظر
- ٱلهجرة حقّ أساس من حقوق ٱلإنسان
- رمضان هو شهر ٱلإنزال
- لسان ولسان
- كتاب ٱللّه وكتب ٱلناس
- ٱلطبيعة
- ٱلتصديق هو توكيد وتوثيق


المزيد.....




- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...
- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير إبراهيم خليل حسن - هل ٱلإسلام هو ٱلحلّ؟