أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سمير إبراهيم خليل حسن - لسان ولسان















المزيد.....


لسان ولسان


سمير إبراهيم خليل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2037 - 2007 / 9 / 13 - 11:03
المحور: المجتمع المدني
    


لسان ولسان

مفاهيم هذا ٱلمقال تكرّر عرضُها فىۤ أكثر أعمالى. وتكرار أىّ قول ينفع فى نشره وفى تثبيته وفى ٱلجدل بين صوابه وخطإه. كمآ أنّ مسألة ٱلتكرار يحتّمها مصدر ٱلمفاهيم وعلوّ ووسع علم صاحبها. فٱللّه هو ٱلعليم وعلمنا نحن نكتسبه وهو مهما كبر قليل:
"ومآ أُوتيتُم من ٱلعلمِ إلاَّ قليلا" 85 ٱلإسراء.
وبما لدينا من ٱكتساب فى ٱلعلم نتناول ٱلمفاهيم ٱلصادرة عن ٱلعليم. وكلما زاد ٱكتسابنا عدناۤ إلى تلك ٱلمفاهيم نستنبط منها فهما جديدا يناسب ما ٱكتسبنا من علم. وهذا يجعل من ٱلعودة إلى عرض ٱلمفاهيم تطورا فى فهمها وليس تكرارا. وفى هذا ٱلمقال أعود إلى مفهوم ٱلتنزيل بٱلعقل له مع صناعة مناهج ٱلكومبيوتر وإلى مسألة ٱلِّسان ٱلمحدّد فى تلك ٱلمناهج. فقد ورد كتاب ٱللّه ٱلقرءان إلى ٱلبشر محمد تنزيلا down loading على قلبه كما تنزّل مناهج ٱلكومبيوتر على سطح مكتبه عبر ٱلإنترنيت أو من لوح ليزرىّ CD:
"ونزّلنٰه تنزيلا" 106 ٱلإسرآء.
وبيّن ٱلصّانع أن ٱلمنزّل هو ٱلخالق:
"تنزيلا مِّمَن خلقَ ٱلأرضَ وٱلسَّمٰوٰتِ ٱلعُلَى" 4 طه.
ويؤكّد ٱلمنزّل على ملكيّة منهاج ٱلتّنزيل:
"إِنَّا نَحنُ نَزَّلنا عَلَيكَ ٱلقُرءَانَ تَنزِيلا" 23 ٱلإنسان.
وقام ٱلمنزّل بتجريع قلب محمد بمنهاجه ٱلمنزّل وتنصيبه فيه. وهو ما تبينه كلمة "وحى" installation:
"إن هُوَ إِلا وَحى يُوحَىٰ" 4 ٱلنّجم.
وبيّن له ما عليه من عمل بماۤ أُوحىَ إليه:
"قُل ما كُنتُ بِدعًا مِّنَ ٱلرُّسُلِ ومَآ أدرِى ما يُفعَلُ بِى ولا بِكُم إن أَتَّبِعُ إلا ما يُوحَىٰۤ إِلَىَّ ومآ أنا إلا نذير مُّبين" 9 ٱلأحقاف.
كما بيّن له قدرة ماۤ أوحىَ إليه من أفعال لم يكن قادرا عليها:
"وكَذلِكَ أَوحيناۤ إليكَ رُوحًا مِّن أَمرِنا ما كُنتَ تَدرِى ما ٱلكِتَـٰبُ ولا ٱلإيمـٰنُ ولكن جعلنـٰهُ نورًا نَّهدِى بهِ من نَشَاۤءُ من عِبَادِنا وإِنَّكَ لَتَهدِىۤ إلى صِرٰطٍ مُّستَقِيمٍ" 52 ٱلشورى.
وبيّن أن ٱلوحىَ هو ٱلوسيلة مع جميع ٱلرّسل:
"إنَّاۤ أوحَيناۤ إليكَ كماۤ أَوحيناۤ إلى نوحٍ وٱلنبيّن مِن بعدِهِ" 163 ٱلنساۤء.
لقد ٱختار ٱللّه لمنهاج تنزيل ٱلقرءان لسان بشر هم قوم ٱلرسول قريش:
"فإنّما يسّرنـٰه بلسانك" 97 مريم.
وبه جرى عرض بيانه ونشره مع حقّ معطى من ٱلمالك إلى ٱلناس جميعهم لتنزيله فىۤ قلوبهم وتثبيت أفئدتهم به.
ومثل هذا ٱلاختيار وٱلتحديد هو ما فعله ٱللّه مع جميع ماۤ أرسله إلى ٱلناس:
"وماۤ أرسلنَا مِن رَّسولٍ إلا بلسان قومهِ ليبيِّنَ لهم فَيُضلُّ ٱللَّهُ مَن يشآءُ ويهدى مَن يشآء وهو ٱلعزيز ٱلحكيم" 4 إبراهيم.
حيث ٱختار وحدد لكلِّ رسالة لسان ٱلقوم ٱلمرسلة إليهم لتكون ٱلرسالة بيّنة عليهم فيسهل عليهم ٱلعلم بها وٱلخبرة فيها.
فهل هذا ٱلتحديد من قبل ٱلمرسل لا تغيير له؟ وهل لمِن ينزّله فى قلبه ويثبت به فؤاده أن يختار لسان بشر أخر أوۤ أكثر من لسان؟
جوابى على ٱلسؤال يأتى بعقل هذه ٱلمسألة مع صناعة مناهج ٱلكمبيوتر. وليكن ٱلعقل مع ٱلويندوز ٱلذى صنعته مايكروسوفت وجعلت عرضه ممكنا بجميع ألسن ٱلبشر وتركت لهم حرية ٱختيار وتحديد لسان تنزيله على كومبيوتر كلِّ فرد منهم. فنحن نختار لسان منهاج ٱلويندوز ليكون بٱلِّسان ٱلذى يناسب إدراك وخبرة كلٍّ مناۤ. ومَن يكون لديه علم وخبرة بأكثر من لسان يحدد للويندوز فى كومبيوتره أكثر من لسان.
منهاج ٱلويندوز يقوم على علم ٱلمقدار. وهو ما ٱكتسب قليل منه بعض ٱلناس وخبروا فيه كٱلعاملون فى مايكروسوفت. وفى كتاب ٱللّه بيان له يبيّن لناۤ أنّ كلّ شىء عنده بمقدار. وهو علم ٱلمقدار ٱلذىۤ أتى بصناعة ويندوز مايكروسوفت. فإذا كانت مايكروسوفت بعلمها ٱلقليل قد صنعت منهاج ٱلويندوز ٱلقادر على عرض جميع ألسن ٱلبشر فكيف تكون قدرة منهاج ٱلعليم فى صناعته ٱلمنزّلة إلينا؟
لقد جآء فى كتاب ٱللّه ٱلمنزّل بلسان قوم ٱلرسول قريش وصف للسانه وعرض لبيانه بٱلاسم "عربىّ". وهو ٱسم يدل على ظهور ٱلمنهاج وعلى فصاحة وسهولة ويسر قوله وبيانه فى لسان قريش وفىۤ أىِّ لسان قوم أخرين. فلو كان تحديد لسان ٱلتنزيل بٱلفارسية أو ٱلإنكليزية أو ٱلروسية أو غيرها لكان ٱلوصف ذاته "عربىّ". فهذا وصف للسان يبيّن ولا يعجم فى بيانه عن أمر مهما صغر أو كبر. وهذا ٱلوصف لا يستطيعه لسان قوم ٱلرسول ولا غيرهم من ٱلبشر لأنهم بشر يعجمون فى بيان ٱلحقِّ جميعه مهما كان لهم علم فيه. فلسان ٱلبشر (وقريش بشر) أعجمىّ ولسان ٱلمنهاج ٱلمنزّل من ٱللّه بلسان ٱلبشر قريش عربىّ:
"ولقد نعلم أنّهم يقولون إنّما يعلّمه بشر لّسان ٱلّذى يُلحِدون إليه أعجمىّ وهٰذا لسان عربىّ مُّبين" 103 ٱلنّحل.
هذا ٱلأمر لم يفهمه قوم ٱلرسول وقد ظنوۤا أنّ قدرة لسانهم ٱلأعجمىّ وقدرة لسان ٱلتنزيل ٱلعربىّ واحدة. ولم يفهموۤا أنّ عرض منهاج ٱلتنزيل بلسان بشر هو وسيلة لفهمه وٱلخبرة فيه وليس لتطابقه. فٱلذى يعمل على ويندوز مايكروسوفت لا يعلم بجميع قدراته وهو صناعة بشر مثله وعلمه قليل فكيف سيعلم بجميع قدرات منهاج ٱلعليم ٱلمنزّل؟
بهذا ٱلظّنّ أسس قوم ٱلرسول مناهج تعليم لأبنآئهم. وبدأوا لغوهم فى لسان ٱلتنزيل كما تفعل مناهج ٱلفيروس فى ٱلويندوز. وما زال ٱلأبنآء يتبعون ٱلأبآء فى لغوهم إلى يومنا هذا. من دون أن يعلموۤا أنّ ما جآء فى كتاب ٱللّه من وصف لمنهاجه بٱلبيان وٱلتبيان وٱلمتشابه وٱلمثانىَ يظهر بهذه ٱلأوصاف ٱلحركة ٱلصاعدة فى قدرته على ٱلتعريب وعلى ٱلبيان بجميع ألسن ٱلبشر صعودا مع حركة وتطور إدراك ٱلناس وعلمهم فى ٱلحقِّ وأساسه ٱلمقدارىّ. ومثل هذا ٱلمنهاج يترك للذى يعلم ويخبر فيه حرية تحديد أكثر من لسان لعرضه.
ولمّا كانّ أكثر قوم ٱلرسول مقمحون ولا يؤمنون كما تبيّن سورة "يۤس" فقد قمحوا بأقوالهم ٱلتى تظنّ أنّ ٱلقول "يسّرنٰه بلسانك" يجعل من ٱلاسم "عربىّ" ٱسما لهم كقوم ويغلق ٱلمنهاج على لسانهم من دون ٱلناس. وبهذا ٱلظّنّ وٱلقمح رأوۤا أنّ ٱللّه نزّل كتابه ٱلحامل لهذه ٱلأوصاف ليتبارى معهم فى تركيب ٱلقول وجماله! وبذلك ٱلظّنِّ ٱلقامح رأوۤا أنّ فهم ٱلقرءان يخضع للعلم بأساليب شعرآئهم وخطبآئهم. فبدأوا يعملون وفق تلك ٱلأساليب ويستخرجون شروحا وتفسيرات للقرءان رأى فيهاۤ أصحابها عيوبا كثيرة تخالف أساليب شعرآء ٱلقوم وخطبآئهم. وبهذه ٱلشروح وٱلتفسيرات ٱلتابعة لأساليب ٱلشعر وٱلخطابة جعلوا منهاج كتاب ٱللّه ٱلمنزّل تابعا لتلك ٱلشروح وتلك ٱلتفسيرات. وبها صنعوا منهاج لغو له قواعده وحمل ٱلمنهاج ٱسم "ٱللغة ٱلفصحى" ٱلتى يظنّ أصحابهاۤ أن لسانها عربىّ مبين. وصار ٱلمتعلمون بتلك ٱلقواعد ٱللاغية لا يستطيعون إدراك وفهم بيان لسان كتاب ٱللّه بفعل ٱلظّنّ أنّ قدرة بيان لسانه وقدرة بيان لسان ٱلقوم واحد.
وإلى يومنا هذا يرى ٱلذين يتابعون بيان ٱلقرءان من أبنآء قوم ٱلرسول بوسآئل قواعد لغو ءابآئهم أنّ فهم ٱلكتاب يتوقف على ٱلعلم بما قاله شعرآء ٱلقوم وٱلعلم بوسآئل وقواعد منهاج ٱلأبآء ٱلذى وضعوه بقمحٍ وزعم بتفسير وشرح ونحو وصرف وبنآء وبلاغة وتقديم وتأخير وحذف وغيره مما يعرف عندهم بٱلصرف وٱلنحو وفنون ٱلكلام وألوان ٱلبلاغة. ولا يظهر لهم فيما يكتبون أنّ لعلم ٱلمقدار أىّ صلة بمنهاج ٱلقرءان. وما يظهر لهم هو مخالفة ٱلقرءان لقواعد لغو ءابآئهم. وهم يظنون أنّ لسان ٱلقرءان ٱلعربى ومنهاجه ٱلمقدارىّ طالما نزل بلسان ٱلقوم فهو يخضع فى بنآئه وفى بيانه عن كلِّ شىء لبنآء قول ٱلقوم وبياناتهم وبذات ٱلوسآئل وٱلقدرات ٱلعلمية وٱلمعرفية وٱلبلاغية ٱلتى يملكها علمآء وشعرآء وكهنوت ٱلقوم. وهم لم يعلموۤا أنّ ٱلقرءان هو منهاج مقدار جعل صانعه قُرءَه مطلقا يَقرَأُ منهاج جميع ما خلقه ٱللّه وقدّره وسوّـٰه. وهم لم يذكروۤا أنّ ٱلخلق وٱلتسوية يحتاجان لعدّة شهر (إعلان) وعلم مقدار (كوانتوم) وعلم ربوبيّة (فيزيآء وبيولوجيا) وعلم ألوهة (سؤال ونظر وفكر وفقه وعقل وعلم وبيان وتبيان). وغلب عليهم ظنّهم أنّ علم ٱللّه وصناعته لمنهاجه لا يتجاوز علم شاعر هآئم وعلم كاهن مجنون وخطيب يزعم قامحا بعلم ليس لديه.
لقد نشأ هذا ٱلظنّ لدى قوم ٱلرسول بفعل وصف لسان ٱلقرءان بٱلعربىّ وهو لسان منزّل وعرضه جرى بلسان قوم ٱلرسول قريش. ولم يذكر ٱلمتابعون أنّ ٱللّه قد بيّن للناظرين فى قوله أنّ لسان ٱلقوم (أىّ قوم) هو لسان بشر "أعجمىّ" فى بيانه للحقِّ ٱلمخلوق وٱلمقدّر تقديرا. وفرق لسان ٱلبشر عن لسان ٱلقرءان وعن منهاجه ٱلذى يعرب كلّ شىء بعلم وخبرة صانعه.
قوم ٱلرسول بشر وهم قريش ٱلذين هجروا ٱلقرءان بشهادة ٱلرسول عليهم يوم يقوم ٱلحساب:
"وقال ٱلرّسولُ يَٰرَبِّ إنّ قومى ٱتَّخَذُوا هٰذا ٱلقرءانَ مَهجُورًا" 30 ٱلفرقان.
وما تحمله رسالة ٱللّه وتعرضه بلسان أى قوم هو منهاج مصنوع بقدرة علم وخبرة ٱلمرسل بما خلق وقدّر وصنع وبما يريد بيانه للناس عن خلقه وعن تقديره وعن صنعه وعن وقايته من ٱلفساد حتى يكون لهم هداية علمية وخبرة فى منهاجه وخبرة فى عيشهم وفىۤ إصلاح فسادهم فيه. كما هو ٱلأمر فى ٱلخبرة ٱلجارية فى ٱلويندوز وفى حمايته من مناهج ٱلفيروس. وٱلذى يتلوا بيان ٱللّه من قوم ٱلرسول لن يكون مدركا لما فيه من قول إلا بماۤ ٱكتسب من علوم ٱلخلق وٱلتقدير وٱلصنع بما فيها علم خلق وتقدير وصناعة ٱلمناهج بكلّ ما يلزم لها من عدّة وقوى فعل. وأنّ ٱكتسابه لنطق وتلاوة كتاب ٱللّه بفعل حمله وتنزيله بلسان قومه لا يجعله يملك ٱلعلم ٱلمبيّن فيه من دون ٱكتساب لذلك ٱلعلم وٱكتساب خبرة فيه. وٱلمثل على هذا ٱلأمر ما زال وسيبقى قآئما ومبيّنا للمسألة. فأىّ بيان فى ٱلعلم ٱلرّبانىّ (ٱلفيزيآء وغيرها من علوم ٱلخلق وٱلتقدير وٱلصنع) يضعه عالم من قوم ٱلرسول لا يدركه من قومه مَن لم يكتسب علما فى تلك ٱلعلوم. فكيف ببيان ٱللّه ٱلذى يعرب عدّة ٱلخلق وٱلمنهاج وٱلتسوية وٱلهلاك لكلِّ شىء؟
بهذا ٱلظّنّ ٱلجاهل غلب عمل ٱلجاهلين ٱلكافرين فصنعوا من لغوهم ٱلأعجمىّ منهاجا ووسآئله. وبصناعتهم ٱلجاهلة أخضعوا بيان قول ﭐللّه ٱلعربىّ لذلك ٱلإدراك وذلك ٱلقول ٱلأعجمىّ. وبظنونهم ولغوهم فى بيان ٱللّه ٱلعربىّ جعلوا من إدراك بيانه ٱلمطلق ٱلموصوف بٱلبيان ٱلعربىّ وٱلتبيان وٱلمتشابه وٱلمثانى يتوقف عند إدراك بشر وعند بيانه ٱلنسبىّ.
وأضرب مثلا على تأثير هذا ٱلظّنِّ وأفعاله. حيث رأى ويرى كثيرون من ٱلأبآء ومن ٱلأبنآء أن قول ٱلقرءان هو قول وصناعة محمد. ورأوا ويرون أنّ صناعة محمد خالفت فى كثير من ٱلمواقع أسس فصاحة كلام قومه بفعل تقديمه للمفعول وللمتأخر زمانه وتأخيره للفاعل وٱلمتقدم زمانه فى بعض قول ٱلقرءان. ورأوا ويرون أن ذلك حدث للتحكم فى وقع ٱلصوت ٱلذى يحدث فى قول شاعر من شعرآئهم. ورأوا ويرون أنّ هذا ٱلسبب جعله يحذف ما يظنونه يود (يآء) ٱلإضافة فى كلمات مثل (نُذُرِ وعقابِ وٱلمتعالِ وٱلتَّنادِ ودينِ وغيرها). فيقولون مصوبين ٱلخطإ ٱلذى يظنون (أنّ حذف ٱليآء لا يكون إلا فى ٱلمنكر وفى حالتى ٱلرفع وٱلجرِّ وٱلجزم كما هو فى منهاج ٱللّغة ٱلفصحى). وغيره ٱلكثير من تكوين كلام ٱلقرءان ٱلعربىّ ٱلذى لا يوافق ما وضعه قوم ٱلرسول من تقعيد فى لسانهم ٱلأعجمىّ. فمثلا ٱلقول ٱلعربىّ "لكم دينكم ولىَ دينِ" لو جآءت فيه كلمة "دينِ" موافقة لما يظنون من قاعدة لكانت "دينى" ولكان دليل ٱلقول بين أنّ للرسول وهو بشر صناعة دينٍ لنفسه من دون ٱللّه كما صنع ٱلكافرون دينا لأنفسهم من دون ٱللّه. فٱلقول ٱلعربىّ يبين نسبة صناعة دين ٱلكافرين إليهم ولا ينسب إلى ٱلرسول صناعة ٱلدين ٱلذى يتبع. فهو لا يتبع دينا من صناعته وظنونه كما يفعل ٱلكافرون:
"وٱتَّبِع ما يُوحىٰۤ إليك من رّبِّكَ إنّ ٱللّهَ كان بما تعملون خبيرا" 2 ٱلأحزاب.
فٱلكافرون عملوا لأنفسهم دينا وهم يتبعوه. أما محمد فيتبع ماۤ أوحىَ إليه. وهذا هو ٱلسبب فى ورود ٱلكلمة "دينكم ودينِ" وليس "دينى" كما يرىۤ أصحاب ٱللغو وقواعده.
بسبب هذه ٱلظنون صار لغو قوم ٱلرسول يمنعهم من إدراك دليل ٱلقول ٱلعربىّ وصار ٱللغو يدفعهم وجهة دليل قول شاعر من شعرآئهم ويبعدهم عن أعمال ٱلسير فى ٱلأرض وٱلنظر فى كيف بدأ ٱلخلق ويبعدهم عن أعمال ٱلعقل بين ما يستخرجه ٱلنظر من علم عن ٱلخلق من أشيآء ٱلحقِّ وبين بيان ٱللّه عن خلقه تلك ٱلأشيآء. وهم بهذا ٱلتّوجّه صار لهم أحكام وشرع يناسبان قمحهم ولغوهم وكفرهم.
وأضرب مثلا على بيان كتاب ٱللّه ولغو قوم ٱلرسول فيه. فقد وجدت فى كتاب ٱللّه خطاب تفضيلٍ لبنىۤ إسراۤءيل وخطاب لعنٍ وتكفير لليهود. وهذا يبيّن لىۤ أنّ بنىۤ إسرآءيل مفضلون عند ٱللّه وأنّ ٱليهود كافرون ملعونون. وٱليهود من بنىۤ إسراۤءيل وهم ٱلذين لُعِنُوا على لسان داوود بسبب كفرهم.
هذا ٱلتفريق لا يعلمه قوم ٱلرسول ولا يظهره لسانهم ٱلأعجمىّ. ولذلك هم يعادون بنىۤ إسرآءيل ظنًّا منهم أنّهم ٱليهود. فبنىۤ إسرآءيل هم أبنآء منهاج يعقوب ٱلذى لم يهدأ عن ٱلسعىۤ إلى ٱلجديد وٱلتطور على ٱلرّغم من كبره ومرضه. وبقى ينتظر ٱلوَسفَ ٱلذىۤ أتى به ٱبنه يُوسف. فمن يتبع منهاج يعقوب ولا ينكص يحمل ٱسم بنىۤ إسرآءيل. وٱلذى ينكص يهود فيتخلف ويُلعن.
كذلك وجدت فى كتاب ٱللّه مؤمنين يؤمنون بٱللّه وٱليوم ٱلأخر ومؤمنين لا يؤمنون بٱللّه وٱليوم ٱلأخر:
"إِنَّ ٱلَّذينَ ءَامنوا وٱلَّذينَ هادُوا وٱلنَّصٰرَى وٱلصَّٰبِئين مَن ءَامَنَ بِٱللَّهِ وٱليومِ ٱلأَخِرِ وَعَمِلَ صٰلحًا فلهم أَجرُهم عِندَ رَبّهم ولا خَوف عَلَيهِم ولا هم يحزنُون" 62 ٱلبقرة.
فٱلذين ءامنوا هم كغيرهم من ٱلمعدودين. فمَن يؤمن منهم بٱللّه وٱليوم ٱلأخر ويعمل صالحا "فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون". وهذا ٱلأمر لا يعلمه قوم ٱلرّسول وحال ٱلإيمان عندهم يبينه كتاب ٱللّه فى ردّه على قول ٱلأعراب:
"قَالتِ ٱلأعرابُ ءَامنَّا قُل لم تُؤمنُوا ولٰكن قُولُوۤا أَسلمنا ولمَّا يَدخُلِ ٱلإيمـٰنُ فى قُلُوبِكُم" 14 ٱلحجرات.
فقوم ٱلرسول يقولون ءامنَّا ولمَّا يدخل ٱلإيمان فى قلوبهم. وهم يبينون فهمهم للإيمان بقولهم ٱلمقمح: (مَن قال: أشهد أن لاۤ إلٰه ٱللّه وأشهد أنّ محمدا رسول ٱللّه) فقد ءامن. وهم لا يعلمون أنّ ٱسم مؤمن هو من أسمآء ٱلعليم ٱلسميع ٱلبصير ٱلشهيد ٱلخبير وهو ٱللّه نور ٱلسّمٰوٰت وٱلأرض. ومَن يحمل ٱسم مؤمن هو ٱلذى يصدِّق ويطمأنّ قلبُه بٱلنظر وٱلاختبار كإبراهيم ٱلذى طلب ٱختبارا فيخلف بٱسم ٱللّه ٱلمؤمن ويكون ٱبنا له يخلف فى ٱلأرض بجميع أسمآئه ٱلحسنى. وهم لا يعلمون أنّ ٱلجاهلين أمثالهم ليس لهم من ٱسم ٱلمؤمن شيئا. فهم مسلمون لطاغوت بلادهم وكهنوته ٱلمجنون. وهم ٱلذين نقضوا وما زالوا ينقضون ميثاق عيش ٱلناس فى بلادهم. وفى كتاب ٱللّه هذا ٱلقول ٱلعربىّ ٱلذى يبيّن كفر ٱلذين ينقضون ٱلميثاق وظلمهم:
"فبما نقضهم مِّيثٰقهم وكفرهم بـءَـايٰتِ ٱللَّهِ وقتلهم ٱلأنبيآءَ بغير حقٍّ" 108 ٱلنحل.
ٱلميثاق منقوض فى عيش قوم ٱلرّسول. وكُفرهم يسوقهم إلى قتل ٱلذين يحملون للناس أنبآء عن ٱلحقِّ ويحذرون من خطر مخالفة ناموسه. فٱلميثاق هو ميثاق عيش للناس (دستور) يجعلهم على سبيل ٱللّه. وٱلناس ٱلذين يحفظون ٱلميثاق ولا ينقضون يتطور نظرهم وعلمهم ويتطور عيشهم ويتمكنون فى ٱلأرض. أما قوم ٱلرسول فقد ٱعتدوا وما زالوا يعتدون على ٱلميثاق ونقضوه وما زالوا ينقضون وٱنقلبوا وما زالوا ينقلبون على ٱلعيش ٱلميثاقىّ ٱلديمقراطىّ ٱلفيدرالى ٱلذى صنعه ٱلرسول فى يثرب وبه جعلها مدينة. فقد قتلوا ٱلذين يحذّرون من نقض ٱلميثاق ويحذّرون من كَفرِ ناموس ٱلحقِّ. ومثل هؤلآء ٱليوم فى ٱلذين يطلبون للناس عيشا ميثاقيًّا (ٱلدستور وٱلديمقراطية وحقوق ٱلإنسان) ويطلقون ٱلتحذير من خطر ٱلركض ورآء ٱلشهوات ٱلتى تفعل فى زيادة ٱلخطر ٱلأتى بفعل ٱلاحتباس ٱلحرارىّ على عيش ٱلناس فى جميع ٱلأرض. وقوم ٱلرسول بفعل ظنّهم أنّ لسان ٱلقرءان هو لسانهم لا يفهمون ذلك ٱلقول وهم ٱلذين نقضوا ميثاق ٱلمدينة وكفروا ٱلحقّ وقتلوا ٱلذين حذّروا وما زالوا ينقضون ويكفرون ويقتلون. وبسبب ذلك هم أكثر ٱليهود فى ٱلأرض كفرا ولعنا.






#سمير_إبراهيم_خليل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتاب ٱللّه وكتب ٱلناس
- ٱلطبيعة
- ٱلتصديق هو توكيد وتوثيق
- ٱلبِغآء وٱلزِّنى
- ٱلذبح ٱلحلال وٱللّحم ٱلحلال
- ٱلإنسان لا يكون إلَٰها من دون ٱللّه
- لِمَن هو ٱلكتاب؟
- تعقيب وتوكيد
- موقف وتعقيب
- ٱلإنسان خليفة للّه وٱبن له!
- تعقيب على مقال -ٱلحلال وٱلحرام-
- ٱلحلال وٱلحرام
- شيطُ ٱلكهنوت يَقوَى بفعل ٱلجهل
- ٱلدِّين وٱلديمقراطية
- ٱلقُرءَان Al Qru-an
- ٱلفساد فى ٱلأرض
- ٱلديمقراطية ٱلفيدرالية هى ٱلسبيل إلى ¤ ...
- ٱلشرع وٱلعلم
- ٱلتشابه
- لمن هو إسلام ٱلمسلمين؟


المزيد.....




- تظاهرات حاشدة في تل أبيب تطالب نتنياهو بعقد صفقة لتبادل الأس ...
- سوناك: تدفق طالبي اللجوء إلى إيرلندا دليل على نجاعة خطة التر ...
- اعتقال 100 طالب خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين بجامعة بوسطن
- خبراء: حماس لن تقايض عملية رفح بالأسرى وبايدن أضعف من أن يوق ...
- البرلمان العراقي يمرر قانونا يجرم -المثلية الجنسية-
- مئات الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الأسرى بغزة ...
- فلسطين المحتلة تنتفض ضد نتنياهو..لا تعد إلى المنزل قبل الأسر ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب ويطالبون نتنياهو بإعاد ...
- خلال فيديو للقسام.. ماذا طلب الأسرى الإسرائيليين من نتنياهو؟ ...
- مصر تحذر إسرائيل من اجتياح رفح..الأولوية للهدنة وصفقة الأسرى ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سمير إبراهيم خليل حسن - لسان ولسان