أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - ضرورة تضييق وادي أحداث كركوك ..















المزيد.....

ضرورة تضييق وادي أحداث كركوك ..


جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 719 - 2004 / 1 / 20 - 07:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ألخص القول إن ما حدث في كركوك في اليوم الأخير من العام الفائت كان جسارة العنف السياسي بين من وقع عندهم اضطراب في الرؤية الوطنية .

 معنى ذلك إنني لا أريد هنا تحديد المسؤولية من هذا الطرف المتموج أو ذاك في الشعور النفسي الجماهيري المهتاج بسبب عنف الشارع في كركوك  . هذا الأمر يعود بالدرجة الأساسية  لمهمة المحققين المختصين قانونيا كما أود دعوة الاخوة الكتاب والصحفيين من العرب والأكراد والتركمان أن لا ينحدروا متموجين في جداول خلافات الرأي السياسي كي لا يزيدوا الخلاف أضعافا وان لا يزيدوا زمجرة هذا الجانب بوجه ذاك الآخر .

 بعكس ذاك لا نجد الديمقراطية العراقية الوليدة إلا  منحدرة إلى وادٍ عميق تجرفها الأمواج العاتية جَرفا مفزعا تظل فيه عيون الجميع محمرة  نادمة في نهاية الأمر .

أقول هنا إن من حق كل فئة  أو حزب أن يقول ما يشاء من مطالب يراد تحقيقها بالعدل أولا وأخيرا ..وإذا كان العدل والحق مفقود أكثرهما في الفترة الانتقالية الصعبة التي يجتازها بلدنا في الوقت الحاضر فان مما لا شك فيه إن المستقبل المرئي يحمل حتما ينابيع العطاء والخير يتدفق منها الخير لكل أبناء الشعب العراقي وأطيافه وذلك لغلق كل أبواب الفتن واحتمالات الصراع الأهلي بعد أن تخلصنا جميعا من مستوى صخرة صدام حسين التي تهدجت أنفاس العرب والأكراد والتركمان وسائر فئات الشعب حتى تخلصوا منها خارجين من نفقها المظلم إلى النور والضياء .

إن الفيلسوف الفرنسي موريس دوفرجيه يعرّف السياسة أبسط تعريف حين يقول ( السياسة هي الجهد الدائم من اجل إزالة العنف الجسدي ) .

كان الرجل مصيبا في دعواه  ، فقد اثبت تاريخ شعوب العالم جميعها انه لا توجد قضية أو خلاف  نجح العنف في حلهما  . فالسلاح والدم هما بكل الأشكال خارج نطاق السياسة بمعنى من المعاني .

ان قضية كركوك والفيدرالية والدستور والانتخابات والاستقلال الوطني والتنمية الاقتصادية وغيرها هي جوهر نضال جميع الوطنيين العراقيين وأحزابهم المناضلة ،  لكن ذلك لن يتم بغير " الأسلوب السياسي " الذي يحل بديلا عن الخناجر والحراب والرشاشات بل وحتى بديلا لصراع الأيادي . الشهور الثمانية التي مضت كانت مرحلة أولى لم تكن السلطة السياسية العراقية فيها  لا مستقرة ولا مستقلة وبالتالي لم تكن تملك القدرة على حل المشكلات الرئيسية في علاقات القوى السياسية حول مختلف الشئون الوطنية . كان الهدف الأساسي ، خلال هذه الفترة ،  قد تركز باتجاهين :

الأول هو تطهير البلاد بواسطة قوة الشرطة العراقية من عناصر التخريب والسرقة وجميع أشكال العدوان الوحشي على حقوق الفرد العراقي ..

الثاني هو المساهمة مع قوات الاحتلال  لتطهير البلد من بقايا الفاشية المسلحة المدعومة من قوى الإرهاب الدولي ومن القوى السلفية العربية اليمينية .

لقد تأمل المواطنون العراقيون من الكرد والتركمان والآشوريين فألاً حسنا في أن يكون الاجراءان السابقان قادرين على القضاء نهائياً على وحش العنف الخرافي الذي زرعه الشرير صدام حسين طيلة 35 عاما ليمزق صدور شعبنا وليضورها ألماً شديداً ..

كما توقعنا أن ترسخ جهود مجلس الحكم الانتقالي ومجلس الوزراء والقوى الوطنية بعد إنهاء زمان العنف إنهاءً تاماً ، أن يتجه العمل الوطني العام نحو إحلال وسائل نضالية جديدة لتحقيق المطالب الوطنية العامة والخاصة عبر الانتخابات الوطنية في مختلف الميادين بما فيها الانتخابات البرلمانية  وحوار الصحافة وحوار اللقاءات الوطنية .

ليست الديمقراطية من الناحية الفلسفية هي التعبير عن وحدة الرأي أو أنها التعبير عن توقف الخلافات بين الأفكار كما يظن البعض ..  بل هي التعبير المنطقي عن تعدد الأفكار والرؤى لكنها ــ أي الديمقراطية ــ وسيلة إحلال المناقشة والحوار محل البنادق الرشاشة ، وإحلال الحجج والبراهين العقلانية محل ضرب الأيدي والعنف الجسدي ، وإحلال منطق علم السياسة محل الأسلحة .

الديمقراطية هي المبدأ الوحيد الذي يجعل فكرة إن العراقيين متساوون في الحقوق والواجبات علاقة يومية قائمة بين المواطنين جميعا  ، وإنها الشكل الإنساني المتقدم ليس فقط بعلاقة الحوار بل بوسائل العمل التدريجي لوضع حقوق كل شرائح المجتمع العراقي موضع التطبيق .

وإذا كان مطلب الفيدرالية لم يطبق بـ"الأمس " لوجود نظام الفاشية ، ولم يتحقق  " اليوم  " بفعل وجود الفترة الاستثنائية ، فأنه يتحقق  " غداً " من دون أي شك .

وإذا كانت الفيدرالية كأية قضية سياسية وتنظيمية واجتماعية أخرى ذات ( شكل ومضمون )  فأن إبداعات الحوار الإنساني ورفعته هي وحدها ، وبالأسلوب الديمقراطي ، قادرة على فك اشتباكاتها بالحوار العلمي الصابر والطويل النفس  لإبعاد المتخاصمين عن ممارسة العنف المتبادل  باللجوء إلى أسلوب التعاون والتسويات كعنصر أول من عناصر التكامل الوطني ، في الشكل والمضمون ،  لتحقيق غايات الشعب الكبرى  ضماناً للصالح العام والخير المشترك ..

ينبغي علينا جميعا أن لا نتطير أو نفزع من هذا الحدث العنفي أو ذاك أو من هذا الشعار أو ذاك لنندفع نحو وضع قالبي متجمد ومتوتر يحمل سحابة الرعد لزخ الرصاص في أية لحظة  . من يحلم بزوال العنف الفردي من مجتمعنا فهو على خطأ  . حتى في أكثر الدول استقراراً وتمدنا و أكثرها ديمقراطية ( أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وغيرها ) يظل هناك عنف أو بقايا عنف  ، ظاهر أو كامن .

الهدف المركزي في هذه المرحلة الحرجة هو عملنا جميعا موحدين من أجل إزالة تركيز واحتكار العنف والإرهاب المنظمين من مافيا وبقايا تنظيمات إرهابية صدامية ودولية ودعم جهود وزارة الداخلية والقوة الباسلة للشرطة العراقية اللتين يطيح صولجانهما بركائز عناصر المخربين والمحتفلين بفعالياتهم  .

إن مجتمعا عراقياً لا صراعات فيه ولا نزاعات عنفيه لا يمكن أن يتحقق إلاّ بتضامن جميع الأفراد والقوى السياسية لتغيير البنية التحتية والعلاقات الفوقية للحياة الاجتماعية المشتركة حيث يحتاج كل فرد عراقي وكل حزب وكل طيف قومي أو مذهبي إلى غيره من الأفراد والطبقات والقوميات في شبكة واحدة من علاقات غير متقاطعة لبناء مجتمع ديمقراطي فيدرالي جديد النوع والتجربة .

ولنتذكر جميعاً ، دائماً ، أنه لا بد من وقت ٍ طويل لإعادة تغيير التربة العراقية الملوثة بفاشية نظام صدام حسين ، وأن السعي الوطني على أرض الواقع العراقي ، أياً كان نوعه وحجمه ، سوف يكون وسيلة الجميع للسير في موج أليق بالجميع وأفضل لحياة الجميع ..

 

بصرة لاهاي في 17/1/2004



#جاسم_المطير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسامير صغيرة 566
- مسامير صغيرة 565
- مسامير صغيرة 564
- مسامير صغيرة 563
- مسامير صغيرة 562
- مسامير صغيرة 560
- مسامير صغيرة 559
- مسامير صغيرة 552
- استيقظوا .. إنها فِعلة مرفوضة ..!
- ابتسم بمسامير صغيرة 543
- الفتاوى الدينية.. وحاجة شعبنا إليها ..!
- كلام الناس : أدلوا بشهاداتكم ..!
- كلام الناس : رواية لكاتبها ..‍‍!!
- سلاماً.. يا أدباء المنفى ..!!
- كلام الناس : أيام المزبن كَضن ..!!
- كلام الناس : ضد الاغتيال .. ضد العنصرية ..!!
- كلام الناس : أيار في غمار الندى الأول ..!
- نقرة السلمان
- الانتفاضة..مداولة وتحليل حول هويتها ودروسها..
- كلام الناس : نظريات جرمية ..!!


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جاسم المطير - ضرورة تضييق وادي أحداث كركوك ..