أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - روايات مغربية















المزيد.....

روايات مغربية


مصطفى لغتيري

الحوار المتمدن-العدد: 2311 - 2008 / 6 / 13 - 09:48
المحور: الادب والفن
    



1-رفيف الفصول رواية تستحق الجائزة.

منذ حصولها على جائزة المغرب للكتاب ، أسالت رواية "رفيف الفصول" لصاحبها محمد المعزوز الكثير من الحبر ، و انتظم الأدباء و النقاد والمهتمون - نتيجة لذلك- فيما بين طاعنين في أحقية هذه الرواية للحصول على الجائزة ، وهؤلاء هم الأكثر عددا و الأرفع صوتا ، و بين المدافعين عن الرواية و أحقية صاحبها للحصول على جائزة المغرب للكتاب ، و هؤلاء هم الأقل عددا والأخفض صوتا ، و آخرين لزموا الحياد في انتظار أن تهدأ النفوس ، حتى يمكنهم التعامل مع النص الروائي بعيدا عن ضغوط الحسابات اللاأدبية ،التي تصاحب عادة الإعلان عن الجوائز.
و ما أن هدأت الضجة أو كادت ، حتى أخذت الرواية بين يدي ، عازما على التعاطي معها بدون خلفيات أو أحكام مسبقة ، متجردا من كل ما قيل حولها سلبا أو إيجابا.

و بعد أن انتهيت من الرواية ، واستمتعت بقراءتها ، أستطيع – وبكثير من الاطمئنان- أن أدافع عن أحقية هذا النص بجائزة المغرب للكتاب ، وأهنئ صاحبها بالأثر الجميل، الذي أنتجه و بالجائزة التي يستحقها.

و إذا كان لا بد من تبرير حكمي المتحيز للرواية ، فيمكن إيجازه فيما يلي :
- أعتبر رواية "رفيف الفصول " لبنة أساسية تنضاف إلى البناء الذي ما فتئ روائيون جدد يبنون صرحه بثبات و جسارة و حنكة ، كي يفتحوا أمام الرواية المغربية مسلكا واعدا ، لا ريب سيعطي أكله بعد حين قريب ، ومن هؤلاء الروائيين أحمد الكبيري و الزهرة رميج و أحمد الويزي و اسمهان الزعيم و وفاء مليح ومحمد فاهي و غيرهم.

ولعل أهم ما يجمع هؤلاء الروائيين يتمثل في التصالح مع البعد الحكائي في الرواية، و توظيفهم للغلة سلسة و سردية ، لا تغرق في الشعرية ، بل و حتى في التعمية أحيانا.

-- إن رواية " رفيف الفصول" تتميز بكثير من الخصائص ، التي أهلتها لتكون رواية ناجحة ، ومنها اهتمامها بالحكاية و التحكم فيها من بداية الرواية إلى آخرها ، ، وتركيزها على تنمية الشخصية الرئيسية على الخصوص ، التي تسرد الأحداث بضمير المتكلم و تشارك فيها ، وهي الشخصية التي عادت من فرنسا إلى موطنها الأصلي في مدينة وجدة ، لتجد الناس غير الناس ، والمدينة قد فقدت الكثير من القيم المميزة لها ،فتسعى جاهدة لإصلاح ما يمكن إصلاحه و إن بطريقة كاريكاتورية ، مما يجعل ملمح السخرية حاضرا في الروايه دون أن يكشف عن نفسه بسفور .

- توظف رواية " رفيف الفصول " لغة جميلة و سلسة ، تمتاز بسرديتها الملفتة ، إلا في بعض المقاطع التي اختارت لغة انزياحية ذات عمق شعري ، وتمتاز اللغة كذلك بتعددها ما بين اللغة السردية و اللغة الواصفة واللغة الشعرية و اللغة الدارجة واللغة الفرنسية ...

- تتمتع الرواية بدرجة مرتفعة من التشويق ، حتى إن قارئها يمكنه أن يجهز عليها في جلسة واحدة و بدون ملل ، وقد ساهم في ذلك كثير من العوامل أهمها قوة الأحداث و انسيابها و ارتباطها بحبكة قوية، ثم طبيعة الشخصيات المتنوعة ، والتي تمثل نماذج إنسانية تغري بالتلصص عليها ، هذا بالإضافة إلى اللغة الجميلة التي دبج بها الكاتب الرواية رغم بعض الأخطاء المطبعية التي لا تخفى طبيعتها على القارئ.

لكل ما تقدم أعتبر رواية " رفيف الفصول " نصا جميلا يستحق القراءة و الاهتمام ،وهو بالتالي جدير بالجائزة التي توجته بها لجنة



2-ما قيل همسا لاسمهان الزعيم

على امتداد 386 صفحة من الحجم المتوسط تقودنا الكاتبة اسمهان الزعيم في رحلة إبداعية شيقة و ممتعة ، تمتاز بلمسة نسائية ملفتة ، تركز على الأحاسيس الفياضة و التعابير الموغلة في العاطفة و الحنين و الشوق .. فبأسلوب سلس و لغة جميلة تسرد رواية " ما قيل همسا " لصاحبتها اسمهان الزعيم مسار الشخصية الرئيسية " مها " عبر رحلتها الشيقة في الحياة ، فنرافققها في هذه الرحلة المتشعبة و الشاقة ، نتنقل معها في بلدان عدة كليبيا و سويسرا و اليونان و العراق و غيرها ، ونحيا معها في أجواء مدن مغربية مختلفة كالرباط و فاس و الصويرة ، نترصد البطلة التي تبحث بلا كلل و لا ملل عن الصداقة و الحب و العلاقات الإنسانية الصافية البعيدة عن كل مظاهر القبح التي تغزونا بلا هوادة ، وتتملك مشاعرنا بلا رحمة ، فنصادف في الرواية نماذج بشرية تعايشها البطلة" مها" تختلف طباعها و طموحاتها، فمن "سلام" المتسم بكل مياسم القبح و الدناءة ، والذي لا يتورع عن استغلال أية مناسبة للظفر بما تطمح إليه نفسه الملثاثة ، إلى شخصية" بسام" الأستاذ المناضل الذي عانى ويلات السجون في الأنظمة العربية ، مرورا بشخصية "عمار" "شيخ الأصدقاء و عميدهم " حسب تعبير مها" وغيرها من النماذج البشرية التي تضج بها الرواية نساء و رجالا، شبابا و كهولا و شيوخا..


ومما أضفى على الرواية طابعا خاصا و مميزا بالإضافة إلى لغتها الراقية والجميلة ، اعتمادها على تعدد المنظورات السردية بتوظيفها للسرد بضمير المتكلم حينا و ضمير المخاطب حينا آخر و ضمير الغائب حينا ثالثا ، كما أن الكاتبة عمدت إلى تكسير خطية السرد مما جعل الرواية تتنقل بنا من الحاضر إلى الماضي ، موظفة في ذلك تقنية الاسترجاع "الفلاش باك "، مما أهل الزمان في الرواية ليكون مفتتا و غير خاضع للخطية الكرونولوجية مثله في ذلك مثل المكان حذو النعل بالنعل ، كما أن تعدد الخطابات يبدو واضحا في الرواية ويتوزع خاصة ما بين السرد الروائي و الوصف و الرسائل التي تم توظيفها بشكل جيد ، إذ أن وجودها لم يأت مجانيا، بل ساهم بشكل فعال- في تطوير الأحداث و إلقاء أضواء إضافية على شخوص الرواية ، كما نلمس حضورا قويا للشعر و الكتابات الشذرية ،اللذين غالبا ما يفصلان ما بين مقطع و آخر داخل الرواية.

ويبقى أخيرا أن " ما قيل همسا" رواية جميلة تستحق الاهتمام، وتؤشر على أن جيل الروائيين الجدد قادم بقوة ، ولا بد أنه سيخلف

- مع توالي النصوص المائزة - بصمته الواضحة على المتن الروائي المغربي خاصة و العربي عامة.


3-دوائر الساحل لمحمد غرناط

الأحداث في هذه الرواية، التي تقع في 172 صفحة من الحجم المتوسط والصادرة عن منشورات جذور للنشر سنة 2006، تسردها الشخصية الرئيسية بضمير المتكلم ، و تتميز هذه الشخصية في رواية "دوائر الساحل" بطغيانها و هيمنتها على باقي الشخوص ،باعتبارها محركة للأحداث ، و ساردة لها انطلاقا من منظورها السردي الخاص .. ف"كريم التادلي" رجل مثقف ، قدم إلى مدينة الرباط رفقة أسرته إثر كارثة طبيعية ألمت بقريته ،التي لا تبعد كثيرا عن المدينة ..يدرس كريم بالرباط ويتخرج بها ،ثم يشتغل و يتزوج من فتاة ميسور أهلها ، بيد أنه و في غفلة منه يفاجأ بالقدر قد لعب معه لعبته ، ليسرق من بين يديه الوظيفة و الزوجة و الأبناء فيجد نفسه مضطرا للعودة نحو قريته الأصلية بحثا عن عمل يسد به رمقه ، يعثر على هذا الشغل بفضل تدخل خاله لدى قائد المنطقة ، لكنه سرعان ما يجد نفسه مطاردا من جديد بلعنة القدر ، فيتم التآمر عليه و اتهامه بالسرقة من أجل الزج به في السجن ، غير أن امرأة تدعى شفيقة تنبثق من الماضي البعيد آتية من بلاد المهجر، تعد ه بتقديم يد المساعدة لإنقاذه من هذه الورطة ، هذه المرأة التي التقى بها بعد هجره لزوجته سلوى ، تقرر - نظرا لمعرفته السابقة به و بسلوكه- إشراكه في مشروع تفكر في إقامته بالمغرب و الزواج منه كذلك.

تتميز شخصية كريم في الرواية بعبثيتها و لا مبالاتها ، حتى ملابسها لا تهتم بها ، وكأن بها مسا من وجودية سارتر و كامي ، و هي بأبعادها النفسية و الوجودية تذكر القارئ بشخصية الغريب في رواية كامي الذائعة الصيت ، يقول السارد " قبل ذلك كنت أفكر أن أحيا مثل سارتر حياة حرة مع امرأة ، لا عقد زواج و لا أولاد ، لكن نظرات سلوى جعلتني أرضخ ، فنسيت سارتر و تعلقت بسلوى"
وهي شخصية ساخرة و هامشية - و إن كانت تعض على مبادئها بالنواجذ - لا تهتم بما يجري من حولها و مستسلمة لقدرها ، و كأن الأمر لا يعنيها البتة " قلت لها إنني أشتغل و لا أهتم بشيء ، أنا مكره لا بطل"
تتميز اللغة في الرواية بقصر جملها و دقتها و برقيتها متجاهلة إلى حد كبير أدوات الربط ، وهي تشبه إلى حد كبير جمل القصة القصيرة ، و لعل هذا ما جعل الرواية تتمتع بحيوية كبيرة ،وللتدليل على ذلك نقتبس هذا المقطع " فتحت أزرار قميصي المتسخ . كان يوم أحد. الشمس لامعة و الشوارع شبه فارغة . بعض الشبان يركضون مثل البغال . آخرون يتقاطعون في صمت و يتبادلون نظرات جافة بلهاء . نساء صفراوات يظهرن كما لو أنهن خرجن من أقبية مظلمة "



4-بيض الرماد للمصطفى غزلاني

"بيض الرماد" رواية جديدة صدرت عن أفريقيا الشرق سنة2007، و هي من تأليف الكاتب المصطفى غزلاني وتضم 138 صفحة من الحجم المتوسط.

وتمتاز هذه الرواية باشتغالها على البادية كفضاء تضطرب فيه أحداثها و كعمق يشكل بنيتها الحكائية .

تحكي الرواية عن شخصية علال ، الذي يرى النور في عشيرة أولاد حدو ، ويميل منذ صغره نحو العزلة و التأمل ، لا يشارك أقرانه ألعابهم و انشغالاتهم ، يكلفه أبوه برعي الغنم فينجح في ذلك ويتضاعف عدد رؤوس القطيع ، يخصص له أبوه مأوى حيث يتوفر العشب إشفاقا عليه من قطع المسافة ما بين المرعى و مضارب القبيلة صباح مساء.

هناك في مأواه الجديد يبدأ علال رحلته الصامتة في اكتشاف أسرار القبيلة و أهلها ، وخاصة غزواتهم الجنسية التي يختلط فيها الحابل بالنابل ، فالكل مندمج في لعبة الجنس ، زوجة فلان مع علان و زوجة علان مع فلان ، الجميع وجدوا المكان الذي يضمن لهم الستر في" مرج الرمان "غير بعيد عن مأوى علال.

بجانب الكهف الذي اتخذه علال مستقرا له يوجد بئر يقصده الأهالي للاستسقاء.. ذات سقاية تحمل الأقدار عيشة بنت السي قدور إلى البئر ، فيلتقي بها علال ، تتقاطع نظراتهما ، فيهتز الكيانان ، وتضطرم نار الحب فيما بين الضلوع.. يستدرج علال عيشة نحو مأواه ، وهناك يلتحم الجسدان لينشدا معا سمفونية الحياة ، ينتبه "اكميحة" إلى ما يحدث ما بين العشيقين ، فيشيع الخبر بين سكان القبيلة ، يتلقف الحاج لكبير النبأ فيوظفه لصالحه من أجل الظفر بعيشة "قضيب الريحان " ، وهكذا سرعان ما يبادر إلى دعوة أبيها ليعرض عليه فكرة زواجه من ابنته، مستعملا في طلبه الوعد و الوعيد ، ومركزا في كلامه على أن رغبته الوحيدة تتمثل في صون شرف و عرض عائلة السي قدور.

ينقل الأب المذهول خبر الخطوبة لابنته ، فتنتفض رافضة ، ثم لا تلبث أن تنتبه لوجود" اكميحة" الذي يتجسس على أخبارها فتمسكه من خناقه، و تخبره متحدية بأنها أبدا لن تكون زوجة لسيده الذي أرسله لتسقط الأخبار.

ليلا تتسلل عيشة إلى كهف علال و هناك تخبره بما استجد في حياتها ، فيلتزم أمامها أنها لن تكون أبدا زوجة لغيره ، ثم ينغمسان في نشوة اللذة الجنسية .. في تلك الليلة يرسل الحاج لكبير رجلين من رجاله الأشداء للإجهاز على علال، غريمه و منافسه على قلب و جسد عيشة .. يفطن علال للرجلين ، فيحمل بندقيته و يطلق النار عليهما فيصيبهما في مقتل ، ثم يعمد إلى حرق المكان و يتسلل صحبة عيشة بعيدا عن مضارب القرية ، وفي صباح اليوم الموالي حين يحضر الأهالي و يرون الجثتين المحترقتين ، لم يشكوا في أنهما جثتا علال و عيشة .

في المكان الجديد الذي ضمهما ،تزوج علال وعيشة و بنيا حياة جديدة، لم يعكر صفوها سوى عجز عيشة على الإنجاب.

في إحدى الليالي تسلل علال نحو قبيلته الأصلية و في نيته قتل الحاج لكبير انتقاما منه ، لكن الأقدار تأبى غير ذلك ، فإذا بعلال يصادف أباه في بيت الحاج لكبير و قد حضر إلى نفس المكان تحفزه نفس الرغبة التي تستولي على ابنه .. رأى علال أباه فظنه الحاج لكبير ، فلم يتردد في الإجهاز عليه ، وتسلل بعد ذلك عائدا من حيث أتى.

هكذا تتطور الأحداث و تتشابك بشكل درامي في رواية تشكل نواة صلبة لسيناريو فيلم ناجح ، ينتظر من يبادر إلى اقتباسه.



5-"خبز و حشيش و سمك" لعبد الرحيم لحبيبي


عن منشورات أفريقيا الشرق صدرت حديثا رواية جديدة للكاتب عبدالرحيم لحبيبي تحت عنوان "خبز و حشيش و سمك" ، وتعد هذه الرواية ، التي تضم بين دفتيها 231 صفحة من الحجم المتوسط ،سيرة ذاتية لمدينة آسفي ، هذه المدينة التي تتحدث عنها الرواية بلغة الحلم و العشق و النوستالجيا ، نقرأ على صفحاتها مايلي: " في القدم كان البحر .. و كانت آسفي هبة البحر ، على ساحله نشأت و ترعرعت و نمت ، كان البحر جحيمها و نعيمها ، سعادتها و شقاءها . من قمة سيدي بوزيد تبدو المدينة في عناق حميمي خالد مع البحر ، فكأنهما في اللحظات الأخيرة للانفصال عن بعضهما أو هما في اللحظة الأولي للعناق و الالتحام والضم .

آسفي حاضرة المحيط ، وقفت على ساحلها سنابك جياد عقبة بن نافع كآخر نقطة للعالم المتحضر، نهاية العالم..."

عمد الكاتب في هذه الرواية إلى تسجيل تاريخ المدينة الحديث بنفس روائي جميل و لغة راقية شفافة وسلسة ، فتوقف عند الأمكنة التي تشكل هوية المدينة و رمزيتها من قبيل السوينية و الشعبة و سيدي بوالذهب وغيرها، كما أثث نصه الجميل بأناس المدينة و خاصة أولئك الذين ينتمون إلى الطبقة الصامتة ، فصور طموحاتهم و آمالهم و كبواتهم و أحلامهم المجهضة .. و أنت تقرأ الرواية أبدا لا يمكن سوى أن تصدق بأن الشخوص هي شخوص حقيقية و واقعية، عاشت في مدينة آسفي و التحمت معها التحاما صوفيا يصل إلى حدود الحلول ..

في الرواية نرصد النضالات السياسية التي قادتها الفئة المثقفة الملتحمة بالطبقة الشعبية المسحوقة ، ونقف على قسوة المخزن "النظام" و وحشيته و قمعه و إحباطه لكل حلم مشروع في إقامة نظام ديقراطي ، يؤسس لتداول سلمي على السلطة وتوزيع عادل للثروات ، لتكون الرواية بذلك ليست سيرة ذاتية لآسفي فحسب، بل للمغرب عامة.

في الرواية نتلصص على شخوص تمتاز بعمقها الشعبي " الحامض " و "با صطوف" وغيرهما، نترصدهم وهم يقتنصون لذاتهم الصغيرة نكاية في الساسة و المخزن، من خلال اعتكافهم على الحشيش و السمك و النساء ، والتخطيط – في نفس الوقت -للنضال ضد المخزن وزبانيته ، يقول السارد عن الحامض " الحامض هذا اسمه أو كنيته أو لقبه العائلي ، لا أحد يعرف له اسما غير هذا ... يتراقص في حركاته و يميس و يبتسم ، و يحرك حاجبيه ، يدير غينيه في محجريهما ، يطبق جفنيه ثم يفتحهما ، تتلبسه روح شهوانية واعدة بالأريحية و البساطة و الدعوة الكريمة لموعد ما...."

أما عن با صطوف فيقول " كان با صطوف يقلب بين يديه ربطة الكيف كعيار محترف و يشمها .. أزال عنها الورقة بأناة و تؤدة ، كأنه يخلع ملابس غادة فاتنة ، برزت سنابلها الخضراء يانعة شامخة مكتنزة.

إن رواية "خبز و حشيش و سمك" تعد بحق ملحمة مدينة آسفي أو" الكيت كات " على الطريقة المغربية.


6- الفندق لمحمد مسلك


عن منشورات أفريقيا الشرق صدرت رواية جديدة للكاتب محمد مسلك، اختار لها كعنوان "الفندق" ، و تتميز هذه الرواية التي تقع في 142 صفحة من الحجم المتوسط ، بوقوع كل أحداثها- تقريبا -في بلاد المهجر ، حيث يقضي السارد- وهو الشخصية الرئيسية في الرواية- فترة من حياته في إسبانيا .. يقيم هناك في فندق ،و تربطه علاقة حميمية بصاحبته أي صاحبة الفندق ، تورطه هذه العلاقة في مشاكل عدة مع أهالي المدينة و سلطاتها، لينتهي به المطاف بالعودة إلى موطنه الأصلي المغرب و بالتحديد مدينة الدار البيضاء، ترافقه صاحبة الفندق "إيزابيلا " التي أصبحت زوجا له بعد انتحار زوجها البحار السابق .. ومن أجواء الرواية نقرأ على ظهر الغلاف " جلست فوق المقعد .. جلس قبالتي كهل متصاب .. ابتسم لي .. جاملته بابتسامة باردة .. حولت عنه بصري .. أتتبع السابلة دون هدف .. أعود بنظري إلى السماء الهاربة .. كانت هناك سحب بيضاء تجري نحو وطني في شكل جياد نافرة .. كأنها قادمة من معركة.. ثم تعود السماء إلى صفائها و هدوئها.

ينظر الكهل المتصابي ناحيتي .. يركز بصره تحت السرة يحدق في اتجاه فتحة السروال .. يمرر لسانه على شفتيه .. هذه العادة ظل يمارسها عند مرور الجياد و بعدها .. الظاهر أنه كان يتقصدني لفعل ما .. أبعدت عنه نظري .. عدت أسترجع شكل الحوادث المنحوتة بدقة في الرسم الكبير.."



#مصطفى_لغتيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخييل القصصي القصير جدا في تسونامي
- ملامح شعرية في المجموعة القصصية -تفاح الظل- لياسين عدنان*
- قصص قصيرة جدا من - مظلة في قبر-
- حوار مع مصطفى لغتيري بمناسبة صدور -تسونامي-
- -الشيء ونقيضه -ثنائية فلسفية عميقة تؤثث ديوان -بين -ذراعي قم ...
- المفارقة والسخرية في مجموعة (تسونامي)*
- قصص قصيرة جدا من تسونامي
- قراءة في حب على طريقة الكبار لعزالدين الماعزي
- المغرب بلد قصصي بامتياز
- السخرية والغرابة في رجال وكلاب لمصطفى لغتيري
- حوار مع رئيس الصالون الأدبي المغربي
- عندما يطير الفلاسفة
- حوار
- بيت لا تفتح نوافذه لهشام بن الشاوي


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى لغتيري - روايات مغربية