أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعد محمد رحيم - المعاهدة والمعارضة














المزيد.....

المعاهدة والمعارضة


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2309 - 2008 / 6 / 11 - 10:38
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


يُحكى أن نوري السعيد، السياسي العراقي الشهير في العهد الملكي،وهو يومها في منصب رئيس الوزراء، كان بصحبة مسؤول بريطاني رفيع في سيارة تمر بأحد شوارع بغداد حين واجهتهما تظاهرة معادية ترفع شعارات تطالب بإسقاط الحكومة والبريطانيين والاستعمار.. بعد ساعات أخبره مدير الشرطة بأنهم ألقوا القبض على رؤوس التظاهرة من المحرضين. فقال السعيد؛ لا، لا.. اطلقوا سراحهم فأنا من دفعت لهم النقود حتى يلمس المسؤول البريطاني تذمر الشعب، علّنا نحظى ببعض المساعدات والتنازلات.
لست متأكداً من صحة هذه الحكاية وهي قطعاً لا تعني أن التظاهرات التي كانت تخرج في ذلك العهد من قبل الغيورين على مصالح الوطن كانت مدفوعة الثمن. غير أنني أود تسجيل حقيقة وهي أن النظام السياسي الحاكم، يستطيع، في حالات كثيرة، توظيف سلوك المعارضة لصالحه كقوة تفاوضية مع الخارج. فما يظهر للوهلة الأولى عنصر إضعاف يمكن أن يتحول إلى عنصر طاقة فعالة إذا ما جرى استثماره بحكمة ودهاء.
ومناسبة هذا القول هي المفاوضات التي تجريها الحكومة العراقية مع الجانب الأميركي لإبرام معاهدة ستؤطر شكل العلاقة بيننا وبينهم. ولا شك أن هذه المعاهدة تكتسب أهمية وخطورة استثنائيتين لأنها ستحدد، إلى حد بعيد، مستقبل البلاد. وفي هذه العجالة لست معنياً بالخوض في تحليل تفاصيل المعاهدة التي لا أعرف عنها إلا ما تتسرب منها إلى وسائل الإعلام، أو التي اسمعها في صورة شائعات.
هناك اليوم معارضة لا يستهان بها للمعاهدة وبنودها الافتراضية،وهي معارضة ضاغطة تمارسها قوى وأحزاب سياسية ومؤسسات مجتمع مدني ونخب ثقافية يحركها الهاجس الوطني والخوف على مستقبل العراق، وهي لا تريد رهن هذا المستقبل بمصالح دول أخرى، مع الإضرار بمصلحة البلاد. وفي النهاية يمكن أن تستفيد الحكومة من هذه المعارضة، ومن غير أن تضطر لدفع فلس واحد كما كان شأن نوري باشا وفقاً للحكاية التي سردناها. وكأن لسان حالها يقول؛ انظروا، الشعب وقواه يريد هذا، ولا يريد ذاك.
قد تكون بعض أطراف هذه المعارضة ذات أجندات خاصة، أو ذات نيات غير سليمة غير أن معظمها ليست كذلك. وما يجب على الحكومة أن تدركه هو أن من أهم عناصر قوتها التفاوضية في أثناء مفوضاتها مع الجانب الأميركي هو هذه المعارضة والضغط الشعبي. والمعارضة كلما كانت واعية أكثر، ومنظّمة أكثر وتعمل على وفق حسابات دقيقة فإنها ستدعم موقف المفاوضين العراقيين. والحكومة بطبيعة الحال عليها أن لا تستاء من المعارضة وأن تحترم التوجهات الوطنية الحقيقية لكثر من المعارضين بهذا الصدد.
صحيح أن هناك من يزاود لأسباب تتعلق بمصالح خاصة وضيقة، وهناك من يرفض قبل أن يعرف ماذا تقول بنود المعاهدة، لكن بالمقابل ثمة وجهات نظر يطرحها كتّاب ومثقفون وإعلاميون وسياسيون لابد للحومة الإصغاء إليها، فمعاهدة مثل هذه لا يمكن أن تمرر وتوقّع وراء الكواليس، ويجب أن تحصل على مستوى مقبول من التوافق الوطني، وأن تخضع أولاً لحوار حقيقي وجاد يشارك فيه الجميع لضمان حقوق وسيادة العراق كاملة، غير منقوصة.
يورد حنا بطاطو في الجزء الأول من كتابه ( العراق؛ الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية ) ما نصه؛ "ومرة أخرى، في العام 1927، أعطى فيصل (الأول ) الذي كان منكباً على تأمين الحصول على شروط أفضل من البريطانيين، تعليمات في ما يبدو إلى جميل المدفعي، متصرفه في الديوانية، لدفع مشايخ اللواء للتحرك ضد الاتفاقيات العسكرية والمالية الأنكلو ـ عراقية، ومن أجل استقلال كامل".



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هزيمة حزيران؛ فشل الدولة ( العربية ) الحديثة
- المستقبل للنساء
- أستورياس في ( الريح القوية )
- أسعار النفط !!
- ثقافة الصورة.. ثقافة المشاهدة
- المثقفون وفوبيا الحرية
- صورة المثقف مخذولاً وضحية
- إذا ما غابت الثقة
- ماركس الحالم.. ماركس العالم
- فتاة في المطر
- حواف الإيدز، أو؛ خالد في الصحراء
- ماريو بارغاس يوسا في؛ ( رسائل إلى روائي شاب )
- شبح ماركس
- أخلاقيات الحوار
- حواف الإيدز؛ أو خالد في الصحراء
- الإعلام القاتل
- ضد ماركس
- كلام في الحب
- هنتنغتون وفوكوياما ومسار التاريخ
- المثقف ومعادلة السلطة المعرفة


المزيد.....




- نتنياهو يعلق على قبول حماس وقف إطلاق النار والسيطرة على الجا ...
- لوكاشينكو: العالم أقرب إلى حرب نووية من أي وقت مضى
- غالانت: عملية رفح ستستمر حتى يتم التوصل إلى صفقة لإطلاق سراح ...
- الرئيس الجزائري: لا تنازل ولا مساومة في ملف الذاكرة مع فرنسا ...
- معبر رفح.. الدبابات تسيطر على المعبر من الجانب الفلسطيني مع ...
- حرب غزة: هل يمضي نتنياهو قدما في اجتياح رفح أم يلتزم بالهدنة ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- كاميرا مثبتة على رأس الحكم لأول مرة في مباراة الدوري الإنكلي ...
- بين الأمل والخوف... كيف مرّت الـ24 ساعة الماضية على سكان قطا ...
- وفود إسرائيل وحماس والوسطاء إلى القاهرة بهدف هدنة شاملة بغزة ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعد محمد رحيم - المعاهدة والمعارضة