أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - العقاب














المزيد.....

العقاب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2294 - 2008 / 5 / 27 - 09:43
المحور: حقوق الانسان
    


في دولة تقع قبالة إيطاليا وقعت جريمة قتل وتقدم المجرم لمحاكمة عادلة فقرر الملك تشكيل لجنة تقصي حقائق وعين لها رئيسا ووكيلا وتمت إدانة المجرم بالإعدام بقطع رأسه .
وحين صادق الملك على إعدامه تبين أنه لا توجد في دولته مقصلة وجلاد , فقرر الملك بعد التشاور الطويل مع وزراءه أن يرسل بطلب مساعدة من إحدى الجمهوريات المجاورة وقد جاء الرد بالموافقة على طلب الملك شريطة أن تقوم حكومة الملك بدفع كلفة نقل المقصلة ذهابا وإيابا وأجرة الجلاد وكانت الأجرة قد قدرت ب 16000 فرنك تدفعها الحكومة .

وقد تشاور الملك مع وزراءه فوجد أن الشعب سوف يدفع فرنكين عن كل مواطن في دولته وهذه بحد ذاته جريمة بحق الشعب ومن المحتمل أن يشكو الشعب وأن يقوم بثورة عصيان مدني أو أن يطالب بتغيير النظام الحاكم .
فإجتمع الوزراء فيما بينهم وأشاروا على الملك أن يقوم بطلب مقصلة لتنفيذ حكم الإعدام من دولة مجاورة لا يوجد بها حكم جمهوري لأن الدولة التي طلبت منهم 16000فرنك هي دولة جمهورية ولا تعرف كيف تحترم الملوك .
وفي النهاية طلبوا مقصلة من مملكة مجاورة فهي على الأقل ملكية ولا بد أن تحترم الملوك وجاء الرد وطلبت المملكة المجاورة 12000فرنك وهذا أيضا بحد ذاته كلفة باهظة على الملك والنظام والشعب مع أنها أقل من كلفة نقل المقصلة والجلاد من الجمهورية المجاورة .
فاجتمع الوزراء مرة أخرى وقرروا أن يطلبوا من أحد الجنود تنفيذ حكم الإعدام بطريقة (بلدية ) ولا يهم كيف المهم فقط أن ينفذ حكم الإعدام بالمجرم .

وكان عدد جنود المملكة 60 جنديا فقط لا غير وجميعا رفضوا تنفيذ حكم الإعدام بالمجرم لأنه لم يسبق لهم وأن واجهوا عقوبة كهذه .
وحين تعب الوزراء من هذه القضية أرادوا إغلاق ملفها بطريقة ليست مكلفة على الملك والشعب وأن تكون ذات طابع دعائي بحق الملك فإقترحوا على الملك أن يقوم بتخفيف العقوبة من الإعدام إلى السجن المؤبد وبهذا يكسب الملك شعبية كبرى أمام الشعب من أنه رحيم ورؤوف وعادل جدا .

وأعجب الملك بهذا الإقتراح وقرر تذيله بتوقيعه عليه وإشاعته بين الناس .
وتمت من جديد محاكمة عادلة للمجرم وحكم عليه بالسجن المؤبد وحين أرادوا سجنه لم يجدوا سجنا مخصصا بالسجن المؤبد فلا يوجد في المملكة غير سجن واحد وهو مخصص لإعتقال وسجن المذنبين أياما قليلة فبحثوا الأمر مجددا ووجدوا أن كلفة بناء سجن كلفة باهظة جدا وأخيرا توصلوا لإقتراح جديد وهو :
أن يسجن المجرم في سجن قريب من مطبخ الملك ويعين عليه حارسا ويصرف له راتبا شهريا .
وفعلا سجن المجرم بعد أن حكم عليه بالمؤبد وتجريمه لفعلته ومضت عليه الأيام والشهور حتى بلغ عاما كاملا وبعد العام تقدم الوزراء للملك بالإطلاع على الموازنة السنوية فلاحظ الملك أن كلفة إطعام السجين كلفة باهظة وكذلك راتب الحارس النهاري والليلي عليه .
فأرسل بطلب الوزراء وتباحثوا في الموضوع وقرروا أن السجين ما يزال بصحة جيدة فهو الآن في سن العشرينيات من عمره ومن المحتمل بسبب التغذية الجيدة أن يعيش أيضا خمسين سنة أخرى فصعق الملك من هذه النتيجة وقرر مع وزراءه إعطاء المجرم فرصة للهرب من السجن .
وبهذا تم تسريح الحارس عليه وأبقوا باب السجن له مفتوحا ولكن المجرم قد خيب آمال الجميع لأنه لم يهرب فإنه بدأ بالذهاب لمطبخ الملك بنفسه لإعداد طعامه .
ولم تمض أيام حتى تم إتدعاء المجرم من قبل الوزراء وسألوه :
الوزراء :لماذا لم تهرب ؟
السجين :لماذا أهرب وأين أذهب لقد جرمتموني وأسقطتموني إجتماعيا بين الناس فكيف سأعيش ومن سيتعامل معي ومن سيسمح لي بالعمل عنده إن الناس تخشى التعامل معي فأنا اليوم ساقط إجتماعيا بسبب دعاياتكم عني .
وأنتم أيضا قررتم إعدامي ولم تنفذوا بي حكم الإعدام ومع هذا لم أشكو ولم أتذمر .
ثم أنكم بعد ذلك سرحتم الحارس ولم يأت أحد لي بالطعام ومع هذا تنازلت أنا شخصيا وذهبت للمطبخ بنفسي وأعددت طعامي ولم أشكو لكم ولم أتذمر .
ثم أنكم عودتموني على الكسل فأنا ألآن لا أستطيع العمل كما كنت أعمل سابقا ومع ذلك لم أشكو ولم أتذمر .
فقرروا فيما بينهم إعطاءه راتبا شهريا يعيش به وأن يقوموا بأخلاء سبيله .
وفعلا وافق ولم يشكو وأخذ راتبا شهريا وإشترى قطعة أرض في إحدى أراضي المملكة وكان كل شهر يذهب ليقبض راتبه وفي طريق عودته يقوم بالمغامرة في فرنك أو فرنكين منه ليلعب القمار وأحيانا كان يكسب وأحيانا كان يخسر وكان غيره يضحي بكل ما يملك وأحيانا يضحي بعض الناس بأشياء لا يملكونها .
بعكسه هو .
المهم لنتصور لو إرتكب هذا المذنب ذنبه في مملكة أخرى لا تتوفر بها محاكمات عادلة ويقومون بقتل المجرمين بطرق بلدية قديمة .
هذه القصة للكاتب الروسي ليو تولستوي علما أن تولستوي نقلها عن الكاتب الفرنسي الساخر : دومو باسان



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تطور الإنسان
- الشيطان مخلوق جميل
- الخوارج أول جمهورية إسلامية
- الإسلام السياسي واليهودية السياسية لا يستنبط منهما مجتمعات م ...
- عبادة الفرج
- اليهود شعب الله المظلوم
- الثقافة والإعلام في الدول العربية
- ثوري على عصر الذكور
- الثقافة والتطور
- تصحيح التاريخ العربي والعبري 2
- تصحيح التاريخ العربي والعبري1
- قلبي
- من سيحتفل بعيد العمال؟
- ثقافة الخوف
- مسيحية سقراط
- الجمل والصهيونية
- المسيح الإنسان
- العرب أمة تكفير وليست أمة تفكير
- الإسلام والمسيحية
- الإسلام والمسيحية 3


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جهاد علاونه - العقاب