أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نذير الماجد - لماذا كذب وليد جنبلاط؟















المزيد.....

لماذا كذب وليد جنبلاط؟


نذير الماجد

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 10:40
المحور: كتابات ساخرة
    


حينما يطل وليد جنبلاط على شاشات التلفزة وعندما يعقد مؤتمراته الصحفية التي طالما كانت لخلق الفتنة والقاء التهم والتحريض ضد المعارضة يحاول دائما أن يقدم صورة ملائكية عن حزبه وعن حلفائه في تيار الرابع عشر من آذار، يجعل المتابع يشعر أنه أمام زعيم ديموقراطي يكره السلاح ويمقت الرصاص والبارود! فيبدو كرجل أليف لم يشارك في حرب ولم ينجر إلى فتنة!.

أما وقد سقطت ورقة التوت عن سوءته وكشفت أكاذيبه وتلوناته، فليس له إلا اعتزال الحياة السياسية والتفرغ كاملا للتأمل على الطريقة الدرزية، لكي يتسنى له كتابة مذكراته السياسية التي ستكون بلا شك مليئة بالتشويق والأكشن!

حتى الأمس كان وليد جنبلاط ينفي وجود أسلحة بحوزة الحزب التقدمي الاشتراكي، كما كان ينفي باستمرار وجود مليشيات وتدريبهم في الخارج وتلقيهم دعما مخابراتيا من دول الاعتدال العربي، لكن هذا النفي المستمر لم يعد ينطلي على أحد

اليوم كشفت أحداث الجبل والاشتباكات العنيفة بين الحزب الاشتراكي من جهة وبين الحزب القومي الديموقراطي التابع للزعيم الدرزي طلال ارسلان وتيار التوحيد التابع للوزير السابق وئام وهاب عن زيف مزاعمه وأكاذيبه حول عدم تسلح عناصره! فإذا بهذا المسالم يتحول لقائد مليشيا وعصابة بامتياز، يتحول من رجل يدعي حرصه على احتكار الدولة لوسائل العنف إلى أمير حرب من طراز أمراء الحرب الأهلية، بدليل قوة الاشتباكات التي حدثت في الشوف وسائر منطاق الجبل.

اندلاع القتال في الجبل كما هو في طرابلس يثبت حصول قوى الموالاة بكل احزابها بما فيها تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والجماعة السلفية والقوات اللبنانية وحزب الكتائب وغيرها على عتاد أسلحة من العيار الثقيل بحيث يدحض مزاعمهم التي تدعي عدم وجود مليشيا، ولطالما كنا نسمع من قيادات هذا الفريق دعوتهم لايقاف السلاح ومطالبة حزب الله بالتحول لحزب سياسي، لكن المفجع والمضحك في آن هو أنكشاف هذه الكذبة الكبيرة بحيث أصبح السلاح ليس حكرا على حزب الله المتهم باقامة دولة داخل دولة وحسب، بل شاركته في ذلك كل الفصائل اللبنانية المعارضة والموالية للسلطة على حد سواء! فلا توجد جماعة في لبنان غير مسلحة كما اعلن بكل صراحة الوزير السابق وئام وهاب، أما جنبلاط الذي ألف المناورة والخداع فحتى الأمس لازال ينفي تسلح حزبه ومناصريه رغم دوي الرصاص وتصاعد لهب النار في الجبل .

كان رود لاسن الممثل الخاص للأمم المتحدة المسؤول عن تنفيذ القرار الدولي 1559 أعلن عن قلقه العميق عن ظاهرة تهريب السلاح إلى لبنان في كل التقارير التي رفعها إلى مجلس الامن الدولي منذ صدور القرار، وبديهي أن المدلول السياسي لهذه التصريحات ومشاعر القلق التي يبديها المسؤولون الدوليون لابد وأن يتجه لتشويه حزب الله وادانته، باعتبار أن معظم بنود القرار الدولي 1559 تتعلق باشكالية المقاومة وسلاحها، ولكن الفوضى الرهيبة التي شهدناها اليوم في التسلح بالهاون والأر بي جي وصواريخ المدفعية وغيرها ستؤدي لانطباع مختلف تماما لحوادث التهريب التي يشير إليها رود لارسن. وتعيد طرح السؤال من جديد: من هو المستفيد من عمليات تهريب السلاح!

قبل أشهر قليلة أدلى جنبلاط بتصريح ناري ملفت كما هو دأبه، فكان يهدد ويتوعد بأن المعارضة إذا تجرأت وامتدت يدها على الموالاة فإنه سيحرق الأخضر واليابس، لكن هذا الزعيم الدرزي الذي أضاع البوصلة منذ زمن وفقد السيطرة على قواه السيكولوجية ولم يعد قادرا على كبح جماح نزواته الشخصية حينما أنهزمت مليشياته وانسحبت من المناطق والبلدات التي كانت تسيطر عليها لم يعد أمامه سوى التراجع ليتبنى خطاب مسالم، كرجل سلام أين منه المهاتما غاندي او نيلسون مانديلا!

الرئيس فؤاد السنيورة هو الآخر لجأ إلى هذا الخطاب المسالم، بدا وديعا مسالما وكان بارعا في ذلك حد النبوغ! كان يمارس التضليل بزعمه أن حزب الله والمعارضة الوطنية تقوم بذبح الناس وكأن القتال من طرف واحد في حين أن أبسط متابع لا يمكن له إلا أن يلمس حقيقة كون القتال بين طرفين: المعارضة والموالاة. هذا التضليل المتعمد الذي يجيده الرئيس السنيورة ذكرني بخطاب مماثل ألقاه في بداية الأعتصام الذي أقامته المعارضة في العام 2006م، فقد خاطب السيد نصر الله معاتبا أياه على استخدام مفردات لا تستخدم عادة إلا مع العدو كالنصر والانتصار وما أشبه، إلا أن صاحبنا الوحدوي والوطني حين بلغ به الانفعال حدا جعله غير قادر على السيطرة على نفسه قال مستخدما كل اوتاره الصوتية: سننتصر، سننتصر!

في بيروت كان القتال بين حزب الله وحركة أمل من جهة وبين تيار المستقبل (المسلح) من جهة أخرى، وفي الجبل بين فصائل الدروز، وفي طرابلس بين تيار المستقبل وبين حزب البعث وغيره من فصائل المعارضة ! رغم هذا تستمر قوى الموالاة في اللجوء إلى منطق الخداع وتزوير الحقائق وفي تبني خطاب ملتوٍ مسالم بخلاف الواقع على الأرض الذي جعل كل الأحزاب السياسية منكشفة أمام حقيقةٍ واضحة هي سيطرة المليشيا على السياسة وليس العكس، حيث تبين من أحداث الأيام القليلة الماضية أن مناطق وقرى وبلدات كاملة لم يكن فيها للجيش أي وجود، بل كانت المليشيات هي التي تسيطر أمنيا عليها، وكان الفرز الجغرافي بين الفريقين قاطعا حاسما بحيث أن لبنان أصبح عمليا منذ حصول القطيعة بين الفريقيين المتخاصمين اقليم تتقاسمه كاتيونات ودويلات واقطاعيات متناحرة ولم يعد بلدا واحد منسجما، لكن أخطر ما تسعى إليه بعض الزعامات ومن ورائها بعض وسائل الاعلام العربي المنحازة هو مذهبة الصراع واعطاء الخلاف طابعا مذهبيا طائفيا في حين أن المعارضة كما الموالاة تضم ممثلين عن جميع الطوائف، الشيعة والسنة والدروز والموارنة والأرمن والارثوذكس وغيرهم..

ما جرى في لبنان من انزلاق خطير نحو التآمر والعنف أزال الغطاء عن كثير من الحقائق المغيبة، ولم يعد يجدي التمسك بخطاب نرجسي كما نجده عند الطرفين المتحاربين، ولابد من مراجعة الذات ومحاولة ايجاد صيغة مناسبة لتقاسم السلطة والمشاركة السياسية، أما عندما يتمسك كلا الفريقين بهذا الخطاب النرجسي والموغل في صنمية الذات فإن هذا القتال والاشتباك بداية غيث الله أعلم بأهواله...



#نذير_الماجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آمنوا ولا تفكروا!
- حوار الأديان في السعودية.. هل هو اكذوبة أبريل؟!
- اشكاليات الحجاب في الخطاب الديني
- السعودية:المرأة و السيارة و جدل لا ينتهي
- طبروا كلكم إلا أنا!
- الاسلاميون في البحرين و مفاتيح جنة الفقهاء!
- عاشوراء: موسم المنابر و حصاد الوجاهة!
- التحية إلى روح بينظير بوتو
- نحو رؤية جديدة للزواج
- الإسلاموية و فوبيا التجديد!
- أحاديث في الحب
- فتاة القطيف: قضية فتاة أم وطن!
- الفن ليس محظورا منذ الآن «2»
- العمامة الفاخرة و -الناصح المشفق-
- الفن ليس محظورا منذ الآن!
- عمامة برجوازية في باريس!
- ثقافة النقد و نقد الثقافة
- الممارسة الدينية بين التكليف و التجربة
- --تأملات حول التشيع السلفي-
- المرأة الاكثر تأثرا من الاستبداد في السعودية


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نذير الماجد - لماذا كذب وليد جنبلاط؟