أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - -حزب الله- ذابَ الثلجُ وبانَ المرج














المزيد.....

-حزب الله- ذابَ الثلجُ وبانَ المرج


وهيب أيوب

الحوار المتمدن-العدد: 2281 - 2008 / 5 / 14 - 06:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تلك هي النتائج الحتمية لكل الحركات والأحزاب الأصولية الإسلامية بشقيها السني والشيعي في العالم العربي، وما شككتُ لحظة واحدة أن "حزب الله" يختلف من حيث الجوهر عن تلك الأحزاب والحركات، حتى في عزِّ حربه مع إسرائيل.
فتلك الأحزاب والجماعات تقوم على مبدأ أساسي هو العصبية، ومفهوم العصبيات سواء كانت على أسسٍ دينية طائفية أو أيديولوجية عنصرية كما النازية والفاشية، فإن النتائج تكون واحدة اتجاه الآخر، الذي هو خارج تلك الدائرة، وهو إخضاعه أو إقصاؤه أو تصفيته. ولا بد لأي عصبية من أن تجد المسوّغات والحجج والمقدمات لتصفية خصومها، إما بتهم الخيانة والعمالة وإما بالكفر والخروج عن الدين.
لقد سبق أن قامت الجماعة الإسلامية في مصر بتكفير المجتمع المصري برمته، فهل من العجب أن يقوم حسن نصرالله باتهام أكثر من نصف الشعب اللبناني بالعمالة والخيانة؟!
أول ما فعله "حزب الله" في اجتياحه لبيروت هو مهاجمة مقرات وسائل إعلام خصومه، (الذين باتوا الآن بمثابة الأعداء) وحرقها وإغلاقها. باختصار، بات لا يطيق سماع أصواتهم ولا رؤية وجوههم، ولاحقاً سوف لن يرضى برؤيتهم سوى جثثاً ممددة.
عند امتلاك تلك العصبيات القدرة والقوة المسلّحة، فإنها لا تطيق اللعب بالسياسة والمماحكات الديمقراطية، لأنها لا تعني لها شيئاً في جوهر إيمانها وعقيدتها سوى مطيّة مؤقتة للاستيلاء على السلطة وتحقيق مشروعها الديني المذهبي الشمولي، الذي لن يرضى بأقل من خضوع مناهضيه لسلطته المقدسة.
كيف خاطب حسن نصرالله خصومه السياسيين الذي يدّعي أنه يريد مشاركتهم بحكومة وطنية في مؤتمره الصحافي عشية استباحته العاصمة بيروت؟ قال لهم: لو كنت أنوي تنفيذ انقلاب لوجدتم أنفسكم عند الصباح في السجون أو حتى مرميين في البحر، لقد نطق وأوحى بحقيقة ما قد يفعله مستقبلاً فيما لو لم يرضخوا لإرادته. فما لم يستطع "حزب الله" تحقيقه بالوسائل السياسية فهو ذاهب لتحقيقه بالوسائل العسكرية.
يجري كل ذلك تحت يافطة "المقاومة" وسلاح المقاومة المقدس!
خلف ذات اليافطة، قامت حركة "المقاومة الإسلامية /حماس" بسحل مناهضيها من حركة فتح والتنكيل بهم في طول شوارع غزة وعرضها، وإطلاق النار عليهم بمشهدٍ همجي بشع لا يقل عن همجية وبشاعة المحتل الإسرائيلي، وإلقاء آخرين من الطوابق العليا ليلقوا جثثاً هامدة دون أية رحمة.
لا يمكن للأحزاب والحركات ذات الإيمان والفكر المطلقين أن يقبلوا بمبدأ الاختلاف والتنوّع إلا على مضض، إلى أن تحين الفرصة للانقضاض، وهي أيضاً لن ترحم مخالفيها أو المعترضين على سلوكها من عناصرها المنضوين في دائرتها، ولا تقبل العصبية إلا بالطاعة والخضوع. إنه في النهاية هدرٌ لكرامة الإنسان وحريته وكيانه، وتحويله لمجرد أداة تُستخدم بالطريقة التي يرتأيها الزعيم المُقدّس.
لطالما كرّر حسن نصرالله شعار "هيهات مِنا الذِلَة" بطريقة استعراضية، لشحن جماعته وأنصاره لمزيد من التشدد والتعصّب اتجاه الآخر. وفي تناقضٍ واضح بين الشعور بالكرامة والاستعلاء اتجاه الآخر وبين شعور "الذلّة" اتجاه الزعيم المقدس! ففي مقابلة مع نائب "حزب الله" علي عمار بُعيد انتهاء حرب تموز، سأله مراسل الـ "نيو تي في" ماذا ستقول للسيد حسن نصرالله حين تلتقيه؟ أجاب بخشوع: "أتمنى أن أُقبِّل حذاء هذا الرجل"؟!
لا أرى مهانة وذلّة وهدراً لكرامة الإنسان أكثر مما قاله علي عمار لزعيمه حسن نصرالله؟!
أخطر ما في نتائج تلك المغامرة الأخيرة لـ "حزب الله"، هو إطلاق الغول الطائفي والمذهبي من قمقمه بوجهه المرعب، وكأنه ينبّه باقي الطوائف والمذاهب في لبنان والمنطقة، بأن تسلّحوا وتهيئوا.
لا يقتصر هذا النهج والسلوك على الأحزاب الأصولية الدينية فحسب، وإنما يتقاطع في نتائجه من حيث هدر كرامة الإنسان وإلغائه ككيان مع الأحزاب والأنظمة الشمولية الاستبدادية على النحو الذي أسهبه الدكتور مصطفى حجازي في كتابه الأخير "الإنسان المهدور"، بعد كتابه الشهير "الإنسان المقهور".
إذاً، إيلامَ ستفضي الأحزاب والحركات الطائفية والمذهبية، والأنظمة الشمولية الديكتاتورية في المنطقة والعالم العربي...؟ إلى شيئين لا ثالث لهما، إما حروب طائفية مذهبية طاحنة رهيبة، وإما تفتيت الأوطان إلى دويلات طائفية متنازعة ومتناحرة.
وعلى الرغم من ادعائهم جميعاً مناهضة وممانعة ومقاومة أميركا وإسرائيل، إلا أنهم في حقيقة الأمر يقدّمون لهما خدمة صافية لتحقيق أهدافهما.
لا خروج من هذا النفق المظلم المُهلك سوى بأمر منطقي واحد، النضال في سبيل دولة المواطنة الحقيقية... دولة القانون والمؤسسات وفصل الدين عن الدولة، والخروج من دولة المحاصصات الطائفية كما هي حال لبنان، وإلا فالمستقبل مُشرّع على الأدهى والأسوأ.
فكم من مرّة كرّر حسن نصرالله أنه لن يستخدم سلاحه في الداخل، وها هو اليوم ينكث بوعوده وعهوده ويسوق الحجج والمبررات لاستخدام السلاح... لقد سقط القناع، وذاب الثلج وبان المرج.

وهيب أيوب
الجولان المحتل-مجدل شمس
[email protected]



#وهيب_أيوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من نيسان كالسابع عشر منه
- لماذا سقط العرب ونهض الغرب؟! -2-
- لماذا سقط العرب ونهض الغرب؟! -1-
- اضبطوا ساعاتكم... حسب التوقيت الإيراني
- نصوصٌ غادرة وعقولٌ ماكرة
- مثقفون ولكن...؟!
- بين السجون...وسوق التنابِل
- عيون ابن رشد
- مجتمع الاستبداد
- عن الوطنيةِ والخيانة
- الإسلام... بين عصر الفضاء وعصر الحجاب
- أسئلة ساذجة لِسُحُبٍ سوداء
- سميح القاسم في الجولان


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - وهيب أيوب - -حزب الله- ذابَ الثلجُ وبانَ المرج