أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - الخبز السياحي.. رشاقة للنايم والصاحي..!














المزيد.....

الخبز السياحي.. رشاقة للنايم والصاحي..!


فاضل الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 2275 - 2008 / 5 / 8 - 10:15
المحور: كتابات ساخرة
    


هناك إحصائيات تقول أن الانكليز يكونون قلقين 27 يوماً في السنة..!
الانكليز ـ وهم في المرتبة الأولى في العالم ـ قلقون على: صحتهم الشخصية.. دخولهم ومصاريفهم.. الأمن(ليس المخابرات).. تأمين متطلبات أفضل للحياة.. الإرهاب.. مستقبل الأطفال.. الخدمات الصحية الاجتماعية.. حمل السلاح.. الانحباس الحراري وحماية البيئة....الخ. قد يكون الدكاترة السوريين الذين درسوا في لندن يعرفون ذلك بالتفصيل!!..

السوريون ـ وهم في المرتبة الأولى في العالم ـ قلقون على: سعر المازوت والبنزين.. المصاريف والدخل.. الاعتقال على الشبهة والنية.. عمل الوزارات والتصريحات.. الخبز السياحي والخبز المدعوم رملياً....الخ.
الانكليزي يمضي من حياته 5 سنوات في القلق(في رحلاته وزياراته ببلاد مثل سوريا).. والسوري يمضي من حياته خمس سنوات بدون قلق(في الطفولة)..
الزيارة إلى سوريا قد لا تحقق منفعة مباشرة, لكنها تذّكر العالم وبدون ثمن أنه مازال هناك سوريون لم يغادروها, لكن المحاولات مازالت جارية من أجل ذلك!..

قبل أكثر من 110 سنوات تمّ بناء مترو لندن وهو الأول في العالم, وحتى في ذلك الزمن لم يصطدم مترو لندن مع مستوى الحياة في انكلترا, فيا ترى قد يكون سبب عدم بناء مترو في دمشق أو حلب ـ أو حتى في القرداحة ـ قد يكون الخوف من اصطدامه بمستوى المعيشة في ظروف الممانعة؟!..

يعرف العالم فنادق سياحية وباصات سياحية ورحلات سياحية ووفود سياحية.. ويعرف العالم مدناً سياحية وجيوشاً سياحية(رحلة الثلاثين عاماً من الردع, الخالي من النتع في لبنان).. ويعرف البعض جبهات سياحية ـ ليس المقصود الجبهة الوطنية التقدمية ولا الجولان ـ ويعرف السوري انتحارات سياحية ووزارات سياحية.. ورؤوس سياحية...
يعرف العالم عشرات الأنواع من الخبز ـ الأبيض والأسمر والأسود و...الخ.ـ والتفاح والبصل والفجل والفول.. لكن كلها تبقى أنواعاً وليست درجات ومراتب, ليست نجوماً وكواكب.., وحتى مجرة درب التبانة ما عادت تذكّر إلاّ بالبيدر والقمح والخبز, وقد تكون هي السبب الذي يربط بين الخبز والنجوم في سوريا...
سوريا البلد الوحيد في العالم الذي يملك هذه العبقرية الخبزية السياحية.. الخبز في سوريا مقسمٌ إلى درجات ونجوم وكواكب, وأفضلها هو الخبز السياحي ذو النجوم الخمسة.. وهو خبز خالي من الرمل والشوائب(أقل من 7 %).
وظهر أخيراً وبعد طول انتظار المازوت السياحي وهو خالي من الماء تماماً, ويقوم الفريق الفني بإجراء الفحوصات المخبرية على البنزين بهدف رفع درجته حتى الـ 5 نجوم.. وقامت احتجاجات الرمل والاسمنت والخشب.. وبعد مظاهرات من الكوسا والخيار والبندورة وأخواتها, تقرر رفع نجومها حتى تصبح بعد الزيادة الأخيرة للرواتب ـ خضراوات سياحية أسوة بالخبز..
وبقيت الجزرة عصية شامخة ثابتة على العهد, منذ أن جلبها السيد كيسينجر في النصف الأول من سبعينيات القرن الماضي وذلك في إحدى جولاته السياحية!.. ويؤكد خبراء السياحة أن الجزر التركي قد يكون أكثر لذة ومنفعة...

وتقول بعض الشائعات أنه في سوريا يستخدمون تعبير "مدعوم" وهو مقياس النجوم السياحية للشخص أو السلعة..
وبكل عنطزة وعنجهية ومنفخة يقول الخبز السياحي وبأعلى صوته أنه غير مدعوم, ويفتخر بأنه غير مدعوم ويعيش حراً خارج السجون.. وظهرت الغيرة والحسد عند الكثير من الأغذية والتي ستصبح حرة في سورية الثورة..

وقامت دولة أبو محمود بتطوير مقولة المسيح والتي تقول"ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان" لتصبح ليس بالخبز يحيا الإنسان.. ورغم ذلك من أراد ـ وهو حرٌ في قراره ـ يستطيع الحصول على الخبز السياحي الخالي من الرمل..
وكما هو معروف أن ثمن ربطة الخبز السياحي 40 ل.س., بينما الخبز الأسمر المكتوب على كيسه النايلون خبز تنور وتتكون الربطة الواحدة من خمسة أرغفة أو ربما تتبخر لتصبح أربعة أرغفة وهو أسلوب للرجيم وتخفيف الوزن..
والخبز العادي والذي يحوي على الأقل 70 % من الطحين وشوية شوائب وملعقتين رمل نظيف من شاطئ سياحي يباع بـ 20 ل.س. والحقيقة أن إضافات الرمل وغيره من مقويات ومحسنات الرغيف تساعد على طحن الطعام في المعدة أي تساعد على الهضم ـ مثل بعض الطيور التي تأكل حصى صغيرة ـ,
وفي دول كثيرة من العالم يكتبون على غلاف كل سلعة مجموع محتوياتها وعناصر مكوناتها بالتفصيل, وطلب المساعد أبو محمود أن يكتبوا على الخبز مكوناته الرئيسية ويمنع منعاً باتاً استخدام رمل بدون تنظيفه, كما يمنع استخدام رمل ساحل القرداحة حرصاً على السياحة!

وبعد ارتفاع سعر الطحين حتى صار سياحي, استدعى الأمن حلونجي(صانع حلويات) بعد أن تكلم كلاماً سياحياً, وفي قاعة الانتظار سمع صراخاً من إحدى غرف التحقيق, ثم سأل: مين عا بيصرخ وليش؟. وجاوبه الحارس بكل ودٍ ومحبة قائلاً: عندنا كل واحد لازم يوّقع على تعهد(على ورقة), واللي بيتردد منحاول بكل ودّ ومحبة حثّه على التوقيع, والآن فيه نجار ـ يعمل بخشب البناء السياحي ـ بالتحقيق ويقوم الرفاق بضرب مسامير في ط...زو!
يعود الحلونجي ويسأل: معناها راح يقوموا يلحسوا ط...زي ـ على أساس كل واحد ومصلحته ـ, فيرد الحارس: لا عيني.. إنت راح يخفقوا بيضاتك ويحضروهم للحلويات!!



#فاضل_الخطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد-لايت- للعاطلين عن العمل!
- حماة ترد الجميل.. ودرعا تنافس بنعجة...!
- الأسد. عاش, ويعيش, وحا يعيش على طول..!
- الجمعة العظيمة...!
- طبيعة صامتة..!
- نوبل للسلام وهرمون للنيام!...
- اتحاد -الحاملات- في سورية -الوالدات- في أمريكا!
- سرّ فشل اليسار, هل يبقى سراً؟
- معلّقاتٌ وعقولٌ عالقةٌ على جدران غزة ودمشق!
- فاكهة الشتاء!
- دمعة ومأساة وشقاء وقرف ... دمشق الشام في عهد الخلف
- الشيخ الجليل -بابا نويل- ...!
- أبداً أنتم الوطن!
- ناقصات عقل, ودين, وعُمر!
- الباربي السورية-Barbie Baby-!
- الصديق - الحوار المتمدن- عقبال 100 سنة!
- الرسالة قبل الأخيرة!
- من أمّ ثرثار إلى الرئيس بشار!
- من درزي بلا عقل إلى شيخ كلّه عقل!
- نظّفوا الزجاج قبل كسره!


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاضل الخطيب - الخبز السياحي.. رشاقة للنايم والصاحي..!