أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن لطيف علي - من يصنع الدكتاتور ؟ .. في خصوصيات الواقع الصعب














المزيد.....

من يصنع الدكتاتور ؟ .. في خصوصيات الواقع الصعب


مازن لطيف علي

الحوار المتمدن-العدد: 2273 - 2008 / 5 / 6 - 10:58
المحور: المجتمع المدني
    


يواصل الباحث العراقي سلام عبود نقده الثقافي الدؤوب لكثير من الاحداث التي يراها تستدعي الكتابة فبعد صدور كتابه الذائع الصيت “ ثقافة العنف في العراق “ الذي صدر نهاية التسعينيات وقد احدث جدلاً واسعاً في الوسط الثقافي العراقي بين مؤيد ومعارض ، صدر له حديثاً كتابه الجديد “من يصنع الدكتاتور_صدام نموذجاً” عن دار الجمل _المانيا ، يرى الباحث سلام عبود ان مراجعة تجربة البعث ، وإعادة الجدل حول التجربة هو القضية الأساسية في الكتاب ، والنقد الموجه لتجربة البعث هو مقدمة لإثارة جدل علمي، عميق, ثقافي الأبعاد، وليس مجرد جدل سياسي المرامي .

يقول المؤلف في المقدمة" يضم هذا الكتاب أفكارا عن موضوع محدد: الديكتاتور ونظام العنف. هذه الأفكار كتبت في أوقات مختلفة, بعضها حديث جدا وبعضها الآخر يعود الى ما قبل سقوط النظام الديكتاتوري. حينما قمت بجمع مادة الكتاب وإعادة النظر فيها مجتمعة, أحسست بأمر غريب, خلاصته أنني لم أستطع التمييز بيسر بين الأفكار التي كتبتها قبل السقوط وبعده. لذلك قمت بتعديل بعض الصيغ الزمنية لكي لا يساء فهم النصوص. بيد أن هذه الملاحظة جعلتني أفكر في أمر أبعد من حدود التأليف: لماذا نشأ هذا الإحساس عندي؟ الجواب الذي توصلت اليه يقول إن تناقضا كبيرا, ظاهريا أو حقيقيا, يسود الحياة التي تتناولها النصوص, تناقضا يخلط الحاضر بالماضي, الشانق بالمشنوق والمحتل بالمحرر. ووجدت أن هذا التناقض يبرز على النحو التالي: على الرغم من الزلزال الكبير الذي نجم عن سقوط الديكتاتورية وسيادة مرحلة العنف المطلق فيما بعد لم تتقدم عجلة الواقع الى الأمام. فالأحداث الجسيمة التي صارت موضع جذب لأسماع وأنظار العالم كله لم تغيّر, جوهريا, مبادئ وقوانين تسيير الحياة. فلم يزل العنف المقرون بالاستهانة بكرامة الإنسان وبالحياة الاجتماعية هو المسيّر الأساسي لمنطق الواقع, وهو القائد الأوحد, على الرغم من تنوع وتشعب مظاهره. إن السبب الحقيقي الذي يكمن وراء ذلك هو أن العقل الذي أعقب صدام لم يرتق الى مستوى مرحلة ما بعد السقوط سياسيا واجتماعيا وثقافيا, ولم يكن مؤهلا تأهيلا كافيا لتلك المهمة الخطيرة. لوحة الواقع قاتمة الملامح: غياب المشروع الوطني لدى بعض القوى, غياب أو تغييب المشروع الديمقراطي والتيار الوطني الديموقراطي الاجتماعي الحر, واعتماد جعات معينة على القوى الأجنبية إقليميا ودوليا, والاعتماد على الأشكال الأكثر تخلفا وبدائيّة في إدارة المجتمع والأزمات( التحاصص, الميليشيات, القبائل, الفساد المادي والأخلاقي), وغياب جدول عمل وأهداف معللة علميا, تنبع من خصوصيات الواقع الوطني, وتضع الإنسان العراقي في مركز اهتمامها الرئيسي. لقد سادت, قبل وبعد الاحتلال والسقوط, نظرية "أسوأ الاحتمالات". وهي نظرية اشكالية المحتوى, متخلفة الأسباب, . اعتاد هذا العقل أن ينظر الى الواقع من خلال مقارنات دونيّة بين شر وشر, بين قاتل وقاتل, بين محتل ومحتل, بين لص ولص: الى آخر هذه القائمة اللانهائية من المقارنات البليدة. فالشر والتخلف والعنف هي المعيار والمقياس, لا الخير والأمان والاستقلال والرفاه والسلام.هذا التناقض يخفي تحته سلسلة واسعة من التناقضات الاجتماعية والسياسية, لا سبيل الى فهمها من دون فهم ظاهرة الديكتاتورية على حقيقتها. إن كشف باطن الديكتاتورية ومحتواها الداخلي مهمة وغاية أساسية من غايات هذا الكتاب, هدفها فتح باب العقل وتحريره وإبعاده عن معايير الشر ومنطقه وشروطه القاتلة, وحثّ التفكير على الوصول الى لحظة تنوير مرتقبة تربط حاجات الإنسان الجوهرية بأفق الخير والعدل والحب والجمال والسلام". ويرى سلام عبود ان : إن مشروع العنف البعثي ومشروع العنف الأجنبي وجهان لعملة واحدة, فهما يشتركان في جوانب جوهرية, رغم تعارضهما الظاهر.وقد آن الأوان أيضا لمن سايروا حقبة صناعة الديكتاتورية, ممن لم يرتكبوا جرائم إنسانية أو مهنية, أن يقدموا لشعبهم وجها صادقا, جريئا, ناقدا لآثام الحقبة الديكتاتورية وجرائمها, لكي يتمكن الشعب من قبولهم بثقة كأعضاء في جماعته الكبيرة, ولكي يتمكن من إعادة تطبيع الحياة على أسس وطنية, وبناء المستقبل..ويرى الباحث سلام عبود انه لا يمكن للمجتمع أن يبني مشروعه الحضاري من دون الاجابة عنها إجابة واضحة وحاسمة. بيد أن الاجابة عنها تتطلب جدلا عنيفا. فما زالت هذه الأسئلة مغروسة في حياتنا لا كأسئلة نظرية، بل هي موجودة كبنى ومؤسسات فكرية وتنظيمية وإدارية، تفعل فعلها في مجرى النشاط اليومي، وتؤثر تأثيرا سلبيا في مجرى الجدل السياسي والاجتماعي. ويزيد من حدة تأثيرها اضطراب الواقع الاجتماعي العربي وهشاشته.



#مازن_لطيف_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العراقي بين الحرية والانفلات
- إنقذوا زهير أحمد القيسي
- الروائي محمود سعيد: المؤسسات الدستورية هي من تتيح ازدهار الث ...
- المخرج العراقي جميل النفس: بعد فيلم (ابو غريب) سأوثّق جريمة ...
- مؤسسة الحوار المتمدن تصدر كتابها الرابع في العراق.. واقع الم ...
- الشاعر عبد الكريم هداد: المتغيرات الجديدة في العراق لن ينجح ...
- القارئ بين الكتاب المطبوع والإلكتروني
- راسم الجميلي.. ذكريات وانطباعات من شارع المتنبي
- بوابة التكوين الذاتي
- الهامشيون وثقافة الحرية
- اقليم كردستان وقانون النفط والغاز
- عرس الماي
- فاتن نور: الهوية الإنسانية هاجسي الأهم،اريدها ان تتصدر إنتما ...
- الحوار المتمدن في العراق
- المرأة في شعر الرصافي
- صدور الكتاب الثالث للحوار المتمدن في العراق -اربع سنوات من ا ...
- دور الحزب الشيوعي العراقي والشيوعيين والقوى الديمقراطية في ا ...
- اهمية موقع الحوار الحوار المتمدن واسهاماته وكتابه الشهري في ...
- هادي العلوي .. حلاج القرن العشرين
- نصير الجادرجي : الديمقراطية لم تمارس في العراق في أي يوم من ...


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مازن لطيف علي - من يصنع الدكتاتور ؟ .. في خصوصيات الواقع الصعب