أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مجدي جورج - إضراب 4مايو : بين ذعر النظام وفتوى يوسف البدرى وانتهازية الأخوان















المزيد.....

إضراب 4مايو : بين ذعر النظام وفتوى يوسف البدرى وانتهازية الأخوان


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2269 - 2008 / 5 / 2 - 11:57
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


معظم القوانين والتشريعات في معظم دول العالم أعطت للمواطن الحق في الإضراب بضوابط وشروط معينة أملا في تحسين أوضاعه المعيشية أو درا لخطر معين يحاول تجنبه أو محاولة لإيصال رسالة معينة لأولى الأمر ولكن في مصرنا العزيزة الأمر مختلف تماما فنظامنا ترتعد فرائصه من هذه الكلمة وكلنا شاهدنا كيف تصرف النظام في إضراب 6 ابريل الماضي فالحكومة لم تلجأ فقط إلى صحفها القومية وإعلامها الذي تملكه لمهاجمة هذا الإضراب وتخويف الناس منه بل وتهديد وزارة الداخلية لكل من يشارك فيه بالعقاب بل لجأت أيضا إلى حشد الحشود وتجييش الجيوش وملئ العربات بالجنود في مدينة المحلة الكبرى وكأنها في حالة حرب مع المضربين .
ولان كل وسائل الترهيب تلك لم تمنع الناس من المشاركة وبفعالية في إضراب ابريل الماضي الذي نجح في تحقيق الكثير من أهدافه فان النظام أدرك إن وسائل الترهيب ليست كافية خصوصا بعد إن لم يتبقى الكثير للمواطن كي يخسره في زمن عز فيه الحصول حتى على رغيف العيش لذا وجدنا إن النظام لجأ هذه المرة في محاولة منه لإجهاض الإضراب القادم إلى بعض وسائل الترغيب ( مع عدم الاستغناء عن وسائل الترهيب المعتادة كتهديد موظفي الحكومة والعمال بالعقاب إن تغيبوا عن عملهم في 4 مايو القادم) كرفع العلاوة الاجتماعية لهذه السنة التي تمنح للموظفين والعمال إلى 30% ولجا أيضا إلى منع تصدير الأرز والاسمنت للفترة القادمة أملا في انخفاض سعرهما .
ورغم اعترافنا أن هذه الإجراءات لاغبار عليها وهى مطلوبة ولكنها ليست كافية فمحدودي الدخل ليسوا هم الموظفين والعمال فقط بل هناك شرائح كثيرة وكثيرة جدا في المجتمع لا تملك قوت يومها منهم الفلاحين الأجراء وصغار الملاك الذين تقل ملكيتهم عن فدان واحد والعمال الموسميين وكم رهيب من الخريجين الذين لم يجدوا وظائف بعد مع عدم وجود اى إعانات للبطالة كل هؤلاء وغيرهم لابد من التفكير في الحلول المناسبة لأوضاعهم المزرية لذا يجب إلا يكون هدف الإضراب القادم المطالبة بخفض الأسعار فقط أو بتحسين مستوى المعيشة فقط بل المطالبة بتغيير جذري في السياسات المتبعة فقد أصبحت أحلامنا الآن تتمثل في تحقيق العدالة الاجتماعية وعدالة توزيع الدخل والقضاء على الاحتكار والقضاء على سيطرة رأس المال ورجال الإعمال على السلطة وإيقاف الهجمة الشرسة التي تستهدف بيع كل ثروات الوطن من بنوك وشركات بابخس الأسعار .
في أمر الإضراب هذا وكأن الشعب المصري لايكفيه نعيق مجموعة من الصحفيين أصبحوا أبواق للنظام وكتبوا الكثير محذرين من هذا الإضراب فخرج علينا الشيخ يوسف البدرى منضم لهذه الجوقة من الصحفيين ومحذرا أيضا من الإضراب ومن المشاركة فيه وأفتى قائلا "أن من يشارك في الإضراب فانه يرتكب كبيرة من الكبائر" وأضاف لا فض فوه: "انه لا يجوز المطالبة بتنحي الرئيس وقال: انه طالب الرئيس مبارك بانتهاج ما فعله الخليفة عثمان بن عفان عندما طلب منه وفد من
أهل مصر بقيادة محمد بن أبي بكر الصديق التنحي عن الحكم، فقال لهم "والله لا انزع
قميصا سربلنيه الله تعالى" وأبى أن يتنازل، ووافقه الصحابة على قوله وساندوه.
ورغم انه على حد علمي أن منظمي الإضراب القادم لم يطالبوا بتنحي مبارك عن السلطة إلا إن التزحلف والتقرب للرئاسة بهذه الفتوى ربما تتيح للشيخ يوسف منافع لاندركها نحن أوقعه في خطأ كبير فبدل من إسداء النصح السليم نجده ينصح مبارك بعدم الاستماع لأصوات المحتجين كما فعل عثمان متناسيا أن عدم سماع عثمان بن عفان لكلام الثائرين ضده كان السبب في مقتله وكان أيضا السبب في الفتنة الكبرى التي قسمت صفوف المسلمون إلى الآن ونحن نعرف ايضا أن السبب الرئسى للثورة على الخليفة عثمان بن عفان هو إجزاله العطاء للأهل والأقارب وحرمان العامة من ذلك مما أوغر الصدور ضده وهذا هو مايفعله مبارك بل وفعل أكثر منه فهو لم يكتفي بجزل العطاء للأقارب بل أصبحت معظم مقدرات وثروات البلد في يد حفنة من رجال الإعمال الذين امتصوا دم المواطن المصري وتاجروا بآلامه طوال العشر سنوات الماضية فكيف تقول يا شيخ يوسف أن الصبر على الحاكم الظالم لمدة 50 عاما أفضل من الإضراب .
الإخوان المسلمون منذ تأسيس حركتهم في عشرينات القرن الماضي وللان وهم بلا منازع ملوك الانتهازية فقد تحالفوا مع فاروق ضد الوفد وتحالفوا مع حكومات الأقلية ضد الوفد حزب الأغلبية وتحالفوا مع الثورة في بدايتها حتى نجحوا في جعلها تصدر قرار يحظر جميع الأحزاب إلا حركتهم وعندما حاولوا السيطرة على الثورة ولم يفلحوا حاولوا اغتيال عبد الناصر ثم عادوا للتحالف مع السادات لضرب اليسار والناصريين .
الإخوان لم يخرجوا يوما متظاهرين من اجل الشعب ومطالبه ولكن معظم تظاهراتهم كانت من اجل مطالب فئوية خاصة بهم وبحركتهم فتجدهم يتظاهرون احتجاجا على اعتقال أفراد منهم أو احتجاجا على منعهم من الترشح للانتخابات فقد غرق الأخوان في ذواتهم وعبدوا حركتهم ولم يعد يهمهم إلا هذه الحركة فان تصادمت أهداف حركتهم مع أهداف الشعب فضلوا أهداف حركتهم وهذا هو ما حدث في إضراب 6 ابريل الماضي فقد أعلنوا أنهم لن يشاركوا فيه لأنهم لا يعرفون بالتحديد القوى الداعية له ولكن الحقيقة أنهم حاولوا أن يقدموا السبت للنظام أملا أن يعوضهم النظام بالأحد ويفرج عن كوادرهم المعتقلة بتهمة غسيل الأموال ولكن ظنهم خاب وصدرت أحكام قاسية ضدهم وتوقع الإخوان أن إضراب 6 ابريل سيفشل لعدم مشاركتهم فيه ولكن الإضراب نجح واستجاب النظام للكثير من مطالب المضربين وهذا ماسبب قلق للإخوان الذين أحسوا أن البساط يسحب من تحت أقدامهم وان هناك قوى ناشئة في الشارع قادرة على التأثير على الناس أفضل منهم وبدون اللعب على وتر الدين فأعلنوا أنهم سيشاركون في الإضراب القادم رغم أنهم لم يعرفوا للان أيضا من هي القوى الداعية للإضراب ولكنها الانتهازية الاخوانية المعتادة.
أرجو النجاح التام لهذا الإضراب في تحقيق أهدافه ولكن حذار من أن يتحول هذا الإضراب إلى اضطراب يحرق ويدمر فقد آن الأوان لنا كشعب مصري عريق أن نتعلم أن هناك ثقافة اسمها ثقافة الإضراب والامتناع وان هناك العديد من الوسائل السلمية الكثيرة والكفيلة بإحداث التغيير المنتظر.
مجدي جورج
Magie [email protected] .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الصعب أن تعيش قبطيا في مصر
- لكل وقاحة حد تنتهي عنده إلا وقاحة القذافى فهي بلا حدود
- لكل وقاحة حد تنتهي عنده إلا وقاحة العقيد القذافى فهي بلا حدو ...
- فرحة ما تمت أخذها الغراب وطار
- الأزمة الكينية والأزمة اللبنانية: نجاح لكوفي انان وفشل لعمرو ...
- الأزمة الكينية والازمة اللبنانية : نجاح لكوفي انان وفشل لعمر ...
- الفوضى الخلاقة والهوية الشخصية في مصر
- الفراعنة يعانقون المجد
- أنفلونزا الطيور والخنازير وأشياء أخرى
- حادثة الاعتداء على دير ابوفانا والتغطية الاعلامية له
- على من تتلو مزاميرك يا داود؟
- مأساة أسرة مرسى مطروح -المؤلفة قلوبهم وأسلمة مايكل وأخوته-
- في الذكرى الثامنة لشهدائنا في الكش
- اغتيال فرانسوا الحاج معنى الحدث ودلالاته
- هل الهدف الحفاظ على حرمة أماكن العبادة ام اغتيال صوت الأقباط ...
- الأقباط ومؤتمري المواطنة و منتدى الشرق الأوسط للحريات
- ما هكذا تورد الإبل للمياه يا دكتورة زينب
- تقرير منظمة هيومان رايتس وتش والحرية الدينية فى مصر
- قالوا للارهابى وقع نفرج عنك
- قليل من الذكاء إذا كان الحياد والحياء غير موجودان-خبر وتعليق ...


المزيد.....




- الطلاب المؤيدون للفلسطينيين يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومب ...
- لو الفلوس مش بتكمل معاك اعرف موعد زيادة المرتبات الجديدة 202 ...
- المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة ببني ملال يندد بالتجاو ...
- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزة
- سلم رواتب المتقاعدين في الجزائر بعد التعديل 2024 | كم هي زيا ...
- الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين
- “زيادة 2 مليون و400 ألف دينار”.. “وزارة المالية” تُعلن بُشرى ...
- أطباء مستشفى -شاريتيه- في برلين يعلنون الإضراب ليوم واحد احت ...
- طلبات إعانة البطالة بأميركا تتراجع في أسبوع على غير المتوقع ...


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مجدي جورج - إضراب 4مايو : بين ذعر النظام وفتوى يوسف البدرى وانتهازية الأخوان