أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال














المزيد.....

حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال


علي رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 703 - 2004 / 1 / 4 - 12:16
المحور: الادب والفن
    


فنان الذاكرة والانتماء ، فنان الوعي المبكر والحميمية الأولى ، فنان يؤسس لفضاءات لايمكن عزلها عن سياقها المكاني . فضاءات ذات منحى بصري تعمق القيم الجمالية بالتواصل في سرد جزئيات المكان ، وأرشفته بهاجس إغترابي يفرز حنينا إلى ذلك البعيد ( الوطن ) الذي لاخلاص من وشمه العالق في المخيلة (سيرة وثقافة  وموروث وقيم وعلاقات) تكثف ديمومة العمل لدى الفنان ،  وكبناء يتدفق بمخزونه البصري ، مفهرسا الذاكرة .
 لهذا كثيرا مايؤكد الفنان حسني أبو المعالي على أن معظم موضوعاته التي عالجها في أعماله الفنية مستوحاة من الحنين إلى الوطن الذي غادره منذ أكثر من عقدين من الزمن ليستوطن غربة لم تتمكن من أن تستوطنه .
حسني أبو المعالي فنان يعزف باللون  ، يستنطق شاعريته بحساسية تميل إلى إنشاء لغة لونية تتكثف جمالا كلما أوغلنا في قراءتها ، تتقصى حدود المعرفة البصرية وتنويعاتها في هندسة الأشكال ، يشتغل الفنان على المربع كإيحاء ودلالة رمزية على المكان والمتمثل بالمدينة ، فينجز أنموذجه المتخيل بإداء لوني وسيرة بصرية توظف عناصرها الجمالية مستنفرة حواس المتلقي ، ودفعه نحو قراءة متأنية لمفردة تتشكل بمعايير تشكيلية رصينة ، وبأنحياز لمدلولاتها الفنية والفكرية .
 اللون لدى حسني إيقاع منفرد بمنطوق إيحائي وبترنم يكسر حدة الأشكال بل يدرجها رهافة الفضاء ودمجها في اللا شاسع حتى يخيّل أليّ أنه من الصعوبة فصل اشكاله الهندسية عن مساحة اللون بل يوحي العمل بكونه وحدة لونية شكلية . يمثل اللون الأزرق في كثير من أعماله خلفية بنائية لفضاء متحرك بشفافية اللون وحساسيته المشعة بل يتحول اللون معه إلى مغزى قدسي ( أزرق بتعبير ديني أكثرمنه إيحاء طبيعي ) في كثير من الاحيان يفرض العمل مشهديته ودون حاجة لبلاغة قد تفقد العمل جمالياته الممنوحة بقدرات عالية .
   بالإ ضافة إلى الرسم يمتلك الفنان قدرة في التعامل مع المادة النحتية واستنطاق خرس المعدن وصلادة الحجر .
كذلك يمارس حسني أبو المعالي العزف والتلحين ، وله حضور موسيقي في بلد الإقامة
 ( المغرب ) .
على الرغم من الطابع التجريدي للفنان ، لكنه يؤكد ضرورة إلتزام الفنان بمعايير أخلاقية وإبداعية في فنه ( وجود خط فاصل بين الأصالة والزيف )  ، وأن يحترم الفنان وعي وذوق المتلقي ودوره في العملية الإبداعية كأحد أضلاع المثلث ( الفنان – اللوحة – المتلقي )  لينشد العمل غاية الكمال والرقي بالفن إلى أقصى حدود القدسية وحمايته من الدخلاء والنساخين وسارقي الفرص ، ومحاولاتهم في تسفيه الفن والخوض بحداثة بدائية وتجريد مشوه لايمت إلى الفن بصلة ولذلك يؤكد أبو المعالي :-
<< إن المتلقي هو صاحب المصلحة الحقيقية في كل ما نرسم، وقيمة اللوحة الفنية تكمن في قلبه وعينيه وليست بتوقيع الفنان، ولا بد من احترام ذوقه قبل أن نقدم له أي عمل فني، بل وإقناعه (عملياً) بكل ما نعرض له من جديد في الفن، ومن غير الإنصاف نعته بالأمي بصرياً، وقد تلقى تعليمه البصري في مدرسة الطبيعة المفعمة بالسحر والجمال منذ ولادته، وهذا لا يعني أنني منحاز للمتلقي على حساب الفنان العربي الجاد الذي يحترق إخلاصاً وجهداً لأجل تجاربه الفنية المعاصرة، وجفوة المتلقي عن كل ما يطفو على السطح من الفوضى اللافنية والتجريد العاري من الفن الذي لا يلبي حاجاته الجمالية لا يعني بالضرورة وجود (أمية بصرية) فقد كثر المتطفلون على الفن ممن لا يجيدون رسم شجرة أو عصفور والذين أخفى البعض منهم عجزه في التشكيل وراء غموض المدرسة التجريدية، وأعلنوا انتماءهم للفن والفنانين >> .
حسني أبو المعالي من مواليد 1945  كربلاء ، خريج أكاديمية الفنون الجميلة – بغداد 1972 ، درس العزف على الة العود في المعهد الوطني للموسيقى 1980-1984- المغرب ، عضو نقابة الفنانين وجمعية التشكيليين العراقيين ، عضو النقابة الحرة للموسيقيين – الرباط ، عضو جمعية المؤلفين و الملحنيين والناشرين الموسيقيين – فرنسا . شارك وأقام العديد من المعارض منها معارض شخصية ، في رواق 88 الدار البيضاء - 1983   ،  وفي  رواق بستان – الرباط – 1985/1986 ،  و على قاعة النادرة – الرباط1987/1991، ورواق متحف الوداية – 1993 ، شارك في معارض جماعية في العراق ولبنان وبولونيا والمغرب ( حيث يقيم منذ1978 ) ، صمم العديد من الاغلفة للكتب الصادرة عن الإيسيسكو ، نشر مقالات عن التشكيل والموسيقى في الصحف والمجلات العربية .



#علي_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جان دمو والصائغ حياة باسلة ... أم بسالة التزويق وتبييض السوا ...
- الحوار المتمدن ... قدسية المفردة ونصاعة البوح
- الى جان دمو في زمن الفجيعة
- أي زمن رديء هذا ...
- العهر الأخلاقي والثقافي 6
- العهر الأخلاقي والثقافي 5
- سلاما لسعدي يوسف وهو يستعير صوت العراق
- العراق الذي نريد
- العهر الأخلاقي والثقافي 4
- الليل بلاغة عمياء
- العهر الأخلاقي والثقافي 3
- هل هو طهر حقا ؟
- العهر الأخلاقي والثقافي 2
- الذي نام على عشبه - إلى الصديق حمزة الحسن وهو يترقّب حرائق أ ...
- خرق
- رفضي للحروب
- توضيح حول مقال بأسم علي رشيد
- تفاصيل الذاكرة
- عواء البنادق


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي رشيد - حسني أبو المعالي ترنم يكسر حدة الأشكال