أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - لم تفرغ الكأس..














المزيد.....

لم تفرغ الكأس..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 2266 - 2008 / 4 / 29 - 09:39
المحور: الادب والفن
    




تعالي نذهب إلى الهاوية.. تعالي نتذوق عسل الفردوس.. تعالي نغتسل بماء الحياة.. ونتطهر ببخار الروح.. لماذا نصنع أنظمة تعذب أنفسنا.. ونخشى الفكرة التي تجمعنا.. لماذا نخاف من الاتحاد ونغترّ بالانفصال والفرقة.. ونكتب على أنفسنا عذابا يتلف مشاعرنا ويستهلك طاقاتنا المتفجرة بالحبّ والرغبات الجميلة.. هل نخاف من السعادة ونسجد للألم ونخدع أنفسنا بقيم جوفاء نجامل بها مجتمعا ساديا لا يكترث لغير الجبّارين.. لماذا نترك نضارة الجسد تذبل.. ونقاوة المشاعر تتبخر وتتحول إلى دخان أسود.. أليس بالحبّ وحده يحيا الأنسان.. أليس بالحبّ وحده تتشكل الطبيعة.. ويتجلى بهاء الله.. أليس الذي جعلنا على مثاله زرع فينا هذه المحبة وقدح أوارها بالشوق والحنين ليفتح أعيننا على بدائع صنعه وبهاء تجلياته.. أحبك الآن في هذه اللحظة وفي هذا المكان.. أحبك الآن وبعد الآن حتى انقضاء الزمان.. تعالي نلتحم بالروح ونلتصق بالجسد ونتفاعل بكل ذرة من كياننا ونترك العالم يسجد عند أقدام سريرنا.. تعالي ننتصر بالحبّ على آلام لا يكف الواقع عن توريثنا إياها ومحاصرتنا بها .. تعالي لنصنع الجمال ونصنع الحبّ ونخلق الفرح ونزرع أشجار السعادة ونكتشف الحرية داخل ذواتنا.. فقد أسرتنا العبودية وتأكد عبث الغربة وسماجة القنانة وسقامة قيم لا تنتج.. أحبك الآن أكثر من أي وقت آخر.. فاحتضنيني من كل الجهات لأني أشعر بالبرد.. وذبالة روحي ترتجف في ريح الوحشة.. ضميني بين أصابعك وامنحيني أمناً.. والتفي كالقطة في أحشائي.. ولنغمضْ أعيننا عن كلّ الأشياء ونرى أنفسنا في أحضان الفردوس.. تعالي إلى الهاوية.. واسقي شفاهي من مائك يا ذاتي..

..

حزينة هي الطرقات التي تنتظر المطر.. حزين هو المطر الذي لا تتلقفه الطرقات…… حزينة هي الخطى التي لا تقودها الطرق.. حزينة هي الخطوات التي تحرقها الألفة.. أعرف أنني التقيتك قبل الآن.. وفارقتك من خوفي عليك.. لأن زبانية يصطادون نجاوى العشاق فلا ترتبكي.. لا ترتبكييييييي.. تكفي إغماضة عين كي نتوحّد في وجه العصر.. أحبّك حتى أني لا أبصر شيئاً قدامي غيرك.. بل لا أبصرك.. تتلاشين ضبابا أعمى وترتفعين سحابا ينتشر فوق الأرجاء ويمتدّ بغير نهاية.. لااااااا ترتبكي.. لا تبكي قلبي المستغرق هذه اللحظة فيك يصلي.. يصلي صلاة جميع المحرومين على أرصفة الغربة.. أرتجف كعصفور جائع في غرة تشرين.. وأسأل رئيس الكتاب عن قصتنا.. أَ وَ لو كنا نكذب أو نفسق في الأرض كان الآن ربيع.. أي ربيع يصنعه الفجّار ونحن شهداء الحق على الحق نضيع..

أحب اللحظة أن أبكي فاجمعي كفيك وغطيني يا حارسة أشور فلا يفضحني نورك.. غطيني كي أتوحّد في الذات الأخرى.. كفاك تحيطانني مثل تويج الزهرة.. مثل تويج الزهرة إذ ينغلق الآن ويبتدئ كون آخر.. يمتدّ إلى كون آخر.. ينفتح على أكوان زاهرة تتدرج فيها ألوان الطيف الشمسيّ على أطراف جدائلك.. من كان طريقاً لن يعدم نور.. من كان طريقاً لن يعدم نور.. من كان بلا أرض أو مائدة يكفيه قلب الفجر الراجف.. يا مانح جنح العصفور هبة الطيران هبني الآن أطير.. يا مانح جنح العصفور هبة الطيران قدني إلى أرض تحملني وسرير يحضنني من قلق الفلوات وقلب يلتفّ على بردي .. طالت غربة روحي وتنفس فيّ الغثيان..

ليتك كنت قريبة مني فأراك إذ تدخلين وتخرجين.. ليتني أكون قريباً منك فأسمع صوتك وهسهسات ثيابك وأنت تتحركين.. ليتك بجنبي فأسمع شخيرك وتأففاتك وتنهداتك.. ليتني أكون بينك وبين نفسك.. فأمتصّ قلقك وأتشرّب حزنك مثل قطرات الندى.. ليت لكلماتي قوة الروح.. فما أقوله يتحول إلى حقيقة وكيان قبل أن يرجع كلامي في فمي.. لما أحبك هذا الحب وأريدك هذه الارادة وأنت تبعدين هذا البعد وتتهربين من نعمة الحبّ.. لا أستطيع ان أنساك.. ولا أستطيع اجترار عذابي بك.. يا إلهي ماذا ينتظرني؟..



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسكين من لا يعرف الحبّ
- أب
- لاجئ لدبليو ه. أودن
- (أطلس الغبار).. بين قلق المحلي وإشكالية العولمة
- - ظاهرة الهجاء في الشعر المعاصر-
- قصيدة [الوعل].. دراسة صوتية – سوسيولوجية في مادة الأسى
- أيام سائطة..
- أحلام مكّيسة
- المرأة العربية.. خطوات جريئة إلى أمام (2)
- المرأة العربية.. خطوات جريئة للامام.. (1)
- ضفاف داخلية
- صورة تخطيطية في حديقة
- النون : أيّ سرّ في هلالك وهلاكك؟
- اليسار والدمقراطية.. أوزار التاريخ والجغرافيا
- قصيدة [الوعل]لوسام هاشم.. دراسة صوتية – سوسيولوجية في مادة ا ...
- استحالات عدنان الصائغ
- ن تقاتل بلا أمل/ يعني أن تقاتل الحشيش
- فراشة سوداء
- الرصافي الخالد
- لزوميات نصيف الناصري


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وديع العبيدي - لم تفرغ الكأس..