أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد كرمه - هم شرقي















المزيد.....

هم شرقي


رشيد كرمه

الحوار المتمدن-العدد: 2263 - 2008 / 4 / 26 - 10:49
المحور: الادب والفن
    


( هَــم شرقي )
رشيد كَرمــــة
على مسرح جمعية المرأة العراقية والبيت الثقافي العراقي ــ يوتبوري| السويد ـ رقصت الفنانة ( ميديا رؤوف *) ألما ًعلـــــــى مدى خمس واربعون دقيقة ضمن نص مسرحي موسوما ًبـ( دم شرقي ) كتبه (طلال نصر الدين ) والذي يقول عـــن هذا العمل :
كتبتُ تجربة حقيقية بالنسبة لـــي ولـمـن عاشها مـعي بمواجهة أسئلة حياتنا الملحة: الاختيار / الندم / من المسؤول ؟ / خيبة المضحي !!؟؟ / الملل والنحل / زحف قيم السوق على حساب الكائن البشري / المرأة بوصفها ملخص فضيحتنا العقلية والروحية / ألخ , كان او ل عرض مسرحي لهذا النص عام 1997 وما بين تلك الفترة واليوم الكثير مــــــن التفاصيل والتراجعات والهزات والكوارث التراجيدية التي حدثت و تحققت على المستويين الخاص والعام , يضاف اليها تدني القيم الآخلاقية وإضمحلال الوعي المعرفي نتيجة الحكم الشمولي والعسكرتاريا و الغلو والتعصب والإكراه التي يحثُ عليها الدين فــــي ظل العولمة الأمريكية وإختلال التوازن الدولي وتَسَيُدِ الشركات الرأسمالية على مقدرات الشعوب , ولقد خلا النص الأصلي لهذه الإدانة نتيجة غياب الحرية الفكرية فــي الشرق الذي يهدر دم بناته بهذ الطريقة البربرية ... ولــقد اخرج هـــذا العمل المسرحي الجاد والمهم آنـذاك العراقـي ( هادي المهدي) بتقنية ٍفنية ٍ دعائمها ديكور يعتمد الحداثة والدلالة و المؤثر الموسيقي المتناغم وإنارة شديدة الحساسية سريعة تلاحق وتلتحم ليس مــع حركة جسد وتعبير وجه أهم وأرأس أركان العمل المسرحي ,الممثلة , وإنما مــع فضاء الكارثة التي نشترك جميعا بفعلها , وهــذا ما تنبئنا به ( لبنى ) والــذي جسد شخصيتها الممثلة القديرة الفنانة ( ميديا رؤوف ) حين تؤشر على الجمهور : أنتَ المسؤول ..أنتِ ... أنتم ........الجميع بلا إستثناء سيتفاعل المؤثر الموسيقي والنور الساقط مـــــع قلق صبية ٍشرقيةٍعاشقةٍ , وحبيبة كسرت حاجز الخوف من اجل إقامة علاقة حب مع جيرانها رغم تحذير اختها بانها ستجلب الكارثة لهم وستلعب الأنارة فيمابعد والموسيقى معا دورا مؤثرا ومهما لزوجة ٍتحلُم بماضٍ ولى , وأم ًٌُ تصارع ُطلق الولادة دونما معين ,,ثم قاتلة ومقتولة ,,
وقد تبدو الحكاية وتيمة النص عادية ( لنا ) نحن الشرقيون فلطالما أعتدنا حد الإدمان على مشاهدة العنف في البيت والحارة والشارع وصولا الى المعتقلات والسجون وإنتهاءً بكاتم الصوت وأحواض الأسيد والمقابر الجماعية والدم المراق على مدار اربع وعشرون ساعة وقد تصل ذروة المشاهدة في ملاحقتها إيانا في احلامنا نتيجة المعايشة مع أديان تبيح قتل الكائنات البشرية رغم الإدعاء والتبجح بانها أكرمت المرأة ,, ,, وجعلت الجنة تحت أقدامها ولكنها منعت علاقتها الإجتماعية, ود , صداقة , حب , زواج مـن غير ملتها ونحلتها ودينها وأخيرأً مذهبها كما هو حاصل فــــي عراق اليوم , ناهيك عن عزلها مـــن الوجود واتهامها بنقص العقل وعورة الأشياء !! لذلك إغرقوها في غياهب الحجاب .
لقد تمرنت ( ميديا رؤوف ) على هذا العمل لدرجة انها تشعر انها تتحدث من خلال ( لبنى ) أو العكس أوكأنما هي من صنعت هذا النص , لذلك أعتقد جازما ان النجاح فــــي أداء هذا النوع مــن المليوــ دراما انما هــو نابع مــن فهم الممثل لطبيعة العمل وفحواه , فلقد أثبتت بما لايقبل مجالا للشك انها طوعت النص وفقا لقدرتها في الألقاء بلغة غير لغتها والغناء بلغتها الأصلية بإنسيابية لا تخل بالنص المسرحي وحركة دؤوبة لجسد ٍ رُوِضَ لــــجميع الأوضاع وتعبير الوجه وحركة العيون وإرتجاف الشفاه واللعثمة وصولا لهستريا الضحك ونشيج البكاء .. انه بإختصار شديد عمل محترفة مسرحية * لابد من شد الأنتباه اليها .
لقد تمكنت ( ميديا ) وبالتعاون مع الفنان والممثل و المخرج ( حيدر ابو حيدر ) من إحداث بعض الإضافات التي أسبغت على هذا العمل الفني الشئ الكثير ولا بد لي من القول ان الفنان ( حيدر ابو حيدر ) يمتلك خزينا هائلا من المعرفة المسرحية ووعيا فطريا ًوإحساسا ًعملياً ولو اتيح له التفرغ ,, ولو كفت عنه متاعب الغربة وآلامها وضغوطها ولو جنح هو الى الأستقرار لكنا قد شاهدنا الكثير من ابداعاته ,, وانا احسب انه فنان ذكي يبتكر لحظات مهمة في فترات زمنية قصيرة ,فنان لمهمات صعاب شأن حياته , ابدي إعجابي له وتحديدا في مسرحية ( دم شرقي ) إذ اضاف إقتراب الممثلة مـــــن الجمهور وأستعان بموسيقى ( ايرن باباس ** ) وأستحدث مشهد الولادة والذي بهرتني به ( ميديا رؤوف ) في البروفة النهائية وكانت دونه في العرض !!
المخرج المسرحي مؤلف ثان للنص , فما بالك فـــي رؤية أخرى لمخرج آخر وهذا ما فعله ( حيدر ابو حيدر ) فلقد تعامل مع الديكور و ( وزمكا نية ) الفعل وأوصله بطريقة وأُخرى بين القديم والحديث بين مايحدث هنا وما يحدث هناك وبصراحة اعم بين تنظير المثقف وواقعيته وبين الإلتزام والإنهزام الذي أدانته وبصقت عليه بطلة مسرحية دم شرقي أحد اهم همومنا الشرق أوسطية .
الهوامش
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* محترفة مسرحية

في اول مشوارها الفني ورطها الصديق المسرحي ( دلشاد احمد ) في دور الأم وهي في سن الرابعة عشر ربيعا ً وكم كانت متهيبة من هذا اللقاء !!!!
تقول الفنانة ميديا رؤوف :
المسرح في بلداننا يعني ان تحترق...ان تعطي كل مالديك


فنانة مسرحية كوردية مقيمة في الدانمارك
خريجة اكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد - قسم التمثيل عام 1989 شاركت في تمثيل العديد من المسرحيات: نذكر منها : ( الزيارة) - اخراج ابراهيم جيوار – ( الذي جلس وحيدا )- اخراج- هادي المهدي - ( الملك لير ، أحزان مهرج السيرك ) د: صلاح القصب- ( لمن الزهور ) – اخراج عزيز خيون – ( الحارس )- اخراج - شفيق المهدي عام1989 بغداد - وحصلت على جائزة افضل ممثلة واعدة على صعيد المسرح العراقي . ( مارا- صاد ) - إخراج شمال عمر - ( في انتظار سيامند ) - اخراج وتمثيل - ميديا رؤوف و نيكار حسيب - (سنمار والنار والحصار) - عصمان فارس – (( مكابدات رسام - دريـــــــا ) - اخراج وتمثيل ميديا رؤوف . غادرت العراق عام 1992 متوجهة إلى سوريا ، عينت عضوة في المسرح القومي السوري المسرحيات التي قدمتها في سورية (سرير دزدمونة ) - ناجي عبد الامير - (الحب الكبير) - مامون الخطيب - ( دم شرقي – الكراهية – جذور الحب )- هادي المهدي – ( تراتيل ) - علي اسماعيل آخر عمل لها كان مع المخرج التلفزيوني باسل الخطيب في مسلسل ( نداء المتوسط ) غادرت سوريا إلى الدانمارك عام 2000. أعادت عرض مسرحية دم شرقي بأسلوب مغاير في (كوبنهاكن) ومدينة (نيكوبين ف). تعمل الآن في قناة تلفزيونية في مدينة ( نيكوبين اف ).

* * ايرن باباس : ممثلة يونانية ومغنية عالمية

ملاحظات عامة : في النص الأصلي وفي سوريا ولبنان تحديدا كانت ميديا تغني : لا إنت حبيبي ولا ربينا سوا ( لفيروز ) وقد اصر الرائع حيدر ابو حيدر على الإستعانة بما هو متوفر من الغناء الكوردي ولقد أجاد بذلك وأبدعت هي .
أستعانت ميديا بأغنية التنويمة العراقية بلغتها الأصلية والتي لا تختلف كثيرا في مدلولاتها عن العربية ( دللول يالولد يبني دللول .. عدوك عليل وساكن ال......)
ـــــــــــــــــــ
ختاما آمل ان يكف جمهورنا من حركة وحديث غير مبررين اثناء عمل مسرحي جاد ولا بد من إحترام خاص لمن ينشد التغيير ويساهم فيه .
تحية لتحسين وهادي الواسطي وكريم الشريفي ولكل من ساهم في هذا العرض وأعده من عمال مسرح وإنارة ..
تحية خاصة للبيت الثقافي العراقي ولجمعية المرأة العراقية لإتاحة الفرصة لهكذا عروض مسرحية نطل من خلالها على واقعنا المزري والمعيب .
السويد 22 نيسان 2008 رشيد كَرمـــــة



#رشيد_كرمه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو المبكية
- رسالة تضامن
- فحوى الكلمات
- تحية للشيوعيات.....تحية للشيوعيين
- نباهة ملك!!!!!!!!!!!!!
- النادي العراقي
- يوم حَزُن العراق
- هناك في روالبندي .......
- صبحة ( عبد الجبار الدراجي )
- هموم الناس
- وما زال الطريق طويلا ً
- قصص فصيرة جدا ً
- قصص قصيرة جدا ً
- قصص قصيرة جداَ
- العمل الدؤوب .......
- من التراث
- كلمات قليلة في القصة القصيرة
- المشترك بين الناس
- سبب الأسباب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- الى استاذي ع. ع مع امنياتي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد كرمه - هم شرقي