أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - الاستقلال الذي يُشتهي ولا يأتي














المزيد.....

الاستقلال الذي يُشتهي ولا يأتي


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2254 - 2008 / 4 / 17 - 10:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شكلت مرحلة الاستقلال عن الاستعمار مرحلة فاصلة في تاريخ الشعوب المتأخرة /المتخلفة.حيث بدأت تسارع الخطى نحو دولة حديثة.إلا أن دولتنا السورية التي تربعت على عرشها البرجوازية التقليدية لم تستطع السير بالاستقلال نحو مستويات مجتمعية كلية. فجاء الاستقلال-هامشياً- سياسياً وليس اقتصادياً أو قومياً.وبالتالي وبمجرد الاستقلال. لم يُعمل من أجل تنفيذ الاستحقاقات.وقبل ذلك أيضاً،حيث كانت القومية بالضد من العثمانية ومن ثم بالضد من الفرنسة وبالحالتين من أجل تحقيق مصالح أعيان دمشق تحديداً. ولم تكن من أجل دولة عربية موحدة.وبالتالي الاستقلال أتى قطرياً ولم يكن له أبعاد قومية.وفلسطين كانت قد أصبحت تقريباً مستعمرة صهيونية والفلاحين الذين بذلوا الغالي والرخيص خدمة لأعيان المدن أو في الثورات كان نصيبهم بعد الاستقلال كما قبل الاستقلال.وبالتالي حزمت الطبقة التقليدية أمرها وذهبت نحو الموت حين لم تستجب للمهمات التاريخية الملقاة على عاتقها(في سورية ومصر والعراق والجزائر).
بالمقابل صعدت قوى جديدة إلى السياسة حتى قبل موت البرجوازية الكبيرة وتمثلت بصفة خاصة في البرلمان الذي غزتّه القوى القومية والشيوعية عام 1954 في الانتخابات البرلمانية في سوريا. ومع هذا الصعود على أرضية التشدد في المسألة القومية والوحدة العربية وفي استعادة فلسطين وإنصاف الفلاحين كان لا بد للتاريخ أن ينصف هؤلاء.وهو ما كان بعد لأي وتعرج امتد من 1946 إلى 1963 وتوطد حينئذ ولكنه لم يستمر كذلك إلّا إلى عام 1970 وحينها تمت عملية تصفية كل المعارضين الجادين وبناء الدولة الأمنية الشمولية.هذا الوضع ترافق معه تحوّل في الاقتصاد والتعليم والتضييق المستمر في الحريات ،بما يخدم مصالح الطبقة المسيطرة..
ولكن ومن جهة أخرى صفّيت أحلام الدولة العربية أو قضية استرجاع فلسطين .وبالتالي انتقلنا إلى الدولة القطرية كما حال السعودية ولبنان والمغرب وتونس لا أكثر ولا أقل خدمة لطبقة صاعدة ما تنفك تستفيد من أرث 1963 وتبني عليه وتمعن في تصفيته بالتدريج عبر ما يسمى باليات النهب والفساد والشراكة مع تجار المدن.
إذن، كل صخب الخمسينيات والستينيات لم يُحدث استقلال فعلي في الاقتصاد فبقي الاقتصاد متخلف وهامشي وكذلك البنية الاجتماعية.وهو ما سمح لاحقاً بالعودة التدريجية إلى الارتباط الاقتصادي بالاقتصاد العالمي والذي تسارع في بداية العقد الأخير ولم يؤخر ذلك إلّا إصلاحات 1963 والدعم السوفييتي وكذلك السعودي بعد حرب 1973 . وأخيراً وليس آخراً الشروط الأمريكية بما يحوّل النظام السوري إلى أداة مطواعة وبوظائف تحت الطلب.ونزع أية اعتبارات إقليمية كانت له سابقاً والخضوع إلى مفهوم الفوضى الخلاقة وتشكيل نظام سياسي طائفي علني وصريح ووفقاً للتوزع المذهبي في سوريا.
لا مناص من القول أنه : بتراكم السنوات،فقدنا الوطنية الشعبية حيث أصبحت محتكرة لصالح السلطة والايدولوجيا وكذلك القومية وتمت عملية الانكفاء على إصلاحات التأميم والإصلاح الزراعي والتعليم العام وما سمي الاشتراكية إلى المشاريع الصناعية والتجارية الخاصة وتراجع ملكيات الفلاحين الفقراء لصالح الأثرياء وتتم عملية خصخصة التعليم بدون توقف وكذلك بما يخص المؤسسات الصحية وغيرها.
ونستطيع القول: من الاستقلال الذي كان عزيزاً على قلوب السوريين لم يبقى إلا الاحتفال السنوي الذي تقيمه السلطة وأما في وجدان الناس فقد أصبح أمراً لا يثير أية عواطف،وإن كان يُستغل للقيام ببعض الرحل والنزهات للتمتع بالربيع والطبيعة والوصول إلى مناطق غير مسموح الوصول إليها في بقية أيام السنة.وبالتالي وبتأميم السياسة والاقتصاد والثقافة والاستقلال كذكرى ، لم يبقى للبشر إلا البحث عن الطعام والعمل والتعليم والثروة. وباعتبار الطعام يشهد قلةً لا محدودة وفقراً مدقعاً للأغلبية الشعبية والعمل نادرةٌ فرصه والتعليم من سيء إلى أسؤ وعلى كل المستويات والثروة أصبحت بحكم المؤممة ولكن ليس لصالح الدولة بل لصالح طبقة جديدة صاعدة ،وقد صعدت عن طريق الدولة،حيث الأخيرة مصدرة الثروة والطبقة الجديدة . ومن مصلحتها التعامل مع السوق العالمية والانخراط من موقع الوسيط التجاري لا غير .فإن سوريا تكاد أن تكون أصبحت بلا استقلال،لا سياسي ولا اقتصادي .وبغياب ذلك تشهد سوريا مشروعاً أصولياً وطائفياً يتغذى برؤى ليبرالية دينية وتبرير دائم من قبل بعض المثقفين السياسيين الليبراليين؛ ثأراً من سلطة شمولية ما تنفك تدير ظهرها للاستقلال وللشعب وللاستحقاقات الداخلية ووجهها للانخراط في السوق العالمية.
وإذ كان المشروع الأمريكي الصهيوني يحاول تدعيم سيطرته فإن دوام هذه السيطرة مرتبط برؤية سياسية ،تطيح بكل ما له علاقة بالدولة الوطنية التسلطية وباعتبار الأخيرة لا علاقة لها بأي سلطة شرعية شعبية فإن دولنا واستقلالنا يكون على قاب قوسين أو أدنى من السقوط.وبالتالي فشلت البرجوازية التقليدية المحافظة في الحفاظ على الاستقلال ولم تشيّده البرجوازية الصغيرة على أرض صناعية أو شعبية أو سياسية ووصلت إلى أن أصبحت كبيرة وعند ذاك وصلنا إلى فقدان الاستقلال من جديد،وهو يكاد يرى بالعين المجردة ، إن بقيت أوضاعنا على ما هي عليه.
ربما نحتفل هذا العام بذكرى استقلال ما،. ولكننا بالتأكيد لن نكون مستقلين وربما كما جرى في العراق وكما لا يزال في فلسطين وما نراه من أنظمة عربية أخرى سيكون مصيرنا. وبالتالي وبعد أن أضعنا شيئاً يشبه الاستقلال، سنضيّع بالتأكيد ذكرى الاستقلال . وعندها ستكون سوريا أمام حقيقة مؤلمة وهي العمل من اجل الاستقلال الذي يشتهي ولا يأتي.




#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التدخل الأمريكي والاستعصاء العربي
- الفقر الموحّد والأنظمة المتعدّدة
- القمة العربية عربة على طريق
- الطائفية في الكويت ،هل من حل
- واقع الكتاب العربي جزء من أزمة الواقع العربي
- في آفاق المسألة الفلسطينية
- ضرورة النقد ضرورة العقل
- في نقد المعارضة السورية: ضرورة الانسحاب لا التجميد
- لسنا أصحاب ضمير أو عقل
- ماذا يفعل بوش في المنطقة
- حوار مع الأستاذ مازن كم الماز- من أجل استنهاض جديد لقوميات ا ...
- بعض أزمات سوريا في العام 2007 وبداية 2008
- بعض من أخطاء إعلان دمشق
- حركة كفاية والاحتجاجات في مصر
- سوريا تودّع مفكرها الأهم المفكر عصام الزعيم
- في آفاق الحوار المتمدن
- دولة واحدة ديموقراطية أم دولة ديموقراطية علمانية
- المشكلة في الدولة الصهيونية
- قراءة في أفاق المسألة الفلسطينية
- من أجل دولة ديموقراطية علمانية


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار ديوب - الاستقلال الذي يُشتهي ولا يأتي