أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - الآثار المترتبة على استلاب الطفل للشاشات














المزيد.....

الآثار المترتبة على استلاب الطفل للشاشات


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 11:14
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


في عصرٍ تلاشت فيه الحدود الثقافية بين الدول عبر ثورة علمية تكنولوجية واسعة، تلعب وسائل الإعلام دوراً كبيراً في بناء شخصية الطفل وثقافته وقيمه.
ولأن ثقافة الطفل لا تنحصر في كونها وسيلة للتثقيف وحسب، بل تتعداها لمجال أوسع وأشمل للمنظومات الفكرية والاجتماعية والسلوكية، أي أنها تدخل في صلب التربية بكل أبعادها، لذا يجب تحديد ما يمكن تقديمه للطفل عبر هذه الوسائل، والتي يُعتبر الإعلام أحد أهم ركائزها لا سيما في وقتنا الراهن، حيث أن الإعلام عالم قائم بذاته، له أهدافه ورسالته ووسائله المتعددة والمعروفة، وأبرزها التلفزيون الذي يواجه اليوم منافساً قوياً هو الانترنيت، وهما معاً من أكثر الوسائل الإعلامية تأثيراً على مجتمع اليوم بشكل عام، وعلى الطفل بشكل خاص، ذلك أن الطفل أقل مناعة وحصانة ضد هذه المؤثرات.
فالطفولة من أهم مراحل الحياة الإنسانية وأكثرها تعقيداً وطولاً بين الكائنات الحية، فيها يجمع الطفل ويراكم المعلومات والمعارف التي تترك آثارها على الشخصية حتى في سن الرشد، هذا بالإضافة لتأثير المحيط الاجتماعي الآخر كالأسرة والمدرسة والأصدقاء.
غير أن التلفزيون يبقى الوسيلة الأكثر تأثيراً في شخصية الطفل، لأنه الوسيلة الأساسية في تعرفه على عالمه الخارجي إضافة لكونه وسيلة ترفيهية يشترك فيها مع الانترنيت حالياً.
ولعل أهم ما ساعد على بناء هذه العلاقة القوية بين الطفل وهذه الوسائل هو غياب الأهل وتخليهم عن دورهم الأساسي في تربية ورعاية الطفل بسبب تعقيد ظروف الحياة المعاصرة والضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية، إضافة لعمل الأم خارج البيت وازدياد مهامها الحياتية والأسرية حيث لا تجد مساعد لها داخل أسرتها، فالأب ونتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية راح يعمل فترات أطول من المعتاد، وهي- الأم – تلجأ للتلفزيون مساعداً لها في تهدئة أطفالها وقتاً أطول حتى تنجز أعمالها، أو حتى ترتاح من صخبهم في ظل توترها الدائم داخل وخارج البيت، مما حدا بالطفل ليلوذ بأضواء وموسيقى التلفزيون وخيالاته الواسعة التي تناسب مخيلته الرحبة.
لا يمكننا أن ننفي ما لهذه الوسائل الإعلامية من تأثيرات إيجابية على الطفل من حيث اتساع فضاءات المعرفة وقصر طرقها التي لا تحتاج لجهد الخروج من البيت، ولكن بذات الوقت علينا الانتباه جيداً لمخاطرها التي تعتبر أكبر بالمقارنة مع الإيجابيات، ومن أهم هذه السلبيات:
- جعل الطفل يدخل في حالة من التقمص الذاتي والوجداني لما يراه من أفلام عنف وإجرام وحتى جنس في بعض الحالات، وذلك عن طريق التخزين اللاشعوري نتيجة المشاهدة لساعات طويلة، وهذا يؤدي لنتائج سلبية على القيم الأخلاقية والمجتمعية التي يتبناها الطفل.
- دخول الطفل في عزلة عن أسرته ومحيطه الاجتماعي وهذا من شأنه أن يقلص الروابط الأسرية لديه، إضافة إلى الأضرار النفسية والصحية التي تؤثر في تكوينه البيولوجي نتيجة قلة الحركة وانعدام النشاط الجسمي من خلال اللعب الذي يعتبر ركيزة أساسية في تكوين شخصية الطفل.
- تعزيز عادة الأكل أثناء مشاهدة التلفزيون أو اللعب على الكمبيوتر، وهذا أمر سيء باعتراف الأطباء وخبراء التغذية لأنه يزيد من احتمال السمنة عند غالبية الأطفال والتي لها عواقب وخيمة على الصحة.
- السهر الطويل والذي يؤدي لعدم التركيز والشرود الذهني الذي يؤثر سلباً على التحصيل الدراسي بسبب اعتلال الصحة والخمول الذهني وتعطيل الذكاء.
- ابتعاد الكثير من البرامج التلفزيونية أو برامج الانترنيت وألعاب الكمبيوتر عن الواقع معتمدة خيال المؤلف بما قد يحمله من قيم لا تتضمن معانٍ تربوية، إضافة لاكتساب العنف والرياء والنفاق على أنهما مهارة،وهذا ما يخلخل براءة الطفل وصفة الحياء والأدب في التعامل مع الآخرين.
- رغم ما تعتمد عليه الألعاب الالكترونية من سرعة الانتباه والتفكير، إلاّ أنها تحمل مؤثرات سلبية تعتمد الوحشية والعنف واعتياد مناظر الدم والقتل، وهذا ما يؤدي لتبلد المشاعر والأحاسيس عند الطفل، وبالتالي شعوره بالاغتراب وابتعاده عن التعاطف الإنساني.
أثبتت الدراسات أن نسبة كبيرة من أطفال الوطن العربي لا سيما في المرحلة الابتدائية يقضون حوالي/1000 ساعة/ أمام التلفزيون أي ضعف ما يقضونه في الدراسة وهذا مؤشر خطير لهذه المرحلة العمرية الحساسة التي تُعتبر مرحلة الخصوبة الفكرية والتلقي وزرع العادات والسلوكيات والقيم.
إن المنع الكلي والقسري أمر مرفوض ولا معقول، لكن لا بد من التعامل بحذر وإيجاد البديل المناسب من خلال صناعة إعلامية طفلية تتناسب والقيم الاجتماعية والأخلاقية والفكرية من جهة، وأيضاً تتناسب وعمر وعقل الطفل واحتياجاته من جهة أخرى، وهنا المسؤولية مشتركة ما بين الأسرة والمدرسة وأجهزة الإعلام.
من هنا يبقى للإعلام المقروء أهمية خاصة وكبرى بسبب حريتنا في اختياره لأطفالنا لملء وقت الفراغ وتنمية المواهب والهوايات.



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّ على إيضاحات الحوار المتمدن الأخيرة.
- أمي...سنديانة الأمان...
- إلى المرأة في عيدها
- العنف الموجه للمرأة عبر الموروث القيمي والأخلاقي
- صعوبات التعلم عند الأطفال
- أدب الأطفال بين الثقافة والتربية- قراءة في كتاب -
- أهلاً .... عيد الحب؟!
- ميشيل منيّر والصين يعيدان الاعتبار إلى لين بياو
- المرأة والشرف مترادفتان متلازمتان بين سندان القانون ومطرقة ا ...
- خالد المحاميد وناكرو الجميل يهود إسرائيل
- المؤتمر الأول لأسر لاعبي الأولمبياد الخاص بدمشق
- مفهوم العيب بين الأمس... واليوم
- صديقتي عفاف الأسعد تسألني... أين دماغي..؟؟
- كشف حساب للعام الجديد
- تركي عامر...وقصيدة لأبالسة السماء
- أساليب تعديل السلوكيات السلبية عند الأبناء
- الحوار المتمدن... واحة عدالة وفكر حر
- في اليوم العالمي للمعوق.. لأن الأمل هو الحياة
- لماذا يكون همّ البنات ... للممات..!!!؟؟؟
- ما بين الأمومة... والأنوثة


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - إيمان أحمد ونوس - الآثار المترتبة على استلاب الطفل للشاشات