أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كهلان القيسي - شهادات لجنود أمريكان عن نصف عقد من الحرب – وثائق للتاريخ – الجزء الثاني















المزيد.....

شهادات لجنود أمريكان عن نصف عقد من الحرب – وثائق للتاريخ – الجزء الثاني


كهلان القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2238 - 2008 / 4 / 1 - 02:50
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ترجمة: كهلان القيسي

مايك توتن: اسمي مايك توتن خدمت في الكتيبة 101 المحمولة جوا وذهبت إلى العراق في أبريل/نيسان من عام 2003 وعدت الى الوطن في أبريل/نيسان من عام 2004. في الأشهر الستّة الأولى من خدمتي في العراق عملت كسائق للقائد العام لوحدتي، ثم التحقت بوحدة أخرى كانت مهمتها إدارة احد السجون في مدينة كربلاء، لم يكن هذا السجن لأسرى الحرب من العدو، لكنه كان لعامة الناس الذين يتم إلقاء القبض عليهم من قبل الشرطة العراقية، وكنا ندرب الشرطة العراقية على كيفية التعامل مع السجناء ، ونشرح لهم كيف نقوم بذلك في أمريكا. ولم نكن مسئولين عن الأسرى من المسلحين المعادين لنا، لكن في ليلة السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول عام 2003، قامت الشرطة العراقية بجلب ستة من المسلحين، وادعوا بأنهم من المتهمين بالقيام بإعمال مسلحة في الليلة السابقة،لذلك تم اعتبارهم سجناء حرب من الأعداء حسب لوائح قوات التحالف.
بدت أثار تعذيب فضيع على هؤلاء الرجال الستة ، وتم صفهم على طول جدار إسمنتي أياديهم مقيدة وأصابع أيدهم متشابكة ، بحيث عندما ضغط عليها تسبب ألما فضيعا، وهو شكل من أشكال السيطرة ، في الحقيقة تلقى هؤلاء الرجال تعذيبا كثيرا ، ليس من قبل الجنود الأمريكان فقط بل من قبل الجنود البلغاريين والبولنديين، ومن قبل الشرطة العراقية ومن قبلي..... بعد تقييد هؤلاء الرجال ووضع أياديهم فوق رؤوسهم ووجهوهم تجاه الجدار، أمسكت احدهم من فكه و نظرت في عينيه وضرب رأسه بالحائط و نظرت إلى عينه ثانية وقلت له لا بدّ وأنك الرجل الذي قتل المقدم Grilley.- في الليلة السابقة أي في 16 أكتوبر/تشرين الأول- تم قتل أمرمي وهو ضابط برتبة مقدم- ” وبعد ذلك سقط الرجل على الأرض ورفسته بقدمي . وكان هناك شرطي عراقي ضخم الجثة له كف بحجم كف دب ضخم قام بضرب هذا الرجل 6 مرات على جبهة من رأسه ، وكنت أنظر إليه وأنا اضحك —وقلت إن هؤلاء الرجال قد حصلوا على ما يستحقّون، بعدها لم اعرف بالضبط ما الذي حدثت لهؤلاء السجناء والرجل الستّة معهم وأين أخذوهم وما حل بهم.
إنني هنا اليوم للتحدث نيابة عن كلّ الجنود الذين لم يعودوا الى الوطن والذين لا يستطيعون التحدث عن أنفسهم، ، إن ما حدث في هذا السجن ليس حالة منفردة بل سياسة تعذيب تتم بحضور كبار الضباط من قوّات التحالف، ليس كشهود عليها وإنما كمشاركين فيها . إن جام غضبي ينصب عن سلوك الأمريكان في الخارج، وعن الخطابات المستمرة الكاذبة لرؤسائنا حول النجاح العراق وعلى المواطنين الأمريكان في هذه البلاد الغير مبالين لهذا الاحتلال. ولهذا أنا هنا اليوم، للتحدث عن تلك الأحداث التي ترتكب باسمنا وجميعنا مسئولون عنها، أنا آسف جدا على ما فعلت في العراق وأسفي لا يمحي ما فعلته ، أطلب المغفرة من الشعب العراقي ومن بلادي، وسوف لن أساهم أو أساند أي عمل من هذا النوع أبدا..
أيها الجنرال Petraeus، قد لا تتذكّرني، لكنّك قدتني مرّة. أنت لم تعد زعيم رجال، لقد استغللت قوّاتك لمكاسبك الخاصة وأصبحت رئيس مشجعين آخر لسياسة الاحتلال هذه التي ستحطّم أمريكا. أيها الجنرال لقد علقت هذا الوسام على صدري في بابل في السادس عشر أكتوبر/تشرين الأول من عام 2003، سوف لن أكون دمية لتحيق مكاسبك الشخصية ولمهنتك السياسية. وهناك أحطم هذا الوسام لأنه لا يشرفني.


لوسي جويس: اسمي لوسي جويس ، أنا أمّ العريف جيفري، أتذكر جيدا الشهر الأخير من حياته، كان يتصيد بمصباح كاشف عناكب الجمل التي تدور حول الغرفة، وعندما ذهب إلى العراق طلب مني حمل هذه العملة المعدنية معي كلّ يوم كتعويذة ليعود بسلام،لم أكن اعتقد انه كان من المفروض أن ابق احمل هذه العملة المعدنية معي.
ما كان يجب أن يموت هذا الشابّ، الذي أرسل الى الكويت في يناير/كانون الثّاني من عام 2003 للمشاركة في احتلال العراق ، الذي كان معارضا له بشدة. لقد عاد ألينا جسدا ، لكن روحه قد ماتت في مكان ما في العراق ، لم يكن ذلك الشابّ الذي غادرنا ، وفي يوم احتفالنا بعودته، كان جيفري يخفى غضبه، وشعوره بالذنب، وبدا مشوشا ومتألما ويخفي جرحا مؤلما خلف ابتسامته.
كتب جيفري في مذكراته أثناء تواجده في الكويت ، في العشرين من مارس/آذار وبحدود الساعة 10:30 مساءا سقط صاروخ سكود عراقي على قاعدتنا واحدث موجات من الاهتزاز ، عصفت بخيمتنا واحدث صوت الانفجار صم لطبلات أذني، وانطلقت صفارات الإنذار من الغاز السام ، الان منتصف الليل وسوف لن ننام هذه الليلية أعصابنا متوترة و نحن في حالة نفسية قلقة. ” ثم بدأ ولم يدون جيفري أية مدونات أخرى. بعد عدّة أشهر من عودته، اخبرنا بأنه كان يود إكمال ما بدأ يدونه ، ولم نعرف لماذا لم يكتب شيئا ربما بسبب إصابة جسدية أو عدم توفر الوقت ألازم، لقد ضننا انه كان مصاب جسديا ولم نكن نتخيل بأنّ جرحا نفسيا سيتسبب بمقتله..
الرسائل التي وصلتنا منه كانت قصير وجميلة. لكنه كتب إلى صديقته في أبريل/نيسان من عام 2003 قال بأنّه يشعر بأنه يقوم بأعمال لا أخلاقية وبأنّه يريد أن يمحو الشهر الأخير من حياته. “ هناك أشياء لا أود إخبارك و أبويّ عنها ، لأنه لا أريدكم أن تقلقوا علي . حتى إذا أخبرتك، عنها لربما تعتقدين إنني أبالغ فيها. ببساطة لا أريد أن أشارك في أية حرب أخرى ، لقد رأيت وفعلت أشياء مروّعة كافية لأن تدوم طوال عمري. وفي الأشهر ألاحقة من عودته لم نكن نتنبه الى تلك الإشارات التي تدل على ان جيفري يعاني من المشاكل.
في يوليو/تموز ذهب إلى الشاطئ مع صديقته تبين لها انه مختلف عما سبق لم يرغب في السير على الشاطئ وأخبر صديق له لاحقا انه رأى من الرمال ما يكفيه عن مشاهدتها طوال عمره. . في حفل زفاف أخته أخبر جدته قائلا , “يمكن أن تكون في غرفة مليئة بالناس، لكنّك تشعر بأنك وحيدا. ” واكتشفنا بأنّ جيفري كان يتقيّأ كلّ يوم منذ عودته واستمر على هذا الحال حتى مماته.
عشية عيد الميلاد، وعندما رجعت أخته للبيت مبكرا للاطمئنان عليه فوجدته يشرب الخمر بكثرة، خلع ورمى بالأقراص المعدنية للهويات العسكرية إليها قائلا إنني قاتل، وعرفنا انه كان من بين هذه الأقراص قرصين يخصان جنديين عراقيين ، والذي يشعر بأنه كان المسئول عن مقتلهما، وقال معالجه النفسي الذي كان يعالجه في الأسابيع الأخيرة من حياته انه كان يرتديهما ليس للتفاخر وإنما احتراما لهؤلاء الجنديين ، في فبراير/شباط. أخبرني بأنه يحلم حلما مرعبا ومتكررا وهو إن هؤلاء الجنديين العراقيين يلاحقانه من ممر الى اخر.
وقد ساءت حياة جيفري بشكل كبير وأدمن على الخمر، وفي الأيام الأخيرة طلب مني أن أضعه في حضني وأهزه كطفل، وفي احد الأيام دخلنا غرفته لنجدة قد انتحر بشنق نفسه.... يتبع

http://www.democracynow.org/



#كهلان_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادات لجنود أمريكان عن نصف عقد من الحرب – وثائق للتاريخ – ا ...
- إحصائيات الموت للقوات العسكرية الأمريكية في العراق
- أرهب ب الحرب على الإرهاب كيف قوّضت ثلاثة كلمات سحرية الروح ا ...
- تطبيع الحرب الجوية من كارينكا (الاسبانية) إلى عرب الجبور( ال ...
- الامريكان والبريطانيون يعيدون تجربة المرتزقة الالمان(Hessian ...
- سيكو- لمايكل مور- بين أمريكا والعرب الكل سيكو
- دموع من اجل العدالة،، من رجل توقع أن نحميه- روبرت فسك
- مايك ويتني: تغطية المذبحة في النجف
- بعد خمس سنوات من النفي في جزيرة نائية في أعالي البحار ، اخر ...
- الواشنطن بوست: رواج زواج المتعة في العراق
- حتى ميزانية العراق تقسم على أساس المحاصصة الطائفية- الخشية م ...
- تحذيرات من استخدام الخطة الأمريكية البديلة وهي ما تعرف بالخط ...
- السناتور الديمقراطي جوزيف بايدن: البيت الأبيض يؤجّل خسارته ف ...
- نيويورك تايمز: اختفاء مئات السجناء في الدهليز المظلمة للسجون ...
- التطورات السياسية والعسكرية المثيرة في بغداد، ربما ستسرع بال ...
- الواشنطن بوست: قتل العلماء يعتم مستقبل العراق
- عودة الحرب الجوية الأمريكية على البيوت الآمنة والصمت الحكومي
- مواطنة فلسطينية في العراق تستغيث بعد اغتصاب ابنتها: أنقذونا ...
- الذبح في الحسينيات: إرهاب جديد على العراقيين: أحكام الإعدام ...
- نيويورك تايمز: الولايات المتّحدة تحارب فدائيين ممتازو التدري ...


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - كهلان القيسي - شهادات لجنود أمريكان عن نصف عقد من الحرب – وثائق للتاريخ – الجزء الثاني