أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - حرق المراحل في البصرة ...















المزيد.....

حرق المراحل في البصرة ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2237 - 2008 / 3 / 31 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البصـرة بنزيفهـا .. بعذاباتهـا ومآساتهـا وخرابهـا والموت اليومـي لأهلهـا ... مدينتنـا التـي يقف على محراب مصيرهـا العراق بكاملـه .
مـن هـذا الذي يرتكب جريمـة اعادة قتلهـا ثـم يرقص فـوق الدم الطاهـر المسفوك ظلمـاً وهمجيـة .... ؟
انـه البعث مـرتدياً عبـاءة المذهب والعقيـدة والعواطف النبيلـة لأبنـاء الجنوب والوسط العراقي ..
واهـم جـداً مـن يعتقـد ان البعث بأمتداداتـه العروبيـة ’ العنصريـة والطائفيـة وبكـل طاقاتـه الماديـة والأعلاميـة قـد سقط فـي 09 / نيسان / 2003 واستسلـم للأمر الواقـع بكامـل اسلحته التنظيميـة والعقائديـة والسلوكيـة قبـل اتمـام عمليـة اجتثـاثـه وتطهيـر الجسد العراقي العليل بـه اصلاً مـن اثار اصاباتـه واعراضـه التـي رافقتـه علـى امتداد اكثـر مـن ( 44 ) عامـاً ’ انـه صراع مـرير شـديد الضراوة مصيـري بيـن دولـة تجهـد لاعادة بنـا هيكليتهـا وركائزهـا المؤسساتيـة والقانونيـة ’ وبيـن بقايـا نظـام يحمـل على كاهلـه جرائم وبشاعات تاريخيـة بحق الوطن والأنسان ’ ولم تمس بسـؤ اجهزتـه القمعية حسنة التنظيم والتماسك حـول تاريخها الـدموي ’ ولـديه قناعـة بأن هزيمتـه تعنـي نهـايتـه التامـة كفكـر وتنظيـم وعقيـدة وامتـدادات قـوميـة طائفيـة وتلك قنـاعـة النظـام العروبي المحيط بالعراق كوارثـاً تاريخيـة ’ فهـو يستغـل ويستعمـل كـل طاقاتـه فـي المواجهـة الراهـنـة فـي البصرة والمدن الجنوبية بشكل خاص’ انـه الآن يجنـد كياناتـه وخبرتـه ومجمل طوابيـر رذائلـه داخـل المجتمـع العراقـي ’ يلعبهـا تحت طلـب وتصـرف دول الجوار ومنهـا القـومي العروبي والمذهبـي الأيرانـي .
ان مصيـر الشعب العراقي والمصالح المستقبليـة للوطـن ’ تلك المهـددة بالكوارث الأضافيـة الـى جانب الـرأي العالم العالمي الذي اخـذ يقتنع ان العراق مصراً على التقدم وليس فـي حساباتـه اطلاقـاً العـودة الى الوراء كعكة شهيـة لمـذاق الطامعيـن ’ ومـن مصلحتهـم ان يتعاملـوا مـعـه وطنـاً امـناً مستقـراً مسالمـاً مشغولاً بأعـادة بنـاء ذاتـه منتجـاً ايجابيـاً فـي علاقاتـه الداخليـة والخارجيـة ’ تلك الأسباب الضاغطـة الى جانب التخبط والفوضـى والفشـل والطريق المسدود الذي انتهـى اليـه نهـج التحاصـص والتوافق وعبثيـة لعبـة المصالحـة السياسيـة ( الوطنيـة !!! ) ’ كـل ذلك يشكـل ضغطاً غيـر عاديـاً على الحكومة العراقية ومنهـا الوجـوه الوطنيـة الحريصة ومـن بينهـا رئيس الوزراء السيـد نـوري المالكـي ويدفـع بهـا بأتجهـا حـرق المراحـل وحسـم المـواجهـات المصيريـة مـع البعـث العروبـي وواجهـاتـه وامتداداتـه لصالـح العراق امنـاً واستقراراً واعمـاراً يـزدهـر فيـه العـدل وتترسـخ سلطة القانـون وتحتـل الثقـافة الوطنيـة مـواقـع الثقافـة البعثيـة المدمـرة داخـل المجتمـع العراقي وتحتـل الهـويـة التاريخيـة المشتركـة لمكـونات المجتمـع العراق مواقـع الشرذمـة والتمـزق والتمترس القـومي الطائفـي .
مـا يحـدث فـي البصـرة الآن ومـدن الجنوب والوسط ’ امـر كـان ينبغـي عليـه ان يحـدث ’ قـد يكون مكلفـاً وموجعـاً لكنـه سيكون مخـرجـاً لا بديل لـه مـن المـأزق العراقي فـي مـوتـه السريري ’ هنـا يجب دعـم الدولـة بقـوة بجميـع مؤسساتهـا وسلطاتهـا واجهزة امنهـا ’ وان حـق مراقبتهـا ونقدهـا والأشارة الـى عيوبهـا وهـي كثيرة جـداً ’ يجب ان يأتـي ضمـن سيـاق الأخلاص للوطـن والحـرص علـى حاضـر ومستقبـل الشعب وان لا ينحـدر الـى هـوة التسقيط غيـر المنضبـط والأساءة والأنحيـاز الـى صفوف ونوايـا الذيـن لا يتمنـون الخيـر للعـراق وشعبـه ويبذلون جهـداً جنونيـاً لعـودة العراق الـى ظلام ازمنتهـم ’ فالمـواجهـة هنـا هـي ليست بيـن الحكـومـة وبين مـن يسمـى بالجيش المهـدي بكـل همجيتـه وخروقاتـه ووحشيـة ممـارساتـه فحسـب ’ بـل انهـا فـي واقـع الحـال بيـن العراق شعب ووطـن .. عـراق يعيـد بنـاء دولتـه بمؤسسـاتهـا والسيادة الكاملـة لقوانينهـا وترسيخ العدل والحريات العامـة وتصحيـح اعـوجاج التاريـخ الذي امتـد كوارثـاً لمئآت السنين ثـم اعادة كتابتـه هـويـة وطنيـة تاريخيـة مشتركـة ’ واعادة صيـاغـة الثقافـة الوطنيـة اخـوة وتسامحـاً وسلمـاً اجتماعيـاً راسخـاً علـى اسس الألتزام بأحترام قيمـة الأنسـان ’ كذلك استعادة الثروات الوطنيـة وشـل الأيادي والأرادات المشبوهة والنفوس الخربـة التي عملت وتعمـل على اختلاسهـا وسرقتهـا وتهريبها وكذلك قطـع شرايين الأطمـاع الأقليمية والدوليـة التي استنزفت ولا زالت عافيـة الوطـن ’ واعتماد المصالـح المشتركـة والمنافـع المتبادلـة علـى اساس الأحترام وعـدم التـدخل فـي العلاقات مـع الآخريـن .
ان المواجهـة بيـن هـكذا عـراق نـريـده ’ وبين قـوى الـردة والعمالـة والتبعيـة التـي تتخـذ مـن مبـاديء التسامـح والتصالـح والحرص الوطنـي مصيـدة وهـوة للأيقـاع بحـاضـر العراق ومستقبـل الأجيـال ... قـوى ظلاميـة سافلـة تحمـل فـي دمهـا همجيـة البداوة وقسـوة الممارسـات ’ لا تريـد للعـراق ان يخـرج مـن بين انيـاب الفقـر والجهـل وخـراب الأنسان والمـدن والبيئـة مهمـا ادعت ’ انهـا اوبئـة تفسـخ وانحلال داخـل المجتمـع العراقـي ولا يمكـن للعـراق ان يشفـى ويتعافـى مـن اصاباتهـا واعراضهـا الا بأجتثاثهـا بعمليـة اقتلاع جريئـة لا رجعـة عنهـا ولا مجاملـة فيهـا ’ وازاحـة كـل القـوى المخادعـة بعيـدا عـن روح التساوم والتصالـح والتوافق فـي اقتسام المكاسب معهـا .
قـد تكون بعض القـوى المحسوبـة علـى العراق ’ ولـم تستهلك كامـل تاريخهـا المعارض لحـد الآن ’ لكنهـا تمارس لعبـة خطيـرة وتقـفـز على حبـال المرحلـة وبقـايـا ثقـة الناس واللحظـات المتبقيـة مـن غيبوبتهـا ’ انهـا هي الآخـرى تشترك مخاتلـة في لعبـة المـوت العراقي ’ وهنا يجب ان لا يطـول الصبـر عليهـا ليتجـاوز مفترق طـرق الأنتخابات القادمـة ’ فالمتـوفر مـن الديموقراطيـة مصحوبـاً بقـدر مقبول مـن الحريات العامـة وتحرير الشارع العراقي مـن سلطـة المليشيات المسعـورة ’ يمكن ان يكون كافيـاً لمعالجـة امـرهـا ووضعهـا علـى سـرير حقيقتهـا .
فـي الوقت الذي يجب فيـه دعم حكومـة السيد نوري المالكـي فـي مواجهتـه الصعبـة ونثمـن اصراره على انقاذ بصـرتنـا مـن احطار المليشيات والزمر المسلحـة غيـر القانونيـة ثـم اعادة الأمن والأستقرار وتحرير عجلـة الأعمار واستعادة هيبة القانو ن وتعميم العـدل وصيانة الحريات وكرامـة المواطن ’ نطالبهـا ايضـاً ان لا تعتمـد الأجراءات العسكريـة وخلط الأوراق وقسوة الأجراءات ’ فهنـاك داخـل التيار الصدري انـاس ينطلقون مـن مباديء جـدية وطنيـة وانسانيـة مسالمـة لا تقبـل الفوضى المؤذيـة ’ يمكن الحوار مـع تلك القوى ’ كذلك هناك الكثيـر مـن البسطـاء والسذج والمغرر بهـم مـن ضحـايا البطالـة والجهـل والعواطف الهوجـاء يمكـن الصبر عليهـم وامتصاصهـم بمعالجات الحكـة والنصيحـة وتأثيـر الرأي العام مصحوبـاً بمعالجـات فـوريـة للأسباب والدوافـع الحقيقيـة لآنحدارهـم ضحـايـا التضليل والتجهيـل والرشـوة والأستئجـار ’ لكـن هنـاك الأخطـر الذي يحتويـه التيار الصدري ’ انــه البعـث بكل مـا لـه مـن معنـى للرذائل والدسائس والأحقاد العنصريـة والطائفيـة وهمجيـة الممارسات ’ انـه هـو الذي يحـدد الآن ادوار جيش المهـدي ويلعبهـا ’ انـه استطاع ــ والأمـر سهلاً بالمقارنـة لخبرتـه ومكرهـه ودهـائـه ــ ان يقفـز ويتصـدر كـل تلك الأعمال الوحشيـة .. انـه مجرمـي عصابات الموت اليومي وزمـر الفوضـى والتنسيق مـع ادوار الأجنحـة الأخـرى لحزب البعث .. انـه سياسيون يتصدرون العمليـة السياسيـة بأكثـر مـن ( 30 ) نائبـاً برلمانيـاً او متحدث اسلامـي مذهبـي فـي مكاتب السيد الشهيـد ’ وهـم المتمنطقين في وسائل الأعلام المعاديـة ’ انهـم العناصـر المختفيـة الأخطـر فـي الأجهـزة المخابراتيـة والأستخباريتـه للنظام السابق التي اختفت دون ان يمسهـا الضـرر لتظهـر وتعود نشاطـاً محمومـاً فـي العمليـة السياسيـة وواجهـات اجتماعيـة ووجـوه مذهبيـة مـدربـة بأتقان تمتلك تجربـة غنيـة ’ وكذلك وجهـاء وحـوزات ناطقـة دمـاراً واحتيالاً وتصفيات للخيرين مـن بنات وابنـاء الوطـن ... تلك القـوى التي يجب على حكومـة السيد نوري المالكـي مواجهتنـا واجتثاثهـا دون مجاملـة او تـراجـع ’ قـد تكون العمليـة صعبـة وتحتاج الى جهـد استثنائي ’ لكنهـا اذا مـا تواصلت وشملت كـل قـوى واطراف التخريب على عمـوم العراق ’ خارج وداخـل العمليـة السياسيـة ’ وقـد تكون اطرافـاً مفتعلـة محتالـة فـي رقصـة المصالحـة الوطنيـة تتبادل الأدوار ’ لكنهـا بعمـومهـا ستشكـل الباب الذي سيخـرج منـه العـراق مـن مأزقـه المـدمـر .
على رئيس الوزراء السيـد نوري المالكـي ان لا يتهـاون ’ فالحـق ومصير الوطـن والناس فـي جانبـه والبصـرة فـي ذمتـه مثلمـا هـو العراق فـي ذمــة البصـرة
30 / 03 / 2008 ..



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البعث الذي في البصرة وليس سواه ...
- الصرخة المشتركة ...
- بعد التغيير : العراق الى اين ... ؟
- ايها المطران : اقبلك جرحاً في العراق ...
- لصوص المظلوميات ..
- لا تصالح موتنه ...
- راح القطار الما اجه ...
- السيد المالكي واللاحكومته ...
- العراق في رسالة للسيد مسعود البرزاني ...
- لا جديد في العدوان التركي ..
- عودة ....
- المستقبل العراقي : بين الجنوب وكردستان ...
- خسرتم ويبقى العراق ...
- بائع الكلية ....
- الكرد الفيلية : مجزرة بلا متهم ...
- رغم ذلك : سيبقى العراق لنا ...
- سيدي الزعيم عبد الكريم قاسم ...
- مداخلات ...
- من يصالحنا ... ؟
- معاني ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - حرق المراحل في البصرة ...