أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن حاتم المذكور - رغم ذلك : سيبقى العراق لنا ...














المزيد.....

رغم ذلك : سيبقى العراق لنا ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 2190 - 2008 / 2 / 13 - 10:36
المحور: كتابات ساخرة
    


وشــر الأهانات ما يضحـك ...
استفزنـي حقـاً ذلك البعثـي القمـيء المنسلخ مـن العـار البعثي ’ كان شامتـاً لئيمـاً .
البعثيون قادمـون ايهـا الصديق ’ انهـم يمتلكون الثروات ومـدعومين مـن اعمامهـم اصحاب الأمـوال والأعلام ومصـانع انتـاج المجاهـدين ’ وفـي جميع الحالات وبفضـل الكبار زاحفـون كمـا تـرى نحـو مضاجعكـم وانت ايهـا الوطنـي بمثاليتك ومقالاتك اجتراراً لمـزيد مـن الهـذيان الثوري وبؤسك الدائـم ... انـا هنـا فقط اريـد ان اودعك لأني عائد الى العراق لأكمال معاملة تقاعـدي’ انها المصالحة الوطنية ورجالنا هنـاك متنفـذون ’ ستفهـم الأمـر فقط عندمـا تخـرج مـن كهفك الوطنـي .
فهمت الأمر يا هـذا ’ اننـا لا زلنـا نخضـع لشروط زمانكـم ولا زلتـم تتناسلون فـي مفاصلنـا ’ ولا زال علينـا ان نـدفـع ضريبـة رداءة اخلاقكـم وساديـة عقائدكـم ووحشيـة ممارساتكـم وخبرتكـم فـي المكـر والتلون وابتكار الأدوار المدمـرة .
ضحك مستطرداً : نحـن صناعتهـم وادواتهـم وابنائهـم وتحـت طلبهـم ولا يمكـن بأي حال ان يستبدلونـا بكـم .
انفعلت وثارت اوجاعـي وارتبكت مفاهيمـي وعادت اسئلتـي تصفـع قناعاتـي ... وصحت بـه :
انكـم كلابهــم ..
نعـم .. انهـا المكاسب ايضـاً ’ ثـم ارتفعت صحكتـه الساخـرة وانصـرف .
لمـاذا يحـدث كـل ذلك الخراب الشامل لـوطن جميـل كالعراق وشعب وديـع مسالـم كريـم كالعراقيين ... ؟
كيف وجـدت كـل اتلك الحثالات والأقـذار داخـل مجتمعنـا العريق بالفضائل والقيـم الوطنيـة والأنسانيـة ... ؟
احقـاً تلك التربـة الأخلاقيـة والثقافيـة التـي نبت فيهـا وتكاثـر كـل ذلك الكم مـن الخـونـة والمغامرين والغـدارين والعلاسين والمرتزقـة ... هـي تربــة عـراقيـة ...؟
وحتـى لا اغـالـي فـي ايـذاء النفس واواصـل اجتـرار عـذابات اسئلـة يتيمـة الأجـوبـة وازرع مـزيـداً مـن الأحباطات وخيبات الأمل مـوساً في بلعـوم اوضاعي النفسية والفكرية وعناد قناعاتي ’ لأني اعلـم يقينـاً ’ بأنـي سـأنكسـر اذا مـا حاولـت الأنحنـاء ’ فضلت فـي هـذه الحالـة ان اعـود الـى الـى كهف مـوضوعيتـي لأعيـد قـراءة الجـوانب الأكثر اشراقـاً من تاريـخ العراق’ وآخـذ مثالاً مـن عشرات المثقفين الرافضين قطعـاً وتضحيـة لكـل مـا هـو غـريب ودخيـل ومفسـد للقيـم والثقافـة الوطنيتين ’ مـواكحين عنف تيـار الضغوطات الماديـة والمعنويـة ’ بعـد ان سحقـوا وتجاوزوا الأكثـر مـن عثرات الفاقـة والحـرمان ومصائـد الظروف ولــم يبقـى امامهـم الا القليل مهمـا كثـر ’ واستمـروا شموعـاً مشتعلـة فكـراً ووعيـاً وابـداعـاً ومـواقفـاً راسخـة فـي وجـدان النـاس ’ فـي احشائهـا الثمـرة المنتظـرة فـي عـراق يتقـدم مجـروحـاً ’ مثـقـفـون لا يبحثون فـي جـدار الـدولـة عـن ثقب ينفـذون منـه ارتزاقاً ’ وان وجـدوا فيكونوا عصـى لجلـد الأيادي المسيئـة لأهـل العراق ’ يتََحـدون قسـوة ظروفهـم وقـوفـاً كنخلاتنـا الباسقات وكسعفـاتهـا يكشفون شجـاعـة عـن قناعاتـهم ومـواقفـهم الوطنيـة والأنسانيـة .
مـن كهف مـوضوعيتـي المـذعورة ابعث اسئلتـي :
اسـئـل السياسـي ...ثـم اسحب سؤالـي منـه بعـد ان اصبـح ضمـن رزمـة الأسرار والمشاريـع الغامضـة وصمت النوايـا المخيفـة هنـاك حيث الحقيقـة العـراقيـة مكبلـة بالمخططـات والمطامـع الدوليـة والأقليميـة فـي سجـن المنطقـة الخضــراء .
اسـئـل المثقـف : شرط ان لا يغرقنـي بمفـردات لغتنـا الجميلـة ثـم يتركنـي ابحث عنـه فـي انشاءه الجميــل.
اسئـل المـواطن : شرط ان يـرفع عـن بصيـرتـه حجـاب التضليل والتجهيـل والغيبوبـة ويتوقف عـن فـورانـه داخـل اسـوار الطائفيـة والعنصريـة .
اسئـل الأرامل واليتاما والمعوقين والجياع والجهلـة والمرضـى وكذلك المحكوميـن بالتهجيـر والهجـرة والأنفلـة المـؤبـدة : شـرط ان يكـونوا قـد بلغـوا نهـايـة مآساتهـم وبـداءوا يخلعـون اسمـال الـذل والمهـانـة وضياعهـم المطلق وهـامشيـة وجودهـم .
اسئـل نفسـي فـي كهف موضوعيتـي التـي سئمت دورة اعادة ترتيب اوراقي وخياطـة معنوياتي ورفـع الحصـار عـن مـواقفـي : شـرط ان اخـرج منهـا حيث حـراك الـواقـع المشتعــل .
مـن هـذا الذي نحـر تـموز ثـورة وقتـل التاريـخ العـراقي انقلابـاً دمـوياً واحتلنـا بحثالات مجتمعنـا وزرع ارضنـا مقابر جماعيـة وعلـى امتداد اكثـر مـن ثلاثـة عقـود اذلنـا وفـرض علينـا استسلامـاً جعلنـا نقبلـه محـرراً ثـم عـاد دورة اذلالنـا ونتـف ريش تاريخنـا متـاحف خاويـة مفرغـة مـن حضـارة رافديهـا وجعـل مـن مستقبـل وطننـا وشعبنـا بيضــة فـي قبضتـه يستحـوذ عليهـا او يكسـرهـا متـى يشـاء ’ ومتـى يشـاء يسلـب منـا عـزة وكـرامـة شحيحـة عبـر مصالحتنـا مــع اسبـاب مـوتنــا اليـومـــي .
بعـد ان جـرد رجـل الديـن مـن دينـه والقـومـي مـن مخيلتـه واليساري العلمـاني مـن ليبراليتهمـا وانعـش فيهـم ثقافـة الألغـاء والتهميش والتنكيـل والدسائس علـى اشكالهـا وفتـح لهـم المنطقـة الخضـراء ساحـة للنطاح حتـى فقـدوا آخـر قـرنـاً وطنيـاً ثـم جمعهـم عصيـدة فـي قــدر المحاصصـة ليحتسيهـا وحــده .
مـن هـذا الذي فعـل كـل ذلك ... وسيفعـل الأكثــر ... ؟
متـى ستكـون ردود افعالنـا ايجابيـة واعيـة تمهـد لنـا الأفلات مـن قبضتـه ... ؟
هـل هنـاك مـن يجيـب ... ؟
لا اعتقــد
لكـن : قـد يعثـر العراق وتكثـر جـراح اهلـه واوجاعهـم ’ لكنـه يبقـى يتـواصـل وستزول الأزمنـة الـرديئـة وضريبـة الأنتكاسـة سيدفعهـا الأنسان العراقـي جـوعـاً وقمعـاً وابادة وتهجيـراً وحروبـاً وفتنــة ’ وستكـون النهـايـة البائسـة نصيب للأقـزام المتجبـرة ’ ويبقـى العـراق منتظـراً دائمــاً .
فهـل سيعـود ... ؟
نعــــم بالتـأكيــد ..



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي الزعيم عبد الكريم قاسم ...
- مداخلات ...
- من يصالحنا ... ؟
- معاني ...
- الكرد الفيلية : استغاثة مفتوحة ...
- دور المجتمع في اجتثاث البعث ...
- بغداد طيفج ما وصل ...
- عام 2007 روحه بلا رجعه ...
- وللأرذال وطنيتهم ايضاً ..
- الكرد الفيلية : في وفد عراقي ...
- البصره : كل عام وأنتِ بخير ...
- الوطن : لن يتصالح معهم ...
- عودة حلم ...
- ساميه عزيز : امراءة وقضية ...
- نؤيدكم وندعمكم : ولكن ... ؟
- بعد الدنيا : يتقاسمون الآخرة ...
- عقدة الخوف العراقي ...
- سولف النه ...
- الكرد الفيلية والعثمنة : من يزكي من ... ؟
- دعونا واهلنا يا اورام في الطائفة ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن حاتم المذكور - رغم ذلك : سيبقى العراق لنا ...