أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - جريمة السويس ، لقد حدث ما حذرنا منه















المزيد.....

جريمة السويس ، لقد حدث ما حذرنا منه


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 2236 - 2008 / 3 / 30 - 04:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لقد حدث اليوم ما حذرنا منه ، في حزب كل مصر ، في مقال سطرته بعنوان : لا لحصانة ديرتي وتر و المارينز في مصر ، و نشر في مواقع حزب كل مصر بتاريخ ، 05-02-2008 ، و الذي كان محوره هي تلك الحصانة التي تم إسباغها على أعضاء السلك العسكري الأمريكي بمصر ، و حتى المرتزقة الأجانب العاملين في الشركات الأمنية ، و العاملة في مجال حماية بعض الهيئات و الأفراد ، و هي الحصانة الناتجة عن تنازل آل أبو جيمي عن السيادة المصرية ، و التي إمتدت لتشمل أيضا كافة الأجانب ، حتى الخليجيين منهم ، بما أعاد مصر إلى عصر الحمايات و الإمتيازات الأجنبية ، التي ناضل أجدادنا من أجل التخلص منها .

في ذلك المقال ناشدت الشعب المصري التحرك ، للإطاحة بأسرة أبو جيمي ، حتى نقضي على ظاهرة محاباة الأجانب ، و إسباغ الحصانة عليهم ، مهما كانت جرائمهم . و أشرت إلى أن ليس من الحكمة الإنتظار حتى تحدث جريمة لكي نفيق ، و يرتفع صوتنا .

اليوم ، الثلاثاء ، 25-03-2008 ، حدث ما حذرت من حدوثه ، و أرتكبت سفينة شحن عسكرية أمريكية ، تابعة للأسطول الخامس الأمريكي ، جريمة دموية ، حين قتلت مواطن مصري في قناة السويس ، و جرحت أخرين ، و ها هي تتابع رحلتها عبر القناة ، التي حفرها الأجداد ، بالأظافر و الأيدي ، بالسخرة و الكرباج ، و بالإمتيازات التي منحت من خائن إلى أفاق ، آمنة إلى أن حصانتها تحميها من أي حساب ، و أن بمصر أسرة خائنة تحكمها .

إننا في حزب كل مصر ، لا نطالب بأي تعرض - من أي مواطن - لتلك الباخرة ، أو لأي مواطن أجنبي ، أو غير أجنبي ، و لا للتعرض لأي هيئة أجنبية ، حتى لا يفسر ذلك على إنه إرهاب ، أو تحريض على العنف ، و إنما نهيب بالشعب المصري أن يصحح الأحوال المتردية من جذورها و للأبد ، بأن يطيح بأسرة أبو جيمي ، التي تسببت في عودة الإمتيازات و الحمايات الأجنبية .

أن الطريق الوحيد ، المقبول لدينا ، في حزب كل مصر ، لتصحيح الوضع ، هو الثورة الشعبية السلمية ، التي تطيح بالخونة و الأفاقين ، الذين باعوا مصر ، و فرطوا في سيادتها ، و أفقروا أبنائها . هذا هو السبيل الوحيد المقبول لدينا ، فلسنا ممن ينخدعون بأقوال التغيير التدريجي ، و لسنا ممن يؤمنون بأن صناديق الإقتراع سوف تغير شيء ، و لسنا ممن يستعينون بالعنف ، و لسنا ممن يحرضون على التدمير و القتل .

سبيلنا سبيل واحد ، لا نحيد عنه ، سبيلنا هو الثورة الشعبية السلمية .

لا لحصانة ديرتي وتر و المارينز في مصر

لا أشك في إننا نشعر كمصريين بالتعاطف مع ضحايا التجاوزات التي تحدث بحق المدنيين العزل ، على يد الشركات الأمنية الغربية ، مثل بلاك وتر ، و غيرها ، و على يد القوات الأمريكية ، في العراق و أفغانستان ، و التي تتوارد أخبارها بين آن و آخر . و لكن ما أراه إننا ، كمصريين ، نتعامل مع تلك الأنباء ، على إنها أحداث بعيدة عنا ، لا يمكن أن تقع في بلادنا ، فأين مصر مما يحدث في العراق أو أفغانستان ؟

و هذا هو عين الخطأ ، أن نظن أنفسنا بعيدين عن مخاطر تلك التجاوزات ، فإذا كنا في مصر بعيدين عن حالة الحرب - و نحمد الله على ذلك - إلا إننا ، في حقيقة الأمر ، لسنا بعيدين عن إمكانية حدوث تلك التجاوزات ، و التي تمس بالأرواح و الممتلكات و الأعراض .

في مصر شركات أمنية أجنبية ، تتعاقد معها جهات أجنبية ، بل و شخصيات أجنبية و مصرية ، مقيمة بمصر . و تلك الشركات مصرح لها بحمل السلاح في الأراضي و المياه المصرية .

في مصر لدينا أكثر من بلاك وتر ، في مصر لدينا ديرتي وتر ، و أخواتها ، يعملن بحرية مطلقة ، و يتمتعن بنفوذ يفوق نفوذ الجهات الأمنية المصرية .

مثلما في مصر تتواجد قوات أمريكية ، سواء بحكم التسهيلات التي قدمها النظام الحاكم المصري ، الحالي و السابق ، في رأس بناس ، و غيرها من القواعد الجوية و البحرية المصرية ، أو بحكم إتفاقية عام 1979 .

و كما هو معلوم ، و بكل أسف ، فإن النظام الأسري الحكام حاليا ، قرر السماح ، مؤخراً ، لمزيد من القوات الأمريكية بالتواجد في مصر ، بما يفسح بالمزيد من فرص حدوث تلك التجاوزات .

فالتجاوزات التي ترتكبها القوات الأمريكية ، ليست وقفاً على العراق و أفغانستان ، ففي اليابان على سبيل المثال ، و هي دولة تنتمي للعالم الأول ، و يتمتع شعبها بشعور وطني جارف ، حدثت العديد من حوادث الإغتصاب ، لفتيات يابانيات ، تقيم أسرهن بالقرب من القواعد الأمريكية في اليابان ، و في رومانيا ، حيث بلد المنفى ، حدث من فترة ليست بالطويلة ، أن قام جندي مخمور ، من جنود المارينز الأمريكان ، بالتسبب في مقتل أحد الفنانيين الرومانيين المعروفين ، في حادث سير ، و في كل تلك الحوادث ، سواء التي حدثت في اليابان أو رومانيا ، تمتع المذنبين بالحصانة الأمريكية ، التي تكفلها الإتفاقات المبرمة ، و التي تلغي سيادة تلك الدول، بإلغاء حقها ، في محاكمة الجناة على أراضيها ، و وفق قوانينها ، ففي كل تلك الحوادث ، حوكم الجناة على الأراضي الأمريكية ، أمام محاكم أمريكية ، و وفق العدالة الأمريكية ، تماما كما يحدث في التعامل مع جناة جرائم العراق و أفغانستان .

إنه حال يشبه الحال الذي عاشته مصر أبان عصر الإمتيازات الأجنبية ، في عهدها الأول ، أي حتى قبل مرحلة المحاكم المختلطة .

ليس لنا بالطبع أن نلوم اليابان ، أو رومانيا ، أو الإدارة العراقية ، أو السلطة الأفغانية ، لتنازلهن عن سيادتهن ، و لكن لنا الحق ، كل الحق ، كمواطنين مصريين ، في أن نتحدث عما يخصنا ، فالأمر ليس بمثل تلك السهولة على أي مصري ، يعلم تاريخ نضال أجداده ، الطويل و الشاق ، ضد الإمتيازات و الحمايات الأجنبية ، و التي لم يوفق أجدادنا في إلغائها نهائياً إلا عام 1939 ، و لكنها للأسف عادت مع عهد السادات ، و إستفحلت في عهد مبارك الأول و الأخير ، و أصبح يتمتع بتلك الإمتيازات ، ليس فقط جيش الإحتلال الأمريكي ، و بقية القوات الأجنبية المتواجدة في نطاق الحدود المصرية ، بل وحتى شركات المرتزقة الغربية ، و حتى أصغر مواطن غربي و خليجي .

هل علينا الإنتظار حتى يحدث حادث إغتصاب لفتاة في شمال سيناء أو البحر الأحمر أو محافظة مرسى مطروح ، أو حادث سير يرتكبه جندي أمريكي مخمور ، أو إطلاق نار عشوائي ، في قلب القاهرة ، يرتكبه مهووس مرتزق ، أكان أمريكي أو أسترالي أو جنوب أفريقي أبيض ، متواجد في كوكبة حراسة أحد الشخصيات الأجنبية ، الغربية أو الخليجية ، أو أحد الشخصيات المصرية ، من الإقطاعيين الجدد ، الذين فرخهم النظام الحالي ؟؟؟

أم إن علينا ، سرعة العمل ، قبل وقوع المحظور ، بمراجعة كافة المعاهدات ، و القوانين ، و القرارات ، المعلنة و السرية ، و التي كفلت تلك الحصانات ، و إنتقصت من السيادة المصرية ، و أضاعت نضال أجدادنا ، ضد النفوذ الأجنبي الماس بالكرامة المصرية ؟؟؟

دعوتي ، ليست دعوة عنف ، أو سفك للدماء ، و ليست دعوة تخريب ، إنما دعوة عمل سلمي شعبي وطني ، دعوة سير على درب الأجداد ، الذي كافحوا ، بطرق متحضرة ، حتى نجحوا في إلغاء نظام الإمتيازات و الحمايات . إنها دعوة للإستيقاظ ، للعمل على إستعادة الكرامة و السيادة المصرية المنتقصة ، في ظل الأوضاع الحالية ، لتدارك الأمور قبل حدوث المحظور ، قبل أن نسمع عن حادث إغتصاب ضحيته فتاة مصرية ، أو حادث إطلاق نار عشوائي ، نتيجة هاجس إنتاب مرتزق أسترالي عنصري ، أو حادث مروري إرتكبه مخمور أمريكي .

و لكن طريق إلغاء الإمتيازات الأجنبية الجديدة ، كأي طريق تصحيحي في مصر اليوم ، لا يمر إلا من خلال الثورة الشعبية التي تأتي بنظام جديد وطني ، لأنه لا أمل أبداً ، في إستعادة السيادة المصرية ، من خلال النظام الذي تسبب في ضياعها ، و يستعر رئيسه و أسرته من مصريتهم .

إنه نفس الحل ، لكافة المشكلات المصرية الحالية ، إنه حل الثورة الشعبية السلمية ، و إقامة أسس جمهورية جديدة ، جمهورية عدم التواجد الأجنبي العسكري ، و عدم السماح بنظام الحمايات و الحصانات و الإمتيازات الأجنبية ، المعروف حاليا ، بالإستمرار . جمهورية تخضع كافة البشر المتواجدين في نطاق الحدود المصرية ، لسيادة القانون المدني المصري العادل . إنها الجمهورية المصرية الثانية ، جمهورية السيادة المصرية التامة ، على كافة الأراضي و المياه و الأجواء المصرية .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عليك بحماية مدخراتك زمن الشدة المباركية
- معركتك الحقيقية ليست أمام مخبز ، أو كشك لبيع الخبز
- أختي المصرية ، الثورة هي من أجل تأكيد ذاتك كإمرأة
- الدم المصري ليس حلال على أحد
- المناضل من أجل العدالة سيبقى ، الإختلاف في الوسيلة و الخطاب
- الأحرار في أفريقيا ، و العبيد في الجزيرة العربية و شرم شيخ ا ...
- الإعتراف بكوسوفا ، إعتراف و تكفير
- أربعة و عشرين ميدالية ، لم تمنع إسقاط تشاوتشيسكو
- إنما ينطق سعد الدين إبراهيم عن الهوى
- ابنة مارجريت تاتشر ربعها عربي ، و توماس جفرسون فينيقي ، فماذ ...
- طفل واحد لا يكفي
- على آل سعود الإعتذار لنا ، نحن أهل السنة
- لا لحصانة ديرتي وتر و المارينز في مصر
- علينا ألا ننغلق ، علينا ألا نكرر خطأنا زمن الإمبراطورية الرو ...
- الركلات و الهروات للضعفاء ، و للأقوياء ما أرادوا
- حان وقت إسقاط أسرة أبو جيمي ، و بدون ضوء أخضر من أمريكا
- هل من المحظور على المسلمين الترشيح لرئاسة الولايات المتحدة ا ...
- هل يعد ج. د. بوش الإيرانيين برئيس مثل أبو جيمي ؟
- لقد حطموا الذكاء المصري ، إنهم يريدونا عبيد
- لن نقف أمام تكايا آل مبارك


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - جريمة السويس ، لقد حدث ما حذرنا منه