أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - سُنة الخلاف والاختلاف وفَرض الوفاق والاتفاق















المزيد.....

سُنة الخلاف والاختلاف وفَرض الوفاق والاتفاق


سعيد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2236 - 2008 / 3 / 30 - 04:03
المحور: القضية الفلسطينية
    


((مابين السطور))

لايختلف عاقلان على ان ماحدث عشية الثالث عشر من حزيران 2007 على الساحة الفلسطينية, لهو الماساة بعينها, خلاف واختلاف وتحكيم فوهة البندقية, وما كان لذلك المنعطف الدموي الاسود من تداعيات جد خطيرة على مستقبل القضية الفلسطينية, وعلى نسيج الوحدة الوطنية, وعلى شرعية الاختلاف الديمقراطي,مما ادى الى انفلات كل الموازين العقلانية الوطنية, وادى الى شرعنة وتقنين تجاوز حرمة الدم الفلسطيني, قد يدعي كرف بان شرعيته السليبة دفعته لحسم ماكان خلاف واختلاف بادوات المحرمات الوطنية, التي قلبت كل مفاهيم الحسم لتصبح بتلك الادوات انقلاب بامتياز, فمهما كانت اسباب ودرجان الخلاف والاختلاف,. لاتجيز لغة قعقعة السلاح واراقة الدماء تحت حجج ومبررات مغلفة باطار شرعي, هي اعذار اقبح من ذنوب, ولكن ماحصل كان, ويتحمل اطراف الخلاف والاختلاف مسئولياتهم الوطنية تجاه ما اقترفوه من اعمال اقل مايقال فيها اجرام بحق الشعب الفلسطيني, وانقلاب على شرعية الذات.

ربما عقلنة الامور تتطلب القول ان ماحدث مهم الوقوف عنده وعلاجه, لكن الاهم هو عدم التمادي في جلد الذات وتكريس الواقع الاليم والذي يتطلب من كل وطني, ان يتدارك النمو المطرد في اتساع الهوة الوطنية, والتي في محصلتها خسارة للرابح , فهذه الطامة الوطنية التي نعيشها في قطاع غزة والضفة الغربية, من العبث ان يصنف احداثها الماساوية البعض على سلم الغالب والمغلوب, فما دلالات الغالب سوى مزيدا من التازم والتورط في اعمال منافية لكل مواثيق الشرف الوطني, فالجميع عندما نتجاوز سُنة الخلاف والاختلاف الطبيعي وصولا الى انعدام الثقة والصدام الجميع مغلوب, وما الغلبة الا لمتربص بهذا الشعب وقضيته , والمتربصين كُثر, كلهم في خانة اعداء الشعب والقضية, فطالما لاغالب ولامغلوب بل الجميع مغلوب بمقاييس المصلحة الوطنية العليا, وطالما لا منتصر ومهزوم فالجميع مهزوم بمعايير وحدة الدم والخندق والهوية, فمن الجريمة ان يصر المتجاوز لكل الخطوط الحمر على تجاوزه, من الجريمة الاستهانة بالتراكمات النفسية الوطنية, لتاخذ منحى التعبئة الايدلوجية المتفجرة من تداعيات الخلاف والاختلاف, على اساس ان الواقع الذي نعيشه حاليا ثابت لا استثناء.

وهنا نتسائل ويتطلب السؤال جراة وصدق وشجاعة للاجابة, لمصلحة من تكريس الخلاف والاختلاف ليصبح دستورا لاوطنيا يؤدي مابين القوى والفصائل الفلسطينية الى طلاق لا وفاق, ثم ماذنب مليون ونصف المليون من ابناء شعبنا في غزة كي يترنحون تحت رحمة تلك المقارعات السياسية العقيمة, والتي لن تجلب علينا الا مزيدا من الهموم والمصائب, وهذا يعلمه الغالب قبل المغلوب؟؟ الى متى سيبقى شعبنا رهينة اجندات اقليمية لاهم لها الا الحفاظ على كينونة الخلاف والاختلاف والصدام الوطني؟؟؟

فكان الرابع عشر من حزيران منعطفا كارثيا, فالى اين اوصلنا ذلك الخلاف والاختلاف الذي اصبح كنفق مظلم لايبدو ان له نهاية, اصبحنا نوظف الصهاينة والاحتلال للمزايدات والتنظير ضد الآخر الوطني,. بل احيانا نكون في تعاملاتنا اشد شراسة على بعضنا من شراستنا في مواجهة الاحتلال,ومن ادعى الحق في مواجهة الباطل , استخدم كل ادوات الباطل ويطلق عليها حق, فاي عذر لاراقة قطرة دم واحدة فلسطينية لهو عين الباطل, واي خطوة صوب التهدئة الوطنية والتراحم لهو عين الحق, والخيرون مهما وصلت بنا المأساة هم الذين يبدئون بالسلام.

كم توالت علينا مشاريع الوساطات الوطنية والعربية والاسلامية, بدء بوثيقة الوفاق الوطني ومرورا بالمواثيق والوساطات المصرية والسودانية والسعودية, وضرب بجميعها عرض الحائط مما يثبت بما لايدع مجالا لشك ان الخلافات والاختلافات كانت مفتعلة باسم الشرعية والحق , وتخفي خلف شعاراتها مخططات تستهدف المصير ووحدة الدم الفلسطيني, حتى انغلقت كل الآفاق الوطنية ,. وبات الوضع اشبهباستلاب وطن وقضية وتحويل مجرى الصراع للداخل الفلسطيني , على حساب مواجهة التناقض الصهيوني الرئيسي.

وفي نهاية المطاف تلوح في الافق بارقة امل, حيث المبادرة اليمنية لرأب الصدع الوطني الفلسطيني, وبارك الله في كل اهل الخير,ممن يسعون بصدق لراب الصدع الوطني, وممن هم حريصون على عدم تفاقم تداعيات الانشقاق عن الشرعية الفلسطينية, لذا فمن الجريمة ان لانكون فيما بيننا بمستوى حرص الاخرين, جريمة الا نكون فيما بيننا رحماء لنقطع الطريق على دول شريرة صامتة كل همها تنمية ورعاية حالة الخلاف والاختلاف, وايصالها الى حالة بركانية دموية متفجرة, بل الاخطر ايصال علاقتنا العضوية الوطنية المصيريةالى ذروة الشحناء والبغضاء, كان من المفترض ان نكون بمستوى وحجم المسئولية التاريخية والجهادية والرباطية الملقاة على عاتقنا في الخندق الامامي الاول, لاننا حماة العروبة والاسلام, ومكلفين ربانيا بالوحدة وقتال عدو الله وعدونا, ويكفينا شرفا هذا التكليف, وبالمقابل فان رحلة الشتات التي نمر بها ويتسبب بها البعض الخارج على ملة العروبة والاسلام من خارج ساحتنا لهي العار بعينه, ان الكارثة الوطنية التي نجلبها على انفسنا حبا بالسلطة والمال والجاه ومجاملة ونفاق الغير على حساب دماء شعبنا, لهي خيانة لامانة الله ورسوله وخيانة لامانة التكليف والتشريف الربانية, وخيانة لدماء مئات الاف الشهداء الذين ضحوا بالغالي والنفيس من اجل فلسطين, خيانة لمعاناة اسرى الحرية الذين اعلنوا حالة الطواريء ليكونوا اكثر حرصا من الطلقاء المقيدة ارادتهم بقيود قوى دخيلة على مصيرنا ولايعنيها غير مصالحها السوداء, ننتظر ان ياتينا الفرج من غير الفلسطيني , ومن غير العربي, ومن غير المسلم, فماذا ننتظر ممن يلهثون لامتلاك مفاتيح القرار والاستقرار الفلسطيني, لمقارعة القوى الاخرى برسم ثوابتنا الفلسطينية وفي مقدمتها صمام امان الوحدة؟؟!!!!

طلت علينا بارقة البشرى اليمنية, فاختلفنا ولاضرر باختلافنا, ومن العبث ان يتوقع البعض بمجرد جرة قلم يمكن ازالة تداعيات دموية الاحداث على مدار قرابة العام بعد الانقلاب, او كما يسمية البعض حسم الخلاف بالسلاح, فالقلم لايحل مشكلة, ولكن ان صلحت النوايا فكل العقبات تذلل, وكل العراقيل تهون, فبيدنا لابيد عمر تجاوز المحنة والحرص على الامانة التاريخية والوطنية والتكليف الوحدوي الرباني , عندما نعلم ان حلاوة السلطة مصيرها الانقلاب الى مرارة, وطلاوة المال والجاه والنفوذ السلطوي مصيرها الى زوال, ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام, يبقى الاخيار ويذهب الاشرار, يبقى الحريصين على صلابة القضية والشعب في مواجهة الاحتلال.

فالطامة الكبرى ان تكون علاقتنا بغير العربي وغير المسلم وغير الوطني, اقوى من علاقتنا باعضاء جسدنا الفلسطيني الواحد, فالعدو واحد والرب واحد والمصير واحد والخندق واحد, فبيدنا ان نعقد العزم ونعقلها ونتوكل على الله, وان نخشى الشتات اكثر من خشيتنا للوحدة والمصالحة والوفاق, ولعلنا نلمس الطامة الكبرى وحجم المأساة التي يصر البعض على استمرارها, ليسعد العدو باستثمارها, ما يتردد في الاوساط الصهيونية, بان أي وفاق فلسطيني فلسطيني سوف يدفع الصهاينة الى وقف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني, لاغرابة وقد كتبت كثيرا حول جريمة التقارب والوفاق الوطني في العرف والايدلوجية الصهيونية, لان الوحدة الوطنية اخطر عليهم من الصواريخ, اخطر عليهم من العمليات الاستشهادية, فهؤلاء الصهاينة كان الشتات الوطني بالنسبة لهم هِبة من الشيطان, وقد اجادوا واتقنوا اللعب على التناقضات, على خطي المعادلة الوطنية التي اشبعتها شرحا وتحذيرا في مقالاتي المتواضعة, الخط السياسي ومحاولة التفاوض معه والتفرد بالمقاومة, والخط العسكري وما نشهده اليوم من محاولات الصهاينة للتهدئة معه والتفرد بباقي فصائل المقاومة ومن اجل الضغط بذلك التقارب الغير معلن على المستوى السياسي, وفي النهاية مطلوب راس المقاومة وراس الساسة.

فما هو الرد الوطني الامثل على قرار الصهاينة وقد سقطت ورقة التوت عن عوراتهم المفضوحة, حيث ادعائهم سابقا بان المفاوضات غير مجدية طالما استمرت حالة عدم سيطرة السلطة على قطاع غزة, فالكارثة بالنسبة لهم وفاق وتقاسم سلطات بين فصائل العمل الوطني, والغنيمة لهم والسقف الآمن في استمرار الخلاف والاختلاف بل والدفع باتجاه دمويته وزيادة فجوة الشتات بواسطة الوسطاء المشبوهين, والذي يخال للبعض انهم من الوطنيين الحريصين, لذا فمن انبه ضميره ولكن تغلب عليه معايير الدعم المادي والضيافة الخارجية, فعليه ان ينعتق من هذا النفق ويتحرر من مصادر التمويل والضيافة التي جل همها , امتلاك القرار بالفوضى والاستقرار على الساحة الفلسطينية, لكل هذا فان كان الخلاف والاختلاف سُنة فالمشورة سُنة , ولكن الوفاق والاتفاق فوق انها مسئولية تاريخية في صون الدم الفلسطيني, وصون وحدة الرباط والخندق, فان الوفاق والاتفاق فرض اسلامي, فرض اخلاقي, فرض وطني, فرض قومي, فشعبنا الفلسطيني المرابط في بيت المقدس واكناف بيت المقدس, وفي مخيمات الشتات والرباط العربية والاسلامية والعجمية, يرنوا بقلوبهم قبل ابصارهم, لان يكون الفرقاء على مستوى الامانة لصناعة الوحدة اهم مقومات العزة والنصر, فتقاسموا السلطات لعن الله سلطة تتسبب في اراقة قطرة دم واحدة, لعن الله سلطة تتسبب في اقتلاع ظُفر طفل, ان الاعداء يكيدون لكم ويتربصون بكم, فالتكونوا بمستوى المواجهة وبمستوى المسؤلية الوطنية, وان تكون المبادرة اليمنية, واعلان صنعاء هي بمثابة شمس الحرية والوحدة لتشرق على ظلمة النفق الوطني, ولنتحد خلف الشرعية الوطنية الفلسطينية, وفي نهاية المطاف اقول لكم بكل صدق للعاصي قبل المطيع ان هذا الرجل- الرئيس محمود عباس عملة نادرة , ليس دموي ولايوجد بايدلوجيته وثقلفته غير السعي الى الوفاق والاتفاق, فلا تخذلوه , ولن تندموا ولن تخسروا بوضع ايديكم في ايديه, حماكم الله جميعا وحمى فلسطين من شرور الاعداء المتربصين, الكل ينتظر وينظر الى الايدي السباقة الى السلام الاخوي الوطني, فمن سيبدأ بالسلام؟ ومن سيكون حريصا على الشتات؟ وكما بدأت انهي, ان كتنت الخلافان والاختلافات سُنة , فان الوفاق والاتفاق فرض, والله من وراء القصد.



#سعيد_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثغرات المبادرة اليمنية والسبت الموعود؟؟!!
- متى تنطلق فضائية حركة التحرير الوطني الفلسطيني -فتح-
- التهدئة مصطلح مطاطي يناسب الصهيونية
- قمة المستنقع العربي؟؟؟!!!
- قراءة في تهديد - اولمرت- بعاصفة الردع ؟؟؟
- جولة - رايس- لصياغة الأزمات
- قراءة سياسية لإمكانية تعديل مخطط المحرقة الصهيونية
- إذن هي المحرقة ياغزة الحبيبة؟!
- قراءة أولية لخطة الكيان الصهيوني بالحرب على غزة؟؟؟!!!
- مبادرة سورية للوفاق الوطني الفلسطيني واللبناني ؟؟!!
- حركة((فتح)) ومنطلقات المزج بين التحرير والتسوية؟؟!!
- قراءة سياسية لخيارات ومفردات وميادين الحرب المفتوحة
- وثيقة الخليل ومهزلة المبادرات
- ردا على وزيرة خارجية الكيان الإسرائيلي (( ليفني))
- مصر عمق استراتيجي فلسطيني
- حماة عرين القدس
- حمى الله مصر و فلسطين
- وداعا يارفيق الدرب .. وداعا ياحكيم الثورة
- الفصائل الفلسطينية المتحدة
- مجسات الثقافة البريطانية لاختبار المصداقية الأمريكية


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سعيد موسى - سُنة الخلاف والاختلاف وفَرض الوفاق والاتفاق