أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيوان محمد - تهذيب الروح لا ينفعك في نسيان الحرب!














المزيد.....

تهذيب الروح لا ينفعك في نسيان الحرب!


سيوان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2219 - 2008 / 3 / 13 - 08:52
المحور: الادب والفن
    


عندما أعود من المنفى
الأوراق التي تركتها
أصبحت صفراء لا تعرفني !
في الأعوام لحظة تعود بالظل الى الفراغ !
في كل الأعوام قلوب كثيرة تتكسر في الفراغ
طرق كثيرة اعترتني
اخترقت الصمن من أعلى زاوية للفراق
كني ما مزقت ثياب قصائدي يوماً لأتدثر!
عندما أعود من المنفى
تكون الأيام قد خانت دخان تكونها
والصراخ من أعلى قمة للفرح
يشبه الصراخ من أعل قمة للألم
عندما تكون انتهازياً كسرعة العجلات للعودة
يتراكم الغباء على جسد المساء المجنون
على جسد أي غريب ينام فوق رصيف مقابرالمدينة
عندما تعود من المنفى
تعود الى المنفى
كلما حمل حقيبة العودة
لا يعلم أي الطرق سوف تكون البداية
عندما تعود...
سوف ترى كآبة الشرق
كيف تمزق حناياها الشوارع
وكيف المتاريس تقطع ظهورتشرد أزمانها
جنود البؤس صامتون بين أكياس الرصاص
بين خبز الرذيلة
ونفاق الآلهة
وتطلعات الإنسان
عندما ترسمني قطع الماضي الصغير
فوق الجدران الثقيلة
تجعلني ضجيج أسوأ يوم
تموت الأبراج بعيداً عني
يتحول كلامكم الى رخام يدوسه المؤرخون
تدور في كلامهم
كقرص من الخيال
تبقى حروفك عاجزة عن تعقب الكلمات
يدوسك وهم الكون في كل مكان!
قدماك الأبلهان
يذهبان بك .. يعودان بك
يدوران بك
دون أدنى سؤال عن تلك المسافات العمياء
عندما تعود من المنفى
تعود الى المنفى
هناك رأيت أعواماً تنبت في الظل
رأيت أمرأة تغرس الكذب
كي تتحول الى شجرة ... وتتزوجها
رأيت عواصم تتزوج أركان البؤس..
الرحيل..يفوح من شوارعها مبعثراً كالنفايات
رأيت بحاراً يبحث عن الغرق بين ضباب البحر ودخان سيجارة
وآخر يبحث عن أحاسيس أنامله
بين نهايات الزجاج المهشم
هكذا..كلهم يذهبون!!
وترى المقهى خاوياً من بؤسهم
وأرداف الرذيلة تتدلى من آثار الهم فوق مناضدها
كلهم سوف يذهبون
الى كذب الأحلام
الى الأمطار التي تفقد خطوات شتاءاتها
تعيد للسماء غربتها
إنه لا يمتلك إلا الصمت
والأيام التي حاك غزلها
مع خيوط حزن طفولة لا تميل مع خصر المدينة
لا تحرك أحاسيس الموتى!
بعيداً عن العالم
قريباً من كل شيء
قرب صوت البحر
ابتاع جرعةً من رثاء آخر قارئة للحظ في بغداد
ليغفو ويغفو على سراب الزمان
هكذا إذن
يتحول كلامهم الى رخام يدوسه المؤرخون
قلت له: أنت لا تدوس على بقاياك عندما تعود
المنفى في خطاك ينمو
كالطفل الأشقر تحت حرقة الشمس في آب
رائحة الخمر في المنفى
أجمل من أحلى يوم في الربيع
الذكريات لا تبيع للربيع إلا شبابها
تهذيب الروح تحت مناخ الحب
لا ينفعك في نسيان الحرب
في نسيان الموت هناك
سوف تنتهي ملامحكم آخر تلك الأزمان
ثائرة في خلد الشجن
أحسب في قلبك شك الأيام
تنمو كصبار فوق نوافذ السجون البعيدة
أنا مراراً قلت سوف أعود من كل أزمنتي
أعود من كل مكان الى كل مكان
ولكني سوف أعود الى المنفى
في كل مكان!!
أتركوني أتدثر بالأمل قليلاً
كي يكون الخمر أكثر تخثراً من ألمي
أتركوني أحوم فوق قسوة أخبار المدينة!
أتركوني أتبعثر في صداقات الأطفال الحزينة حتى بغداد
كالشبح المرعوب من ثيابه
أتركوني...
أسأل المسافرين هناك..
عن الأيادي التي غرستها الحرب
فوق عفونة الغربة!
كي يكون الخمر أكثر تخثراً في دمي من ألمي
هكذا أنوي
أن أترك الشك
على أرخص مكان!
وأحمل جفنك معي
أحمل ماضي الهوى فوق أحلى أحاديث الأمس
لا رسائل تحملني بعد أساطيري المرئية
دائماً تقول..أن نجواك لا تثير عوالم الرقة...
دائماً تقول ..غنائك أحلى من رحاب اللقاء المهمش!
قرب صوت البحر دائماً يسكر الحزن
وأقول ..تهذيب الروح تحت مناخ الحب
لا ينفعك في نسيان الحرب
هكذا أنوي أن أترك الحزن ينمو على أرخص مكان هناك
احمل جفنك معي
والفرق بين دخان السجائر وضباب البحر
عندما أعود من المنفى
أعود الى المنفى!!
16-4-2007



#سيوان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحدهم كان يزرع المطر!
- يجب إدانة وشجب إعدام الرياضيين من قبل حكومة المليشيات!
- العنف المنزلي في أوروبا ورقة بين الرياح
- فوق ضفاف النهر..حزام يابس!
- كنت أرتب أيام الجميلة
- في ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول بضعة كلمات حول السلام في ا ...
- أنا لا أسرق إلا عينيك -ثلاث قصائد
- مجلس النواب أم مجلس القتال؟!
- لرنفع أصواتنا ونحشد قوانا دفاعاًَ عن اللاجئين!
- الحرية
- ثلاث قصائد
- قصيدتان
- قصائد
- ليس للفراغِ محطة!
- حتى الصباح
- ملاكم اليوم
- في زمن الحرب!


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيوان محمد - تهذيب الروح لا ينفعك في نسيان الحرب!