أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيوان محمد - أحدهم كان يزرع المطر!















المزيد.....

أحدهم كان يزرع المطر!


سيوان محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2087 - 2007 / 11 / 2 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


ترى عالمها في ذاكرة الأمس
تقرأ برج اليوم
تعزف نشيدها..
وتصمت
تفتح نافذة
تغلق نافذة
لا تؤدي الى شيء لها!
إنها مجنونة في ذاكرة الأمس
*****
كنت أتأمل امرأة
تأخرت في الصباح
صوت البان فلوت يغير تقاسيم الوجه
أمام القطار
المعلمة كانت تجمع أوراقها!
المعلمة كانت تكتب عنا أشياءاً
لا نعرفها..
كانت تقوي بها حذرها منا
نحن نحمل ألواناً لا تعرفها
كانت تهدئنا بأقراص
تقرأ عالمنا عندما نضحك
عندما نأكل
وعندما نذهب في المساء
كانت تضع الزهور بقربي دائماً
كي أهدأ
لأني قلت لها كنت يوماً في الحرب!
الموسيقى لا تلائم وجوههم دوماً
أحدهم كان يزرع المطر!
وآخر كان يزرع الحقد في سماء بؤسه
*****
قالت هذه خيمة
قلت صياد يسكن هنا
في الغابة أشياء لا نعرفها
المساء يدركنا
المساء لا يعرف عنا كل شيء
مرة أخرى
لون الغروب يغير تقاسيم الجميع في المحطة!
لماذا نتغير؟!
ماذا عن بحيرة قرب بيتكم
تنام فيها الطيور بين الطين
وضوء القمر
وحفيف خطواتك الخرساء؟
ماذا عن مدينة حملتك
متألماً
متخبطاً
كل مساء وكل صباح؟
ماذا عن ذكريات المسافات التي سوف تسأل عن طول الجفاء؟
ماذا عني..؟
ليس لديك سوى شمعة هناك
ليس لدي سوى عود ثقاب هنا
ماذا عن الأغاني التي تركت طياتها بين أوتارها العمياء؟
هل أنت آلة الحزن
فوق سحاب روايتي
ماذا عن تلك البحيرة التي ودعت سكرة نعاسي كالكأس المكسور
بين شفاه ضفافها
بين شحيح احتكاك أسماكها؟
كل المدن التي تركتها
تركتني
رمتني بين حشاشة عذاباتها
كل السنوات التي رميت العمر فيها
كالحصى لحظة تلو حصاة تلو لحظة
اعادتني
تركت فؤادي أرق من خيط الغروب
عن أحاديثنا نتكلم بين حنين الغروب للشعر
أم عن عشرين ألف كأس رميناها خلفنا
وما سكر الليل إلا بين ميلان أقدامنا؟
لا أعلم في أي باب أغلقت مفتاح قافلتي!
تركت قافلتي أبواباً أمام المارة وهم يتساءلون عبثاً
قلت انتظر الحياة تحت وجه السماء القارس!
كل الأسفار تكرهك
كيف تذهب عن ديارنا
عن حزن فوق سناء دارنا
قلت لست وحدي هناك
إرحل!
*****
الأشياء عندما تتكلم
تكون صاخبة العجب
هكذا ..أشياء الناس عندما يتكون الزمن عليها
تكون هكذا
طريفة..غريبة..حزينة..
تحرك حناياها تصورات المارة
اغسلي عطشي..!
اغسلي مرآة يوم مقيت
في عيني ..لا أرى سوى الناس ينكسرون..
ينكسرون
ابحثي في أوراقي الغجرية
فما مر يوم ولم يكتب اسمي في دوائر الهجرة
مسافرٌ كل العمر
صهيل فوق سحاب الصدى
صهيل فوق سحاب الأمل!
*****
عصور من القتل تمل تأريخ الأغبياء
عصور من القتل خاطرة في تأريخ الأغبياء
صت البان فلوت يغير تقاسيم الجميع
كل يتجه الى زاوية يراقب طريقاً آمنا للعود!
يراقب..
يراقب حلماً في في ذاكرة لم تكتمل
كونت لحناً من ستائر الأيام
كي أرفع قليلاً من هم القافلة
أرفع قليلاً من عطش قافلتي
أوراق الخريف تكسر نهايتها العواصف
أوراق الخريف رقيقة صفراء
تذهب تمزق حنجرة العواصف
كصوت الناي تقطع تقاسيمها الأشجار والغابات والسهوب
الأشياء عندما تتكلم
ترفع من الناس بؤس الوجود
كم ذرف الشمع هكذا مثلك
كم ذرف الزمان أزهاراً
كم بقيت انتظر
عطش فؤادك يرتوي
في جنبات الفراق
في كل جنبات اللقاء
الفصول تسحقها أنياب السنين..
عادت الزهور الى عادات الأيادي
بعد أن طفح الجرح بها
عادت بقرب الزهو
مكسورة أقلامها
خجولة من رثاء المدينة
ما كانت تبيع وجهها لليل
ما كانت مثل المعنى
كيفما نتمنى
لا شيء هنا سوى آثار أقدام الخيال
ونشيج صوتكم الشاحب
مطر..مطر..
وأنت لا تعود
وأنت ترحل أكثر
كم سفينة خبأتنا بين فولاذها الصدئ!
كم أوطان طرحتنا بين أفكارها الصدئة!
مجنون يحتسي القهوة
في الوادي هناك
ترك المدينة للمنافقين في البرلمان
قالت له عجوز مرت أمامه
عد للمدينة يا ولدي
ليس هناك من يعزف الألحان على الطريق
ويغني للناس غيرك!
عد واعزف لنا على الطريق
المعارضة بحاجة لمن يثير أحاسيس العمال على الرصيف
صعلوك هذا الذي يتغير كل لحظة كالحرباء
تحت مناخ الغيوم
مدينة تحركها رؤوس الخناجر
كل من في الشارع
يتحول أزيزاً من شبح الصدى
ما أغربها من رواية
تنافس الغربان
على فتاتها الجميلة
وتنخر سلم ألحانها الجميلة
*****
أوراقكم أحذية
تدوسها أقدامكم فوق شوارع بغداد
تسحقها خطواتكم الرتيبة
وبغداد كطفلة يتيمة
كخاطر الشيخ الضعيف
خنقته رائحة البارود
كاسم في الوادي
مدون على خاصرة الأشجار
يدور كنغم بين سبات الأوتار
الصباح يبدأ كالوهم
المساء يهبط كالوهم
والإنسان الغريب يبحث عن قهوة ساخنة
تهدئه قبل الموت
وسيد الجراد
يفرض بدائيته بالسيف في بغداد
الرؤوس تتدحرج مع الحروف فوق الصحف الصباحية
قادة العمائم السوداء
قادة العمائم البيضاء
قادة العمائم المرقطة
يلوحون بالسياط والرؤوس
لم لا يعترف بسلطة الأفاعي
بسلطة العميان
الأيام تبدأ بوجودهم كالوهم
وتنتهي بالوهم
أ في شجن المسافات وهم أكثر من وجودكم علينا؟!..
خلعتم كل أبواب التاريخ
هذا صحيح
وضعتم عوض كل واحدة كلباً بربطة عنق فرنسية
يملأ ضجيج خرافاتكم
كنباح الفجر الجائع
ومن لا يجيد النباح
يقتل من أجل الوطن
وحفاظاً على الوطن
وأمانة للوطن
أ في رخص الزمان أكثر من زمانكم؟
فالأساطير التي سرقتموها توحي أنكم أول الفاتحين
للدعارة والقتل
وأول من تغذى فوق جثث الموتى
وأول من باع خيامه
لقطاع طرق الحرير
وأول من استبدل النساء بالإبل والنبيذ
اثنا عشر لصاً وسيدهم
كان يتبرع بعورته للأطفال
في كل غزوة!
أ في عتمة الأساطير
أكثر من زفير كلامكم؟!
من يمسح عن الأرض
فتوحات الخنجر؟
من يمسح عن الأرض الأشباح؟
ماتت الزهور بين عادات الأيادي
صوت البان فلوت يغير تقاسيم الجميع
في المحطة
أحدهم كان يدحرج عيناه
ما أمكنه بين حد يأسه
حالماً قبل الموت وبعد الموت بالسلام!
وآخر كان يزرع الحقد في سماء بؤسه
وآخر كان واقفاً كالضباب..كالضباب
وآخرهم كان يزرع المطر فوق العربات
فوق أجنحة البلابل
وشاحب الرؤية ينزع الجبين من وجهه
يرتدي نظارات
يغير بها لون العينين وفكره
ماتت الزهور بين عادات أياديهم
وما غادرت الزهور يوماً عادات أيادينا
شيوعيون كشروق الفجر
تحت سماء الكون المعلن
*****
يستمر يزرع المطر في كل مكان
يستمر بالغناء
بالعزف يضرب على رأسه
والأوتار
يشرح آثار الحرب
يشرح آلام الحرب
متفائلاً حتى بالفراغ
الطرق أجهضتنا
قطعة قطعة
تدوسها القصص والدبابات
والأناشيد الوطنية
يا صديقي
يستمر المغني يزرع المطر في كل مكان
ويقول مرتجفاً من برد الصباح
نهاية أساميكم في صدري
آثار رمادية تتكسر كقشور الأشجار
كالحقيبة الممزقة أوراقاً
بين الرياح تغيرني الفصول
تسحبني الجداول
بلاداً ..بلادا
قطعةً..قطعة
حتى النسيان!

13-10-2006



#سيوان_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب إدانة وشجب إعدام الرياضيين من قبل حكومة المليشيات!
- العنف المنزلي في أوروبا ورقة بين الرياح
- فوق ضفاف النهر..حزام يابس!
- كنت أرتب أيام الجميلة
- في ذكرى أحداث الحادي عشر من أيلول بضعة كلمات حول السلام في ا ...
- أنا لا أسرق إلا عينيك -ثلاث قصائد
- مجلس النواب أم مجلس القتال؟!
- لرنفع أصواتنا ونحشد قوانا دفاعاًَ عن اللاجئين!
- الحرية
- ثلاث قصائد
- قصيدتان
- قصائد
- ليس للفراغِ محطة!
- حتى الصباح
- ملاكم اليوم
- في زمن الحرب!


المزيد.....




- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيوان محمد - أحدهم كان يزرع المطر!