أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عطا مناع - المرأة الفلسطينية والاضطهاد المركب














المزيد.....

المرأة الفلسطينية والاضطهاد المركب


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2214 - 2008 / 3 / 8 - 11:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


مع سقوط كل شهيد على الأرض الفلسطينية تتجه الأنظار إلى الأم التي باتت تدفع الثمن الأكبر للجرائم التي ترتكبها دولة الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا الفلسطيني المحاصر، ومع كل حملة اعتقالات ينفذها جيش الاحتلال في الضفة الغربية تتحمل الأم الفلسطينية الوزر الأكبر من تبعات اعتقال ابنها وتشاهد في معظم الأحيان تنكيل جيش الاحتلال بالابن أو الزوج أو الحفيد وتتحمل بعد ذلك مشاق الزيارة في السجن هذا إذا سمح لها بالزيارة في ظل قانون المنع الأمن الذي اقر إسرائيليا والقاضي بمنع حتى الأقرباء من الدرجة الأولى ومنهم إلام من زيارة الابن القابع في سجون الاحتلال، والمعايش لهذا الواقع المؤلم يستطيع أن يقف على مدى الألم والمعاناة التي تعيشها المرأة الفلسطينية التي تعاني الظلم المركب سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.

بتصوري فقد تجاوزت المرأة الفلسطينية بمعاناتها اليومية الحديث عن حقوقها بطريفة يتناقض مع المضمون الحياتي التي تعايشه ، فالبرغم من أهمية يوم المرأة العالمي لما له من بعد تضامني وطبقي يعكس معاناة المرأة ويعبر عن أهمية التعامل مع المرأة بعيدا عن الديكور والوصفات الجاهزة التي عززت حالة التردي التي تعيشها المرأة الفلسطينية بشكل خاص والعربية على وجه العموم، فان الوقوف على واقع هذه الشريحة الهامة يقتضي الابتعاد عن التعميم لأننا بالتعميم نهرب من الواقع المزري التي تعيشه المرأة الفلسطينية وانعكاساته على مستقبلها.

وقد يكون من المعيب علينا كفلسطينيين أن نمر عن الثامن من آذار دون وقفة حقيقية مع الذات من شأنها دعم المرأة الفلسطينية والتخفيف عن كاهلها ما تحمل من أثقال بعيد عن التزمت والاختباء خلف الشعارات والمفاهيم التبريرية التي تكرس حالة القهر للمرأة الفلسطينية، نحن بحاجة لوقفة حتى في ظروفنا العصيبة لننصف المرأة التي قد تكون الأم أو الزوجة أو الأخت، لأننا بهذا الفهم نستطيع أن نعزز جبهتنا الداخلية والحفاظ على مبرر بقاءنا واستمرارية وجودنا ومواجهتنا لسياسات الاحتلال التدميرية التي وضعت على رأس أجندتها هدف تهميش المرأة في فلسطين.

عندما نتحدث مليون أسير فلسطيني اعتقلوا منذ عام 1967 وعشرات آلاف من الشهداء والجرحى سقطوا وأصيبوا في مسيرته تحررنا من الاحتلال تحضر المرأة تلقائيا، ليس هذا وحسب فالاحتلال استهدف المرأة كغيرها من شرائح المجتمع الفلسطيني بالاعتقال وإطلاق الرصاص والتنكيل المشين على الحواجز، بمعني آخر كل ما تتعرض له شرائح المجتمع الفلسطيني من قبل دولة الاحتلال ينعكس على المرأة وتدفع الثمن مضاعفا مما يفرض على المنظومة الاجتماعية والسياسية إنصافها بعيدا عن التعامل معها بالشعارات التي فشلت في أول ممارسة عملية .

أن الاضطهاد المركب للمرأة الفلسطينية ارتبط بالاحتلال، ولكن هناك الموروث المجتمعي الذي لم ينصف المرأة حيث يتم النظر إليها بدونه في أوساط واسعة وان اختلفت الممارسة، فقد ازدادت الممارسات القمعية للمرأة الفلسطينية في الآونة الأخيرة لترتفع نسبة جرائم القتل باسم الشرف وبشكل ملفت للنظر، وعدم إنصافها في سوق العمل الفلسطينية فهناك التفرقة بينها وبين الرجل في الأجر الذي تتقاضاه وفي فرصة العمل مع بعض الحالات الشاذة، حتى أن البعض تعامل مع المرأة كائن مختلف لا يحق له ممارسة الحياة بالشكل الطبيعي، فما زالت ماثلة في الأذهان التهديدات التي استهدفت طالبات الجامعات في قطاع غزة والمطالبة بعد التعامل مع مقاهي الانترنت الملتزمة التابعة لمؤسسات أكاديمية.

أصبحت المرأة الفلسطينية ضحية لعده أشكال من العنف وقد دفعت الفاتورة مقدما، فلا زالت احدث الاقتتال في غزة تلقي بظلالها على الشعب الفلسطيني وعلى المرأة بالتحديد، هي التي شاهدت زوجها أو ابنها يذبح على أيدي المليشيا المسلحة، لا أناقش الأسباب هنا لان النتائج جاءت مغايرة لأننا دفعنا ثمنا باهظا مقابلها ولا زلنا، مما يطرح السؤال الكبير: هل نحن كعلمانيون ومتدينون أنصفنا المرأة الفلسطينية؟ أم نتعامل مها كسلعة وواجه لتمرير سياساتنا حتى الوطنية منها، من يعتقد غير ذلك فليفسر لي لماذا يتم التنكيل بأمهات وزوجات الأسرى عند استلام مستحقاتهم، كيف تتعامل مؤسساتنا الرسمية والغير رسمية مع المرأة، ماذا عن حالات كثيرة من الامتهان نسمع بها بين الحين والآخر.

لا باس من نحيي يوم الثامن من آذار، ولكن علينا أن نعترف بأننا لا زلنا في ذيل الأمم التي تعطي المرأة حقوقها، ولا زلنا نتعامل مع المرأة ككائن بلا حقوق، هناك من يحدد للمرأة ماذا تلبس ومن ستتزوج ، هناك من فتح بنكا يوزع منة الفضيلة والرذيلة على المجتمع، وهناك من يعبث بنسيجنا ، وهناك من يختفي خلف الشعارات ، لكن الحقيقة أن المرأة في مجتمعنا مضطهدة كما بقية الشرائح وكما الرجل، والأكيد أنها تعيش الاضطهاد المركب من الرجل والمجتمع وأحيانا من الذات، في النهاية لن يستوي مجتمعنا إلا بسن القوانين التي تحفظ حقوق المواطنين بغض النظر عن جنسهم، فالمساواة محرك فاعل للتحرر السياسي والاجتماعي، وطالما نعيش عدم مساواة واضطهاد للمرأة سنكون بعيدين عن حريتنا السياسية والفردية.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطهير العرقي للفلسطينيين والاستحقاقات الداخلية
- لن تسقط غزة : إنها حصننا الأخير
- دور السلاح النووي في الحرب القادمة
- ليس بالقبل وحدها يحيا الإنسان
- التكفيريون وبطاقات الدخول لجهنم
- رحل الحكيم: في فمي ماء
- لماذا يتعاملون معنا كقطعان بشرية..
- دكتور فياض وشعار ادفع بالتي هي أحسن
- يجتاحنا البرد من بعدك يا حكي
- ثقافة الإطارات المشتعلة
- في الشأن اللاجئ
- طبقة التكنوقراط وسقوط ورقة التوت
- في الشأن اللاجئ: تمخض بوش فولد 150 مليار
- زيارة العم سام والاستئناس بالخازوق
- في الشأن اللاجئ:حق العودة في خطر
- أنفاق غزة من الممارسة الوطنية إلى البزنس الرخيص
- غزة تدق جدران الخزان... فهل من مجيب
- تكتيك مكشوف
- انابولس المذبحة للثوابت والأرض والإنسان
- مخاطر العودة الة غزة على ظهر الدبابة الاسرائيلية


المزيد.....




- مقتل امرأة عراقية مشهورة على مواقع التواصل.. وأجهزة الأمن تح ...
- “احلى اغاني الاطفال” تردد قناة كراميش 2024 على النايل سات ka ...
- إدانة امرأة سورية بالضلوع في تفجير وسط إسطنبول
- الأمم المتحدة تندد بتشديد القيود على غير المحجبات في إيران
- الاعتداء على المحامية سوزي بو حمدان أمام مبنى المحكمة الجعفر ...
- عداد الجرائم.. مقتل 3 نساء بين 19 و26 نيسان/أبريل
- هل تشارك السعودية للمرة الأولى في مسابقة ملكة جمال الكون؟
- “أغاني الأطفال الجميلة طول اليوم“ اسعدي أولادك بتنزيل تردد ق ...
- استشهاد الصحافية والشاعرة الغزيّة آمنة حميد
- موضة: هل ستشارك السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون للمرة الأ ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عطا مناع - المرأة الفلسطينية والاضطهاد المركب