أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - صائب خليل - جمال يساعد امه – فكرة لمناسبة عيد المرأة














المزيد.....

جمال يساعد امه – فكرة لمناسبة عيد المرأة


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 09:34
المحور: ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة
    


عندما ارسلت الى الأهل صورة لي وانا اغسل الصحون في المطبخ، بقصد المرح، كانت بعض ردود الفعل من اهلي واصدقائي تحمل علامات الإستفهام! لم يكن ذلك غريباً، فقد تربيت في عائلة مترددة بين الحداثة والكلاسيكية في تعاملها مع اولادها البنين والبنات، وكالعادة وقعت اشغال المنزل كلها على البنات إلا ما ندر وشذ، لذا اعتبروا عملي في المطبخ، رغم انه بسيط، ربما كان علامة "اضطهاد".

أذكر ان والدتي كانت تطلب منا احياناً ان نعمل في البيت، وكانت تشير الى عائلة من اقاربنا كان جميع ابنائها من بنين وبنات يتقاسمون العمل بلا تفرقة ولا تشكي، وتطلب منا ان نقتدي بهم، لكن كانت هناك دائماً فرصة للتهرب لم نكن ندعها تفوتنا.

العرف العراقي كغيره من البلدان المتأخرة الشرقية خاصة، يرى في مشاركة الرجل في اعمال المنزل عيباً ينتقص منه ومن رجولته. لكن اولاد العائلة التي حدثتكم عنها, وكانوا جميعاً على ما اضن، شيوعيون، كانوا خير دليل حي على خطل هذا الرأي، فقد اكمل الجميع دراساتهم بتفوق وتخرجوا بين طبيب ومهندس، وفوق هذا ضرب افراد العائلة امثلة عالية في البطولة والشجاعة في مقارعة قسوة الحكم الظالم في العراق. اشتركوا في معارك البيشمركة وساندوا الفلسطينيين في لبنان فاستشهد منهم من استشهد وعاد سالماً من عاد. لقد تحملوا بلا شك تضحيات ندر ان تحملتها عائلة عراقية.

إذن فموضوع القاء اعباء المنزل على الفتيات دون الفتيان على اساس انه يعرقل تربية رجولة الفتيان، كلام لا اساس له ويبدو العكس اكثر اقناعاً منه، حيث ان تحمل الفتى مسؤوليته العادلة مع من هم حوله، مسألة تربوية هامة وضرورية لتربيته الرجولية، ومسؤولية اعمال المنزل لا تختلف عن غيرها، بل ربما هي اجدى من غيرها. انها إذن فقاعة تربينا عليها دون مبرر. اليس من المناسب ان نفجر هذه الفقاعة بالتربية منذ الصغر، تربية لاتسهم فقط في رفع الظلم عن البنات، والذي يثبت احساسهم بالدونية حتى اخر اعمارهم، بل في تربية رجولة البنين بعيداً عن احساس مزيف بالتفوق وتربية احساسهم بمسؤولية المشاركة في ما يتطلبه المجتمع من نشاطات وجهود، بدأً بالمنزل وانطلاقاً الى الوطن.

من منكم لا يتذكر "الى متى يبقى البعير على التل"؟ و "قدري قاد بقرنا"؟ و "يساعد فاروق اباه"؟ جمل صغيرة قرأناها حين كنا في الصف الأول الإبتدائي، كان القصد الوحيد منها تعلم حروف معينة، وبقيت في اذهاننا، نتذكرها بحب وحنين، رغم ان معظمها فارغ من المعنى تماماً. اتساءل: ان كانت هذه الجمل قد حفرت في ذاكرتنا هكذا فما ضرّ لو اخترنا مكانها جملاً لها معنىً؟ ما رأيكم بـ "جمال يساعد أمه"، مع صورة لفتىً يغسل الصحون في المطبخ؟ لاشك انها ستثير نقاشاً طريفاً ومفيداً في الصف، وربما تحدث الطلاب فيها في الفرصة وبعد المدرسة. هكذا ببساطة وبلا مبالغة ومواعظ، ستعمل هذه الجمل عملها وتمارس تأثيرها ذاتياً وبلا جهد، وتبقى في الذهن كما "بقي البعير طويلاً على التل"! وهكذا وببساطة تتفجر فقاعة كبيرة من فقاعاتنا الكثيرة، ونسير الى الأمام خطوة!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف دافع المؤيدين الخجولين عن معاهدة مخجلة؟
- فرصة الفلسطينيين للسلام الكريم تبدأ بحسم امرهم مع الفساد
- إبداعات مسرحية للرئاسة العراقية
- بالون ودبابيس
- معاهدة لاتجد ما يدافع عنها سوى الكذب- تآمر لشلّ ديمقراطية ال ...
- لست وفياً جداً لأصدقائي: قصة واقعية قصيرة
- دعوة للصدر لتجميد آخر
- وداعاً ايها التميمي الجميل
- بوش والمالكي: معاهدة من وراء شعبيهما
- لا تدعوا جريمة البرلمان العراقي العنصرية تغور في ذاكرة العرب ...
- فساد بغداد وفساد كردستان: 1- الإقليم يسطو على حقول نفط جيران ...
- أغنية الخوف
- حلبجة وغيرها...تحدثوا لنا ولا تتعبوا...نريد ان نعرف لغتكم..
- عندما تقود الخيوط الى الإتجاه غير المناسب لتفسير الإرهاب: مص ...
- لماذا كانت جريمة قتل مبدر الدليمي -شديدة الغرابة-؟
- الإتفاقية الأمريكية العراقية: وزير الخارجية وقضية لاتجد سوى ...
- مرة ثانية يبدأ التأريخ من جديد على الفلسطينيين وسيبقى يبدأ م ...
- الخلط بين مقاييس نجاح -التجربة- و -تطبيق النظرية- – مناقشات ...
- وثائق سرية:أميركا فكرت باحتلال حقول النفط عام 73، فكيف مع قو ...
- إعلان النوايا: العراق وقصة الفصل السابع


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- المرأة النمودج : الشهيدتان جانان وزهره قولاق سيز تركيا / غسان المغربي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الثامن من آذار 2008 يوم المرأة العالمي - لا للعنف ضد المرأة - صائب خليل - جمال يساعد امه – فكرة لمناسبة عيد المرأة