أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب بن افرات - ما بين كوسوفو وفلسطين














المزيد.....

ما بين كوسوفو وفلسطين


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 2210 - 2008 / 3 / 4 - 11:13
المحور: القضية الفلسطينية
    


استغل الجانب الفلسطيني النقاش الدولي حول كوسوفو، وصرّح ياسر عبد ربه: "اذا لم تحقق نتيجة في فترة قصيرة فإننا سندرس خياراتنا، ومنها اعلان الاستقلال من جانب واحد." ولكن شتان ما بين هذا التصريح-التهديد، وبين الحالة في كوسوفو. تصريح عبد ربه نابع من احباط وليس من خطة مدروسة قابلة للتنفيذ، ولا هو ولا سواه يظن فعلا ان هذا الخيار مطروح في الظروف الراهنة.

اعلان استقلال كوسوفو ادى لانقسام عالمي شديد بين مؤيد ومعارض للاعتراف بالدولة الجديدة. في رأس المعارضة تقف روسيا والصين واسبانيا، وبالمقابل تقف الولايات المتحدة والمانيا مؤقف التأييد. اما اسرائيل فتجد نفسها في وضع حرج، فهي من جهة لا تريد معارضة حليفتها الاساسية امريكا، ولكنها في الواقع تتخوف من سابقة كوسوفو وانعكاساتها على الحالة الفلسطينية.

الحادثة أعادت لاذهان الكثير من الاسرائيليين ظروف الانقسام الدولي الذي قامت فيها اسرائيل نفسها. فقد أعلن بن غوريون الاستقلال عام ١٩٤٨، رغم المعارضة الشديدة من الدول العربية، وبدعم من امريكا والاتحاد السوفييتي.

ولم تكن سوى ايام معدودة حتى استغل الجانب الفلسطيني النقاش الدولي حول كوسوفو، وصرّح امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه بالتصريح التالي: "نحن مع المفاوضات، ولكن اذا لم تحقق نتيجة في فترة قصيرة فإننا سندرس خياراتنا، ومنها اعلان الاستقلال من جانب واحد، وعلى العالم والولايات المتحدة مساعدتنا في حماية دولتنا ضد الدولة المعتدية وهي اسرائيل".

ولكن شتان ما بين هذا التصريح-التهديد، وبين الحالة في كوسوفو وكم بالحري في اسرائيل عام ٤٨. تصريح عبد ربه نابع من احباط وليس من خطة مدروسة قابلة للتنفيذ، ولا هو ولا سواه يظن فعلا ان هذا الخيار مطروح في الظروف الراهنة.

لقد تحقق استقلال كوسوفو عن يوغوسلافيا لان هناك مصالح استراتيجية مشتركة لامريكا والمانيا، هدفها تفكيك ما تبقى من الدول الاشتراكية في شرق اوروبا. المخطط الذي دخل لوتيرة متسارعة منذ انهيار الاتحاد السوفييتي، يسعى لتمكين المانيا من استعادة نفوذها في المنطقة، ويهدف بالاساس الى عزل روسيا التي لا تزال بقوتها الاقتصادية والتكنولوجية والنووية تشكل تهديدا على الهيمنة الامريكية.

يوغوسلافيا كانت هدفا دسما، وقد تم تقطيع اوصالها منذ تسعينات القرن الماضي، الى دول صغيرة مثل البوسنة والهرسك، والآن جاء دور كوسوفو، حتى لم يعد من الدولة الكبرى سوى صربيا. لتحقيق المآرب الامريكية تم قصف العاصمة الصربية بلغراد (عام ١٩٩٨) وحوكم رئيسها ميلوشيفتش امام المحكمة الدولية في لاهاي.

انشاء كوسوفو اذن، هو مصلحة امريكية من الدرجة الاولى. اما في الشأن الفلسطيني، فقد عارضت امريكا منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي نشوء دولة فلسطينية. ولا يتخيل احد ان يقوم حلف شمال الاطلسي بقصف تل ابيب، كما قُصفت بلغراد مثلا، اذا اعلنت معارضتها لاستقلال فلسطين.

تصريحات عبد ربه تعيدنا الى ايام خلت كان فيها الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، يهدد باعلان الدولة المستقلة كلما تعثرت المفاوضات. وقد كلفته تهديداته الحبس داخل المقاطعة في رام الله حتى وفاته. ولكن ايام عرفات ولّت ومعها السلطة الفلسطينية وكامل مؤسساتها، بما فيها المجلس التشريعي. فحتى لو اراد الجانب الفلسطيني اعلان الاستقلال، فهو لا يملك منبرا يعلنه فيه. لقد قرأ بن غوريون وثيقة الاستقلال امام مجلس الشعب الذي سبق الكنيست، كما أُعلن استقلال كوسوفو امام البرلمان المنتخب حديثا ومن قبل الرئيس المنتخب. ولكن اين هو المجلس التشريعي الفلسطيني؟ لقد اضمحل تماما، ولم يبق منه سوى نواب بعضهم معتقل في السجون الاسرائيلية وبعضهم عاطل عن العمل.

كوسوفو تتمتع بحدود واضحة تحميها قوات مسلحة تابعة للحلف الاطلسي، اما فلسطين فلا حدود متفق عليها دوليا بعد. ولو افترضنا جدلا ان الولايات المتحدة ستوافق على حماية الحدود الفلسطينية من الدولة "المعتدية"، فماذا ستكون هذه الحدود؟ هل تكون الحدود حسب رؤية بوش التي تمنح لاسرائيل السيادة على الكتل الاستيطانية وتبقي للفلسطينيين "اشلاء" كما وصفها عبر ربه نفسه؟ ثم من الدولة التي ستوافق على ارسال قواتها العسكرية لحفظ الامن في شبه دولة تسودها الفوضى، ولا تتمتع بادنى المقومات الاقتصادية والمؤسساتية؟

ويبقى السؤال الاهم: ماذا سيكون مصير قطاع غزة المحاصر؟ كيف يمكن اعلان الدولة قبل التوصل الى اجماع فلسطيني ينهي حالة الانقسام الداخلي الخطير؟ ام ان المطروح هو اعلان دولة لفتح في الضفة وبالمقابل دولة لحماس في غزة؟

ان ما يعرقل التقدم في المفاوضات ليس فقط الرفض الاسرائيلي المعهود لاي تقدم نحو حل عادل يرضي طموح الشعب الفلسطيني، بل ايضا عدم وجود طرف فلسطيني قادر على فرض سيطرته على اساس من الاجماع الوطني، وقادر ايضا على وضع حد للزحف الاستيطاني الخطير. فالمشكلة الاخطر التي يواجهها الشعب الفلسطيني اليوم، هي الانشقاق الداخلي بين فتح وحماس المتصارعين على السلطة.

للاسف الشديد، لقد فقد الشعب الفلسطيني كل خياراته بعد ان انقسم بين طرفين كلاهما لا يملك الطريق الى الحل: طريق فتح المتواطئة مع اسرائيل، والتي تراهن على الحماية الامريكية من اسرائيل "المعتدية" اذا فشلت المفاوضات؛ وطريق حماس التي ترفض التفاوض ودخلت وضعا من التطرف حتى باتت تشكل خطرا ليس على الامن القومي الفلسطيني فحسب، بل المصري والعربي عموما.

ان الطريق الوحيد للخروج من هذا المأزق هو بطرح برنامج واقعي بديل، بعيد عن الحماية الامريكية وعن التطرف الاصولي، يضع امام العالم خيارين لا ثالث لهما: اما الاستقلال التام على حدود ال٦٧ وسحب كامل المستوطنات، واما الاندماج في دولة ديموقراطية واحدة لكلا الشعبين. هذا الطرح قابل للتحقيق من خلال اعادة توحيد الشعب بعيدا عن نهج المفاوضات العبثية وعن صواريخ القسام التي تضر بهذا الشعب اكثر مما تفيده.




#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انابوليس: قمة إضاعة الوقت
- الاشتراكية في القرن الحادي والعشرين
- ازمة الائتمان الامريكية تهدد الاقتصاد العالمي
- الفشل الامريكي المتعمد في الحرب على الارهاب
- غزة – المشهد الجزائري
- انقلاب فتحاوي فاشل
- الاول من ايار - حق العمال اولا
- السياسة الامريكية تصحح مسارها
- زلزال سياسي يزعزع مكانة بوش
- انقلاب سياسي محتمل في امريكا
- حرب بوش الخاسرة
- حرب جديدة لماذا؟
- فتح - حماس: صراع على السلطة
- عنوان سياسي للعمال
- حزب دعم العمالي - لماذا الآن؟
- شارون يورّث حكمه لاولمارت
- كاديما: اجماع اسرائيلي جديد
- باريس تشتعل مرة اخرى
- حرب اهلية فلسطينية على الابواب
- كاترينا تعصف بشعبية بوش


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - يعقوب بن افرات - ما بين كوسوفو وفلسطين