أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب بن افرات - عنوان سياسي للعمال















المزيد.....

عنوان سياسي للعمال


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 1528 - 2006 / 4 / 22 - 10:34
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


خرج حزب دعم من الحملة الانتخابية بعدة انجازات اهمها بلورة نواة عمالية صلبة ترى في الحزب اطارها السياسي؛ انتشار دعم كحزب عمالي على مستوى قطري، عربي واسرائيلي. نجاحنا في فرض انفسنا كتيار عمالي جاء اثباتا على وجود حاجة وفراغ كبير، بعد ان اهملت الاحزاب الاخرى العمال واكتفت بتمثيل شريحة ضيقة من الطبقة الوسطى العربية التي سيطرت على العمل السياسي.
يعقوب بن افرات

في يوم الاربعاء، يوما بعد الانتخابات، فتح حزب دعم مكاتبه. كما هي عادته على مدار 365 يوما في السنة. حملة الانتخابات لم تكن بالنسبة لنا مجرد عملية لجباية الاصوات، بل اسلوبا من اساليب تجنيد الطبقة العاملة وبناء قوتها السياسية، لتكون جاهزة لانتزاع حقها بالتمثيل البرلماني ايضا.

رغم قلة عدد الاصوات الذي حصلنا عليه (3695) الا ان دعم كان الشيء الجديد والحيوي في الحملة الانتخابية الاخيرة. الاحزاب العربية الثلاثة التي زادت قوتها البرلمانية وحظيت بعشرة مقاعد رغم انخفاض نسبة التصويت، لم تستطع ان تفجر وسائل الاعلام. فمصير هذه الاحزاب ان تعيش على هامش الكنيست، بعد ان عزلت نفسها وجماهيرها ببرامج قومية او طائفية منغلقة. مكاتبها التي انتشرت في الوسط العربي قبل الانتخابات، عادت لتنغلق وتعزل نفسها عن جماهيرها، حتى الانتخابات القادمة.

دعم تمكن من البروز اعلاميا لانه يسعى للبناء. بناء قاعدة عمالية تمكّنه مستقبلا من دخول الكنيست لطرح مطالب وقضايا العمال، وتمكنه على المدى القريب من تحقيق المزيد من الانجازات على صعيد رفع مستوى معيشة العمال. وحتى لو ان القاعدة التي خرجنا بها لم تتسع لتشمل عشرات آلاف العمال، الا اننا نجحنا في بلورة نواة عمالية صلبة ترى في الحزب اطارها السياسي، بعد ان اكتشفت الامكانيات المتاحة امامها للتأثير على الرأي العام وتغيير وضعها الاجتماعي.

الاهم كان اكتشاف العمال الطاقات الكامنة داخلهم. لقد اصبح العمال ابطال هذه الحملة الانتخابية، واستطاعوا احتلال مكانة بارزة في الساحة السياسية. احدى اهم نتائج الحملة الانتخابية كان انتشار حزب دعم كحزب عمالي على مستوى قطري، عربي واسرائيلي. جاء هذا نتيجة طيبة لقرارنا تركيز الحملة على إشراك العمال في كل مراحلها. من الدعاية الانتخابية، وحتى العملية الرمزية التي شارك فيها عامل البناء احمد تركي الذي يعمل في الكنيست من خلال جمعية معًا، في تقديم القائمة الانتخابية للجنة الانتخابات في الكنيست. ابراز اهم الصحف الاسرائيلية لهذا الخبر غير المعتاد، كانت اللحظة التي خرج فيها العمال من وضعهم كاغلبية صامتة لا يأخذها احد في الحسبان.

وكلما كثرت المقالات الصحافية والمقابلات التلفزيونية والاذاعية مع حزب دعم، كلما تأكد ان الحزب العمالي ليس شعارا فارغا، بل واقعا معتمدا على عمل ميداني دؤوب مستمر منذ سنوات. العمل الميداني والسياسة النظيفة كانا الاساس للشعبية التي حظي بها دعم، خلافا للفساد وسياسة شراء الولاء التي ميزت الاحزاب الاخرى. وقد بدا الفرق واضحا بين شعارات الاحزاب العربية التي تغنت بالوطنية في المنابر الاعلامية المختلفة، وبين طرح الحزب العمالي الملتصق بهموم الطبقة العاملة لدرجة ما كان بالامكان تجاهلها او نفيها.

وإذا كان السؤال في بداية الحملة الانتخابية – ما الحاجة لبناء حزب اضافي في ظل كثرة الاحزاب التي تُدرج الموضوع "الاجتماعي" في برنامجها؟ فقد تبين مع تقدم الحملة الانتخابية ان هناك ضرورة لانشاء تيار عمالي كبديل للتيارين الديني والقومي اللذين اهملا العامل. في هذه الانتخابات تبين ان الاحزاب القومية او الدينية، متفقة في تمثيل شريحة ضيقة من الطبقة الوسطى العربية التي احتلت العمل السياسي. لذا فعندما، قرر العمال تمثيل انفسهم بانفسهم، لم يكن لأي جهة المبرر لتلغي الحاجة لذلك.



غياب السياسة

رغم المصداقية التي يتمتع بها دعم، الا انه ليس من السهل ترسيخ حزب سياسي جديد على الساحة. السبب هو اللامبالاة وغياب السياسة عن الشارع العربي تحديدا. لقد فقدت الناس الثقة بالسياسة كأسلوب يمكنهم من خلاله تحقيق مكاسب ملموسة.

واضح ان هناك قاعدة "سياسية" تصوّت للجبهة او للحركة الاسلامية. ولكن التصويت عن قناعة سياسية، يبقى في دائرة ضيقة جدا، لا تصل الى 200 الف صوت منحتها الجماهير العربية للاحزاب العربية. والواقع ان التصويت في الشارع العربي لا يتم على اساس سياسي بالمعنى المتداول للكلمة. فالمواطن لا يختار برنامجا بل شخصا، ابن الطائفة مثلا او ابن البلد، او ممثل الحمولة الذي يغير ولاءه للاحزاب المتنافسة عليه، حسب المصلحة الآنية.

ومن هنا فان مهمتنا مزدوجة: بناء عنوان سياسي عمالي جديد، والسعي لاعادة الاهتمام السياسي للشارع العربي. وهي ليس بالمهمة الهيّنة خاصة في ظل حال اليأس النابع من ارتفاع نسبة الفقر.

ولكن لدينا امل. فما تمخض عن هذه الانتخابات هي فرصة ذهبية لتطوير الحزب العمالي وتوسيع صفوفه. الحملة الانتخابية اثبتت حيوية الحزب وإمكانيته التأثير على الساحة السياسية. هذه النخبة العمالية، هذه الطليعة الجديدة التي مارست العمل السياسي واحتكت بالجماهير، بدأت تلمس الفرص المتاحة امامها. تسلحها بالبرنامج السياسي الواقعي الذي يستجيب لطموحات ومصالح الطبقة العاملة برمتها، يضع على عاتقها مسؤولية خاصة بصفتها الطليعة العمالية. نجاحها في مهماتها سيحولها دون ادنى شك الى قدوة يحتذي بها سائر العمال في البلاد.



وضع حزب دعم

لقد تغير وضع حزب دعم في الحملة الانتخابية الاخيرة، على المستوى الداخلي ايضا. فقد كان قرار المشاركة في الانتخابات مدعوما بقرار جماعي للعمال المنخرطين في العمل النقابي. ثم جاء قرار مجموعة كبيرة الانضمام للنشاط الحزبي بعد ان اثبتت التجربة الانتخابية صحة موقفنا والتعاطف الكبير الذي حظينا به في الشارع العربي والاسرائيلي.

وجود عمال في الحزب يشير الى اننا على ابواب التحول النوعي، الذي كان احد الاهداف التي حددناها لأنفسنا منذ اليوم الاول لتأسيس الحزب: وهو بناء حزب مشكّل من اغلبية عمالية يكون لها القول الفصل. هذه النقلة النوعية لا بد منها اذا اراد الحزب ان ينتشر في صفوف الطبقة العاملة لتحقيق برنامجه السياسي والاقتصادي.

ان المهمة الاساسية للحزب بعد الانتخابات هي استيعاب هؤلاء العمال الذين قرروا ربط مصيرهم بمصير الطبقة العاملة وحزبها. وليست هذه المهمة بالامر المفروغ منه، نظرا لعدم وجود تقليد وتراث عمالي، نابع من غياب الطبقة العاملة عن الساحة السياسية منذ سنوات طويلة. التأهيل السياسي لهؤلاء العمال هو المقدمة لخوض الانتخابات القادمة مع نشيطين منظمين حزبيا، يملكون القدرة لإقناع وقيادة رفاقهم العمال، والتطلع نحو قيادة المجتمع ككل. التحدي كبير ومثير، وممكن التحقيق اذا خضناه بكل الجدية والثقة بالنفس.



* يعقوب بن افرات، الامين العام لحزب دعم



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب دعم العمالي - لماذا الآن؟
- شارون يورّث حكمه لاولمارت
- كاديما: اجماع اسرائيلي جديد
- باريس تشتعل مرة اخرى
- حرب اهلية فلسطينية على الابواب
- كاترينا تعصف بشعبية بوش
- نشوء وسقوط الامبراطورية الرأسمالية
- شارون يرسم الحدود وحده
- شرق اوسط جديد؟
- امريكا:مجتمع المُلكية ينقلب على دولة الرفاه
- هبوط الدولار يهز العالم
- الانتخابات الامريكية الدين يلعب لصالح بوش
- بين الواقع وعدم الواقعية
- عرفات ودحلان لا يلتزمان حتى النهاية
- الفوضى تستبدل الانتفاضة
- سعر النفط يهز اقتصاد العالم
- اعادة الانتداب المصري
- بناء الحزب العمالي مهمتنا الملحّة
- مغامرة بوش وشارون تعمّق الفوضى
- شارون يسلط سوط الانسحاب


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب بن افرات - عنوان سياسي للعمال