أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب بن افرات - حزب دعم العمالي - لماذا الآن؟















المزيد.....

حزب دعم العمالي - لماذا الآن؟


يعقوب بن افرات

الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:53
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الطبقة العاملة هي صاحبة المشاعر الوطنية الحقيقية، وهي اكثر المتضررين من الاحتلال والتمييز القومي. ما شهدناه في قاعة "الميدان" في 11 شباط كان بلا شك تعبيرا عن اهتمام حماسي بالسياسة العمالية. نعم، الناس تريد العودة للسياسة، ولكن هذه المرة من خلال قيادة عمالية. وحزب دعم العمالي جاء ليؤهل الطبقة العاملة لاستلام دفة القيادة.

يعقوب بن افرات*

احتشاد 300 عامل في مهرجان انطلاقة الحملة الانتخابية لحزب دعم في 11/2/2006 بحيفا، كان اعلانا اول في تاريخ البلاد، بان فكرة الحزب العمالي اصبحت حقيقة ثابتة، حتى وإن كانت في بدايتها. الاجواء الحماسية في قاعة مسرح "الميدان" بحيفا، حيث عُقد المهرجان، كشفت أننا تحولنا الى قوة يربطها الانتماء العمالي، وليس العائلي او القومي او الديني. ان القوة العمالية هي القوة الاجتماعية الجبارة، التي لا بد منها اذا اراد المجتمع الحياة.

كانت ابرز فقرة في المهرجان، اعتلاء العمال والعاملات المنصة كمرشحين في قائمة "دعم" الانتخابية. انها ذروة في عملية استغرقت سنوات طويلة، بدأت بقرار حزب دعم خوض الحملة الانتخابية الاولى عام 1996. حينها كان همّنا ان نطرح موقفا مستقلا عن الموقف الذي اتخذته الاحزاب العربية واليسارية بالتصويت لمرشح حزب العمل لرئاسة الحكومة، شمعون بيرس، كأهون الشرين مقابل مرشح الليكود، بنيامين نتانياهو. نادينا بالتصويت بورقة بيضاء للرئاسة، على اساس ان كلا المرشحين هما وجهان لعملة واحدة، وكلاهما يدعم برامج صهيونية ورأسمالية، بعيدة عن طموح الشعب الفلسطيني وعن هموم الطبقة العاملة.

تأكيدا على موقفنا كان عندما قاطعت الجماهير العربية الانتخابات لرئاسة الحكومة عام 2001، احتجاجا على مذبحة اكتوبر 2000 التي اقترفها حزب العمل برئاسة ايهود براك. في الانتخابات الماضية عام 2003 لم نكتف بإطلاق شعار "لا للاحزاب الصهيونية"، بل تقدمنا بمبادرة جديدة ونادينا للتصويت على اساس طبقي وليس قوميا. كانت هذه بداية لإشراك العمال في الحملة الانتخابية، والترويج لفكرة الحزب العمالي كمخرج من حال الارباك في الساحة السياسية العربية.



2006 - الواقع يلتقي بالبرنامج

لا شك ان عملنا النقابي في السنوات الثلاث الاخيرة، كان له كبير الاثر على بلورة الكادر العمالي الاول، وهو الذي تتشكل منه القائمة الانتخابية الحالية. فقد اكتشف العمال اهمية العمل المنظم، والامكانيات المتاحة امام جمعية نقابية في إحداث اماكن عمل منظم، الدفاع عن حقوق العمال، مكافحة البطالة والفقر، التأثير المباشر على الدوائر الحكومية وأرباب العمل، والسعي لفرض قوانين العمل الموجودة بهدف رفع مستوى معيشة العامل. ومن هنا سهل على العمال ادراك اهمية تشكيل حزب ليطرح هذه المطالب على المستوى الجماهيري والبرلماني.

ولكن هذا التطور لا يكفي لتفسير اهتمام العمال والرأي العام الاسرائيلي بهذه المبادرة العمالية الجديدة. ما تبين منذ بداية حملتنا الانتخابية ان شعارنا مكافحة الفقر، لا يقتصر على اهتمام الجماهير العربية فحسب، بل الاسرائيلية ايضا. احزاب كبرى مثل "كديما"، "ليكود" وحزب العمل، تتنافس فيما بينها حول البرنامج الانسب لمكافحة الفقر. الفقر الذي تعمّق نتيجة سياسة ضرب العمل المنظم والتشغيل من قبل شركات القوى البشرية وخطة ويسكونسين، لم يعد شأنا خاصا بالعمال العرب، بل يواجهه عدد كبير جدا من العمال اليهود ايضا، وتحول الى ظاهرة تتجاوز الحدود القومية.

ان دولة اسرائيل التي اقيمت على اسس تعاونية، منحت الاولوية لمواطنيها اليهود، واستثنت المواطن العربي وجردته من حقوقه. وكان احد اهم مبادئ اسرائيل "استيعاب الهجرة" على اساس "قانون العودة" الذي يمنح لاي يهودي في العالم حق "العودة" لاسرائيل. ولكن منذ بداية التسعينات تغيرت قوانين اللعبة، وتحول الاقتصاد من تعاوني عام مؤسس على العدالة الاجتماعية، الى اقتصاد رأسمالي خاص تسيطر فيه 18 عائلة غنية اسرائيلية، مدعومة باحزاب السلطة، على اكثر من ثلث الدخل القومي. النتيجة هي اتساع الهوة في اسرائيل بين الاغنياء والفقراء، واصابة شرائح متزايدة من اليهود بداء الفقر.

ولا يعني هذا ان التمييز القومي قد انتهى، بل كان اول المتضررين من التحولات الاقتصادية في اسرائيل العمال والعاملات العرب. فقد شُرّد هؤلاء من العمل في مجال البناء على خلفية استيراد قوى عاملة اجنبية، ومن مجال النسيج بعد تصدير المصانع الى الاردن والصين. وبعد ان تحولوا الى عاطلون عن العمل، جاءت الضربة الثانية في التقليص الحاد في ميزانيات البطالة وضمان الدخل. بذلك اصبح العرب يشكلون شريحة كبيرة جدا من مجمل الفقراء في اسرائيل.

ومع ذلك، يتضح ان الدولة اليهودية لم تتمكن من حصر الفقر في المجتمع العربي. فقد تسرب هذا المرض الاجتماعي للمجتمع اليهودي ايضا، حيث تحول الى خطر يهدد النسيج الاجتماعي الصهيوني.



الشعاران القومي والطبقي

ان التحولات الاقتصادية التي خلقت الفجوة الاجتماعية، اثرت ايضا على المجتمع العربي، وإن لم يكن بنفس المقدار. فإذا كنا نجد في المجتمع الاسرائيلي شريحة واسعة جدا من الطبقة الوسطى التي تتمتع بنفوذ كبير في الاحزاب المتنافسة على الحكم، والمستفيدة بشكل مباشر من الانتعاش الاقتصادي، فقد تشكلت في المجتمع العربي ايضا طبقة وسطى استفادت من التحول الاقتصادي.

في كل قرية ومدينة عربية تعيش الاغلبية العمالية مع اقلية من اصحاب المهن الحرة. بين هؤلاء موظفون حكوميون، مقاولون صغار، اصحاب شركات قوى بشرية، وأصحاب محال تجارية. يضاف الى هؤلاء مثقفون وجدوا لانفسهم مكانا في وسائل الاعلام العربية. وتسيطر هذه الفئة على المؤسسة السياسية العربية من احزاب ومجالس محلية.

هذه الشريحة النخبوية من الوسط العربي، لا تعرف الضائقة الاقتصادية، ولا تتواجد في مكاتب العمل والتأمين الوطني. ومن موقعها ترى في "الخبز والعمل" شعارا فئويا ضيق الافق لا يليق بمرحلة "التحرر الوطني". ولكن في السنوات الثلاث الاخيرة اتسعت الفجوة بين هذه الشريحة وعامة الشعب. فقد بقيت شعاراتها محصورة في النضال ضد العنصرية والمطالبة بالمواطنة الكاملة، وغضت الطرف عن المشاكل الحياتية الوجودية التي اصبحت الهم الرئيسي لدى اغلبية المجتمع.

شعار "الخبز والعمل" تحول الى شعار الطبقة العاملة العربية والفلسطينية على حد سواء، ليس من باب القبول بالتمييز العنصري والاحتلال، بل من منطلق احساس فطري سليم بان موازين القوى السياسية الحالية تمنع تطبيق البرنامج القومي، بسبب هيمنة الولايات المتحدة ودعمها المطلق لاسرائيل.

في المناطق الفلسطينية المحتلة، انعكس الامر في تصويت الناس لحركة حماس في الانتخابات الاخيرة، ومصادرة مقاليد الحكم من حركة "فتح" لاول مرة في تاريخها. غير ان الطبقة العاملة الفلسطينية لم تصوت دعما لبرنامج حماس المتطرف، وانما من اجل إحداث تغيير فوري في ظروف معيشتها الصعبة، بعد فشل "فتح" في تحسينها وركضها وراء مصالحها الفئوية تحت غطاء الشعارات الوطنية.

ان عزوف الناس عن السياسة في كلا الموقعين، نابع من عدم الثقة في ان السياسة هي وسيلة لتغيير الوضع. وقد ترسخت هذه القناعة بعد ان تبين ان حاملي شعار "الوطنية" هم انفسهم الاغنياء، المقاولون، اصحاب فرق كرة القدم، اصحاب الشركات التي تتعاون مع الشركات الاسرائيلية، اصحاب شركات القوى البشرية التي تستغل العمال.

حزب دعم العمالي جاء ليعيد الناس الى السياسة، وليؤهل الطبقة العاملة لاستلام دفة القيادة. فالطبقة العاملة هي صاحبة المشاعر الوطنية الحقيقية، وهي اكثر المتضررين من الاحتلال والتمييز القومي.

ما شهدناه في قاعة "الميدان" في 11 شباط كان بلا شك تعبيرا عن اهتمام حماسي بالسياسة العمالية. نعم، الناس تريد العودة للسياسة، ولكن هذه المرة من خلال قيادة عمالية. جربنا المثقفين وخيبوا املنا، وقد حان الوقت ان تأخذ الطبقة العاملة زمام المبادرة بيدها. لا نزال في بداية مراحل البناء، ولكن هذه الانتخابات ستشهد حدثا تاريخيا مهما لان العمال بدؤوا باسماع صوتهم، واحد لن يقمع هذا الصوت.

* الامين العام لحزب "دعم" العمالي



#يعقوب_بن_افرات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شارون يورّث حكمه لاولمارت
- كاديما: اجماع اسرائيلي جديد
- باريس تشتعل مرة اخرى
- حرب اهلية فلسطينية على الابواب
- كاترينا تعصف بشعبية بوش
- نشوء وسقوط الامبراطورية الرأسمالية
- شارون يرسم الحدود وحده
- شرق اوسط جديد؟
- امريكا:مجتمع المُلكية ينقلب على دولة الرفاه
- هبوط الدولار يهز العالم
- الانتخابات الامريكية الدين يلعب لصالح بوش
- بين الواقع وعدم الواقعية
- عرفات ودحلان لا يلتزمان حتى النهاية
- الفوضى تستبدل الانتفاضة
- سعر النفط يهز اقتصاد العالم
- اعادة الانتداب المصري
- بناء الحزب العمالي مهمتنا الملحّة
- مغامرة بوش وشارون تعمّق الفوضى
- شارون يسلط سوط الانسحاب
- البورصة الامريكية تنتظر الحرب


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة
- فريدريك إنجلس . باحثا وثوريا / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - يعقوب بن افرات - حزب دعم العمالي - لماذا الآن؟