أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - هكذا تكلم روبرت كيتس وزير الدفاع ألأمريكي















المزيد.....

هكذا تكلم روبرت كيتس وزير الدفاع ألأمريكي


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2203 - 2008 / 2 / 26 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلافآ لما صرح به أحد الناطقين باسم البيت ألأبيض ألأمريكي ووزيرة الخارجية ألأمريكية من أن الهجوم العسكري على كوردستان الجنوبية جاء بالتنسيق والتخطيط مع الحكومة ألأمريكية للقضاء على قواعد حزب العمال الكوردستاني , تناقلت وسائل الإعلام الصادرة اليوم ما صرح به وزير الدفاع ألأمريكي روبرت كيتس من أنه سبق وأن قال ويؤكد اليوم على أن القوة العسكرية سوف لن تجلب النصر على حزب العمال الكوردستاني .
فماذا تريد السياسة الشوفينية التركية أن تتوصل إليه من خلال إبراز العضلات الهمجي هذا الذي لا طائل تحته حيث لا يُرجى منه نصرآ عسكريآ على حركة التحرر الوطني والقومي الكوردي وعلى مقاتلي هذه الحركة على مختلف بقاع كوردستان ..؟ هل أن الهجوم العسكري هذا الذي تم التخطيط والتنسيق له مع الحليف ألأكبر لتركيا , الولايات المتحدة ألأمريكية, ويقال مع الحكومة العراقية أيضآ , والله أعلم , سوف يكون مقتصرآ على مقاتلي حزب العمال الكوردستاني فقط ولإمد محدود جدآ , كما يدعي المخططون والمنسقون لهذا الإختراق العسكري اللامشروع لحدود دولة عضو في ألأمم المتحدة والتي يشملها حق الحماية الدولية , كما شمل الكويت مثلآ , أثناء تعرضها لهجوم عسكري مماثل من قبل البعثفاشية العراقية , والذي قامت الدنيا بسببه ولم تقعد إلا بطرد الزمر المعتدية منه ..؟ إن ألأجوبة على هذه ألأسئلة المحيرة تشير إلى حيرة أكثر لدى القوى الشوفينية العسكرية والمدنية التي توجه سياسة تركيا اليوم , كاستمرار لسياستها العنصرية , سياية التتريك , التي ورثتها عن الدولة العثمانية المقبورة .
إن أحد هذه ألأجوبة يشير إلى أن الهدف من كل ذلك هو القضاء على القواعد العسكرية لمقاتلي حزب العمال الكوردستاني في كوردستان الجنوبية . ويتبادر إلى الذهن هنا التصريحات الرنانة التي أطلقها القائمون على السياسة العنصرية التركية التي أعلنوا فيها للعالم أجمع من أن القصف الجوي الذي مارسته طائراتهم الحربية على القرى الكوردية في كوردستان الجنوبية قبل إسبوعين من بدء هذا الهجوم العسكري, إستهدف قواعد حزب العمال الكوردستاني , ووصفوهذه الهجمات بالناجحة بالرغم من التدمير الذي طال القرى وسكانها العراقيين , ولم نسمع من الحكومتين المركزية والإقليمية في العراق سوى بعض التصريحات البائسة التي أدانت هذه الإعتداءات ولم تتخذ أية خطوة دولية أو إقليمية أو محلية لإيقافها , وكأن أصوات الزعانف العربية سواءً في الجامعة العربية أو في المحافل ألأخرى التي تقيم الويل والثبور على ما تسميه الحفاظ والدفاع عن الحدود ألإقليمية وسيادة الدول العربية , قد قُطعت حينما طال الهجوم قرى الشعب الكوردي العراقية , وكأن هذا الشعب خارج حسابات الجامعة العربية ومنظريها . فإذن إن الهجوم الجوي التركي لم يحقق أهدافه التي وضعها له الشوفينيون من العسكرين والمدنيين المخططين للسياسة التركية . وهذه نتيجة طبيعية , حيث إن المقاتلين ألكورد يتحصنون في المناطق الجبلية التي يصعب إستهدافها جوآ وبرآ , خاصة في هذه ألأيام التي تغطي فيها الثلوج معظم جبال كوردستان وطرقها , وعلى ألأخص تلك التي تقع على الحدود العراقية التركية .
هذا إذا ما نظرنا إلى هذا التحرك عبر الحدود العراقية من الناحية العسكرية فقط . أما إذا أردنا تحليله وتحليل تنائجه من الناحية السياسية فإنه لا يعني سوى مغامرة بائسة تحاول بها العنصرية التركية , كمحاولاتها السابقة , لي عنق حركة التحرر الوطني والقومي الكوردية , وهذا ما لا تستطيع تحقيقه , حتى وإن جيشت المزيد من الجيوش لذلك . فابالرغم من الدعم المعنوي والعسكري أيضآ الذي قدمته الولايات المتحدة ألأمريكية إلى حليفتها في حلف الناتو تركيا , فإن امريكا لم تستقبل بارتياح ألأنباء ألأخيرة التي تشير إلى نية الحكومة التركية تمديد بقاءها وبالتالي عملياتها العسكرية في كوردستان الجنوبية . إذ بدأت العلاقات بينها وبين حلفائها في القيادات الكوردية الحاكمة في كوردستان الجنوبية تميل إلى الإنحطاط وهذا ما لا تستطيع ألسياسة ألأمريكية أن تجازف به في العراق في الوقت الحاضر على ألأقل . اما دول ألإتحاد ألأوربي التي تسعى تركيا للإنضمام إليه فإنها أبدت ردود فعل لا يمكن وصفها بالإيجابية على أي حال . أما إذا إستمر الهجوم العسكري الذي يستهدف القرى الكوردية والسكان المدنيين بالدرجة ألأولى , وفيما إذا إستمر عدد الضحايا المدنيين بالإرتفاع , وهذا ما تكشف عنه التقارير العسكرية اليومية , فإن ذلك قد يصبح وبالآ سياسيآ على السياسة العنصرية التركية ضد الشعب الكوردي.
ونعاود السؤال مرة أخرى حول ماهية هذه المغامرة الطائشة التي تنفذها السياسة الشوفينية التركية في كوردستان الجنوبية ..؟ وهنا يمكن التفكير ببعض ألأجوبة المحتملة لهذا السؤال . أحد هذه ألأجوبة يمكن أن يصب في باب التحريض الذي تحاول من خلاله السياسة التركية العنصرية حث الحكومات التي تتقاسم ألتسلط على الشعب الكوردي وتكبح تطلعاته القومية والسياسية والثقافية بأن تتبع نفس السياسة العنصرية وتسير على نفس النهج الذي إتبعته الشوفينية التركية تجاه هذا الشعب الذي لم يتوان عن تقديم المزيد من قوافل الشهداء في سبيل قضيته . وجواب محتمل آخر يصب باتجاه حكومة إقليم كوردستان الجنوبية بأن لا تعمل على الدعاية لتعميم التجربة العراقية على ربوع كوردستان ألأخرى , وأن تتعاون سوية مع السياسة الشوفينية التركية لمحاربة المقاتلين ألأكراد , وإن لم تمتثل لمثل هذا ألإنذار فإن إجتياحها سوف لا يكون صعبآ على الجيش التركي الذي يقف على حدودها وفي حالة إنذار وتأهب دومآ. أو قد يكون هذا الطيش العسكري نتيجة لأزمة سياسية داخلية تمر بها السياسة التركية على العموم والتي برزت من خلال الشرخ الذي بدأ يتوسع في العلاقات بين العسكر وكثير من التجمعات والأحزاب السياسية والقوى الإجتماعية من جهة وبين الحكومة الحالية من جهة أخرى وذلك بسبب شعور العسكر بازدياد توجهات الحكومة التركية الحالية التي يغلب عليها الطابع ألإسلاموي إلى أسلمة الدولة التي يريدها العسكر أن تسير على النهج الذي خطه لها كمال أتاتورك , إذ كان ألقرار ألأخير الذي إتخذته الحكومة التركية الحالية برفع منع الحجاب في الجامعات التركية قد أحدث ضجة كبرى لدى المؤسسة العسكرية وحلفاؤها التي تعتبر نفسها الحامية للتراث ألأتاتوركي . وعلى هذا ألأساس جاء هذا الطيش العسكري " ليوحد " ألأمة التركية تحت هدف واحد , وليس هناك أفضل من قمع الشعب الكوردي كهدف تجتمع عليه كثير من مكونات ألأمة الكوردية ألأتاتوركية خليفة ألأمة التركية العثمانية .
حركة التحرر القومي الكوردي في خطر إذن يحيق بها ليس من قبل السياسات الشوفينية في المنطقة , تركية كانت ام عربية أم فارسية ,بل ومن التوجه القبلي العشائري في الحركة نفسها الذي لا يريد أن يتخلى عن إمتيازاته العشائرية ولا يريد أن يفهم القضية الكوردية على أنها قضية أمة وليست قضية عشيرة أو حزب أو طائفة . إنها قضية تحرر حسب منطوق القرن الحادي والعشرين والتي لها تطلعاتها المرتبطة دومآ بالفكر التحرري لا الفكر العشائري , وبالتقدم العلمي والتكنولوجي لا بالفكر الغيبي , وبالنهج ألأممي لا بالإنغلاق على النفس والتخلف عن الركب العالمي . فما على القوى الثورية في حركة التحرر الوطني والقومي الكوردية إلا ان تحث السير على هذا الطريق الذي لا بديل عنه .
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبا نزار....يا صاحب القلب الطيب...وداعآ
- إلى التضامن ألأممي مع الموقع ألإعلامي الحر - روج تي في -
- ألأنظمة العربية يؤرقها كابوس ألإعلام الحر
- من فمك أدينك يا أوردغان
- جرائم الثامن من شباط تلاحق البعثفاشية وأعوانها
- هل تجاوز اليسار العراقي دور المخاض...؟ ألشعب ينتظر الوليد ال ...
- هزيمة علماء الشيعة أمام جهلتها
- محنة الدين في فقهاء السلاطين القسم الثالث
- محنة الدين في فقهاء السلاطين القسم الثاني
- يا مراجعنا العظام....هل قتل النساء حلال أم حرام...؟
- محنة الدين في فقهاء السلاطين
- من خزين الفكر الجاهلي...وأد البنات بالأمس....وقتل النساء الي ...
- العثمانيون الجدد يمارسون سياسة التتريك المقبورة
- أكاذيب الشوفينية التركية
- عودة إلى حوار حول العلم العراقي
- رهائن حزب العمال الكوردستاني في سوق المقايضة
- ألنواب والنصاب
- يا مناصري الشعوب المُضطهَدة......تحركوا , فقد شكاكم المهد وا ...
- الحوار المتمدن كميدان للتجمع الديمقراطي العراقي
- ألقومية الكوردية والأصوات النشاز


المزيد.....




- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على بيان -حماس- بشأن مفاوضات وقف إط ...
- الجنائية الدولية: ضغوط سياسية وتهديدات ترفضها المحكمة بشأن ق ...
- أمطار طوفانية في العراق تقتل 4 من فريق لتسلق الجبال
- تتويج صحفيي غزة بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة
- غزة.. 86 نائبا ديمقراطيا يقولون لبايدن إن ثمة أدلة على انتها ...
- هل تنجح إدارة بايدن في تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل ...
- -ديلي تلغراف-: ترامب وضع خطة لتسوية سلمية للنزاع في أوكرانيا ...
- صحيفة أمريكية: المسؤولون الإسرائيليون يدرسون تقاسم السلطة في ...
- رسالة هامة من الداخلية المصرية للأجانب الموجودين بالبلاد
- صحيفة: الولايات المتحدة دعت قطر لطرد -حماس- إن رفضت الصفقة م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - هكذا تكلم روبرت كيتس وزير الدفاع ألأمريكي