أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - صندوك الرمل مسرحية بالمحكية العراقية من فصل واحد















المزيد.....

صندوك الرمل مسرحية بالمحكية العراقية من فصل واحد


حكمت الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2185 - 2008 / 2 / 8 - 11:49
المحور: الادب والفن
    


صندوك الرمل
تأليف: ادوارد أولبي
ترجمة: حكمت الحاج
كتبت المسرحية في عام 1959. ومثلت لأول مرة في نيويورك عام 1960 في 15 نيسان منه. وتمت الترجمة الى اللهجة العامية العراقية (الجلفي) ببغداد عام 1995.
يحق لمُترجم ومُعِدّ هذه المسرحية أن يهدي هذا العمل إلى السيدة [فهيمة سلمان] خالته التي وافاها الأجل مساء السابع من تموز يوليو 1995، بعد أن أعطى المؤلف لنفسه من قبل مثل هذا ألحق حين أهدى المسرحية إلى جدته المتوفاة.

الشخصيات:

1 ـ الشاب : فتي وسيم رياضي يرتدي الشورت وحذاء الرياضة "السبادري".
2 ـ الرجل : أشيب ضئيل نحيل في الخمسين من عمره .
3 ـ المرأة : حسنة الهندام قوية الشخصية في الأربعين من عمرها .
4 ـ الجدة : امرأة ضئيلة الجسم عجفاء ذات عينين براقتين في السبعين من عمرها .
5 ـ العازف : يفضل أن يكون شابـا.

المشــــــهد/

المسرح خال إلا من مقعدين بسيطين موضوعين جنبا إلى جنب في مواجهة الجمهور. في أقصى اليمين، عند مقدمة المسرح، وفي أقصى اليسار عند مقدمة المسرح أيضا، هنالك مقعد في مواجهة المقعدين السابقين يقف أمامه العازف، والى الخلف، عند منتصف المسرح، ثمة صندوق كبير من النوع الذي يستعمله الأطفال في تخزين الرمل واللعب به، هذا بالإضافة إلى دلو (سطل) وجاروف (مسحاة) من النوع الذي يلعب به الأطفال. الخلفية تمثل السماء، التي تتغير باستخدام الإنارة، من نهار ساطع إلى ليل دامس.
عند رفع الستارة يكون الوقت نهارا. يظهر الشاب بمفرده على المسرح عند المؤخرة وإلى جانبه صندوق الرمل، يمارس تمارين سويدية يؤديها بالحركة البطيئة/ سلوموشن. يجب أن توحي هذه التمرينات ـ التي يستخدم الشاب فيها ذراعيه فقط ـ بضربات رفيف الأجنحة، فالشاب بعد كل هذا أنما يمثل الملاك " عزرائيل " أو ملاك الموت. وقد شدد المؤلف على هذه الملاحظة في تقديمه للمسرحية.
تدخل المرأة من يسار المسرح يتبعها الرجل:

المرأة:( وهي تشير إلى الرجل ) هااا..أهاا.. وصلنا. شكد حلو البحر. شكد حلو الماي.. يخبل.
الرحل : ( يتوجع ويشتكي ) إششششااااااااا ه ه ه ... بارده.
المرأة : ( بضحكة قصيرة ) لا تصير خواف، الجو دافي أصلا. ( بعد هنيهة) دا تشوفه؟ [تشير إلى الشاب] أصلا ذاك ولا داي يحس بالجو .. يا عيني عليه.. ( تلوح بيدها للشاب ) هلو..!
الشاب : ( بابتسامة صادقة ) هلو !
ألمرأة : ( تتلفت ) إذا مشت الأمور بها الشكل راح نوصل لنتائج كلش رائعة .. شنو رأيك ؟ الرمل موجود ، والماي وراه ، شنو رأيك.. ( بعنف ) دكوللي ؟!
الرجل : ( شاردا ) ها .. إي .. أكيد .. صحيح .. مثل ما تكولين .
ألمرأة : ( بنفس الضحكة الصغيرة ) طبعا ، .. أش ما أكول هو الصحيح .. إذن احنه متفقين و ماكو اعتراض ، .. موو ؟
الرجل : ( يهز كتفيه ) لا ماكو اعتراض أبداً .. وبعدين هي أمج، مو أمي.. أي قابل هيه أمي؟
ألمرأة : أعرف هيه أمي مو أمك لعد أش عبالك . (صمت ) .على كلٍ . هسه خلي دا نمشي بالمشروع مالتنه.. ( تنادي في اتجاه جانبي المسرح ، ثم إلى جهة اليسار ) تفضل عيني .. أنت .. اللي بره .. تكدر تدخل هسه..
( يدخل العازف . يجلس على المقعد الذي على يسار المسرح . يضع ألنوطة الموسيقية على الحامل المعدني، ويستعد للعزف.تؤشر المرأة بيدها دلالة على ألموافقة).
ألمرأة : عظيم .. عظيم جدا .. ( إلى الرجل ) ها .. أنت متهيئ .. حتى نروح نجيب أمي؟
ألرجل : ( كما لو كان في تمثيلية تاريخية ) سمعا وطاعة يا مولاتي .
ألمرأة : ( تتقدمه إلى الخارج على يسار المسرح ) طبعا.. السمع والطاعة إلي. (إلى العازف) تكدر تبدي هسه. (يبدأ العازف بالعزف. تخرج المرأة ويتبعها الرجل. وطوال وقت العزف، على العازف أن يومئ برأسه إلى الشاب الرياضي) .
ألشاب : ( بنفس تلك الابتسامة الصادقة ) هلو ! .
(تعود المرأة ومعها الرجل وهما يحملان الجدة من تحت أبطيها وهي متصلبة تماما وساقاها مضمومتان إلى أعلى وقدماها يلامسان الأرض وعلى وجهها العتيق يرتسم تعبير ينم عن ألحيرة والخوف).
ألرجل : وين نخليها ؟
ألمرأة : ( نفس الضحكة القصيرة ) وين ما آني أريد ، طبعا ... خلي دا أشوف .. خلي دا أشوف ... خلي دا ...... هنا ... لو هنا ... لا هناك ... أي هنا ... هناك ... أي .. ما يخالف .. بالصندوك .. ( صمت ) .. بالصندوك ... مووو ؟ ( إلى الرجل ) ياللآ ، أش دا تنتظر ؟ بالصندوك..
(يحملان ألجدة معا إلى الصندوق، صندوق الرمل)
ألجدة : ( وهي تعدل وضعية جلوسها وصوتها يتراوح بين ضحكة طفل وبكائه) آآآآآآآآآ ي ي ي ي ي ي ووووووووووووووووووو.....!
الرجل : ( وهو ينفض الغبار عن ثيابه ) وهسه أش راح نسوي ؟
المرأة : ( الى العازف ) بس . كافي.
(يتوقف العازف عن عزفه)
المرأة : ( الى الرجل مرة أخرى ) شنو قصدك يابه من تكول أش راح نسوي هسه ؟ راح نكعد طبعا . ( الى الشاب ) هلو ! .
ألشاب : ( بنفس الابتسامة السابقة ) هلو .
(تتجه المرأة ويتبعها الرجل الى المقعدين اللذين على يمين المسرح، ويجلسان).
(صمـت)
ألجدة :( في نفس وضعها السابق ) آ آ آ ههههههه ...... كلش آه..!
الرجل : تتصورين هي مرتاحه بها الشكل ؟
المرأة : ( بعصبية ) واش مدريني.
(صمت )
الرجل : وهسه أش راح نسوي ؟
المرأة : ( كأنها تتذكر ) ننـ ... تنظ ..ر ..نـ ...كـ .. عد... هنا... و ... ننـ..تـ.. ظ... رررر .. هذا اللي راح نسويه.
الرجل : ( بعد صمت ) ونحجي ويه بعضنا ؟
المرأة : ( بنفس الضحكة القصيرة اياها وهي تنفض شيئا ما عن ثوبها )
زين، زين .. تكدر تحجي إذا حبيت .. اذا كدرت أصلا تفكر باللي راح ينكال .. تحجي.. إذا تفكر .. بأي شي .. إذا كدرت تفكر بأي شي جديد.
الرجل : ( يفكر ) لا ... أعتقد الموضوع بالعكس .
المرأة : ( تضحك بأنتصار ) طبعا بالعكس .
ألجدة : ( وهي تضرب ألمسحاة ( ألجاروف ) بالسطل ( ألدلو ) آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا عيني آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه
ألمرأة : ( بعيدا عن الجمهور ) هدوء شويه ... هدوء مو أكثر .. اهدئي .. اهدئي وانتظري.
(تقذف ألجدة المرأة بملء ألجاروف رملا)
المرأة: ( لا تزال بعيدة عن الجمهور ) هاي دا تشمر علي رمل.. ها.. ولج كافي تذبين علي رمل. ( إلى الرجل) هاي دا تذب علي رمل.
(ينظر الرجل إلى الجدة التي سرعان ما ستصرخ فيه)
ألجدة : بيبي بي بي بي بي بي بي بيبي.
المرأة : ( إلى الرجل ) لا تباوعلها .. لا تباوع . أكعد هنا. لا تتحرك أبدا . أكعد وأنتظر. انتظر مو أكثر. (ثم إلى العازف ) وانت ؟ آه إنت .. إنت تستمر تسوي اللي جنت تسويه شلون ما جان.
(العازف يعزف الموسيقى. تتجمد المرأة وكذلك الرجل ويحملقان إلى ما خلف الجمهور . تنظر الجدة إليهما وتنظر إلى العازف ثم إلى صندوق الرمل وترمي الجاروف إلى الأرض)
ألجدة : آه ها ها ها ها بي بي بي بيبي ( تبحث عن ردة فعل فلا تجد شيئا، ثم تخاطب الجمهور مباشرة) صدكوني. أريدكم تصدكوني . شفتو الطريقة اللي يعاملون بيها مره عجوز؟ يجرجروها بره بيتها ويركبوها سيارة ويجيبوها لهنا. من هناااااااااك لهنا. يدفنوها بالرمل ويعوفوها هنا حتى تجيف. ليش ؟ ها.. ليش؟ عمري أثنين وسبعين سنه... تزوجت وآني عندي سطعش سنه. تزوجت فد واحد تعبان موشل كل شي ما عنده. مات وهو ما مكمل التلاثين. (الى العازف) بالله ما تبطل يا معود مو دوختنا!! اسكت شويه الله يخليك وليدي. ( يتوقف العازف عن العزف ) آني مره عجوز ما بيه حيل، بس شلون ياربي ! ايش تترجى من واحد.... بس منو يسمع وواحد مثل هذا موجود ؟ يا الهي.. الولد.. الولد ( إلى نفسها ) ماكو احترام بهذا المكان (إلى الشاب ) ماكو احترام بهذا المكان .
ألشاب : ( نفس الابتسامة ) أهلا بيج .
ألجدة : ( بعد صمت . مذهولة بعض الشيء . تواصل حديثها مع الجمهور ) مات رجلي وآني عندي تلاثين سنة (تشير الى المرأة) وجان لازم أربي وأكبر هاي البقرة لوحدي. كل شي جان لازم أسويه لوحدي . وليش ؟ حتى هاي البربوك تاكل زين. ما أحد يكدر يتصور حالي شلون جان. أوف ياربي (تنظر الى الشاب).
ألشاب : منو ؟ آني ؟ آني جنت اتمشى شويه.
ألجدة : طبعا جنت تتمشى ، أكيد ، أنت ما تكذب (كالأطفال، تصرخ وتصفق) هيه هيه هيه باوع باوع على روحك هيه هيه.
الشاب : ( وهو يستعرض عضلاته) شوفي شلون بوزات عندي. بالله عليج إذا ما تشوفين ( يواصل التمارين ).
ألجدة : الحقيقة فد شي فاخر . شي ممتاز . عفيه وليدي عفيه.
ألشاب : ( برقة ) ياللا ما يخالف ما يخالف . ممنون .
ألجدة : بس بشرفك . أحلفك بشرفك . منين جابوك . ما تكوللي؟ دكوللي الله يخليك منين جابوك؟
ألشاب : منو ؟
ألجدة : شنو ؟
الشاب : منو ؟
ألجدة : همه !
ألشاب : همه؟ منو همه؟
ألجدة : أووه لا تدوخني يا معود . هسه المهم كوللي منين أجيت؟
ألشاب : أجيت من جزر القَمَر.
ألجدة : ( وهي تومئ برأسها ) واضح واضح.. مفهوم .. إنت اش أسمك إبني؟
ألشاب : لا تكولليلي وليدي ولا أبني، تره أضوج وأزعل..
ألجدة : ايش اكول لعد ؟
الشاب : كولي عزيزي، مثلا.
الجدة : زين يابه . أنت شنو اسمك عزيزي؟
ألشاب : ما أدري .
ألجدة : ( الى الجمهور ) همينه حلو وهمينه ذكي.
الشاب : أقصد .. يعني ..همه ما أنطوني اسم بعد .. بالبروفات .. المخرج والمترجم وألملقن .. بعد .. بعد .. ما أدري.
ألجدة : (وهي تجاريه) ماشي ماشي لا تدير بال ولا تضوج . آني عندي هواي حجي وياك ، بس لا تمشي حباب.
ألشاب : لا .. لا .. ما راح أمشي .
ألجدة : ( وهي تحول أنتباهها ثانية الى الجمهور ) كلش زين كلش زين .
( ثم تعود مرة أخرى وبشكل مفاجئ الى الشاب ) إنت ممثل مو؟!
الشاب : ممثل؟
ألجدة : ممثل.. أقصد ممثل.
الشاب : شنو ممثل؟
ألجدة : ممثل ! يعني ممثل؟
الشاب : أي ممثل.
ألجدة : يعني من صدك؟
ألشاب : إي صدك. ممثل وأشتغل ويه.... (يذكر اسم المخرج الذي يتولى احراج المسرحية أو اسم ممثل أو ممثلة من الذين يقدمون العرض).
ألجدة : (إلى الجمهور ثانية. تهز كتفيها ) شفتو أشكد أفتهم؟ شفتو ذكائي شلون؟ بس يللا، ما علينه، خلي ننسى ونمشي بالموضوع. على كل حال، جان لازم أربي وأكبر هذيج ألكاعده هناك جنهه بعير، أربيها وحدي وآني كل شي ما عندي. زين، أشلون اتصرف؟ شلون أربيها؟ دي ياللا كوللولي شلون؟ وهذاك اللي كاعد بصفها دا تشوفوه؟ هذاك زوجها، أموره زينه وحيل زنكين، الفلوس عنده ما تنعد، بس كلش ضعيف. أخذوني من الطين والشوك والعاكول وجابوني للمدينة وكعدوني وياهم بنفس البيت، نظافة وكشخة وشغل ماكو ، بس آكل وأشرب وأباوع التلفزيون.. من ايش بعد أشتكي؟ طبعا ماكو فدشي أشتكي منه. الحمد لله . نعمه. الواحد يبوس ايده وجه وكفه. (تتطلع الى السماء وتنادي على أحدهم خارج المسرح كأن يكون مثلا مسؤول الإضاءة) شنو ، ما راح يصير الليل عزيزي؟ إي مو كافي نهار؟
(تخبو الأضواء ويحل الليل. يبدأ العازف بالعزف. يزداد الظلام . تسلط حزمة ضوء على كل شخصيته بمن فيهم الشاب الذي يواصل تمارينه الرياضية).
الرجل: ( وهو يتحرك ) إجه الليل.
ألمرأة : هش ش ش ش ، لا تتحرك . أنتظر . اشبيك، ما تعرف تتنظر؟
الرجل : حارّه كلش ( يتضجر من الحر)
المرأة : هش ش ش لا تتحرك، اصبر شوية هاي شبيك؟
ألجدة : أي اجه الليل. هم زين. هيجي أحسن. (إلى العازف) يابه! عيوني. إنت راح تظل تعيد وتصقل بها النغمة؟
( يومئ العازف برأسه)
ألجدة : كلش زين لعد. ممنونين منك على ها الموسيقى اللي تعيد وتصقل بيها وما عندك غيرها.
( تحدث ضجة خارج المسرح )
الرجل : ( وهو يشرع بالتحرك ) هاي شكو ؟
المرآة : ( وهي تشرع بالبكاء ) ماكو شي ، اكعد .
الرجل : شنو ماكو شئ ، ما سمعتي شي مثل كراكيع لو مثل فد شي دا ينكسر ؟
المرأة : ( وهي تهمس مغالبة دموعها) لا ،هيج، ماكو شي. فد هوسه بره المسرح. أنت تدري شنو يعني هوسه بره المسرح.
ألرجل : الحقيقة آني دا أنسى تره !
ألمرأة : ( تكاد تعجز عن الكلام ) هاي المسكينة . خطيه . يعني وكتها خلص، وكتها راح يوكف . آني ما دا أكدر أتحمل الموقف تره .
الرجل : ( خالي الذهن تماما ) أ..أ.. أعتقد أنه لازم شويه.. يعني.. قليل من التماسك، إي ما كلنا هيجي!
ألجدة : ( ساخرة ) هذا صحيح. كلش صحيح. لازم تصيرين متماسكة وقوية. لازم تتحملين للنهاية وبكل شجاعة، وبعدين ، كل شي راح يصير زين.
(تحدث ضجة أخرى خارج المسرح وهذه المرة بصوت أعلى)
المرأة : يوم .. يوم .. يمه .. يمه ( تبكي )
ألجدة : ( للمرأة ) أني زينه بنتي ما بيّ شي . بعدني . بعد ما صارت الشغله ، بعد .
(ضجة عنيفة خارج المسرح . تنطفئ الأضواء ما عدا الحزمة المركزة على الشاب . يتوقف العازف عن عزفه)
المرأة : ولج يمه ( بتفجع ) ... ( ثم صمت )
ألجدة : (كما لو تخاطب مهندس الإنارة) لا تنطي إناره بعدني ما مستعده ، بعد ما خلصت . لا بأس. لا بأس. يا جماعه، فد شويه وأخلص ما ظل شي... هاي هيه خلصت.
(تضاء الأنوار ثانية فيتحول الليل إلى نهار ساطع . يبدأ العازف بالعزف. تظهر ألجدة كما هي في الصندوق راقدة على جنبها متكئة على مرفقها، مشغولة بتكويم الرمل على جسدها).
ألجدة : (وهي تبتسم) ما أدري شلون قبلت أشتغل بها المسرحية. وخاصة ها المسحاة وها السطل مال أطفال. اللعنة (تقولها بالفصحى) .
الرجل: ( إلى المرأة ) حبيبتي ، كومي ، طلع النهار .
ألمرأة : ( بذكاء ) هيجي ها ! ما يخالف . يوووووه ..
ليل طويل يا آآآآآآآآآه .. ليلة طويلة راحت، وطلع النهار. كافي دموع. خلي نبطل نبجي وخلي نمسح حزننا ونواجه المستقبل، نعم ، هذا اللي لازم يصير.
ألجدة :( وهي لا تزال تجرف الرمل ، تقلدها بسخرية) نمسح حزننا، نواجه المستقبل، هيه ! يللا ..
ألشاب : بنفس تلك الابتسامة ) هاللللللو .
(تمثل ألجدة دور من يتصنع الموت. تذهب المرأة والرجل ليلقيا نظرة عليها تكاد أن تكون نصف مدفونة في الرمل وهي تمسك بالمسحاة بيديها ألمعقودتين على صدرها).
ألمرأة : (أمام صندوق الرمل وهي تهز رأس ألجدة) أشكد حلوه انتي ! ومن كثر ما حلوه ما راح نكدر نبجي عليج. أشكد مبين عليهه سعيده. (بزهو وإيمان) التصرف الزين يجيب نتيجة. (إلى العازف) أو كاي، تكدر تبطل عزف هسه، أقصد ، يعني، تكدر تكعد هنا ويانه، على كيفك ،لو تريد تنزل البحر تسبح، لو تريد تسوي أي شي ،بكيفك، الأمور كلها ويانه. ( تتنهد بعمق ) زين ! (إلى الرجل) يللا يابه ، يا رجال ، خلينا نروح.
ألرجل : دائما جنت معجب بشجاعتج حبيبتي.
المرأة : دائما جنت معجبه بشجاعتك حبيبي.
(يخرجان من يسار المسرح)
ألجدة : ( بعد انصرافهما، وهي راقدة وساكنة تماما) التصرف المناسب يجيب نتيجة. كل شي له ثمن، ماكوشي ببلاش .. ياحسافه، ( تحاول أن تجلس ) زين ولكم، آني الكم ( تهدد) بسيطه، آني إلكم ( لكنها تجد نفسها عاجزة عن الجلوس ) آني، آني، ما دا أكدر أكوم .. آني .. ما.. دا.. أكدر.. أتـ..حر..ك.
(يتوقف الشاب عن أداء التمارين الرياضية ويؤشر للعازف . يتجه إلى ألجدة ، يركع على قدميه عند صندوق الرمل)
ألجدة : آني ما دا أكدر أتحرك.
ألشاب : أش ش ش ..اسكتي.
ألجدة : ما دا أكدر أتحرك.
ألشاب : آه، يا أمي، بعد عندي شويه وكت، وأكو فد شي لازم أسويه.
ألجدة : على راحتك وليدي على راحتك، لا تستعجل.
الشاب : آني .. ( يتردد ) في الحقيقة..
ألجدة : على راحتك حبيبي.
الشاب : (يستعد. يؤدي الدور كأنه هاوٍ حقيقي ) آني جاي أصلا مخصوص على مودج. آني هو الموت بنفسه.
ألجدة : ( باستسلام ) شنو ؟ آه .. هسه أفتهمت . أي ( ينحني الشاب عليها ويقبلها من جبينها. عيناها مغلقتان . يداها معقودتان على صدرها مرة أخرى . ألمسحاة بين يديها وابتسامة عذبة على وجهها ) طيب ، هذا فد لطف منك عزيزي ، الله يخليك لشبابك.
ألشاب : (ما يزال راكعا) اش ش ش ش لا تتحركين.
ألجدة : يعني ، بس جنت أريد أكول ، خوش أديت ألدور.
الشاب : (بخجل) لا يا أمي ، موكلش.
ألجدة : لا .. صدك والله .. أنت موهوب تره ، خاصة بالتمثيل.
ألشاب : ( بنفس الابتسامة الصادقة ) شكرا ماما، أشكرج جدا من كل كلبي.
ألجدة : (ببطء ونعومة، بينما ألشاب يضع يديه على صدرها) لا والله هذا رأيي الحقيقي..
الشاب : أهلا ومرحبا بيج يا العزيزة.. أهلا يمنا وبيناتنا يا عزيزتنا.. أهلا وسهلا.

(يواصل العازف عزفه بينما تنزل الستارة ببطء)




#حكمت_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -جنون- جليلة بكار وفاضل الجعايبي: رؤية جديدة للانسان والشعر ...
- تَحْفرُ الخيولُ قبرَ الفجرِ
- جسر على نهر دجلة أو قراءةٌ في تسنن حسن العلوي (2-2)
- جسر على نهر دجلة أو قراءةٌ في تَسَنُّن حسن العلوي (1-2)
- جنون في كتاب بعد أن كانت مسرحا
- موطني موطني نشيد بين شاعرين
- المرأة والحداثة والتفكيك والجندر في العالم العربي في حوار مع ...
- حتى نارك جنة.. الوطن بين رضا الخياط وشكري بوزيان
- الكلامُ المُسْتَعَادُ
- فن الشعر في ملحمة گلگامش
- Marcella
- ذكرى أبي القاسم
- مفاهيم سبتمبرية جديدة حول الإرهاب والحروب الإستباقية وحقوق ا ...
- د. الطيب البكوش: إن مساعدة الشعب العراقي أعسر تحت الاحتلال، ...
- بين الهندسة والبستان: قصيدة نثر طويلة عن المساءات الخمسة عشر
- غرفة في فندق الراحة أو مديح العذراء كريستينا ستوكهولم السعيد ...
- المفكر التونسي د. فتحي بنسلامة في حوار مع حكمت الحاج
- سبعُ قصائد
- البيت قرب البحر كالمجهول باهر وساطع
- التّحليل النّفسيّ على محك الإسلام


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حكمت الحاج - صندوك الرمل مسرحية بالمحكية العراقية من فصل واحد