أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الانباري - زوجتي ارهابية من طراز خاص














المزيد.....

زوجتي ارهابية من طراز خاص


علي الانباري

الحوار المتمدن-العدد: 2170 - 2008 / 1 / 24 - 01:31
المحور: كتابات ساخرة
    


الإرهابي، اسم مأخوذ من الفعل الرباعي (أرهب) أي أخاف، واخذت كلمة إرهابي معناها السائد في هذا الزمن وهو الشخص الذي يقوم بقتل الناس بطرق متعددة كالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة التي يقودها اناسٌ يطمحون إلى بلوغ الجنة عن طريق قتل اكبر عددٍ من الأطفال والنساء والشرطة فتحتفل الفضائيات بهذا الصيد العراقي الثمين وسط مباركة عرّابي (المقاومة) من كتابٍ وصحفيين يسمون الأشياء بنقائضها، ويحملون على شعب العراق اصراً لأنه خيّب امالهم فلم يحم نظامه الزائل ولم يشدّ أزره وقت المحنة.

هذه الحقائق عن الإرهاب يعرفها الجميع والغرض من ذكرها هو التنبيه فقط، ولكن الذي لا يعرفه الكثيرون هو أن الإرهاب له اشكال سلمية أي لا تسيل الدماء عند ممارسته ويأخذ معناه من اصل الفعل أرهب، أي أخاف، وذلك ما تفعله أكثر النساء بأزواجهن، وهذا ما تمارسه زوجتي معي وقد قيل في المثل السائر، (سَلْ مجرباً، ولا تسأل حكيماً)، وأنا ذلك المجرب الذي ذقت العذاب ألواناً على يديها وما أرويه هو غيضٌ من فيض وقطرة من بحر.

فإذا اقترب الراتب وضعت خطتها للقضاء عليه وتركي مديناً، تبدأ الطلبات تترى، شراء صحون الصيني، ستائر جديدة للشبابيك، مزهريات لغرفة الضيوف، ملابس للاطفال وغيرها الكثير، وحين أرفع يدي احتجاجاً كما يقول الشاعر فوزي كريم، تنخرط بالبكاء وتندب حظها المشؤوم الذي اعطاها هذا الزوج البخيل الذي لا يعرف كيف يصرف نقوده على احتياجات البيت.

اعود من وظيفتي بعد الظهر، متعباً، سئماً من مصائب الحياة والفوضى التي تدمر كل شيء فتبادرني بالقول: هل جلبت لنا غداءً من المطعم فأنا لم المطبخ هذا اليوم، وحين اذكرها بواجباتها المنزلية كونها ربة بيت غير مرتبطة بوظيفة أو عمل، تبدأ بالصراخ والولولة فاستعيذ بالله من الشيطان، واخرج إلى اقرب مطعم جالباً الطعام إلى البيت، وهذا ما يُراكم ديوني ويجعلني أُقتر كثيراً على مصروفي اليومي من سجائر وشايات في الدائرة، أو مشاركة اصدقائي مجالسهم الخاصة.

حتى متعتي البريئة من مشاهدة التلفزيون أو قراءة كتاب تجعلها جحيماً لا يطاق، فما إن اختار قناة تعجبني حتى تصب عليّ جام غضبها آخذة حصة الاسد من المشاهدة، واغلب ما تشاهده بعيد عن اهتمامي، فهي مولعة ببرامج الطبخ برغم أنها لا تطبخ، ومولعة بالازياء برغم أنها تلبس على طراز جدتها، وحين انسل لأنفرد مع كتاب يعجبني تهجم عليّ في خلوتي، وتطبق الكتاب بحدة صارخة في وجهي: لماذا لا تجلس معي؟ أبدأ شكلي لا يعجبك؟ ووسط دمدمتها ونشيجها انهض عائداً إلى مشاهدة التلفاز، متحسراً على الاطباق الشهية التي يعرضها برنامج (المطبخ) الذي صدئت أوانيه لقلة الاستعمال أو عدمه بشكل اصح.

تكره كل شيء أحبه، وتحب كل شيء أكرهه، تحب الصراخ، المناكدة، العناد، النوم مبكراً، الاستيقاظ ظهراً، التبذير، العبوس في وجه اصدقائي الذين اقسموا مع انفسهم كما اظن ألا يدخلوا بيتي خشية سماع كلمة تجرح مشاعرهم.

لقد بذلت جميع الاساليب لتقويمها لكن جهودي ذهبت ادراج الرياح، فشكرت الله تعالى على ما ابتلاني به متذكراً الحديث النبوي الشريف (المؤمن مُبتلى) لقد منحتني هذه المرأة صفة مؤمن وهي صفة تخفف من معاناتي.

لا تأخذكم الظنون أيها السادة، أنني أكره زوجتي أو انني افكر بتركها، أو قتلها لا سمح الله، فلها بعض الصفات الايجابية منها ان ارهابها مسالمٌ فلم تفكر يوماً بذبحي وانا نائم متخيلة اني احد افراد الشرطة، أو الحرس الوطني، وتقوم بتصويري بالفيديو مرسلة الشريط إلى قناة الجزيرة بعد ان تضع لثاماً على وجهها، لم تفكر في تمزيق جسدي برمانة يدوية تستطيع الحصول عليها بثمن بخس من احد تجار السلاح الذين يملأون الأرض خوفاً ورعباً، والذين يسرحون ويمرحون على مرأى من رجال الشرطة غير عابئين بدورياتهم وراجلتهم المشغولين بعد الأيام لتسلم راتب ضخم كان يحلم به موظفو العهد البائد بعد ان جاعوا، وباعوا.. فضاعوا ألقوا أيها الإرهابيون سكاكينكم وعبواتكم، لا تفخخوا سياراتكم، انقلوا بها اطفالكم أو اخوانكم إلى مدارسهم اجعلوا ارهابكم مسالماً، اصرخوا على الناس في الطرقات سبّوا ، اشتموا، انظروا شزراً في الوجوه، تظاهروا احرقوا العلم الأمريكي، العنوا على رؤوس الاشهاد، لكن ابتعدوا عن سفك الدم العراقي فقد رفع شكواه إلى الله مستغيثاً، فلقد صار حديث القاصي والداني، بعد كل هذا ستنالون لقباً اقل مقتاً وهو (الإرهابيون المسالمون) وقد يصفح الناس عن مشاكساتكم كما افعل انا مع زوجتي وام أطفالي (الإرهابية المسالمة) التي تعجبني احياناً حربها الباردة وسلامها المشاكس.




#علي_الانباري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية سحرية
- سيارة ابي سموكن
- ليلة القدر_ 2_
- ليلة القدر_ 1_
- غدا تسقط الاقنعة
- سماء الياقوت
- قصائد اغفلها الرواة
- المرأة في العراق..حياة رخيصة وموت رخيص
- المنبوذ
- بلاد العجائب
- ماذا يحمله عام2008
- انا الصب الذي غنى
- حكاية خرافية
- لن اقول وداعا
- وطن الغنى..وطن المآسي
- عتاب الى اعضاء مجلس النواب
- من كالعراق؟
- رسالة حب الى امرأة
- السماء التي كنت ابغي
- انقذوا نساء البصرة ايها الشرفاء


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الانباري - زوجتي ارهابية من طراز خاص