أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعاد خيري - مكتبة الطفل العراقي في بغداد شعاع يخترق ظلمة واقع الطفولة ومثال ملهم لوطنيي الخارج














المزيد.....

مكتبة الطفل العراقي في بغداد شعاع يخترق ظلمة واقع الطفولة ومثال ملهم لوطنيي الخارج


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2168 - 2008 / 1 / 22 - 12:09
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


يزخر الشعب العراقي داخل الوطن وخارجه بطاقات ومبادرات جبارة عجزت وتعجز كل وسائل وادوات اعداء البشرية عن تعطيلها . فلا القتل المجاني في الشوارع والمدارس والمعامل والبيوت ولا الرعب الذي تثيره اشكال القتل والتمثيل والاختطاف والاغتصاب ولا اغلاق مجالات العمل وسبل العيش ولا الغربة والابتعاد عن ربوع الوطن واحضان الشعب.
ما اكثر ما اثار اعجاب شعوب بلدان المهجر بالمشاعر الوطنية الجياشة لاجيال من العراقيين ولدوا وتربوا في بلدان المهجر او ممن لا يحملون من صور الوطن واحلامه اكثر من مما اختزنته ذاكرة طفولتهم. فما اكثر انديتهم وتجمعاتهم وما اكثر ابداعاتهم ونشاطاتهم العلمية والفنية وما اشد اندفاعاتهم وحماسهم في دعم وتشجيع كل نصر يحققه شعبهم في أي من مجالات الحياة ولعل ابرزها التظاهرات التي شملت جميع بلدان المهجر اثر النصرالعالمي الذي حققه فريق كرة القدم العراقي في عام 2007 التي ابهرت شعوب تلك البلدان وقدمت لهم صورا من الوطنية والتلاحم الشعبي منقطعة النظير وكشفت لهم زيف كل ادعاءات قوات الاحتلال وفشل كل اسلحتها لتمزيق وحدة الشعب العراقي. كما عزز اعجابهم بالعراقيين ان كل هذا الزخم الوطني والتلاحم الشعبي يرافقه انفتاح وتعاطف عالمي ومحلي.
في هذه الاجواء العراقية والسويدية المتعاطفة نشأت فكرة " مكتبة الطفل في بغداد" كحلم راود مخيلة عضو في رابطة المراة العراقية وجمعية المرأة العراقية وتحققت بتظافر رابطة المرأة العراقية ولجنة التضامن العراقية السويدية وبدعم من سيدا.
افتتحت المكتبة في شباط 2006 ولكن لم تستطع ان تحقق اهدافها في سنتها الاولى لهيمنة اجواء الارهاب بل ولضعف الخبرة وجدة التعامل مع مشروع انساني تنويري للطفولة مجاني متجرد من كل اهداف نفعية. وكان لابد من تنظيم دورة تدريبية لكادرها المتواضع المؤلف من معلمتين ومديرة يتقاضين راتبا متواضعا. اقيمت الدورة في الاردن بفضل مدربين من وزارة التعليم الفلسطيني لهم خبرة في هذا المجال دون مقابل، كتعبير عن تعاطفهم مع الشعب العراقي ولاسيما اطفاله. ومن خلال الممارسة والتدريب جرى تنظيم العمل بين مسؤولاتها والتعاون فيما بينهن فالمديرة للادارة واحدى المعلمات مسؤولة عن تعليم العمل على الكمبيوتر وتقوية اللغة الانكليزية وتعليم الموسيقى والاناشيد والاخرى مسؤولة عن قراءة القصص ومناقشة محتواها والرسم والتدريب على التمثيل.
صرح ثقافي رائع. في احد فروع منطقة الكرادة بيت من طابقين تعلوه لوحة تحمل اسم المكتبة ومدخل تستقبلك فيه مديرة المكتبة بالترحاب وقاعات اولها قاعة للمطالعة تعج بالكتب المرصوفة في رفوف تغطي جدران القاعة ومنضدة على طول القاعة وكراسي على جانبيها حيث تجد العشرات من الاطفال بين السادسة والرابعة عشر يقرأون الكتب او يرسمون في اوقات الدوام او يناقشون المعلمة حول قصة قرأتها لهم لحل مشكلة من مشاكل احداثها. وفي القاعة التالية خمسة اجهزة كومبيوتر لتعليم الاطفال على استخدامها ، في حين تحتل الالات الموسيقية القاعة الثالثة.
وتشغل الادارة القاعة الرابعة بجهازي كومبيوتر مرتبط بشبكة الانترنيت.
وكان لاختيارنوعية الكتب تأثير كبير على انطلاقة المكتبة وشهرتها في بغداد فقد حرصت لجنة التضامن العراقية السويدية على انتقاء الكتب المفيدة بما فيها المترجمة عن السويدية للمؤلفة القديرة استريد لندغرين التي اشتهرت بقدرتها على تربية الارادة القوية لدى الاطفال ومناقشة المشاكل التي يتعرضون لها والتوصل للحلول المناسبة والتحرر من الاتكالية والطاعة العمياء. فانطلقت طاقات معلمات المكتبة واطفالها بنشاطات ابداعية متعددة في مجال الرسم والتمثيل والانشاد. وعرضت ابداعاتهم في احتفالات عامة وعلى شاشات التلفزيون واصبحت المكتبة قبلة للصحافة وعدة قنوات تلفزيونية . ويزيد رواد المكتبة على 170 طفل وكثيرا ما تحضر امهاتهم ليس فقط فعاليات الاطفال والاهتمام باطفالهم ولشكر العاملات فيها بل وللانتماء الى الرابطة التي تشرف على مثل هذا الصرح الثقافي النادر في العراق.
زرت مكتبة الطفل العراقي عدة مرات رغم بعدها عن مكان اقامتي. فقد تميزت عن المقرات التي زرتها بالحيوية والتجدد بل وبمواكبة العصر رغم كل مظاهر التخلف التي تحيط بالمكتبة من الخارج. فقد استبدلت صور الدكتاتور بصور دكتاتوريين جدد ويعم الخراب . وبهرني اقبال الاطفال عليها وافتقادهم لها حتى في ايام عطلها. وعززت ثقتي بشعبنا ولاسيما نسائه لما لمسته من جدية وحرص المعلمات وخاصة الست سهيلة التي لم تبخل بجهد ولم تكل عن العمل لحظة وعلى استعداد لتقبل اية فكرة لتطوير المكتبة وعملها.
فالف تحية تقدير وحب للمبادرين والعاملين على تاسيس هذه المكتبة الرائعة والف تهنئة لهم على نجاحهم الباهر هذا والذي دفعهم لانشاء مكتبة اخرى في اكثر مناطق بغداد كثافة بكادحي شعبنا واحلكها ظلاما بالنسبة للطفولة "مدينة الثورة" ، الصدر حاليا.
والى مزيد من الدعم المادي والمعنوي لمكتبة الطفل العراقي في بغداد لكي تستمر وتتطور، والى المكتبة الجديدة في مدينة الثورة والى مشاريع اخرى مماثلة لتحرير اطفالنا بل وجميع فئات شعبنا من مختلف اشكال الظلام الذي تسدله قوات الاحتلال وادواتها عليهم كجزء من مساهمة فعالة في معركة شعبنا وعموم البشرية في التحرر من الامبريالية وبناء العراق والعالم السعيد.



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبلور الاصطفاف الوطني والطبقي الجماهيري في العراق
- الف تحية للشعب الذي افشل كل وسائل واساليب اعتى اعداء البشرية ...
- لتكن وحدة نضال معلمي العراق من اجل حقوقهم منطلقا لتصعيد نضال ...
- ليكن دور الشبيبة والطلبة في وثبة كانون محفزا لهم اليوم لقبر ...
- هل يتعظ قادة فصائل العملية السياسية بمصير اقطاب معاهدة بوتسم ...
- الحوار المتمدن في طليعة الكفاح الفكري المعاصر من اجل تحرير ش ...
- لا يخفف انابوليس من ادانة البشرية لجرائم الادارة الامريكية ف ...
- تحرير المرأة من العنف ، رهن بتحرير البشرية من علاقات الانتاج ...
- lمستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم،اسس الكفاح الفكري، ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 3-الكفاح الفكري
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم الجماهير داينموالكفا ...
- مستلزمات كفاحنا الوطني بين الامس واليوم 2- الكفاح الاقتصادي
- مستلزمات كفاحنا الوطني الثلاث بين الامس واليوم
- - مستلزمات كفاحنا الوطني - بين الامس واليوم
- وحدة نضال الشعب العراقي بعربه وكرده ضد الاحتلال ضرورة قصوى ل ...
- ستبقى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى تهدي البشرية وتعزز ثقتها ...
- سيبقى العراق المحتل ساحة لتصفية خلافات الامبريالية الامريكية ...
- رحلت الدكتورة نزيهة الدليمي وستبقى تحيا بتجاربها الرائدة لقر ...
- من اجل صحوة وطنية لتصعيد مقاومةالاحتلال وادواته لتفتيت العرا ...
- التصويت السري في البرلمان والاقرار العلني في كردستان مخططات ...


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سعاد خيري - مكتبة الطفل العراقي في بغداد شعاع يخترق ظلمة واقع الطفولة ومثال ملهم لوطنيي الخارج