أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - عام جديد وما انجلى الصدأ














المزيد.....

عام جديد وما انجلى الصدأ


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 2156 - 2008 / 1 / 10 - 09:48
المحور: كتابات ساخرة
    


ما أكثر الأمنيات مع نهاية كل سنة وبداية أخرى جديدة. لعل شركات الإتصال بمقدورها معرفة ما يتمناه الناس في مثل هكذا مناسبات حيث الرسائل النصية القصيرة بالملايين. صحيح أن هناك أمنيات ندعو الله ، جل شأنه ، أن يحققها لنا، وفي المقابل ثمة أخرى بمقدورنا أن نحققها نحن بأنفسنا، فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
إن الصدأ الذي يغلف عقول كثيرنا لن يكون في حاجة إلى معجزة إلهية نركن إليها للتخلص منه. إنه من صنع البشر ويستطيع أن يجليه البشر بأدوات ليست مستحيلة، وأهمها النية الجادة لإعادة صقل العقل وفتحه من جديد، وكذلك خلق الطرق الحضارية للتخلص من ديكتاتورية الفكر التي تعشش في الزوايا العربية. إنْ رضي المرء بما أصاب السنوات التي خلت من وهنٍ عقلي وعنّة فكرية ما أحوجها إلى الفياغرا، فليعش ،إذن، سَنة ً يكثر فيها الوهن وتشتد العنة .
إنْ رضينا في السنة الجديدة هذا القمع العقلي والإرهاب الفكري ،ستنفد حينئذ تلك الكمّامات التي أعدها طواغيت الفكر لإطباقها على الأفواه، حيث لا فكر إلا فكرهم، ولا كلمة حق إلا كلامهم، وما دون ذلك هو رجس من عمل الشيطان في نظرهم. هم لا يؤمنون بالمعادلات الكيميائية التي تقول، بوضوح لا يدعو إلى أدنى ريبة، إن حركة الأضداد أسٌ لاستمرارية الحياة. هو الأمر ذاته بالنسبة إلى الحياة الفكرية والفنية والإبداعية واستمراريتها، وما دون ذلك فلن نشهد سوى ادعاء بعض الأشخاص امتلاكَهم الحقيقة المطلقة، كأنهم هم الذين يمنحون صكوك الغفران ويحددون المفكر الكافر من المؤمن، والمبدع المتعبد من الفاسق الزنديق .

لعله من المجدي أن نجعل السنة الجديدة مفصلية تحدد اتجاه البوصلة الفكرية، إما نحو إزالة الصدأ عن العقل العربي وتفتحه وتشغيله، وإما صوب مزيد من الاضطهاد وخنق الكلمات في أجوافنا، لن نخرجها إلا بصك ممن يمنحون تلك الصكوك، ويقررون لنا ما يُقال وما لا يُقال ،باعتبار أننا فكرياً أطفال خدّج، أو في أحسن الأحوال ما زلنا نحبو. ولن يكون لنا عمل آنئذ سوى جلي الصدأ عن القضبان التي تحاصر العقل ولا تريد له سوى أن يظل اسماً يميزنا عن باقي المخلوقات، وعاطلا من العمل، كلما تحرك ضربوه حتى يخمد ويهدأ .

أمامنا المزيد من أدوات تكميم الأفواه، و"بلدوزرات" لاقتلاع الآراء الحرة من جذورها. أمامنا محارق لالتهام الأوراق التي تعشق حرية الكلام، والكتب المتيمة في نشر الفكر المتجدد لا المستبد، وجعلها رماداً تذروه الرياح. وأمامنا قيود وأغلال مزينة بأوصاف من صنع أهلها لتكبيل العقول ووضعها رهن الإقامة الجبرية، ولا أحد يحب القيد ولو كان من ذهب. أمامنا من ادعوا القداسات وصيّروا أنفسهم موازين الفكر والعمل، فما راق لهم هو الصالح الخيّر، وما لم يستعذبوه هو الرديء القميء الواجب جزّه. فماذا أحرار الرأي فاعلون إزاء هذا الوضع المتردي !!

آن الوقت أن نغيّر أنفسنا من أناس ليس لهم سوى آذان ٍ جعلوها مثل الصحون اللاقطة والمراقبَة لاستقبال ما يُراد لها أن تستقبل ،إلى أفراد مرسِلين آراء ً حرة ومتعددة لا تخيفهم سياط طواغيت الفكر ولا سيوفهم التي إذا جد الجد سنكتشف أنها سيوف واهنة قد تعجز عن جز قطعة جبن.



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمنحونا الحرية يا - أولي الفكر -
- بَعد رجال الدين ..سادة الحكم
- صواريخ عقل – عقل
- تفكير مثل الرصاصة
- فياغرا فكرية
- أهلاً يا -عرب إسرائيل-
- إسرائيليات ولكِنْ
- صفات لا تنمحي
- نًحْنُ
- الحرام لا ينفي سمة الإبداع
- الحرام لاينفي سمة الإبداع
- وا
- فلسطين قضية وطنية لا -أمرٌ بالمعروف-
- كيف لو فلسطينيّ كويتيّ أو سوريّ لبنانيّ..!!
- الاجتياح... الحُب والسلاح
- 25 عاماً على صبرا وشاتيلا...ليت الذكرى اعتكفتْ
- شريعة ذكورابي
- باِسْم الدِين ..أطبّاء،زعماء،ورجال إفتاء
- إنقشع القماش عن ساقيْها...فقالوا رذيلة!
- مَن يتزوج مِن غير عذراء !


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد أبوعبيد - عام جديد وما انجلى الصدأ