أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - مأساة أسرة مرسى مطروح -المؤلفة قلوبهم وأسلمة مايكل وأخوته-















المزيد.....

مأساة أسرة مرسى مطروح -المؤلفة قلوبهم وأسلمة مايكل وأخوته-


مجدي جورج

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في كتابه الشيق الجميل "شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة"نقل لنا الأستاذ الشيخ خليل عبد الكريم التعريف الشائع للمؤلفة قلوبهم كما عرفهم سفيان الثوري (بأنهم من يدفع لهم نصيب من سهم الزكاة اتقاء لشرهم أو تحبيبا لهم بالإسلام ) ولقد استخدم رسول الإسلام سلاح المال أفضل استخدام في نشر ديانته الجديدة وفى تثبيتها في قلوب أتباعه كما اخبرنا كتاب الشيخ خليل عبد الكريم الذي أوضح لنا ان محمد استخدم هذا المال لتأليف قلوب سادة وزعماء قريش والعرب في تلك الفترة وتحبيبهم فى دينه الجديد وسأنقل لكم هنا مثالين من هذا الكتاب لشخصيتين هامتين هما:
1 صفوان بن أمية وكان من سادة قريش وزعمائها حيث ان النبي يوم فتح مكة دعا صفوان للإسلام فرفض ولكنه أعطاه الأمان فاستبصره صفوان أربعة اشهر لينظر في أمره وخرج الرجل في حنين فوجد المسلمون قد انتصروا وجمعوا غنائم كثيرة فلما أعطى النبي العطايا..قال صفوان:مالي فأومأ النبي إلى واد فيه ابل محملة فقال هذا لك ..فقال صفوان:هذا عطاء من لا يخشى الفقر.
وهذه الخطوة من محمد لتأليف قلب صفوان خطوة ذكية خصوصا أن صفوان كان شديد العدواة لمحمد الذي قتل أبيه وعمه في معارك سابقة وقد حاول صفوان تدبير المكائد لقتل محمد ولكنها لم تنجح وهى خطوة أيضا تستهدف تحبيبه في الإسلام خصوصا بعد إصراره على شركه ورفضه للإسلام حتى بعد دخول المسلمين لمكة بأربعة اشهر. وقد فعلت الثروة الطائلة فعل السحر في الرجل فاسلم فورا كما يخبرنا الواقدى فى كتاب المغازى "فبعد أن قال له محمد:هو لك ومافيه رد عليه صفوان قائلا:" اشهد ماطابت بهذا نفس احد قط إلا نبى واشهد انك رسول الله".
2 أبو سفيان بن حرب والد معاوية مؤسس الدولة الأموية ومن المعروف أن أبو سفيان كان من صناديد قريش وكان زعيمها في قتال محمد وهنا يذكر لنا الشيخ خليل عبد الكريم في كتابه واقعة تثبت لنا مدى مهارة النبي في استخدام سلاح المال لتحبيب أبو سفيان وتثبيته في الدين الجديد حيث يقول:"فجمعت الغنائم بين يدي النبي فجاء أبو سفيان بن حرب وبين يدي النبي الفضة فقال:يا رسول الله أصبحت أكثر قريش مالا فتبسم رسول الله ..وقال أبو سفيان:اعطني من هذا المال يا رسول الله ..قال:يا بلال زن لأبى سفيان أربعين أوقية وأعطوه مائة من الإبل..قال أبو سفيان:أبنى يزيد أعطه ..قال رسول الله:زنوا ليزيد أربعين أوقية وأعطوه مائة من الإبل .قال أبو سفيان :أبنى معاوية يا رسول الله .قال :زن له يابلال أربعين أوقية وأعطوه مائة من الإبل . قال أبو سفيان : انك لكريم فداك أبى وامى ولقد حاربتك فنعم المحارب كنت ثم سالمتك فنعم المسالم أنت جزاك الله خيرا .
وإذا عدنا الآن من صفحات التاريخ إلى ارض الواقع وبالتحديد إلى محافظة مطروح سنجد أن أحفاد رسول الإسلام لم يكتفوا باستخدام سلاح المال لتأليف القلوب وتحبيبها في الإسلام بل لجأوا إلى استخدام سطوة القوة ممثلة هنا في جهاز امن الدولة الذي أصبحوا يستندون إليه في الاسلمة بالترغيب والترهيب حيث جند بعض أفراد امن الدولة من أنفسهم حماة للإسلام ومدافعين عنه ومشاركين لبعض مشايخ التطرف في أهدافهم باستهداف الأسر المسيحية لتمزيق اواصراها وخطف أبنائها وبناتها وإرغامهم على الإسلام..
وهذا ما حدث مع أسرة مايكل البائسة المكونة من الأب الذي يعمل كمساعد شرطة ومن الام والأبناء الثمانية وهم خمسة أولاد عيد ومايكل ووهيب وسامي ومينا وثلاث بنات هن رانيا ومريم ونيفين وهذه الأسرة المحدودة الدخل والمنتقلة من محافظة قنا إلى مطروح وراء لقمة العيش والتي من الواضح أنها تعيش على مرتب الأب فقط الذي ربما لا يكفيها حتى لشراء العيش الحاف في ظل الارتفاع الرهيب في الأسعار مما جعل الأبناء يتسربون واحد تلو الأخر من التعليم .
وبدأت مأساة هذه الأسرة كما ورد على لسان الام فى حديثها لمراسل الأقباط متحدون منذ أكثر من عشر سنوات عندما خرج الابن الأكبر المعاق عيد على كرسيه المتحرك وهو ابن التاسعة ولم يعد من يومها إلى إن فؤجئت الأسرة به يظهر بعد عدة سنوات ببطاقة شخصية واسم اسلامى ويقول لهم انه اعتنق الإسلام ولا يستطيع العودة خوفا من حد الردة .
ثم تكرر هذا الأمر منذ فترة ليست بالقليلة مرة أخرى مع ابنتهم رانيا التي اختفت وقت ان كانت قاصر وعندما بحثت عنها الأسرة فى كل مكان وبعاطفة الأمومة والأبوة استطاعا والديها التعرف عليها فى أحدى سيارات الأجرة رغم إن خاطفيها أخفوها فى زى احدى المنقبات وتم أعادتها للمنزل حيث سلمها مدير الأمن ليد أبونا شنودة كاهن كنيسة العذراء بمطروح ولكن بعد فترة قامت مجموعة من المتطرفين بكسر الشباك الحديد لبيت هذه الأسرة واختطفوا رانيا ومن ثم أودعوها في أحدى الإصلاحيات لمدة سنتين وكانت الفتاة تكلم والدتها تلفونيا وتقول أنها لا تستطيع الرجوع وألا قتلت وفشلت كل جهود الأسرة لاسترجاعها بعد ذلك خصوصا بعد أن تم تزوجيها من احد المسلمين.
وأخيرا اكتملت مأساة الأسرة باختفاء مايكل ذو الثمانية عشر عاما منذ 4 ديسمبر الماضي والذي اتصل بأسرته فيما بعد قائلا لهم إن اسمه أصبح احمد وان الشيوخ يحتجزونه وإنهم يعملون على تحفيظه القران فى احد المساجد ولايستطيع العودة خوفا من حد الردة.
و استمرار هذه المأساة وهذا الاستهداف لهذه الأسرة هو بسبب إصرار والدة هؤلاء الأولاد على استرجاع أولادها وعدم تركهم فريسة سهلة للذئاب مما جعلها ترسل بالشكاوى الة وزارة الداخلية والى كافة الجهات ضد احد ضباط امن الدولة المدعو احمد الوكيل تتهمه فيها بأنه هو الذي يقف وراء هذه المأساة وهو الذي يهدد باقي الأبناء بنفس المصير حتى انه طلب من الابن وهيب أن يترك مطروح نهائيا مما جعل الابن يذهب للعمل فى الغردقة تاركا أخوته الصغار فريسة لهؤلاء الوحوش الآدمية الذين لا يرحمون.
نحن نعرف أن هناك جهات كثيرة تلجا لسلاح المال من اجل الاسلمة في مصر وان كل حالة اسلمة لها ثمنها على حسب الحالة ووضعها في المجتمع ونعرف ان هذه الجهات تتم مسعدتها وتسهيل طريقها من خلال عناصر كثيرة في الداخلية تساعد أو تغض الطرف عن هذه الجرائم بما فيها خطف وإرغام الأولاد القصر على الاسلمة وتزويج البنات القصر دون وجود أولياء أمورهن وهذه الجهات تصطاد الأسر الفقيرة والبعيدة عن الكنيسة بعد التضييق عليها في لقمة العيش خصوصا فى ألاماكن التي لا توجد بها خدمة كنسية قوية أو الأماكن التي لا توجد بها كنائس على الاطلاق .
لذا فاننى من هذا المنبر أتوجه برسالة الى كل كنيسة والى كل كاهن ان يمتد بخدمته الى خارج أسوار الكنيسة فخدمة هؤلاء الفقراء والمحتاجون في أماكن تواجدهم هي الوسيلة الوحيدة لمقاومة الاسلمة فهناك آلاف الأسر لا تستطيع الذهاب للكنيسة ربما بسبب ضغوط الحياة واضطرارهم للعمل طوال الوقت أو ربما لأسباب أخرى ولكن هذا لا يعنى ان نتركهم فريسة لهؤلاء الوحوش فمسيحنا هو الذي بحث عن الخطاة ..هو الذي ذهب إلى السامرية ولم ينتظرها كما ينتظر بعض كهنتنا الآن على كراسيهم في مكاتبهم المكيفة .



#مجدي_جورج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الثامنة لشهدائنا في الكش
- اغتيال فرانسوا الحاج معنى الحدث ودلالاته
- هل الهدف الحفاظ على حرمة أماكن العبادة ام اغتيال صوت الأقباط ...
- الأقباط ومؤتمري المواطنة و منتدى الشرق الأوسط للحريات
- ما هكذا تورد الإبل للمياه يا دكتورة زينب
- تقرير منظمة هيومان رايتس وتش والحرية الدينية فى مصر
- قالوا للارهابى وقع نفرج عنك
- قليل من الذكاء إذا كان الحياد والحياء غير موجودان-خبر وتعليق ...
- المؤتمر القبطي بشيكاغو:المكان والزمان
- رفيق حبيب وبرنامج حزب الأخوان المسلمون
- تونس وتركيا : العلمانية والدين والحجاب والمرأة والسلطة
- ماكس ميشيل يتجمل ويتودد
- الانتفاضة المباركة
- لا نتمنى تغيير على شاكلة تغيير شاوشيسكو ولكن نريده تغيير على ...
- الراعي والرعية في كنيستنا الأرثوذكسية
- الجاني والمجني عليه في اغتيال النائب اللبناني أنطوان غانم
- إشاعة وفاة الرئيس مبارك والتوريث ومنير زخارى وأسماء أخرى
- القبض على خلية إرهابية بألمانيا
- الإفراج عن الرهائن الكوريين مجموعة من الدروس والملاحظات
- عن النصب والاحتيال والطمع أحكى وأتكلم


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مجدي جورج - مأساة أسرة مرسى مطروح -المؤلفة قلوبهم وأسلمة مايكل وأخوته-