أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد هجرس - قراءة في تقرير مهم .. مبادرة »ياسين« وتحذير »الجبالي«















المزيد.....

قراءة في تقرير مهم .. مبادرة »ياسين« وتحذير »الجبالي«


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 2122 - 2007 / 12 / 7 - 11:06
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


التقرير الاستراتيجي العربي هو احد اهم مطبوعات مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بـ »الاهرام« ويصدر سنويا بانتظام منذ عام 1985.
وها نحن امام التقرير الاستراتيجي العربي »2006 ـ 2007« الذي يختلف في الشكل والتبويب عن التقارير السابقة وان كان لا يختلف عنها في الاهمية باعتباره وثيقة ترصد التحولات الاساسية خلال عام الامر الذي يجعله اقرب مايكون الي »دفتر احوال« لا يستغني عنه الباحث والمهتم بالشأن العام.
وقبل عرض اهم ملامح التقرير الجديد يجدر اولا تقديم التحية والتهنئة لكل الزملاء الذين ساهموا في اعداده وهم حسب الترتيب الوارد في التقرير ـ رئيس التحرير عبدالفتاح الجبالي ونائب رئيس التحرير أيمن السيد عبدالوهاب ومدير التحرير محمد فايز فرحات ومجلس التحرير الدكتور عبدالمنعم سعيد ونبيل عبدالفتاح والدكتور وحيد عبد المجيد والدكتور حسن ابوطالب والدكتور جمال عبدالجواد والمستشار الفني السيد عزمي والمدير الفني حامد العويضي وسكرتير التحرير الفني حسني ابراهيم ومصطفي علوان.
بعد الافتتاحية المقدمة يتكون التقرير من خمسة اجزاء ، الاول عن التفاعلات الدولية، والثاني عن التفاعلات الاقليمية ، والثالث عن القضية الفلسطينية، والرابع عن النظام الاقليمي العربي، والخامس والاخير عن مصر.
وفي الافتتاحية التي كتبها عبدالفتاح الجبالي عن العولمة والازمات المالية والتي حاول فيها هذا الباحث المتميز الاجابة عن سؤال رئيسي هو: هل يشهد الاقتصاد العالمي ازمة مالية قريبا؟ كانت الخلاصة هي ان الهيكل الحالي للنظام المالي الدولي اصبح لا يتسم بالكفاءة ، واصبح مفتتاً، واصبح بالتالي غير قادر علي ادارة المخاطر المالية المحتملة.
وفي رأي الجبالي فإن كثيرا من هذه المخاطر يرتبط بالتطورات في اسواق المال الدولية بما في ذلك موقف المستثمرين الدوليين والبنوك الدولية ونشوء اخطار تهدد وضع المدفوعات الدولية مصحوبة باضطرابات علي الصعيد التجاري وحدوث المزيد من الانخفاض في اسعار الاوراق المالية وغيرها من الاصول مصحوبا بخسائر في الثروات المالية وانكماش الاستهلاك والاستثمار علي الصعيد العالمي.
ويضيف ان هناك العديد من العوامل التي يمكنها ان تغذي هذه العملية منها الزيادة المتوقعة في معدلات التضخم في الدول المتقدمة في ضوء تدني معدلات الفائدة طويلة الاجل وكذلك استمرار العجوزات الهائلة في الموازنات العامة وتدني معدلات الادخار والاختلالات المالية الناجمة من الفوائض البترولية وغيرها، خاصة وان السلوك الطبيعي للاسواق المالية في مواجهة الصدمات هو الاستسلام لحالة الذعر العام واتباع سلوك القطيع بشكل غريزي ومن ثم تفتقد الاسواق القدرة علي التمييز بين الاقتصادات التي تتمتع بعوامل اقتصادية اساسية قوية والاخري ذات العوامل الاقتصادية الضعيفة.
وبناء علي التحليلات الكثيرة التي قدمت خلال السنوات الاخيرة يخلص عبدالفتاح الجبالي الي القول بانه يمكن استخلاص نتيجة واحدة بكل يقين وهي ضرورة اعادة النظر كلية في المبادئ الاساسية التي يعتمد عليها النظام المالي والنقدي الحالي، فمازال هناك قدر كبير من عدم اليقين في الاسواق الدولية، وهناك مايشير بالفعل الي ان العاقبة قد تكون اسوأ، إذ مع احتمال حدوث ركود اقتصادي واسع واكثر عمقا مما يؤدي الي مجموعة من المخاطر المتشابكة التي تعيب الموقف الاقتصادي الحالي بضعف غير عادي.
بهذه النظرة المتشائمة الي مستقبل النظام المالي العالمي وبتلك التحذيرات من مخاطر واضطرابات وخسائر وانكماش وتضخم وعجز في الموازنات وتدن في معدلات الادخار واختلالات مالية هائلة، وما قد تولده من حالة ذعر عام، تأتي افتتاحية التقرير الاستراتيجي العربي بصورة مفزعة تجعلنا نضع ايدينا علي قلوبنا لكن الافتتاحية الممتازة لم تقل لنا مع ذلك ماذا يجب علي حكومات بلدان »غلبانة« مثل بلدنا وغيرها من البلدان العربية وبلدان العالم الثالث ان تفعل؟
حتي عندما ينهي الزميل عبدالفتاح الجبالي افتتاحيته الرائعة بالمطالبة بـ »ضرورة اعادة النظر كلية في المبادئ الاساسية التي يعتمد عليها النظام المالي والنقدي الحالي« محذرا من ان »العواقب قد تكون اسوأ« لم يقل لنا من المقصود بهذه المطالبة البالغة الاهمية وماهو موقع بلداننا من الاعراب فيها؟!
وبعد الافتتاحية تأتي المقدمة التحليلية التي كتبها استاذنا ومعلمنا السيد يسين استاذ علم الاجتماع السياسي ومستشار مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عن حوار الثقافات وحل الازمات في المنطقة الاورو متوسطية وهي في حقيقة الامر ليست »مقدمة تحليلية« كما يقول العنوان الوارد في التقرير وانما هي درس في الكتابة الجميلة والبحث العلمي الرصين والعميق والتوثيق الامين لكل كلمة ونسبة اي فكرة لصاحبها وبعد ابحار ممتع في البحر الابيض المتوسط باعتباره منطقة استراتيجية والافكار و»المبادرات« الاستراتيجية الرئيسية بصدده يطرح لنا أهم عناصر المبادرة الحضارية العربية المقترحة لاثارة النقاش حولها في مواجهة كل من خطاب غربي عنصري ـ قام السيد يسين بتفكيكه وتفنيده وتنفيذه ـ وايضا في مواجهة خطاب اسلامي متطرف صاغه اسامة بن لادن وزعم فيه ان هناك حربا دينية قائمة بين الغرب والامة الاسلامية.
وعناصر المبادرة الحضارية العربية المقترحة هي:
1- ضرورة صياغة مفهوم لتحقيق السلام العالمي يقوم علي اساس تعريف محدد للعدل باعتباره »انصافا«.
2- لا يمكن للسلام العالمي ان يتحقق الا اذا ووجهت سلبيات العولمة الاقتصادية بشكل حاسم، لان العولمة تعمل في الوقت الراهن لصالح دول الشمال المتقدمة علي حساب دول الجنوب الفقيرة، وفي هذا المقام لابد من اعادة التفاوض حول معاهدة منظمة التجارة العالمية وتعديل المواد الي نصت علي احكام مجحفة بالدول النامية مما من شأنه ان يدمر بنيتها الاقتصادية علي المدي الطويل.
3- ولابد للمبادرة ان تركز علي ضرورة وضع معايير لتقنين حق التدخل السياسي وتقديم مباديء محددة مقترحة علي ضوء الخبرة الدولية في العقد الماضي.
4- هناك ضرورة قصوي للتمييز بين المقاومة المشروعة للاحتلال والارهاب وتقديم مقترحات لتعريف الارهاب يمكن الاتفاق الدولي حولها.
5- ضرورة وضع سياسات ثقافية وتنموية شاملة في البلاد العربية والاسلامية لمواجهة الفكر الاسلامي المتطرف والجماعات والمنظمات الارهابية.
6- اهمية صياغة سياسات ثقافية رشيدة في البلاد الغربية للتعامل مع المواطنين من اصول عربية اسلامية في ضوء قواعد المواطنة المعترف بها قانونا.
7- ضرورة وضع سياسة ثقافية للتعريف بقواعد الاسلام الصحيحة وذلك في المجتمعات الغربية وتوثيق الصلة مع مؤسسات المجتمع المدني في هذه المجتمعات لابراز وجهات النظر العربية.
8- ضرورة مواجهة العنصرية الغربية الجديدة من خلال التحالف الثقافي بين المثقفين العرب والمثقفين الغربيين النقديين الذين يحاربون في بلادهم التيارات العنصرية الجديدة.
9- لا يمكن ان تتوافر للمبادرة الحضارية العربية اي مصداقية الا اذا ثبت للعالم ان المجتمع العربي ينتقل بخطوات سريعة من التسلطية الي الديموقراطية بكل مايعنيه ذلك من معان وانعكاسات علي السلوك السياسي والاجتماعي والثقافي في ضوء توسيع دائرة المشاركة السياسية واحترام التعددية وحقوق الانسان.
10- واخيرا .. و نحن نعيش في عصر المجتمع المدني العالمي ، حيث تلعب المؤسسات غير الحكومية والتطوعية ادوارا بالغة الاهمية في مجال التنمية ، بعد تقلص دور الدولة ـ لاسباب شتي ـ في ميادين متعددة لابد من دعم عجلة تأسيس واعادة احياء المجتمع المدني العربي التي تدور في بلاد عربية متعددة.
***
والواضح ان القاسم المشترك بين »تحذير الجبالي« و»مبادرة يسين« هو ان هناك شيء غلط في النظام العالمي ، وان الاجحاف والاختلال هما الدعامتان الراهنتان لهذا النظام وانه لا امل لأمثالنا في اي تقدم دون اعادة النظر في اسس هذا النظام، لكن مايضيفه استاذنا السيد يسين هو اننا يجب الا نكتفي بالشكوي ولطم الخدود وشق الجيوب وانما يجب ان نتحرك ونبادر ونضغط في الوقت الذي نعيد فيه ترتيب بيوتنا من الداخل وتطهيرها من التخلف والتسلطية سواء كانت تسلطية هذه الحكومة او تلك او خطاب بن لادن الذي يتساند وظيفيا مع خطاب بوش ويعيد كلاهما انتاج الاخر بدون توقف.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلعت حرب
- متى نتوقف عن اللت والعجن فى قضايا القرون الوسطى؟!
- هل تتذكرون بنك القاهرة ؟
- جماعة الإدارة العليا .. بامتياز (2)
- القلق لا يليق بإسرائيل .. فقط
- الكل فى واحد : مدارس صحفية متعددة ومطالب نقابية موحدة
- رغم سلبيات تافهة وتجاوزات غير بريئة.. ألف مبروك للصحفيين .. ...
- الثورة الفرنسية .. الثانية
- نشرة حكومية .. لكنها تستحق الاحترام
- يومان داخل عرين -حلف شمال الأطلنطى- .. يا حفيظ!
- إنها الحرية .. يا غبى
- أيها المجتمع المدنى الكسيح .. كم من الجرائم ترتكب باسمك؟!
- جرثومة الكسل الاسلامية!
- لا تقولوا أن -الفلوس- هى السبب !
- أفراح وأحزان.. في احتفالية مكتبة الإسكندرية بعيد ميلادها الخ ...
- ارفعوا أيديكم عن نقابة الصحفيين
- برنامج الأخوان:طلب لجوء سياسى جماعى إلى الماضى
- تصريحات ساويروس .. المهذبة
- رسالة أمل .. من نوبل
- الملك فاروق الأول .. والأخير!


المزيد.....




- هل إسرائيل استخدمت أسلحة أمريكية في غزة بشكل ينتهك القانون ا ...
- واشنطن تصدر تقريرا حول انتهاك إسرائيل استخدام أسلحة أمريكية ...
- استراتيجية الغربلة: طريقة من أربع خطوات لاكتشاف الأخبار الكا ...
- أمير الكويت يحل مجلس الأمة ويعلن وقف بعض مواد الدستور لمدة ...
- طالبة فلسطينية بجامعة مانشستر تقول إن السلطات البريطانية ألغ ...
- فيديو: مقتل شخصين بينهما مسعف في قصف إسرائيلي بطائرة مسيّرة ...
- بعد إحباط مؤامرة لاغتياله.. زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي
- تحذيرات أممية من -كارثة إنسانية- في رفح .. وغموض بعد فشل الم ...
- مبابي يعلن بنفسه الرحيل عن سان جيرمان نهاية الموسم
- انتشال حافلة ركاب سقطت في نهر بسان بطرسبورغ في حادث مروع


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - سعد هجرس - قراءة في تقرير مهم .. مبادرة »ياسين« وتحذير »الجبالي«