أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - ديمقراطية الإعدام خارج القانون














المزيد.....

ديمقراطية الإعدام خارج القانون


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 2119 - 2007 / 12 / 4 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اقتربت العاصفة من نهايتها، هكذا ظاهريا فقط. ذلك أنها ذهبت إلى نقطة تجمع العاصفة الأكبر. تلك هي عاصفة غرق قوارب الصيد المتهالكة التي أقلت شباب مصر باتجاه شاطيء الحلم الأوربي هرباً من البطالة والجوع في وطنهم.
ظن أولياء الأمر أنه سيتم دفن الموضوع مع جثث الضحايا بمجرد صدور فتوى دينية بأن هؤلاء ليسوا شهداء لأنهم مجرد طماعين يسعون وراء الكسب، ثم وعود بإنهاء البطالة، ومطاردة من قاموا بترحيلهم، لكن هذه المسائل لاتسقط بالتقادم، وهبت عاصفة أخرى تخص خمسة آلاف مصري يعيشون في الكيان الصهيوني، متزوجين من إسرائيليات (لاندري كم منهن فلسطينيات وكم يهوديات)، لكن جميعهم أو غالبيتهم الساحقة حصلوا على الجنسية الإسرائيلية مع احتفاظهم بالجنسية المصرية.
هذه الواقعة المفجعة كشف عن حجمها وعمقها برنامج في قناة تلفزيونية خاصة، وبأنها ليست مجرد حالات قليلة وفردية واقامة مؤقتة.
وأود أن أشير الى أنني أحمل تقديراً عالياً لأشقائنا الفلسطينيين الصامدين في الأراضي المحتلة عام 1948 في مواجهة العنصرية والمطاردة والاضطهاد، ولكن زواج المصريين وإقامتهم في الكيان المعادي وحصولهم على جنسيته شيء آخر، ومن حقنا أن نتساءل عن سبب ترحيب العدو الصهيوني بهذا العدد الكبير من المصريين، في ذات الوقت الذي توجه فيه التهديدات كل يوم بطرد من تبقى من الفلسطينيين في بلادهم المحتلة منذ 1948.
لقد عاصرنا المعركة السياسية ذات الطابع الديني والعنصري التي نشبت بسبب هجرة اليهود الفلاشا الى الكيان الصهيوني، والتي قادها الحاخامات والمتدينون اليهود حيث شككوا في يهودية الفلاشا وعدم أحقيتهم في القدوم إلى الكيان الصهيوني، في حين كشفت أحدث دراسة إسرائيلية عن زيادة نسبة المتدينين اليهود إلى 80% مقابل 20% فقط من العلمانيين، وهاهم يقبلون الآن بمهاجرين مصريين مسلمين ومسيحيين؟ فما هو الجديد؟ وما هو الرابط بين هذا الأمر وقيام الكيان الصهيوني بإعداد كوادر من الفلاشا ودفعهم للعودة الى إثيوبيا للاستيطان حول بحيرة تانا (إحدى منابع النيل) كرجال أعمال يقيمون المشاريع. وبالمثل النشاط الواسع لتهويد أفارقة في دول هضبة البحيرات حيث بحيرة فيكتوريا (منابع النيل أيضا) وتحويل هؤلاء إلى رجال أعمال وخبراء وساسة في هذه الدول؟ ثم امتداد عمليات التهويد الى دارفور بالسودان المليئة بالاضطرابات (والبترول والثروات أيضا)؟ ووصول الأمر إلى عمليات تهويد تتم في الهند ذات العلاقات الضاربة في القدم مع العرب وذات الأهمية الاستراتيجية المتاخمة للعالم العربي وتخومه الإسلامية؟
ألا تعني كل هذه الوقائع خطة لحصار الإقليم كله من الخارج واختراقه من الداخل وتهديد أمنه القومي لإنجاز المشروع الصهيو-أميركي المدمر أي الشرق الأوسط الجديد؟

الحالة المصرية
هجرة الشباب المصري إلى الكيان المعادي مسألة شديدة الخطر. إنها نقلة نوعية في عملية التطبيع مع العدو.. ولكن ما هو سبب افتقاد هؤلاء الشباب للمناعة الوطنية والتخلي عن روح الانتماء؟ هل هو عيب أخلاقي، أو صعوبات معيشية فقط؟ بالطبع لا. رغم أن هذه أسباب جدية تدفع الى الهجرة حتى ولو كانت تحمل الموت غرقاً.
افتقاد المناعة الوطنية وروح الانتماء والصعوبات المعيشية الهائلة كلها نتائج، لكن السبب هو الاستدارة يميناً وصولاً إلى ما يسمى باقتصاد السوق والاندماج في الاقتصاد الرأسمالي العالمي، أي التبعية المطلقة في كل شيء، وإنهاء أي دور للدولة اكتفاء بدورها القمعي المادي والروحي. في نظام السوق يصبح كل شيء قابلاً للبيع والشراء، حتى الأوطان ذاتها.

جوهر ديمقراطية السوق
في اليوم التالي لفضيحة بهذا الحجم الهائل للمصريين الإسرائيليين، كان يعقد بمنطقة البحر الميت بالأردن مؤتمر لرجال أعمال عرب يناقشون فيه اقتصاد السوق، وفيما أذيع من فقرات هذا المؤتمر أكد المشاركون فيه على الارتباط بين حرية السوق وبين الديمقراطية، ومن أن الديمقراطية هي اقتصاد السوق الذي يعطي برلمانات تخلق التوازن وتحقق المطالب الشعبية.
وبينما كانت تلك الوساخات تذاع، إذ بتقرير أمريكي عن فقراء عاصمة المال والاقتصاد الرأسمالي العالمي (نيويورك)، يقول إن بالمدينة 3ر1 مليون جائع لاتستطيع مراكز الوجبات المجانية تغطية سوى حاجات جانب منهم، أما الباقون فليموتوا جوعا تحت صقيع الشتاء.
فماذا صنعت ديمقراطية رأس المال في أغنى بلادها التي تنهب جانباً هائلاً من ثروات الكوكب؟ وماذا صنع الكونغرس، أضخم برلمان برجوازي في العالم لفقراء عاصمة الرأسمالية العالمية وليس لفقراء أمريكا كلهم؟ لاشيء! إن ديمقراطية السوق هي حرية النهب والسرقة والجوع، وهي في بلداننا إضافة لذلك، حرية المشاركة من موقع التبعية في نهب الأوطان وتجويع شعوبنا، مشاركة يقوم بها اللصوص والأفاقون والجهلة، فيقدمون الأوطان ذاتها للإمبريالية والصهيونية مقابل الفتات والحماية من غضبة الشعوب..
* إبراهيم البدراوي



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. ماهر الطاهر ل«قاسيون»:كثافة الحضور العربي في أنابوليس دون ...
- العميد أمين حطيط ل«قاسيون»:جاؤوا بنار ليحرقوا بها الوطنيين ف ...
- وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل لقاسيون:«أجانب» الإحصاء الاست ...
- لننتقل من الدفاع إلى الهجوم
- أليس هذا استقواءً آخر بالخارج؟؟
- المؤتمر الخامس والعشرون لنقابات العمال .. المطالب العمالية ب ...
- انجازات مؤتمر الحزب الوطني الحاكم في مصر والخصخصة:«كمن يبيع ...
- مؤشرات جديدة لحرب أمريكية على إيران
- طموح الحركة النقابية بين الواقع.. والمأمول
- رفع سعر البنزين.. ماذا بعد؟؟
- في الذكرى ال 83 لتأسيس الحزب الشيوعي السوري..الشيوعيون السور ...
- لماذا.. وبماذا يهددون؟؟!
- لطريق إلى انتزاع زمام المبادرة الاستراتيجي
- دلالات الاستطلاع بالقوة
- ما وراء ارتفاع الأسعار ؟
- ماذا يريد الفاسدون من الشعب؟
- الوهم والخراب..
- مشروع الشرق الأوسط الكبير دخل طريقاً مسدوداً
- خياران لا ثالث لهما
- السير نحو المجهول


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قاسيون - ديمقراطية الإعدام خارج القانون